عيون يومئذ ناضرة - إلى ربها ناظرة
أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين
لم يقل لنا الله تعالى في كتابه الكريم: ( عيون يومئذ ناضرة - إلى ربها ناظرة )
بل قال الله سبحانه وتعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾ } صدق الله العظيم؛
وصدق الإمام المهدي الحق المبين صلى الله عليه وآله وأنصاره وسلم . في أكثر من بيان بنفي رؤية الله تعالى وقد بين لنا بأن التأويل الحقّ لمعنى كلمة ناظرة هي منتظرة
إنما كان الله تعالى يخبرنا عن ذلك اليوم العظيم في قوله تعالى: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) }
صدق الله العظيم .. ( سورة آل عمران )
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الوجوه هي التي تنظر أم الأبصار !؟
فلو كان الله يتحدث عن العين أو البصر لبين لنا هذا كما ذكره في كثير من الآيات مثال قول الله تعالى:
{ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ }
صدق الله العظيم .. ﴿١٩ الأحزاب﴾
وسأذكر لكم آيه واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار لمعنى قول الله تعالى (إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
وهي في قول الله تعالى: { قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ﴿14 ﴾ { قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ } ( 15 )
صدق الله العظيم .. ﴿ الأعراف﴾
فهل هناك أوضح من هذه الآية وغيرها مما يعلمها الإمام الحق ولم يذكرها لحكمة في نفسه؟
وقد أخبرنا الإمام بأن من صفات الخالق العظيم عدم رؤيته جهرة سبحانه وتعالى, وذكر لنا الكثير من الآيات
منها قول الله تعالى: { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ } صدق الله العظيم.. ﴿١٠٣ الأنعام﴾
وهناك الكثير من الآيات في كتاب الله الكريم حجة على أصحاب أحاديث الفتنة مثال قول الله تعالى:
{ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا } ﴿٩٧ الأنبياء﴾
{ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا } ﴿١٧٩ الأعراف﴾
{ وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ } صدق الله العظيم .. ﴿١٩٨ الأعراف﴾
أنظروا يا أعمت أحاديث الشيطان أبصارهم عن الحق أنظروا
لقول الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا (22) } صدق الله العظيم .. ( سورة الفرقان )
فهل ترون أن الله قال:( يوم يرون الله والملائكة؟! )
بل قال سبحانه وتعالى: { يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا (22) }
لأن الشرط هو: إِذَا رَأَوْ ملك إنتهى كل شيئ وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور .
قال الله تعالى: { وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ (8) }
صدق الله العظيم.. ( سورة الأنعام )
ألا يكفيكم هذا بنفي رؤية الله مطلقاً لا في الدنيا ولا في الآخرة ؟
وكذلك قول الله تعالى: { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا (153) صدق الله العظيم .. ( سورة النساء )
والله وخليفته أعلم
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
---------------------------