الإمام ناصر محمد اليماني
20 - 11 - 1429 هـ
18 - 11 - 2008 مـ
04:17 صباحاً
ــــــــــــــــ
بيان الإمام المهديّ في الحديث الحقّ: [ من قال لا أعلم فقد أفتى ]
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين، وبعد..
أخي الكريم أهلا وسهلا بك، إنّي أحاورك بالحقّ فأقذفُ بالحقّ على الباطل بإذن الله فيدمغه فإذا هو زاهقٌ، وجاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً، ومما جادلتَ به من الباطل هي فتواك بأنّ: [كُلّ مجتهدٍ مصيبٌ]، وذلك ما تعنيه من حديثك وهو قولك:
وأما أمر الرحمن فقد حرَّم علينا ما أمر به الشيطان أن نقول على الله ما لا نعلم، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [من قال لا أعلم فقد أفتى]؛ بمعنى أنّ الله أعطاه كأجر مُفتٍ لأنّه اتّقى الله ولم يقل عليه بما لا يعلم، وهذا حديث حقٍّ وافق لأمر الله في القرآن في هذا الموضع، وأصبح الحديث الذي أتيت به فتزعم أنّه عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما أخرج البخاري وأبو داود عن عمرو بن العاص وأبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر]، قد أصبح مخالفاً لما جاء في كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي إمّا أن تتّفق مع ما جاء في القرآن أو لا تخالفه شيئاً. ولكنّ الباطل يأتي بتحليل ما حرم الله، فنجد هنا التحليل أن يقول الحاكم على الله ما لا يعلم هل هو حقٌّ أم باطلٌ وإنّما برأيه واجتهاده وجاء مخالفاً لما ورد في كتاب الله وسُنّة رسوله، فأمّا الحكم من كتاب الله في هذا الشأن فنجده محرَّمٌ، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم.
وكذلك قول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [من قال لا أعلم فقد أفتى]؛ بمعنى أنّ له أجرَ المفتي نظراً لتقوى الله ولم يقل عليه ما لم يعلم بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ، ولكنّ فتواك تقول:
وسبق أن عرّفتُ الاجتهاد وهو: أن تجتهد باحثاً عن الحقّ حتى يهديك الله إلى الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ على بصيرةٍ من ربّك، ومن ثم تدعو الناس على بصيرةٍ من ربك، أما الدعوة إلى شيء لا تزال مجتهداً في البحث عن الحقّ فلن تقنعهم به لأنك لم تتوصّل إلى سلطان الإقناع بل لم تقتنع أنت، فكيف تريد أن تقنع الآخرين؟
وسبق وأن فصَّلنا الاجتهاد وعرّفناه أنّه: البحث عن الحقّ حتى يهديك الله إليه، ومن ثم تدعو إليه على بصيرة من ربك.
وأرجو ان تتطلع على هذا الرابط :
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=3866
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
______________