الموضوع: سوال عن السبع السماوات

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي سوال عن السبع السماوات

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه في نفسه
    اريد. شرح عن السبع السمأوات الطباق
    فكل ما بحثت عن موقعهن في اليوتيبوب
    اجد اغلبيتهم. يمثلون السبع السماوات كمثل البصاله. ويستشهدون بقول الله تعالى
    ... وبنينا فوقكم سبعا شدادا... صدق الله العظيم
    فنريد شرح توضيحي لهاذا الامر هل شرح الامام صلوات ربي وسلامه عليه في هاذا؟
    في نظريتي ان لكل كوكب من الارضين السبع سماء خاص به كمثل سماء الدنياء
    وليس كمثل البصاله حسب مافهمت انا
    وسلاماً على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    *سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته*

  2. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه وجمعة طيبة مباركة حبيبي في الله معين البحش

    أرجو أن يكون هدا البيان كافي لسؤالك و شكراً

    ======== اقتباس =========



  3. افتراضي

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

    اقتباس المشاركة 245 من موضوع الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً يا معشر القُرآنيّين ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الآخر - 1431 هـ
    17 - 03 - 2010 مـ
    12:33 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    ــــــــــــــــــ



    الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً يا معشر القُرآنيّين
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين، ثُمّ أما بعد..

    يا معشر القُرآنيين اتّقوا الله حقَّ تُقاته ولا تقولوا على الله مثل غيركم ما لا تعلمون في تأويل القُرآن العظيم واتّبعوني أهدِكم صراطاً ـــــــ مُستقيماً بالتأويل الحقّ للقُرآن العظيم وأنا به زعيم وهادي به إلى الصراط المُستقيم والسجود لله العزيز الحميد، ولن أجادلكم من السُّنّة في تقديم البُرهان بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً؛ بل سوف ألجمكم بالحقّ إلجاماً من القُرآن العظيم فلا تستطيعون أن تلجموني من القرآن شيئاً ما دمتم به مُستمسكين؛ بل أنا من سوف ألجمكم وعُلماءَ الأُمّة أجمعين على مُختلف مذاهبهم وفرقهم أتحداكم أجمعين وليس تحدي الغرور بل الحقّ من ربكم المهديّ المُنتظَر خليفة الله على البشر زادني الله عليكم بسطةً في العلم فجعلني المُهيّمن عليكم أجمعين بالقرآن العظيم فألجمكم بالحقّ إلجاماً حتى لا يكون أمامكم إلّا التصديق بشأني أو تكفرون بهذا القرآن العظيم فلا خيار لكم، وانتهت مقدمة الخطاب..


    وأقول يا معشر القُرآنيين هلمّوا لننظر هل الصلوات خمسٌ في القُرآن العظيم أم ثلاثٌ؟ فلا تُجادلونني بأرقام ما أنزل الله بها من سُلطان! بل بآياتٍ من حديث الله من القرآن العربي المُبين لقومٍ يؤمنون. ومددنا (حلمي 333) الباحث عن الحقيقة بآيةٍ أشدّ تفصيلاً تُبيّن بأن ما قلته لكم أنه الحقّ بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً، ولسوف تجدها يا حلمي العليم ويكاد أن يهتدي إلى الصراط المُستقيم في هذا الخطاب المتطور.

    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى جميع الأنبياء والمُرسَلين الذين من قبله وعلى جميع المُسلمين التابعين ومن ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين ولا نُفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحنُ له مُسلمون، ثُمّ أمّا بعد..


    إليكم الجواب على السؤال الأول وأهم الأسئلة أجمعين حول مواقيت الصلاة الخمس عمود الدين:

    عليك أن تعلم أيّها السائل بأنّ أمر الصلاة تلقّاهُ مُحمد رسول الله مُباشرةً بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليُريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين بالعلم لا بالحُلم، وكذلك مرَّ بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجنّ والإنس، وكذلك الذين تأخذهم العزّة بالإثم بعد ما استيقن الحقّ أنفسهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّه الحقّ من ربِّهم، أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب ويوم الحساب يُدخلون أشدَّ العذاب.

    وقد مرّ مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين عِلماً وليس حُلماً؛ بل أُسري به بقدرة الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم:
    {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق، وتلك الشجرة المُباركة لا شرقيّة ولا غربيّة نظراً لأنّها تُحيط بعرش الملكوت كُلّه شرقاً وغرباً، ولو كانت شرقيّة لعلمنا أنّها صغيرةُ الحجم، نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق، ولو كانت غربيّة لرأينا الأمر كذلك، وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إمّا شرقيّة وإما غربيّة، ولكنّنا وجدناها في القُرآن بأنّها ليست شرقيّةً وليست غربيّةً، ومن ثمّ بحثنا عن هذه الشجرة المُباركة وعن سرّها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض؛ بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض.

    وقد يودّ سائلٌ أن يقول: "إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فكَم الطول؟". ومن ثُمّ نقول ليس للكرة طول بل عرض، والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُنّ السماوات السبع والجنة التي عرضها السموات والأرض، وكُلّ سماءٍ أوسع حجماً من التي قبلها؛ بمعنى أنّ السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع، وهي الطبق الأول فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني، فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُلّ بناء سماءٍ يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً، وتُحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً، وذلك معنى قوله تعالى:
    {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿47﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    بمعنى أنّ كُلّ سماء تُحيط بالأدنى منها، فالسماء الأولى تُحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفَعْت في السماوات تجد بنائهنّ أوسع فأوسع إلى السماء السابعة، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض إلى الأرض الأُمّ مركز الانفجار الكوني، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تُحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق، وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى؛ بل هي عَلَم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيء إليها.

    وبما أنّنا نعلم بأنّ الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ولكنّنا نجد بأنّ سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض. وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبّر ويتفكّر، وقال الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فإن سألني أحدكم عن بيت فلانٍ فقلت لهُ: الجبل الفُلاني عند بيت فُلان الذي تسأل عنه لقاطعني قائلاً: كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر!! بل قُل: بيتُ فُلان عند الجبل الفُلاني. فأقول له: صدقت وصدق الله العظيم وقال:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ} وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض، أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟ بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رآها مُحمدٌ رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    وهل تظنون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾}
    صدق الله العظيم [القصص].

    ولربما يستغل الضالون هذه الآية
    فيؤولونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأما موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة، وقال سبحانه: {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نور وليست ناراً وإنّما حسب ظنّ موسى بأنّها نارٌ ولكنّهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرَ موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى:
    {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿8﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فأما الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النور في الحقيقة مُنبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك، قال الله تعالى:
    {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وذلك لأنّ الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما لهُ من نور، ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان للتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلها المسيح الدجال
    فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدو الله ولأنّه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أولياؤه تأويلاً بالباطل للتمهيد له ولكنّنا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء، فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون.

    وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً، وقال سُبحانه وتعالى:
    {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فلا تفكّروا في ذاته! فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء؟ وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السماوات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون:
    {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرةً من ربّ العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهُنّ الله الصلة بين العبد والمعبود، من أقامهُنّ أقام الدين ومن هدمهُنّ هدم الدين، فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:
    {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وقد يقول أحد المُسلمين من الذين لا يُصلّون: "إنما تخص هذه الآية الكفار" ومن ثُمّ نقول لهُ: إذا لم تُصلِّ فأنت منهم، والعهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة فإذا لم يسجد جبينك لربك فأنت مُتكبر بغير الحقّ وعصيت أمر ربك وأطعت أمر الشيطان في عدم السجود لله ربّ العالمين يوم يُدعَون وأولياؤهم إلى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يُدعَون للسجود لله في الدنيا وهم سالمون.


    وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأنّ ثلاثاً من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفةٍ من الليل؛ في أوله وآخره، ومعنى الزُلفة أي: ميقاتٌ قريبٌ من أول النهار وآخره، وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فتكونا في طرفي نهار العشي.

    ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس، وقال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فمن خلال هذه الآية نفهم بأن
    نهار العشيّ طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل فيدخل ميقات صلاة العشاء، وقال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].

    فأما:
    {طَرَفَيِ النَّهَارِ} فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هما: الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب. وأما: {زُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} فقد بيّنا بأنّ الزُلفة أي: الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو: وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو: وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.

    ولربما يودّ ابن عُمر أو غيره أن يقول: "مهلاً، إنّما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟". ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأنّ النهار يتكون من
    نهار الغدو وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر، وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فأما قوله تعالى:
    {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.

    وأما قوله تعالى:
    {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.

    وأما قوله تعالى:
    {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق؛ وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض، فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.

    وأما قوله تعالى:
    {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} صدق الله العظيم، وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر، ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول: "بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر"، فنقول: ولكنّك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر، فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنّه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}، إذاً ليس لك الآن إلّا أن تتيقّن بأنه حقّاً ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.

    ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ما سلف ذكره بأنّ الصلوات خمس وليست ثلاثاً، وقال الله تعالى:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى التأويل المُطابق بالحقّ مع الآيات التي ذكرناها من قبل:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وإنّما الحين هو: الوقت المُحدد للتسبيح في الصلوات. لذلك يقول: {حِينَ}، وأما التسبيح المُطلق فهو: في النوافل والذكر، وهي في أي وقت من الأوقات، كمثال قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    وأما إذا تم التحديد بقوله:
    {حِينَ} فذلك تحديد الوقت، وذلك الوقت قد أصبح معلوماً للتسبيح لله في الفرض، تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} صدق الله العظيم [النساء:103]، يكون وقت صلاة مفروضة بلا شكّ أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح، ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة؛ ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون؟ وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى التأويل:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق؛ وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق وهو دخول ميقات صلاة العشاء؛ فذلك هو المعنى لقول حين تمسون، وهو زُلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.

    وأما قوله تعالى:
    {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم للذكر والتسبيح في صلاة الفجر.

    وأما قوله تعالى:
    {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابقاً لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب هذا بأن العشي هو العصر.

    وأما قوله تعالى:
    {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.

    وجادلهم يا (حلمي 333) ولسوف نزيدك من العلوم ما تلجم به الممترين إلجاماً، ولو إنّي أراك تقول: "لست مُكذِّباً ولست مُصدِّقاً"، ولكنّي أراك مُصدِّقاً وأرجو من الله أن يزيدك نوراً ويشرح صدرك ويريك الحقّ حقاً ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.


    ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى؛
    ويقصد بأنّها وسطى من ناحية وقتيّة ولا يقصد وسطى من ناحية عددية، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر والظُهر والعصر والمغرب والعشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.

    وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقّة للجاهل والعالم وذلك في قوله تعالى:
    {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} صدق الله العظيم [البقرة:187]؛ فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك، والأذان للفجر والإمساك معاً ومن ثمّ يتمّون الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.

    ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيّهنّ الصلاة الوسطى وذلك في قوله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهنّ من الصلوات، وقال الله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فقد بيّن لنا أيهنّ بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءًا من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبيّن لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات وتلك هي صلاة العشاء، ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى، وذلك قوله تعالى:
    {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم. إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿1﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [الليل].

    وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات صلاة الفجر يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً. إذاً أقسم الله بوقتٍ واحدٍ وهو ميقات صلاة الفجر، وكذلك قول الله تعالى:
    {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر، فمعنى قوله:
    {عَسْعَسَ} أي: أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.

    ولربما يُريد أحدكم أن يُجادلني فيقول: "بل أقسم بوقتين وهما: المغرب بقوله عَسعَس، والفجر بقوله تنفَّس"، ومن ثُمّ أرد عليه فأقول: ولكني لا أفسّر القرآن بالظنّ مثلك؛ بل أقول إنّهُ أقسم في هذه الآية بوقتٍ واحدٍ وهو وقت صلاة الفجر. وتعال لأعلمك بالبُرهان الأوضح لهذه الآية، وقال الله تعالى:
    {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر]. فهل ترى البيان واضحاً وجليّاً بأنّهُ وقت واحد وليس وقتين؟ والليل إذا أدبر أي ولّى، والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبيّن قَسَماً آخر وهو: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وقد علمناكم بأنّ معنى عسعس أي: أدبر، والصبح إذا تنفس أي: ظَهَر، وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون وهي صلاة الفجر، ولكنّكم حسبتموها من ناحية عدديّة بأنّها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنّها الفجر، وذلك لأنّ ميقاته يكون في الخيط الأبيض؛ والخيط الأبيض هو خطٌ وسطٌ بين الليل والنهار، وذلك لأنّ ظهوره عند تنفُّس النهار وإدبار الليل فهو في الوسط لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى. ولو كنتم تخشون أن تقولوا على الله ما لا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحُجة، فسوف تجدون القرآن يوضّحها لكم في موقع آخر في نفس الموضوع، فقد ذكر الصلاة الوسطى في آيةٍ مُبهمةٍ فيها الصلاة الوسطى، ولكنهُ جعل لها إشارةً بأنّها تلك الصلاة التي علّمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وإنّ عليكم أن تقوموا فيها لله قانتين بالدعاء بعد الركوع الأخير، وقال الله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثُمّ بيّنها الله لكم في آية أُخرى وإنّها التي يُجهر فيها بالقرآن، وقال الله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    بمعنى أن تحافظوا على الصلوات الخمس، ثُمّ نوّه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقاتٍ صعبٍ؛ طرف السُبات الأخير عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن وعندها تمسكون عن الطعام وعن الشراب في شهر رمضان. ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء وكأنّ صلاة المغرب هي الأولى! بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبيّن لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق. فهل أنتم مؤمنون ومتّبِعون الهادي إلى الصراط ـــــــــــــــ المستقيم؟

    إمام الأُمّة من يكشفُ به الله الغمّة ويوحد به الأُمّة، والناصر لمُحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم، والذي جعل الله اسمه مواطئاً لاسم مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك حتى يوافق الاسم الخبر وعنوان الأمر للمهديّ المُنتظَر الإمام؛ ناصر مُحمد اليماني.
    ____________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    اقتباس المشاركة 108186 من موضوع أتمنى ظهور المهدي ولكني لا أصدق حتى تجيب فعليك الإثبات وعلي أن أستجيب


    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 09 - 1434 هـ

    16 - 07 - 2013 مـ
    09:02 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    الردّ الثاني من الإمام المهديّ إلى أبي مودة، ونوقفه عند حدّه بسلطان العلم المُلجِم من محكم القرآن العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين، أمّا بعد..
    ويا أبا مودة، لقد أخبرنا الله في محكم كتابه أنّه بثّ في السّماوات عوالمَ من عبيده كما الأرض بثّ فيها من عبيده ما يدأب أو يطير. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السّماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [الشورى:29].

