[ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=264338
الإمام ناصر محمد اليماني
18 – شوال - 1438 هـ
12 – 07 – 2017 مـ
05:52 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
___________________
بيانُ تذكيرٍ من الإمام المهديّ فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين، والحمد لله أرحم الراحمين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله أجمعين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، والصلاة والسلام على كافة المؤمنين لا يشركون بالله شيئاً في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
أيا معشر المؤمنين في العالمين في أمّة الإمام المهديّ المنتظَر، إنّ فضل الله كان عليكم عظيماً إذ قدّر خلقكم في أمّةٍ يبعث الله فيها الإمام المهديّ المنتظَر فكونوا من الشاكرين ولا تكونوا أوّل كافرٍ بدعوة الإمام المهديّ المنتظَر على بصيرةٍ من ربّه، كون لله الحجّة البالغة عليكم كون الله زاد الإمام المهديّ عليكم بسطةً في علم الكتاب القرآن العظيم، ولا ينبغي للإمام المهديّ المنتظَر أن يبيّن القرآن كما فسّره المفسّرون من عند أنفسهم اجتهاداً منهم فمن ثمّ يُبَرّئ نفسه أحدُهم من بعد تفسيره بقوله: "والله أعلم".
فمن ثمّ يقيم الإمام المهديّ الحجّة على كتيبات أصحاب التفاسير الظنيّة وأقول: أعوذُ بالله ربّي وربكم أن أقول على الله في بيان كتابه ما لم أعلم علم اليقين أنّ ذلك ما يقصده ربّ العالمين لا شكّ ولا ريب، وبسبب ثقتي في قول الحقّ تجدونني أعلن التحدي بالحقّ لكافة علماء المسلمين واليهود والنصارى وأقول: لئن استطعتم أن تقيموا الحجّة على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدةٍ في القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد.
وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، فها أنا ذا أقيم عليك الحجّة في أوّل مسألةٍ في هذا البيان وهي في اسمك ناصر محمد، ولكننا نعتقد أنّ الإمام المهديّ المنتظَر هو محمد بن عبد الله" إذا كان عالِماً سنيّاً، أو يقول: "بل المهديّ المنتظَر محمد بن الحسن العسكري" كما يعتقد بعض الشيعة. فمن ثمّ نقيم على السُّنة والشيعة الحجّة بالحقّ وأقول: والله ثم والله يا معشر السُّنة والشيعة إنّكم جميعاً تعتقدون أنّ الله يبعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمدٍ لا شكّ ولا ريب وما لم تعتقدوا بالعقيدة الحقّ فقد كفرتم بقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)} صدق الله العظيم [الأحزاب]. وتلك آيةٌ محكمةٌ في القرآن العربي المبين من الآيات البيّنات التي لا يكفر بها إلا الفاسقون كونها آيةٌ محكمةٌ بيّنةٌ للعالمين لا تحتاج إلى تفسيرٍ يفقهها كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مبينٍ سواء كان عربيّاً أم أعجميّاً كون الله يفتي العالمين أنه بعث لهم بخاتم الأنبياء محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم من بعد جميع الأنبياء المبعوثين من قبله في أقوامهم، ويفتيكم الله أنّه بعثه برسالة القرآن العظيم إلى الثقلين الجنّ والإنس وجعلها رسالةً محفوظةً من التحريف والتزييف إلى يوم الدين، فجعله الله ذكراً للعالمين أمّةً من بعد أمّةٍ في كلّ زمانٍ ومكانٍ منذ تنزيله إلى يوم الدين، فجعله الله حجّته البالغة على كلّ أمّةٍ، فكم أممٌ عاشت في زمن القرآن العظيم وهلكوا وهم لم يهتدوا بعد بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد إلا من رحم ربي! فكم من العلماء أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم وأمماً من بعد أمّتهم بسبب قولهم على الله غير الحقّ بحجّة أنهم يريدون تفسير القرآن العظيم! ويا سبحان الله العظيم فمهما كانت الآية بيّنةً من آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم فنجد من المفسرين من يأتي لها بتفسيرٍ! ويا للعجب يا أولي الألباب فوالله لو أنّ أحدكم يقول لأخيه انظر إلى الشمس أليست هذه الشمس؟ لقال المسؤول للسائل: "يا للعجب من سؤالك فهل يوجد شيء أوضح من الشمس في شروقها وحتى غروبها واضحٌ في السماء! فكيف تقول أليست هذه الشمس؟ فكلّ الأمم عرفوا الشمس أمّةً بعد أمّةٍ". فمن ثم نقيم على المفسرين الحجّة بالحقّ ونقول: فكذلك آيات أمّ الكتاب في محكم القرآن العظيم منذ تنزيله مرّت على الأمم جيلاً بعد جيلٍ بعد جيل إلى هذه الأمّة ولكن للأسف أن كلّ أمّة يتّبعون تفاسير المفسرين دون أن يتفكّروا بعقولهم شيئاً، فوالله ثم والله إنّ الذين لا يستخدمون عقولهم أضلّ من الأنعام سبيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)} صدق الله العظيم [الفرقان].
