(صراع الانسان مع عقله والنور مع الظلام)
إن الإنسان ومنذو قديم الزمان ينجذب انجذاباً لا ارادياً الى الامور التي تتعلق بالروح والأديان فما إن يرى نوراً يبزغ الا واتبعه وافتداه بروحه وعشق ذلك النور الذي قد يتمثل في شخص كالأنبياء ومن بعدهم او في كتاب كالكتب السماويه هذا على سبيل المثال لا الحصر.
ولكن النفس البشريه والعقل البشري من طبيعته وفطرته الكونيه التى خلقه الله عليها ان يتمحص ويسئل ويستفسر ويبحث ويطلع ويتابع كل ما يصدر من ذلك النور فيصل بعد هذا كله الا طريقين اما--او
اما وان وجد الحق بالديل والاثبات من ذلك النور فقد اهتدى ووفقه الله للحُسنى واتبع ذلك النور وكان ممزوجاً به وبكيانه يمتلأ عقله وقلبه بذلك النور حبا
ويكون ركناً شديداً وسيفاً قاطعاً ولساناً مؤثراً يؤيد به الله ذلك النور
نذكر مثالاً على ذلك، نعرف جميعاً من قصص الانبياء والمرسلين وما ذكره الله لنا في محكم كتابه العزيز
انه ايد كل نبي بمعجزات اولاً ثم بأعوان واشداء ورجال يساندون ذلك النور او ذلك النبي ومن ذلك تأييد الله لنبيه محمد عليه وعلى آله ازكى الصلاه والسلام
حيث أيده الله بدخول الكثير من فرسان العرب وأشجعهم امثال حمزه إبن عبدالمطلب رضي الله عنه في الاسلام وكذالك كبار التجار امثالومنهمإبن عمير رضي الله عنه آنذاك
فكان ما يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم من الله هو الوحي وهو التأييد المعنوي والفكري بل ان كل شيء يأتي من الله سبحانه وتعالى ولكن يسخر الله الخلق لذلك التأييد
واما ماكان يأتي الرسول من تجهيز للجيوش وغيرها من النفقات فكان ذلك تأيداً من الله عبر تسخير الخلق وكان ذلك بمثابة التأييد المادي
ودخول الكثير في دين الاسلام كان ذلك تأييداً بشري وقوةً للوصول الى الهدف الرئيسي والهدف الأسمى وهو النصر والعزة لله ورسوله ودينه وبناء هذه الأمه الاسلاميه التي اسس قواعدها ولبنتها نبينا محمد عليه على آله ازكى الصلاة والسلام وكل ذلك بفضلٍ من الله ونعمه وأنك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء..هذا بالنسبه للطريق الأول طريق--إما
نأتي بالحديث عن الطريق الثاني وهو--أو
او قد يتجه الانسان بعد سماعه واطلاعه على ذلك النور الى طريق الضلال والتكبر والتبختر والاستهزاء ولنا في ذلك قصص وعبر كثيره منها كفار قريش الذين اخذتهم العزه بالكفر والتعنت والتكذيب ومنهم أبا لهب (انظروا للفرق بين ابا لهب وبين حمزه ابن عبدالمطلب وكلهم اعمام النبي) وهذا طريق الشيطان وأعوانه الذين يسيطر عليهم فيدفع بهم الى الضلال
ونعوذ بالله ان نكون منهم،
فيبدؤون بمحاربه النور والحق ومن إتبعه هناك طرق كثيره لحربهم واشكالها لا نستطيع حصرها هنا ولكن نذكر بعضها في زماننا هذا وهو الإعلام والكُتّاب فالإعلام اشد واقوى طريقه بالتأثير على المجتمعات في عصرنا الحالي وما اقصده هنا بالإعلام ليس القنوات الفضائيه وحسب بل بكل وسائله المقرؤه والمسموعه و وسائل التواصل والمواقع الإلكترونيه ونشر المقالات وغيرها.
وفي سياق الذكر لزماننا هذا فهو اشد زمان قد يلقى فيه النور والحق معاناة في تبيان ما آتاه الله للناس خصوصاً من رجال الدين ومن يمثلون الدين حتى وإن يروا الحق والصدق في ذلك النور فلن يجادلون لأنهم يعلمون انهم سيغلبون ولكن قد نجدهم يصدون ويعرضون وذلك قد يكون من منطلق حرصهم على مكانتهم الاجتماعيه وما يحضون به او قد يكونوا من اصحاب الطريق---أو الذي تحدثت عنه سابقاً
او ربما نرى العكس من بعضهم وقد يكونوا قليل وهو الايمان والتصديق بذلك النور والحق،
اما بالنسبه للشريحه المثقفه في المجتمعات لاكنهم ليسوا رجال دين نرى اغلبهم في كثير من القضايا والأمور ينجذبون ويميلون الى ذلك الحق وذلك النور لأنهم يفهمون ويعون ذلك جيداً فبعد ان يتبين لهم الحق بالدلائل الواضحه سرعان ما تجدهم يقفون بجانب ذلك الحق والنور لأنهم فهموا الحقيقه التي كانت مغشيه عنهم في كثير من الامور او كانت تفسيراتها مغايره لحقيقتها
فبعد تبيانها اتضح لهم الحق
ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اتباع الحق وانصاره وان يهدي قلوبنا الى ما يحبه ويرضاه وان يجعل اقلامنا وألسنتنا مسخرةً للحق وفي سبيل ذلك الحق حتى يزيد مؤيدوه وتقوى شوكته ويعزنا الله به ويعز المؤمنين ويرفع به الله قوة الاسلام ومكانته.
وانتهى
بقلم /الفقير الى ربي