    كون السّماء ليست مجرد غلافاً جويّاً بل سقفاً مرفوعاً بقدرة الله ومحفوظاً بزينتها النّجوم التي تتفجر بين الحين والآخر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَجَعَلْنَا السّماء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:32].

    ولكنّ السّقف السّماويّ مرفوعٌ من غير أعمدةٍ ترونها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} صدق الله العظيم [لقمان:10].

    وكما قلنا إنّ السّماء سقفٌ ليس به فتحات بل أبواب مغلقة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السّماء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} صدق الله العظيم [ق:6].

    وإنّما الفروج هي الفتحات، وما لها من فروجٍ أي ما لها من فتحات، بل لها أبوابٌ مغلقةٌ ويتمُّ فتحها حين يشاء الله عند التّنزيل أو المعراج لمن يشاء، وتُفتح أبوابها كافةً يوم تقوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا السّماء فُرِجَتْ} صدق الله العظيم [المرسلات:9].

    وفُرجت بمعنى فُتحت. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَفُتِحَتِ السّماء فَكَانَتْ أَبْوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:19].

    وذلك نتيجة انشقاق السّقف السّماويّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَانْشَقَّتِ السّماء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ(18)} صدق الله العظيم [الحاقة].

    وإنّما السّماء سقفٌ محفوظٌ بزينتها النّجوم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَزَيَّنَّا السّماء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت:12].

    ولكن حِفظاً من ماذا؟ ونجد الجواب في محكم الكتاب: إنّ في السّماء ملأٌ أعلى، وقد زيّنها بالنّجوم وفي نفس الوقت تحفظها من الشياطين أن يسترقوا السّمْعَ من الملأ الأعلى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السّماء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8)} صدق الله العظيم [الصافات].

    وأجدُ في الكتاب إنَّ اسم الكواكب يطلق على كافة الكواكب المضيئة والمنيرة، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السّماء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8)} صدق الله العظيم، ويقصد الكواكب المضيئة وهي مصابيح النّجوم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السّماء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} صدق الله العظيم [الملك:5].

    ونستنبط من هذه الآيات أنّ السّماء حقاً سقفٌ مرفوعٌ من المادة وليس من الهواء،؛ بل سقفٌ مرفوعٌ مخلوقٌ من مادةٍ راسيةٍ في الفضاء الكونيّ بغير عمدٍ ترونها مرفوعةً، كما زِيْنَتُها من الكواكب الكرويّة مخلوقةٌ من المادة ومرفوعةٌ في الفضاء الكونيّ ترونها معلقةً في الفضاء الكونيّ.
    وكذلك السّقف السّماوي مرفوعٌ بغير عمدٍ ترونها، ويوجد فيها سكانُ الملأ الأعلى، كون السّماوات السّبع والأرضين السّبع مخلوقة من نفس مادة الأرض الأمِّ لكون السّماوات السّبع بكامل زينتها والأرضين السّبع بكامل أقمارها كانتا رتقاً واحداً مع الأرض الأمّ التي يعيش عليها البشر، فهي أمّهم التي خلقهم الله منها، وكذلك أمُّ السّماوات والأرض، وأمُّ زيْنَتها من الكواكب والنّجوم.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السّماوات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، وكيف يرى الكفار ذلك أنّ السّماء والأرض كانتا رتقاً كوكباً واحداً ولكن الله لم يخلق الجنّ والإنس إلا من بعد الانفتاق والانشقاق للكوكب الرتّق؟ والسؤال مرة أخرى: ماهي الرؤية المقصودة، وهل يقصد رؤية الكفار في عصر بعث تنزيل القرآن أم يقصد الكفار في عصر تفصيل البيان؟". ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين ونقول: إنّما يقصد الله بقوله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السّماوات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} أي أصحاب الرؤية العلميّة لعلوم الفيزياء الكونيّة ولا يقصد الكفار في عصر التّنزيل لكونهم يجهلون ذلك؛ بل يقصد كفار اليوم في عصر تفصيل البيان كون كفار اليوم قومٌ يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثم يرى أصحاب الرؤية العلميّة أنَّ القرآن تنزل حقّاً من حكيمٍ حميدٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السّماوات وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السّماء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السّماوات وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ (5) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الحقّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولكن أبا المودة يريدُ أن يجعلَ السّماوات السّبع طبقات جويّة، هيهات هيهات! ولكنهنّ مخلوقةٌ من نفس مادة الأرض، وهي سقفٌ سماويّ.
    وربّما يودّ أبو المودة أن يقول: " بل هي سقفٌ هوائيّ والدليل قول الله تعالى:
    {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السّماء مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:24]". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وآتيك بالبيان الحقّ لهذه الآية وأقول: وإنما يقصد أنه يُنزِّلُ المطرَ من جوِّ السّماء وليس من ذات سقف السّماء بل يقصد جوَّ السّماء وهو بما تُسمّونه بالغلاف الجويّ، وكل الفضاء الكونيّ دون السّماء يسمى جوَ السّماء حتى تصل إلى السّقف السّماوي. وعلى سبيل المثال قال الله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْر مُسَخَّرَات فِي جَوّ السّماء مَا يُمْسِكهُنَّ إِلَّا اللَّه إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [النحل:79].

    ونستنبط من ذلك إنَّ الفضاء الكونيّ يُسمى في محكم الكتاب جوَّ السّماء بدءً من مفارقة سطح الأرض فيرتقي الشيء في جوِّ السّماء وهو الفضاء الكونيّ.

    ويا رجل، ليس بيان الكتاب أن تأخذوا آيةً ومن ثم تأتوا ببيانها من عند أنفسكم كما تشتهون؛ بل القرآن تَنَزَّل مفصلاً كون آيات تفصّلها آيات أُخَرْ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ولذلك تجدون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يأتيكم بتفصيل آياتٍ في القرآن بآياتٍ أخرى جعلها الله بياناً لتلك الآيات كونها تنزّلت آيات البيان في نفس القرآن لتكون مبيّنات لآيات أُخَرْ في القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [النور].