وهنا تبيّن لكافة أصحاب النار أنّ سبب ضلالهم هو الاتّباع الأعمى وعدم استخدام العقل، ولذلك قال الله تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} صدق الله العظيم [الملك].
وربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: "يا ناصر محمد، لا تُتَوّهنا عن المسألة الأولى في دعوتك كونها الحجّة الأولى لنا عليك وهي في اسمك ناصر محمد كون اسمك مخالف لما نعتقد في اسم الإمام المهديّ كوننا لا نعتقد إنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد". فمن ثمّ يقيم عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد الحجّة بالحقّ وأقول: أعوذُ بالله، فهل تعتقدون أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصراً للشيطان الرجيم! ما لكم كيف تحكمون؟ وحتماً يكون ردّكم أن تقولوا: "اتقِ الله يا رجل؛ بل نحن جميعاً المُسلمون العرب والعجم المؤمنون بالقرآن العظيم نعتقد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ كون خاتم الرسل والأنبياء هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)} صدق الله العظيم [الأحزاب].
فمن ثمّ يقيم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد الحجّة عليكم بالحقّ وأقول: إذاً فلماذا تنكرون عليّ اسمي الحقّ ( ناصر محمد ) منذ أن كنت في المهد صبياً بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور ولم أُسَمِّ به نفسي اليوم؟ ويا للعجب يا معشر العرب فلو تسألوا أساتذة اللغة العربيّة فتقولوا لهم هل التواطؤ يعني التطابق، أم إنّ التواطؤ يعني التوافق؟ لأجابوكم جميعاً بلسانٍ واحدٍ: "كلا لا يقصد في اللغة العربية بالتواطؤ أي التطابق؛ بل التواطؤ يقصد به لغةً هو التوافق". فمن ثمّ يقيم الحجة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: الحمد لله ربّ العالمين، ولذلك جاءت فتوى محمدٍ رسول الله بالإشارة إلى الاسم محمد أنه يوافق في اسم الإمام المهديّ ولم يقل يطابق اسمه اسمي بل قال يوافق اسمه اسمي، صدق عليه الصلاة والسلام.
ولذلك أقول لكم: يا أيها الناس، إنّي الإمام المهديّ ناصر محمد لم يبعثني الله نبيّاً ولا رسولاً بل ناصراً لما أرسل الله به محمداً رسول الله إلى الناس كافة بهذا القرآن العظيم الذي يوجد في كافة مدن العالمين، فليس لدي وحيٌّ جديدٌ؛ بل أبيّن لكم القرآن بالقرآن من غير تناقضٍ ولا اختلافٍ وأقول: اعبدوا الله ربي وربكم إنّه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وبئس القرار، واعلموا أنّ كلّ ما في الملكوت عبيدٌ لله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} صدق الله العظيم [مريم].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، فهل كلّاً من عبيده يحشره الله وحده تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} صدق الله العظيم؟". فمن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد على السائلين ونقول: اتّقوا الله فلا تناقض في القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (50)} صدق الله العظيم [الواقعة].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ألم يقل الله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} صدق الله العظيم؟ فيا من يزعم أنه يبيّن القرآن بالقرآن فما يقصد الله بقوله: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} صدق الله العظيم؟". فمن ثمّ يردّ عليه ناصر محمد وأقول: إنما يقصد فرداً من الملك الذي خوّله الله إيّاه في الحياة الدنيا وجاء إلى ربه لا يملك مالاً ولا ملكاً ولا مملكةً وسلطاناً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].