    وتلك الآيات المُبيِّنات هي ذاتها الآيات البَيِّنات المحكمات من آيات أمّ الكتاب لا تحتاج إلى بيانٍ كونها آيات بيّنات لعلماء الأمّة وعامة النّاس؛ كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وفي ذلك سرّ هيمنة سلطان العلم للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وما جادله أحدٌ من القرآن سواء من علماء الأمّة أو عامتهم إلا غلبتُه بسلطان العلم المُلجِم من محكم كتاب الله القرآن العظيم، ذلك وعدٌ من الله غير مكذوب سبحانه وتعالى علواً كبيراً!

    ويا أبا المودة، نصيحتي لك أن لا تقُل على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، واعلم أنّ بيان القرآن لا ينبغي أن يناقض بعضه بعضاً، وما كان بياناً باطلاً فمن عند أنفسكم فإن استقام لكم المعنى في نظركم في آيةٍ لما تشتهون فسوف تقف لكم آيةٌ أخرى بالمرصاد فتخالف مفهومكم الخاطئ؛ بل البيان الحقّ للقرآن لن تجد فيه تناقضاً ولا اختلافاً شيئاً بل كالبناء المرصوص يقوّي بعضُه بعضاً، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    أخو الصالحين في دين الله من الإنس والجانّ وملائكة الرحمن؛ الإنسان الذي علّمه الرحمن البيان الشامل للقرآن؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إقتباس من بيانات الإمام "ناصر محمد
    اليماني "

    { ج 2- اليماني المنتظر: إن الكوكب الذي انفتقت منه السماوات السبع والأراضين السبع هو الكوكب الذي جعل الله فيه سر الحياة، وسر الحياة هو الماء، ولا حياة بدون الماء وجعل الله من الماء كل شيء حي. وقال الله تعالى: { وكان عرشه على الماء } صدق الله العظيم [هود:7] ، أي رتق واحد مطوي كطي السجل للكتب على الأرض التي جعل فيها الماء، فهل وجدت ماء الحياة والمطر والشجر على الكواكب الأخرى يا بوش الأصغر؟ فإذا وجد الماء وجد المطر والشجر وحياة البشر، إذا الكوكب الذي رمزه الماء في القرآن العظيم هو الكوكب الذي كان عليه عرش الملكوت الكوني للسماوات والأرض، وهو هذا الكوكب الأرضي البحري والذي ثلاثة أرباعه بحر عظيم. وقال الله تعالى: { أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (30) } صدق الله العظيم [الأنبياء] }

    انتهى الإقتباس أعلاه

    *************************
    رابط البيان هو

    { الرابط: https://mahdialumma.net./showthread.php?p=4037
    العنوان: إنكم لتبالغون في أهل البيت بغير الحقّ وأكثركم بهم مشركون ..
    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 10 - 1428 هـ
    21 - 10 - 2007 مـ
    01:16 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ
    إنكم لتبالغون في أهل البيت بغير الحقّ وأكثركم بهم مشركون ..
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله وجميع المسلمين الطيبين الذين لا يشركون بالله شيئاً، وبعد..
    يا محمدي يا ذكي، لو أريد أن أتّبع ضلالك لأتيت لك بالأسماء والكنيات من مواقع الشيعة، ولكني لا أريد أن أقول على الله غير الحقّ وطلبت من ربّي أن يفتيني في شأن الأئِمة من بعد رسول الله، وما انتظرت كثيراً حتى أراني ربّي بأني بمركز دائرةٍ وحولي عشرة من الرجال فنظرت إليهم وإذا وجوههم تتلألأ من النور، ومن ثم سألتهم أن يدلوني على الإمام علي، ومن ثم تأخر أحدهم من الدائرة وفتح لي الطريق وقال: ذلك الإمام علي، وكان خارج الدائرة على مقربه منها، ومن ثم ذهبت إليه وقلت له: دلّني على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو بدوره أخذني إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم جثمت بين يدي رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقبلته في عنقه عدة قُبلات ومن ثم دار بيننا حديث علمت من خلاله أنّ الأئِمة الاثني عشر من أهل البيت المُطهّر.
    فأمّا العشرة التي كنت أنا مركزهم فلا أعلم إلا بأسماء قليلٍ منهم الإمام علي عليه السلام وأولاده واسمي، وليس مهم أن أعلم أسماء الآخرين والذين كنت بمركزهم؛ المهم إني أُؤمن بأن الأئِمة اثني عشرَ إماماً من أهل البيت من ذريّة فاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وسلّم وعليها وعلى جميع الأئِمة الأطهار، وجعل الله القرآن وبيان آياته حجّتي عليكم أو حجّتكم عليّ.
    يا محمدي، اتقِ الله إني أراك من المستهزئين.
    أخو المسلمين الإمام ناصر محمد اليماني.
    _______________
    ملاحظة:



    الذكر الأول
    اسم الإمام الحسين ونسبه الطاهر الطيب المجيد
    اسمه الكريم :الحسين .
    وكفى به موعظة وعبرة لدارسة تأريخ الدين ولمعرفة إيمان الأقوام والملل ، ومعرفة النفس وإطاعتها لله وحده لا شريك له ، والحث على نشر علوم الله , والسعي بجد لإقامة العدل والإنصاف ونصر المظلومين ، وتعليم الإباء والفخر بمقاومة الفسق والفجور ودحر الظالمين ، بل إخلاص الطاعة والعبودية بكل الوجود لله رب العالمين وبكل تعاليم الدين .
    إذ هو إمام الحق وولي الهدى ، وارث علم الأنبياء وأمين الله ونوره وحجته وخليفته على العالمين ، ووصي جده نبي الرحمة الثالث بعد أبيه وأخيه ، وبكل ما كرمه الله ضحى به من أجل نشر راية هدى الله وتعريفه لكل الطيبين الذي يطلبون قدوة وأسوة في توجههم لله رب العالمين في كل الأحوال ، مع بيان لصافي تعاليم الدين والخالصة من كل رأي وغش وضلال لأئمة الكفر ووساوس الشيطان والطمع بالدنيا وزينتها .
    في المناقب اسمه : الحسين ، وفي التوراة : شبير ، وفي الإنجيل : طاب . بحار الأنوار ج39ب11ص237ح1 .
    ذكر اسم جده لأمه :
    هو حبيب رب العالمين ، نبي الرحمة وشفيق الأمة ، سيد المرسلين وخاتم النبيين ، المصطفى المختار ، البشير النذير والسراج المنير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    ذكر اسم أبيه :
    خليفة الله وصي النبي الكريم بالحق بلا فصل ، المدافع عن الإسلام وحامي رسول الله ، وحجة الله على خلقه بعده ، الإمام الأول أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب ابن عم رسول الله ، وأخيه عند المؤاخاة بين المسلمين ، ونفسه بنص القرآن حسب آية المباهلة .
    ذكر اسم أمه :
    بضعة المصطفى سيدة نساء الدنيا والآخرة ، أشرف واطهر وأنقى امرأة في الوجود أم الأئمة : فاطمة الزهراء البتول بنت محمد المصطفى صلى الله عليهم وسلم .
    ذكر اسم أخيه الأكبر :
    سبط نبي الرحمة وأمين الله وخليفته ، وإمام الحق والهدى الثاني بعد رسول الله وأبيه : الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام .
    ذكر اسم أخواته وأخوته :
    العالمة الغير معلمة ، المجاهدة الصابرة ، الحليمة الكريمة ، عقيلة بني هاشم زينب ، وأم كلثوم ، كما للحسين عليه السلام اخوة وأخوات من أبيه غير هؤلاء أعلاهم نقيبه قمر بن هاشم العباس بن علي ، ومحمد ابن الحنفية وغيرهما .
    ذكر اسم جده لأبيه :
    كفيل النبي وحامي دينه وناصر رسالته والمدافع عنه أبو طالب ابن عبد المطلب وهما سيدا قريش ، وأبو طالب وعبد الله أبو النبي اخوة وأبوهما عبد المطلب اشرف بيت في العرب والعجم وأنقى وأفضل عائلة في قريش والدنيا كلها ، وأمجد نسب في الوجود ، وأكرم آل بيت عند الله تعالى مطهر ومصطفى ، ومختار لهداية الناس لعبوديته وتعليم طاعته ونشر معارفه على طول الزمان من آدم حتى قائم آل محمد صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، ولهم أعلى نعيم ومقام في الجنة ، وهكذا كل من يلتحق بهم عن ود وحب واقتدى بهم وأصبح من شيعتهم ونصرهم في الدين والقول والعمل .
    ذكر اسم جدته لأمه :
    أم المؤمنين وسيدة الإسلام الأولى ، أول من أسلمت على يد رسول الله والمضحية بنفسها ومالها وكل كيانها في سبيل إعلاء دين الله وكلمته ، الخيرة الفاضلة المكرمة الشريفة أم المؤمنين : خديجة بنت خويلد سلام الله عليها .
    ذكر جدته لأبيه :
    أم النبي الذي ربي في بيتها سبعة عشر سنة بل كل عمرها الشريف ، وأكرمته على ولدها ، وهي أم علي فاطمة بنت أسد زوجة عمه أبو طالب ، النبيلة الكريمة المجاهدة الصابرة المهاجرة العابدة التي حفها النبي بالكرامة والسعادة حتى يوم وفاتها ، وتكفينها بثيابه والنزول في قبرها ليقيها بتشريف الله له أهوال يوم الدفن ووحشة القبر ومصاعب البرزخ وكل مراتب القيامة ، ولتكون معهم في الجنة في أعلى مراتب المجد والنعيم والكرامة .
    الذكر الثاني
    ألقاب الإمام الحسين عليه السلام
    أول الذكر : ألقاب الإمام الحسين عليه السلام المشهورة :
    ألقاب الإمام الحسين عليه السلام يطول المقام معها وخصوصاً شرحها ، فإنه يمكن معرفة معناها وشرحها من خلال التدبر في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، ويمكن تحصيل كثير منها من زياراته ، ومما ذكرت الأحاديث من مناقبه ومكارمه وفضائله ، حيث إن اللقب هو اسم يقرن بالاسم الأول ، وهي كل أسماء الإمام عليه السلام الخاصة أو المضافة للتعريف والتشريف ، وهي المعدة لبيان صفاته ومناقبه ، أو خلق من أخلاقه وأفعاله وتضحيته وفداءه عليه السلام وما يترتب عليهم من الكرامة والعز والفخر ، وبها يعرف بحق محل المجد والشرف ، ونجملها فنذكر قسم منها المتداول والمعروفة المشهورة .
    فنقول هو عليه السلام :
    الشهيد ، سيد الشهداء ، السيد ، الزكي ، السبط ، السبط الثاني ، الولي والوصي والإمام الثالث ، المعصوم الخامس ، الرشيد ، الطيب ، الطاهر ، السعيد ، الوفي ، المبارك ، التابع لمرضاة الله ، الدليل على ذات الله ، سيد شباب أهل الجنة .
    ثاني الذكر : ألقاب الإمام الحسين من القرآن المجيد :
    ويمكن تحصيل كثير من ألقابه عليه السلام من القرآن المجيد ، وبالخصوص من الآيات النازلة والمفسرة به أو كونه كأحد آله أهل البيت صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين والتي منها :
    المطهر والطاهر لآية التطهير ، والمباهل به أو مباهل لآية المباهلة ، المنعم عليه والهادي والصراط المستقيم كما في سورة الفاتحة ، أو الكوثر كما في سورة الكوثر ، الوارث والوارث للكتاب كما في آية أورثنا الكتاب ، الذكر لآية اسألوا أهل الذكر ، البر لسورة الدهر أو لأية توفنا مع الأبرار ، الراضي والمرضي كما في سورة الفجر ، المرجان لآيات سورة الرحمان .
    واجب المودة المودود القريب ذو القربى لآية المودة ، الصادق لآية كونوا مع الصادقين ، الولي لأية أولي الأمر ، الشهيد لآية أخذ الشهادة على الأمة ، الإمام لآيات الدعاء ويوم ندعو كل أناس بإمامهم .
    وهكذا غيرها من الآيات النازلة في شأنهم عليهم الصلاة والسلام ك : العروة الوثقى ، وحبل الله ، والسبيل إلى الله ، ونور الله ، وهدى الله ، وصاحب أو رجل البيت المرفوع ، والشجرة الطيبة ، والآية ، والبينة ، وباب الله .