فاتقوا الله يا عبيد الله، فوالله ثم والله ثم والله إنّ من كان يعتقد بشفاعة العبيد لهم بين يدي الربّ المعبود فإنّه مُشركٌ بالله وكفر بأنّ الله أرحم الراحمين. وربّما يودّ أحد فطاحلة علماء المسلمين أن يقول: "ولكن كافة المُسلمين وعُلماؤهم يعتقدون بشفاعة محمدٍ رسول الله لهم يوم الدين". فمن ثمّ نقيم على كافة المسلمين وعلمائهم وأمّتهم الحجّة بالحقّ وأقول: ألا تخافون الله ربّ العالمين؟ فهل بُعثَ محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا لينذركم من هذه العقيدة الباطلة تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام]؟
وربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: "فهل تُنكر شفاعة محمدٍ رسول الله لأمّته بين يدي ربّ العالمين يا هذا؟". فمن ثمّ يقيم عليكم الإمام المهديّ ناصر محمدٍ كذلك الحجّة من أحاديث السّنة الحقّ، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا] صدق عليه الصلاة والسلام.
فانظروا إلى منطق القرآن وأحاديث السّنة النبويّة الحقّ كيف أنهما ينطقان بمنطقٍ واحدٍ دونما اختلافٍ شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)} صدق الله العظيم [الممتحنة].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)} صدق الله العظيم [السجدة].
فوالله الذي لا إله غيره لا أجد في محكم كتاب الله أنه يشفع لكم وليٌّ ولا نبيٌّ بين يدي الله، سبحانه عمّا يشركون! فمن كان يعبد الله وحده لا شريك له فليقل: أشهد أنّ الله هو أرحم الراحمين فإذا لم يرحمني ربي فينقذني من ناره برحمته ويدخلني جنته برحمته فمن يرحمني بعده حتى أرجو منه الشفاعة لي بين يدي من هو أرحم بي من أنبيائه ورسله وأرحم بي من أمّي وأبي؟ الله أرحم الراحمين.
فيا معشر المسلمين المشركين بالله بسبب عقيدة شفاعة الأنبياء والأولياء فوالله ثم والله إنكم من الذين قال الله عنهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)} صدق الله العظيم [يوسف].
وربما يودّ قومٌ يحبهم الله ويحبونه أن يقولوا بلسانٍ واحدٍ: "يا إمامنا، نشهدك ونشهد الله وكفى بالله شهيداً أننا آمنّا أنّ الله أرحم الراحمين وبسبب صفته أنه أرحم الراحمين فحتماً لا بدّ أنّ في نفسه حسرةً وحزناً عظيماً على كافة الأمم الهالكين من الذين ظلموا أنفسهم، فهذا ما يقوله العقل والمنطق لدى كلّ من يؤمن بصفة الرحمة في نفس الله أنّه أرحم الراحمين بمعنى أنه أرحم من الأمّ بولدها، فيا ترى كيف حال الله أرحم الراحمين؟".
فمن ثم نترك لكم الجواب من الربّ مباشرةً ليخبركم عن حاله. قال الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
وربّما تقول أمٌّ ترحم ولدها: "يا ناصر محمد اليماني، تالله لو عصاني ابني ألف عامٍ فمن ثم رأيته يصطرخ في نار جهنم نادماً على ما فرّط في جنب أمّه فهنا أشعر بحسرةٍ على ولدي، ولا يعلم بعظمة حسرتي غير ربي. وأقول: إذا كان هذا حالي فكيف بحال الأرحم من الأمّ بولدها الله أرحم الراحمين؟". فمن ثم يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: يا أحبتي في الله، ألم يخبركم الله عن حاله في نفسه مباشرةً بقوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم؟ وذلك بعد إذ جاءت الحسرة في أنفس الأمم على ما فرّطوا في جنب ربهم فيقول كلٌّ منهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)} صدق الله العظيم [الزمر]. فهنا لم يعودوا مصرّين على كفرهم بالله ولم يعودوا يشاقّون الله ورسله؛ بل مؤمنين بالله ورسله فيقول كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)}! فهاهنا تأتي الحسرة والحزن في نفس الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
ولكن يا عبيد الله لا تكونوا مبلسين من رحمة الله من بعد موتكم فذلك ظلمٌ عظيمٌ لأنفسكم أن تبلسوا من رحمته. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "هات لنا برهاناً مبيناً أنه يقصد بالإبلاس اليأس". فمن ثمّ نردّ على السائلين بقول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)} صدق الله العظيم [الروم].