    ثالث الذكر : ألقاب الإمام الحسين عليه السلام في زياراته :
    كما توجد كثير من ألقابه في زياراته الخاصة عليه السلام ، أو في الزيارات العامة مع أهل بيت النبوة الكرام والتي نزورهم بها كلهم ، ونذكر شيء من ألقابه الكريمة في زياراته الخاصة عليه السلام مثل :
    حجة الله ، صفي الله ، حبيب الله ، سفير الله ، باب حكمة الله ، خازن علم الله ، قتيل الله ، الوتر ، الموتور ، وتر الله ، ثار الله ، الساكن دمه في الخلد ، المقشعرة له أظلة العرش ، الباكية عليه الأرض والسماء .
    المبلغ ، الناصح ، النور ، الزكي ، الهادي ، المهدي ، الوفي ، المجاهد ، الصابر ، الداعي ، المخلص ، المصلح ، العبد الصالح .
    الأمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، ركن المؤمنين ، دعامة الدين .
    الوصي ، التقي ، أمين الرحمان ، أمين الله ، شريك القرآن ، موضع سر الله ، باب حطة ، مصباح الهدى ، سفينة النجاة ، الدليل على الله ، برهان الله .
    الآمر بالقسط والعدل ، المبلغ عن الله ورسوله .
    المظلوم ، قتيل العبرات ، أسير الكربات ، صريخ العبرة الساكبة ، قرين المصيبة الراتبة .
    السيد ، القائد ، الطيب ، وارث الأنبياء ، مستنقذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة ، الباذل في الله مهجته ، مانح النصح لعباد الله ، المُعذر في الدعاء .
    حجة الخصام ، ناصر دين الله ، باب الهدى ، إمام التقى ، خامس أصحاب الكساء .
    المغذى بيد الرحمة ، الراضع من ثدي الإيمان ، المربى في حجر الإسلام .
    فهذه كانت بعض الألقاب الكريمة للإمام الحسين وأسماء شريفة نناديه بها ونذكره بها مع اليقين بأنه هو المصداق الواقعي لها ، وأحسن من تنطبق عليه بالوجود بحق ، ولا يمكن لأحد غير الإمام الحسين أو آله الكرام أن يدعيها لنفسه أو يدعوها له أحد وهو صادق ، وهي عرّفنا بها الله ورسوله وآله الكرام ، وهي المذكورة في زياراته أو ما تنطبق عليه من الآيات الكريمة التي تُعرف أئمة الحق وولاة الدين والهدى لرب العالمين ، وغيرها الكثير يمكن تحصيلها من زيارات الإمام الخاصة أو العامة كزيارة الجامعة الكبيرة ، وهذه الألقاب الشريفة والأسماء الكريمة كلها لها معنى واسع يمكن للمؤمنين تتبعها وتحصيلها من الزيارات والأحاديث الشريفة .
    رابع الذكر : أسماء ألقاب وكنى الإمام الحسين وآله عقيدة ودين :
    كما إن ما ذكرنا من الألقاب الإمام الحسين عليه السلام ، بعضها عامة لكل أهل البيت عليهم السلام ، وبعضها خاص به عليه السلام لكونه هو المتجسد بها ، بل هو روحها وباعث الحياة الخالدة في هذه الألفاظ ومعناها الحقيقي الذي لا يصدق إلا عليه بالأصالة وعلى غيره ـ من غير جده وأبيه وأخيه ـ إلا بالتبعية له ولهم ، وهي إما مواصفاته ومواصفات تضحيته أو مواصفات إمامته وولايته عليه السلام ، أو إنها أوصاف لخلقه الكريم ووجوده الشريف بانتسابه لرسول الله كالسبط أو خُلق له ، وهي مواصفات كرمه الله بها في نفسه وفي آله وتشريفه له بكل معنى العز والمجد والفضيلة .
    والمراد بذكر هذه الألقاب الشريفة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام أو زيارته بها ليس فقط تسطير ألفاظ ونضد جمل وترتيب عبارات ، كلا وألف لا ، بل يراد معناها الحقيقي ووجوب الاعتقاد بها عن إيمان راسخ ويقين محكم إنها من مواصفات الدين التي دعا لها الإمام الحق عليه السلام أبا عبد الله الحسين ، والمراد معرفة حقائقها و التخلق بالممكن منها والعمل بها والدعوة إليها وتعريفها للناس .
    وذلك لكونها كلمات لها معاني عميقة وواسعة المغزى والمراد ، وهي تبين جهاده وصفاته ونسبه وكرامات الله عليه ومناقبه الشريفة وأسمائه الكريمة ، فلذا يجب تعلمها ومعرفتها والعمل بها والدعوة لها وبيانها للمؤمنين لتؤخذ عقيدة وجهاد ودين وطلب الوصول بها لرضا رب العالمين .
    كما إن شاء الله سنعقد بحث مفصل في الأجزاء المتأخرة من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام في بيان الكمال الإنساني وجماله في التأسي بألقاب الحسين وآله الأطهار ، إن مد الله في عمرنا وقوانا على طاعته في بيان كيفية التأسي بالحسين والإقتداء به ، واتخاذه لنا حياة دين وهدى لليقين في كل أحواله من أسماءه وألقابه وكناه ، حتى خلقه الكريم وسيرته وتضحيته وفداءه وكيفية الاستفادة من ذكره ومجالسه فضلا عن أسمائه الكريمة ، والله ولي التوفيق .
    وألقاب وأسماء وكنى الإمام الحسين بل وآله عليهم السلام هي أسماء وألقاب وكنى كرامة وشرف وعز لهم عليهم السلام ، وحقيقية صادقة عليهم كأسمائهم الأولية ، وبها كمؤمنين نتعلم منهم معنى الأسماء الجميلة ، التي تنبض بالكمال والخير وتدل على الشرف والكرامة ، ونتسمى بها مقتدين ومتأسين بهم لنخلص من التنابز بالألقاب ، بل للفخر بها والشموخ عند النداء لنا بها ، وننتقل بها لمعاني الجمال والكمال والشرف والخير والفضيلة والعز والمجد ، كما تحلى بها صاحبها الأصلي ونحاول أن نتحقق بها روح ومعنى ، وليس اسم لفظ لا حقيقة له ولا يدل على شيء حقيقي من الفخر والمجد الإلهي والشرف الرباني .
    وأسماء وكنى وألقاب الإمام الحسين وآله أهل البيت عليهم السلام ، هي اسم على مسمى حقيقة وروح ومعنى ، وليس كما ينادى أتباع غيرهم بالفظ من غير حقيقة له ولا لهم روحه ولا معناه ، بل هو اسم سرقوه فيكون مذمة له ولهم ، ويكون للسخرية ولو كان اسم ولقب جميل ، لأنه ينتقل لمكره وخداعه وظلمه وكيف تسمى بأسماء ليس له حق بها ولم يتحلى بمعناها ، وإنه اسم ولقب غصبه كما غصبوا منصب الخلافة لرسول الله والولاية والإمامة وتسموا بأسماء أهل البيت عليهم السلام الكريمة ، ولذا كان حتى التلفظ بأسماء أعداهم ومن حرم الناس من معرفتهم إن كان باسم جميل سرقوه منهم ننتقل لمعناه عند آل الحسين آل البيت المحمدي الكرام دونهم ، وإن كان اسم قبيح لهم فهم أولى به .
    ولذا كان كل اسم جميل حق للمؤمن أن يعرج به لمعارف الله من خلال مَن تسمى به من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وبالخصوص الأسماء الجميلة والألقاب الفاضلة لهم والكنى الشريفة التي اختصوا بها ، والتي بحق تفرح المؤمن حين ينادى بها وتسر الطيب حين يذكرها سواء نداء صديق له أو أحد من آله ومعارفه ، فيحترمه لأنه له أصل في الكرامة والمجد والفضيلة عند صاحبه الأصل والأول من آل محمد عليهم السلام ، وبهذا كرمنا الله بهم وشرفنا وعرفنا مجدنا ، وبهم فضلنا الله حتى بأسمائنا المطابقة لأسماء وألقاب أهل البيت النبوي الطاهر من آله الحسين عليهم السلام ، وليخزى أعدائهم ويموتوا بكذبهم وضلالهم وغيضهم حتى في أسماهم فضلا عن دينهم .