ويا معشر المعذَّبين، لا تبلسوا من رحمة الله كون الله يرحمكم في الدنيا والآخرة بسبب دعائكم له وحده لا شريك له، كوني أجدكم في الكتاب كذلك ظلمتم أنفسكم من بعد موتكم بسبب الإبلاس من رحمة الله. وقال الله تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
ويا عبيد الله إنما يقفل باب قبول الأعمال منكم من بعد موتكم ولكن الله لم يغلق باب التضرع والدعاء أن يرحمكم.
وقولوا: "ربنا من ذا الذي هو أرحم منك بعبادك في الدنيا والآخرة؟ فاغفر لنا وارحمنا ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين".
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
وربّما يودّ أحد عبيد النعيم الأعظم أن يقول: "مهلاً مهلاً يا إمامي لا تكمل البيان حتى تجيبنا على هذا السؤال فاسمع ما أقول: ما دمتُ علمتُ علم اليقين بعظيم الحسرة والحزن في نفس ربي فوالله ثم والله لن أرضى بنعيم جنات النعيم عند ربي حتى يكون ربي فرحاً مسروراً لا متحسراً ولا حزيناً، ما لم؛ فسوف أقولُ فلماذا خلقتني يا إلهي، فهل خلقتني من أجل جنات النعيم أم خلقت الجنة من أجلنا وخلقتنا من أجلك أنت وحدك لا شريك لك؟ سبحانك ربي أن أرضى حتى ترضى. فاسمع يا إمامي، إني أشهدك وأشهد الله وكفى بالله شهيداً أني اتّخذت عند الرحمن عهداً أن لا أرضى بجنات النعيم حتى يرضى ربي حبيب قلبي لا متحسراً ولا حزيناً، فهل أنت على شاكلتنا يا إمام العالمين؟".
فمن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم، فإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على شاكلة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فكأنّ لهم قلبٌ واحدٌ بسبب تشابه قلوبهم، فهل يا ترى يسعد الحبيب وهو يعلم أنّ حبيبه متحسرٌ وحزينٌ؟ بل هذا على مستوى حبّ البشر لبعضهم بعضاً فلا يشعر الحبيب بالسعادة إذا شاهد حبيبه متحسراً وحزيناً، فكيف بحال المؤمنين الأشدّ حبّاً لله؟ فوالله ثم والله ثم والله لا ولن يرضوا بملكوت جنات النعيم بعد إذ علّمهم الإمام المهديّ أنّ ربهم متحسرٌ وحزينٌ؛ بل إصرارهم على تحقيق رضوان نفس الله إلى ما لا نهاية فلن يرضوا حتى يرضى.
وربّما يودّ أحد فطاحلة علماء المسلمين أن يقول: "اتقِ الله يا ناصر محمد، أجعلت من صفة الله أن يفرح ويحزن؟". فمن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم، إنّ الله يفرح ويحزن فهو يفرح بتوبة عباده ويحزن إذا ماتوا وهم ظالمون لأنفسهم. أم إنكم لا تؤمنون بعظيم فرحة الله بتوبة عبده في حديث السّنة النبويّة الحقّ عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم براحلته التي عليها طعامه وشرابه، فأضلها في أرض فلاة، فاضطجع قد أيس منها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة على رأسه، فلما رآها أخذ بخطاها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح] صدق عليه الصلاة والسلام.
فيا للعجب يا أولي الألباب فهل تؤمنون بعظيم فرحة الله بتوبة عبده ولا تؤمنون بعظيم حزن الله لو هلك عبده وهو على ضلالٍ مبينٍ! ما لكم كيف تحكمون؟ فذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________