    وبالخصوص يوم ينادى كل أناس بإمامهم ، أنى لهم مثل أئمة الحق من آله محمد الذين هم سفن نجاة ومصابيح هدى ، وهذا الفخر الحق والمجد الصادق لأتباع الحسين وأنصاره أنصار الله تعالى ، ولذا نجوا وهدوا للطيب من القول والعمل الصالح والإيمان الواقعي المرضي لله والذي يقبل التعبد له به ، ولذا نال أنصار الحسين وشيعته محل الرفعة والكرامة والفضيلة عند الله بكل شيء لهم تعلموه وتأدبوا به من تعاليم الدين المحمدي بسبب ركوب سبيل نهج الحسين وسفينته حتى في أسمائهم وألقابهم وكناهم وأنى لغيرهم مثلهم .
    وبالخصوص شيعته الكرام عندما يعرفون خصائص الإمام الحسين وخصاله وأسماءه وألقابه وكناه في مجالس ذكره وذكر آله الكرام الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، فينتقلون بها دين وتعاليم عز وكرامة فيتسمون بها ويتحققون بمعناها بكل وجودهم وأرواحهم حتى حب النداء بها وذكرها لهم أو لمن يحبون ، وبحق يكون اسم الحسين وآله الكرام حب لأخيك ما تحب لنفس معنى حقيقي ولفظ دين يدان به ، ويطلب رضى الله بذكره ، ويحصل لمن يذكره على حب التوجه لله لأنها أسماء شريفة كريمة فيها معاني القرب من الله حين التحقق بمعناها والعمل بما توحي إليه مضامينها .
    خامس الذكر : ألقاب الإمام الحسين في كتب المؤمنين :
    قال في المناقب وألقابه : الشهيد ، السعيد ، السبط الثاني ، الأمام الثالث . بحار الأنوار ج39ب11ص237ح1 .
    وفي كشف الغمة : عن كمال الدين بن طلحة :
    الرشيد ، والطيب ، والوفي ، والسيد ، والزكي ، والمبارك ، والتابع لمرضاة الله ، والسبط ، وأشهرها الزكي ولكن أعلاها رتبة ما لقبه به رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله عنه وعن أخيه : أنهما سيدا شباب أهل الجنة ، فيكون السيد أشرفها ، وكذلك السبط فإنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : حسين سبط من الأسباط .
    وقال ابن الخشاب : لقبه : الرشيد ، والطيب ، والوفي ، والسيد ، والمبارك ، والتابع لمرضاة الله ، والدليل على ذات الله عز وجل ، والسبط .
    المصدر السابق ح2 .
    وإذا عرفنا كرامات الله علينا بتعريفنا ألقاب الفضيلة والمجد والشرف للحسين عليه السلام وأسمائها ، ننتقل لمعنى أخر من فضله علينا ، بمعرفة كناه في الذكر الآتي ، فنتدبرها معاً فإنها تعاليم دين من أبو الأحرار الإمام الحسين عليه السلام .
    الذكر الثالث
    كنى الإمام الحسين عليه السلام
    عرفت إنه كنى الإمام وألقابه من أرقى التعاليم الشريفة والكريمة التي نتعلمها من ذكر الإمام الحسين عليه السلام وألقابه وكناه ، وبها يتم التذكر والرجوع لتعاليم الدين ومن ثم التفكر بها والتحقق بمعناه الشريف ، فإن الإمام الحسين عليه السلام ما ذكره أحد إلا وناداه يا أبا عبد الله ، ليعلمنا إن إطاعته عليه السلام والإقتداء به هي الموصلة لمعرفة الله تعالى وحقيقة تعاليمه ودينه وهداه ، ومن ثم إقامة العبودية المفروضة الصحيحة له تعالى .
    أو ينادي المؤمن الحسين عليه السلام يا أبا المساكين ، وكلنا مساكين للحسين عليه السلام نحتاج لهداه والإقتداء والتأسي به لتعلم معالم الدين ، ونخلص أنفسنا من المسكنة في المادة أو الخنوع لظلم الظالمين والمتعدين وأئمة الكفر والخضوع لضلالهم ولشهواتهم ، والارتفاع عن هوى النفس والانتكاس في الفسق والفجور وعصيان رب العالمين .
    فمن الإمام الحسين عليه السلام نتعلم الانتفاض لتعلم معارف الدين ودروس العز والكرمة والسير في هداه ، ولننتقل من نداء الحسين بأبي المساكين إلى معرفة شريفة ، وهي أن نكون من الساكنين والمتمسكنين في المعارف الإلهية والعلوم الربانية الفاضلة الكريمة والمتمسكين به وبآله أئمة الحق للوصول إليها .
    وقد ذكر الحر العاملي رحمه الله في الوسائل في الجزء 21في صفحة 397 في باب 27 أحاديث :
    في استحباب وضع الكنية للولد في صغره ، ووضع الكبير الكنية لنفسه وان لم يكن له ولد ، وأن يكنى الرجل باسم ولده .
    ، كما ذكر في الباب 29 كراهة كون الكنية : أبا مرة أو أبا عيسى أو أبا الحكم أو أبا مالك أو القاسم اذا كان الاسم محمد ، وذكر في الباب30 كراهة ذكر اللقب والكنية اللذين يكرههما صاحبهما أو يحتمل كراهته لهما .
    وهذه من سنن التعاليم الإسلامية ومعارف أهل البيت عليهم السلام ، ولذا ترى لهم كنى وألقاب جميلة تعلمنا الاقتداء بهم في التسمية وذكر الكنية للطيبين من أتباعهم وأولياءهم ، وهذه من المسائل الفقهية والآداب الدينية التي شرفونا بها وكرمونا بمعرفتها والتحقق بها ، ويجدها من يحب المعرفة الواسعة الرجوع لها في الرسائل العملية للمجتهدين وأحاديث المعصومين عليهم السلام .
    والكنية هي من الأسماء ينادى بها الإنسان باسم الابن أو البنت له على نحو الحقيقة أو التقدير والفرض ، أو كنية تأتيه من عمل له شريف وفاضل قام به ، وغير أهل البيت لهم كنى مثل أبو جهل أو أبو مرة أو أبو معاوية ـ جروا ـ وغيرها أبعدن الله منهم ، وللسنة الحسنة التي دعت لها تعالم الدين اعتاد المؤمنون عندنا في العراق أن يكنوا :
    مَن اسمه علي : ينادى أبو حسين ، لكون الإمام علي والحسين عليهم السلام في العراق لهم مراقد في قلوب المؤمنين ، يزورها ويجددون العهد معهم وعقد العزم على الإقتداء بهم والسير على صراطهم الموصل لله وطاعته كلما سنحت الفرصة وغنمت ، كما أن بعض البلاد يكنون من كان اسمه علي بأبي حسن أو أبو الحسنيين ، وإما في ذكر أحاديثه فيقال مثلاً قال أمير المؤمنين وهو لقبه الخاص أو يقال : أبو الحسن وهذا الغالب في ندائه بالكنية عليه السلام.
    وإما من كان اسمه حسين فإن يكنى : أبو علي ، لكون الإمام الحسين عليه السلام ثلاثة من ولده اسمهم علي ، علي الأكبر وعلي الأصغر استشهدا معه في يوم الفاجعة الكبرى في كربلاء ، وعلي الأوسط هو أمام الحق الرابع علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، وفي كنيته عليه السلام إشارة وتعليم لمعنى العلو والمجد والعزة والكرامة والفضيلة والشرف والسعادة والخير ، وهكذا نتكنى ونتلقب بألقاب آل الحسين الكرام صادق وكاظم وجواد وهادي ومنتظر وغيرهن .
    فالإمام الحسين بل وآله الكرام قدوة لنا وأسوة في اسمهم وكنيتهم ولقبهم وكل ما يوصلنا لسلوك هدى الله وتعاليمه ، كما إن اسم الحسين عليه السلام ولقبه وكنيته فيها معاني شريفة لتعاليم المؤمنين السنة الحسنة من المفروض فيها باستحباب التكني بالأسماء الحسنة والجميلة ، وجعل كنية للابن قبل زواجه فضلاً عن تسمي الإنسان ونداءه بأسماء أطفاله ، ولا يقتصر التكني بكنى الحسين عليه السلام كما عرفت .
    إذ يمكن من الإمام الحسين عليه السلام الانتقال للتكني والتعلم من كل آله الكرام آل البيت النبوي الطاهر ، ومن خواص صحبهم الكرام أو الأسماء الجميلة التي تدل على الكرامة والشرف والعز والخير والفضيلة ، والتي فيها تعاليم الدين ، ولكل منها جماله ولا أجمل من كنى أهل البيت عليهم السلام ، وهذا مذكور في تعاليمهم الشريفة وأخلاقهم الكريمة .
    وأما كنى الإمام الحسين عليه السلام حسب ما ذكر في الكتب فهي :
    كنيته : أبو عبد الله ، وأبو الأئمة ، أبو المساكين .
    وفي المناقب : وكنيته : أبو عبد الله ، والخاص أبو علي .
    وفي كشف الغمة : قال كمال الدين بن طلحة : كنية الحسين عليه السلام أبو عبد الله لا غير . وقال ابن الخشاب : يكنى بأبي عبد الله .
    بحار الأنوار ج39ب11ص237ح1 .
    وفي الإرشاد : وكنية الحسين : أبو عبد الله . الإرشادج2ص27.
    أقول : ويكنى الإمام الحسين عليه السلام عند بعض الثوار الطيبين والمؤمنين بكنى إما جاءت في أحاديثه الشريفة أو في معنى متجدد مستفاد من ثورته وتضحيته عليه السلام وهي مثل : أبو الأحرار ، لحديثه يوم عاشوراء كونوا أحرار في دنياكم ، أبو الثوار لكون من يقتدي بثورته يكون مصلح وتابع له في طلب إقامة الحق والهدى والعدل والخير والفضيلة والعز . وهكذا مثل أبو المؤمنين ، أبو المصلحين ، أبو المجاهدين ، أبو المعصومين .
    وهذا مختصر في مدة عمره وزمانه في هذه الدنيا :
    العمر قصير فليكن كعمر الحسين في تقوى الله ورضاه والتضحية والفداء بكل شيء في سبيل الله تعالى ، وإن لم نكن مثل الحسين ولا نستطيع فلنشارك بما نقدر بنصر الحسين ، فإن نداء الحسين عليه السلام هو نداء الدين الذي يوجب علينا العمل بالواجبات والانتهاء عن المحرمات .
    وهو عليه السلام صرخة العز والكرامة والهدى الرافض للظلم والعدوان سواء ظلم النفس أو الأهل أو المجتمع أو أي إنسان ، فالإمام الحسين رمز العدالة وفخر الحرية وقدوة الحياة وأسوة في المال والأهل والولد .
    فيا طيب إلى الحسين في المعنى والدين والروح والرواح لتذكر رب العالمين في كل زمان وحين ، ولكي لا نكون لعهد الله وميثاقه من الغافلين والناسين .
    عرفنا اسمه الحسين بن علي ابن أبي طالب ، أمه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، جده رسول الله ، أخوه الحسن ، وهو أبو الأئمة الأطهار والهداة الأبرار وأب روحي وحياة دين لكل المؤمنين الأحرار :
    ولد عليه السلام : في المدينة المنورة في يوم الثلاثاء الثالث من شهر شعبان سنة ثلاث من الهجرة .
    واستشهد عليه السلام : في يوم الجمعة عاشر شهر محرم الحرام سنة إحدى وستين من الهجرة ، وعلى هذا .
    سني عمر الأمام الحسين الشريف في الدنيا :
    مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين ، فهذه 7 سنين .
    وفي عهد أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثين سنة ، أصبحت 37 سنة .
    وفي عهد أخيه الحسن عليه السلام عشر سنين ، فصارت 47 سنة .
    وكانت مدة إمامته عشر سنين واشهراً .
    فأتم عليه السلام " 57 سنة وما يقارب النصف ، من
    3\8\3 هـ إلى 10\1\61 هـ
    أي سبعة وخمسين سنة وخمسة أشهر وسبعة أيام .
    فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً .
    ما أقل العمر في الدنيا عدة أيام في عدة أسطر ، وإن عمرها عليه السلام بوجوده الكريم وبعث فيها الحياة الكريمة .
    وما أطول العمر في الآخرة في رضا رب العالمين مع جده رسول الله وأبيه وآله كلهم في المقام المحمود ، ونعيم الله خالد في الطيبات من قصور الدر واللؤلؤ والمرجان والذهب والفضة والزعفران والمسك ، وحور العين والولدان المخلدون وماء معين لذة للشاربين ، ولحم طير مما تشتهون ومن كل شجر وثمر ونمارق مصفوفه ، وكل ما تلذ به النفس وتقر به الأعين ولله مزيد ورضا الله أكبر ، له ولحزبه المفلحون خالص وكل من تبع منهجه القويم إلى يوم القيامة وأنتسب له عليه السلام وأخذه سبب موصل لتعاليم الله وطاعته ومعرفة دينه وعبوديته .
    فسلام الله عليه يوم ولد ويوم بعث الحياة في دين الله ويوم أستشهد ويوم يبعث حياً ، حشرنا الله معه وسلك بنا سبيله في الدنيا والآخرة ورحم الله من قال آمين .
    اللهم بالحسين وجده وأبيه وأمه وأخيه والمعصومين من بنيه اجعلني مع الحسين وآله الطاهرين وأصحابه الطيبين.

    انتهى المنسوخ، وتعليقي على ذلك يا محمدي:
    إنكم لتبالغون في أهل البيت بغير الحقّ وأكثركم بهم مشركون، ولسوف تعلمون، ولن يغنوا عنكم من الله شيئاً.
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.}
    _______________

    انتهى الإقتباس أعلاه

المواضيع المتشابهه
  1. سوال
    بواسطة يوسف احمد المصقري في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-07-2021, 06:17 AM
  2. سوال عن الرجم
    بواسطة Ahmadibnomar في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-05-2021, 04:41 PM
  3. [ فيديو ] مزيد من حُكْمِ الإمام المهديّ في القراءات السبع للقرآن العظيم ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-11-2018, 12:39 AM
  4. [بيان صوتي] وليست الأراضين السبع في الطبقات الجيولوجية للأرض..
    بواسطة المنصف في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-10-2014, 07:04 AM
  5. مزيد من حُكْمِ الإمام المهدي في القراءات السبع للقرآن العظيم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-08-2014, 09:26 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •