الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 01 - 1432 هـ
16 - 12 - 2010 مـ
12:24 صباحاً
ـــــــــــــــــ
وأنذركم بالصيحة يا أصحاب الشريحة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار من قبل التمكين والفتح المبين في الأولين وفي الآخرين، وسلامٌ على المرسَلين والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، إنّ الإمام المهدي لا يزال مُصِراً على القرار الذي اتَّخذه بقفل قبول التبرعات لصالح القناة الفضائيّة المنتظرة بسبب الجاهل (أبو ماريا) وسبب المُنافقين الذين آذوني أذًى كبيراً بسبب التبرعات المخصّصة للقناة، ولو كانت التبرعات ليست باسم القناة لما استطاع المنافقون أن يؤذونني شيئاً؛ بمعنى لو كانت التبرعات هي لنُصرة الإمام المهدي وشدّ أزره يتصرف فيها كيفما يشاء لما استطاع المنافقون أن يؤذونني شيئاً.
وقد كتب إليَّ كثيرٌ من الأنصار رسائلَ في الموقع على البريد الخاص يترجّونني؛ بل ويتوسّلون إليَّ أن أعيد فتح قبول التبرعات لصالح القناة من جديدٍ من أجل تحقيق شراء القناة الفضائيّة (منبر المهدي المنتظر). وما أريد قوله لأحبّتي الأنصار الذين يريدون أن يشدّوا أزري لنجاح أمري فأقول لهم: إنّما تمّ قفل باب التبرعات لصالح القناة الفضائيّة كونها ثغرة استطاع المنافقون أن يؤذونني أذًى كبيراً بأنّني آخذ المال من الأنصار ولم اشترِ القناة، وحسبي الله ونعم الوكيل. برغم أنّ كافة التبرعات التي تخص القناة كان يتمّ تنزيلها أولاً بأول في الموقع بين يدي الأنصار والزوار حتى إذا استكمل ثمنها فنشتريها بإذن الله؛ بل جعلنا ذلك حجّة علينا لو أنّه استكمل ثمنها ولم نشترِها، ولكنّ الأنصار يعلمون المبلغ الذي وصلت إليه التبرعات التي تخصّ القناة وأنّه لا يزال بعيداً جداً لشراء القناة المطلوبة، وبرغم ذلك كان يؤذيني المنافقون والجاهلون فيقولون لماذا لم أشترِها بعد؟ ويتّهمني المنافقون زوراً وبهتاناً كبيراً وآذوني بغير الحقّ. وجميع الذين تبرّعوا شُهداءٌ بالحقّ أنّي لم اُخفِ على الأنصار والزوّار شيئاً من تبرّعهم، فمن ذا الذي يقول أنّه تبرع بشيء لصالح القناة ولم يتمّ تنزيله في قائمة المساهمات إلا ما كانت نُصرة خاصة للإمام المهدي فلا نقوم بتنزيلها. وما أريد قوله هو أنّني لا أزال مصراً على إقفال باب التبرع باسم القناة الفضائيّة حتى لا تكون للمنافقين حُجّة فيؤذونني بغير الحقّ في كل مرةٍ.
وما أريد قوله: فلو كانت التبرعات هي لنصرة الإمام المهدي وشدّ أزره ليبلغ أمره يتصرّف فيها كيفما يشاء بغير شرطٍ أو قيدٍ إذاً لما استطاعَ المنافقون أن يؤذونني شيئاً لكون الإمام المهديّ المنتظَر قد أصبح حُرّاً يتصرف بالنصرة كيفما يشاء فهو من أشدّ الناس اهتماماً بنشر دعوته وبلوغ أمره سواءً يشتري بها قناة فضائيّة أو ينفقها كيفما يشاء؛ المهم أنَّ الله تقبَّل من الأنصار نفقاتهم والإمام المهديّ المنتظَر حرٌّ يفعل بها ما يريد وما يراه لصالح دعوته وحماية نفسه بتكثيف المُرافقين والإعداد لحماية نفسه كون أعداء المهديّ المنتظَر كثيرون فلهُ الحقّ أن يخرج في مرشة من الحرس المُسلّحين لكون الله أمره كما أمر محمداً رسول الله وأنصاره أن يأخذوا حذرهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء:71].
وقال الله تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً} صدق الله العظيم [النساء:102]، برغم إنّي عبدٌ متوكلٌ على الله خير الحافظين آخذٌ بأسباب الحماية كما أمر الله الذين من قبلي من الأنبياء والمرسَلين لكون الله أذِن لنا بالدّفاع عن أنفسنا وأمرنا أن نعدّ القوة الدفاعيّة ما استطعنا حتى لا يتجرّأ أعداء الله بالاعتداء على الإمام المهدي وحرسه الخاص برغم أنّ الإمام المهدي محفوظٌ من شرِّ الأشرار بإذن الله الواحد القهار، فإن كان للأعداء كيدٌ فليكيدونِ ولا يُنظِرون. وإنّما يحزنُني لو أجبرنا الأعداء على قتالهم وقتلهم كون الله سوف ينصرني عليهم حتى ولو كان حرس الإمام المهدي معدودين بأصابع اليدين فالنصر من عند الله الواحد القهار، ولكنّ الإعداد وتكثيف الحرس يكفينا تجرؤهم، فلن يتجرأوا حين يرون الإمام المهدي يخرج في مرشة مُسلحة، ولسنا من الذين يريدون علوَّاً في الأرض ولا فساداً.
وجميع من أظهرهم الله على أمرنا ليعلموا أنّ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني لن يأتي منه للبشر إلا خيراً كونه ضدّ من يقتلون المسلمين والكفّار بغير الحقّ، فقد علمتم يا معشر الأنصار والزوار الباحثين عن الحقّ أنَّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يدعو البشر إلى عدم سفك دمائهم؛ بل المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ينكر على الإنسان ظُلم أخيه الإنسان ويدعو البشر إلى التراحم والبر والقسط فيما بين المسلمين والكفار، وليس ذلك تقاةً من أحدٍ لكي نكفى شرّه وأذاه، كلا وأقسمُ برب العالمين ما كنت أجامل ولا أتّخذ مبدأ التقاة بالكلام ولا أخاف في الله لومة لائم؛ بل أنا المهديّ المنتظَر أنطق بالحكم الحقّ من محكم الذِّكر إلى المسلم والكافر ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولم يأمرني الله أن أُكرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين ولا ينبغي لي أن أخفي الحقّ من ربّ العالمين تقاةً لشرهم، وإنّما يحقّ ذلك لأتباع الأنبياء وأتباع المهديّ المنتظَر إن أُجبروا على مبدأ التقاة حتى لو أُجبروا على إظهار الكفر ويبطنوا التصديق والإيمان، وقال الله تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّـهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [النحل].
وقال الله تعالى: {قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٦﴾ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٢٧﴾ لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّـهِ الْمَصِيرُ ﴿٢٨﴾ قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وإنما سياسة التقيّة تحقّ لأتباع الأنبياء وأتباع المهدي المنتظر، ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: فهل يجوز لمُحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والمهديّ المنتظَر أن نتّخذ مبدأ التقيّة؟ والجواب: كلا وربي أنّه لا يجوز لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا يجوز للمهدي المنتظر أن نتّخذ سياسة التقيّة أبداً، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمهديّ المنتظَر مكلّفين ببيان رسالة الله إلى العالمين فلا ينبغي لنا أن نخفي من الحقّ شيئاً اتّقاء شرّ الكفار والمُعرضين عن الحقّ، بل أمر الله محمداً عبدَه ورسولَه أن يبلغ الحقّ، وأن التقيّة لا تجوز له كونه مُكلّف بتبليغ رسالة للأمة لذلك لا يجوز له أن يتّخذ سياسة التقيّة، ولذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وقال الله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29]، كونه مُكلف ببيان رسالة الله للأمّة فلا ينبغي له أن يخفي الحقّ من ربِّه اتّقاء شر الأشرار بل يبلّغ رسالة ربّه ويعصمه الله الواحد القهار وينصره على الذين يمكرون به نصرَ عزيزٍ مقتدر أو يدفع الله عنه السوء بملائكته أو يدفع الله عنه السوء بحوله وقوته بكن فيكون إنَّ الله على كلّ شيء قدير.
وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر المُكلّف ببيان القرآن بالقرآن للإنس والجان، فلا ينبغي للمهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني أن أكتم البيان الحقّ للذِّكر خشية شرّ الأشرار من شياطين البشر، ولا ينبغي لي أن أستخدم سياسة التقيّة فهي مُحرَّمة عليّ أن أتّخذ سياسة التقيّة كما هي محرَّمة على المُرسَلين كوننا مُكلّفون ببيان رسالة الله للعالمين، فكونوا على ذلك لمن الشاهدين فلن تتغيّر بيانات المهديّ المنتظَر من بعد الظهور والتمكين، وأعوذُ بالله أن أقول على الله غير الحق؛ بل أشهدُ الله الواحدُ القهار أنّي المهديّ المنتظَر أنطق بالحقّ من محكم الذِّكر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فإن أعرض البشر أظهرني الله الواحد القهار (خليفته المهديّ المنتظَر) عليهم بكوكب النار ليلة يسبق الليل النهار وهو بما يسمّونه بالكوكب العاشر، قد أعذر من أنذر.
وأما أصحاب الصيحة الذين يمكرون بالإمام المهديّ المنتظَر ويريدون أن يجعلوا له شريحةً في الصالون ثم يتبعها مكر الطائرة من غير طيّارٍ فقد علمنا بمكرهم فاتَّخذنا الحيطة والحذر ولن يمكروا إلا بأنفسهم. ولا يزال المهديّ المنتظَر يعلن لكافة أعداء الذِّكر الذين يريدون أن يطفئوا نور الله الواحد القهّار فيمكروا بالمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور بكل حيلةٍ ووسيلةٍ لينظروا هل يذهب كيدهم وما يغيظون؟ فإنَّا عليهم منتصرون وفوقهم قاهرون بإذن الله ذي القوة المتين، فكونوا شهداء يا معشر الذين أظهرهم الله على أمري من العالمين.
برغم أنّ القنصل والسفير الأمريكي قد أبلغوا المهديّ المنتظَر أنّهم يريدون زيارته إلى الدار فرحّب بزيارتهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وقلت لرسولهم: قل لهم مرحباً بزيارتهم إلى دار المهديّ المنتظَر ولن أتّخذهم أولياء ضدّ مسلمٍ ولا كافرٍ إلا أن يريدوا نُصرتي لتحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر، فهل اطَّلعوا على البيان الحقّ للذِّكر في طاولة الحوار من قبل الظهور؟ فقال رسولهم: لا أعلمُ، ولكنّي أظنهم يريدون أن تساعدهم ضد الإرهاب". فقلت له: بل أنا الإمام المهدي أدعوهم إلى اتِّباع الكتاب هم وأصحاب الإرهاب، فجميعهم إرهابيّون مفسدون في الأرض؛ أمريكا وتنظيم القاعدة والحوثيون ومن كان على شاكلتهم وجميع الذين يسفكون دماء المُسلمين والكفار بغير الحقّ، فقل لهم: إنّني المهديّ المنتظَر أدعو كافة شعوب البشر إلى الدخول في السلام العالمي بين شعوب البشر وأريدُ تحقيق التعايش السلمي بين شعوب البشر، فإن كانوا يريدون أن يشدّوا أزري على ذلك فالحمدُ لله الذي تمّت كتابة هدف المهديّ المنتظَر في طاولة الحوار من قبل أن يُفكّر السفير أن يزور المهديّ المنتظَر إلى الدار كوني لن أغير عمَّا قلت شيئاً في طاولة الحوار مقابل الدولار ولن أسعى لرضوان المسلمين ولا الكفار؛ بل أسعى إلى تحقيق رضوان الله الواحد القهار وأدعو البشر إلى اتّباع البيان الحقّ للذِّكر رسالة الله إلى العالمين القرآن العظيم رحمةً للبشر من ربِّهم، أفلا يشكرون؟ وقد قبلنا طلب السفير بزيارة المهديّ المنتظَر إلى الدار برغم أنَّ في زيارة السفير الأمريكي إلى دار المهديّ المنتظَر كثير من المضار على الإمام ناصر محمد اليماني كون المرجفون الذين يقلبون الأمور والذين في قلوبهم مرضٌ سوف يستغلّون ذلك لتشكيك الأنصار في شأن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؟ ولكن برغم المضار التي سوف يتلقّاها المهديّ المنتظَر بسبب زيارة السفير الأمريكي فيقولون فكيف تقبل زيارة السفير الأمريكي إلى الدار وهو من الكُفّار؟ ومن ثم أرد عليهم وأقول: ألا والله لو يرسل إلينا الشيطان الرجيم إبليس أنّه يريدُ زيارة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى الدار ليجنح للسلم بين شعوب العالم لرحّبت بالشيطان إبليس وذبحت له العجول ولأكرمته إكراماً عظيماً علَّهُ يهتدي إلى الصراط المستقيم برغم أنّهُ العدو الأكبر للمهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ولكافة البشر، ولكنّي المهديّ المنتظَر الحقّ يا معشر الأنصار؛ البشير والنذير لا أُنفِّر البشر بل خليفة الله المُبشّر لكافة عباد الله بما فيهم شياطين الجنّ والإنس وكافة الذين أسرفوا على أنفسهم أن لا يقنطوا من رحمة الله وأنّ الله يغفر الذنوب جميعاً مهما كانت ومهما تكون حتى لو كانت بعداد ذرّات ملكوت السماوات والأرض فتاب العبد المُذنب إلى الربّ وأناب واتّبع أحسن ما أُنزل في الكتاب لوجد لهُ ربّاً رحيماً أرحم به من أمّه وأبيه الله أرحم الراحمين، ولم يجعلني الله من الذين يزرعون اليأس من رحمة الله في قلوب عباده وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.
ولذلك آمر كافة الأنصار للمهدي المنتظر في كافة دول البشر أن يحسنوا إلى الكفار ويكرموهم ويقسطوا إليهم حتى ينالوا محبّة الله فيعكسوا الصورة الصحيحة للعبد المسلم لربّ العالمين حتى يعلم الناس أنّ دين الله الإسلام أنّهُ حقاً دين الرحمة للعالمين.
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقبل العقل والمنطق أن يمكر البشر بهذا الرجل الذي يقول ربّي الله؛ ذو الخُلق العظيم الذي يدعوهم إلى الصراط المستقيم على بصيرةٍ من ربِّه القرآن العظيم، ويصبر على أذاهم، وسأل من ربِّه أن لا يجيب دعاءه على عباده بل يجيب دعوته لهم بالهدى والرحمة إنّ ربّي غفورٌ رحيم؟ والسؤال الذي يطرح نفسه مرةً أُخرى هو: فهل تقبل عقولكم أن تمكروا بالمهديّ المنتظَر وتريدون أن تجعلوا له شريحة في سيّارته لتدميره وهو رحمةٌ لكم من ربّكم يدعوكم إلى الله ليغفر لكم من ذنوبكم ويأتيكم بالبرهان عن عظيم عفو الرحمن من محكم القرآن؟ فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يا معشر الإنس والجان؟ كونه لن يأتيكم من المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلا الخير ولا يضمر لكم الشر. ولكن لا تظنّوا المهديّ المنتظَر ضعيف، وأقسمُ برب العالمين ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لئن قاتلتم المهديّ المنتظَر وأردتم الاعتداء عليه أنّكم سوف تجدون المهديّ المنتظَر لهو أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً.
ولا نريد أن نظلم السفير الأمريكي ولا أمريكا أنّهم من يريدون وضع الشريحة فلن نستطيع أن نظلمهم ونقول أنّهم هم من يريدون أن يفعلوا ذلك حتى لا يكون ذلك زوراً وبهتاناً عليهم فلعلهم الموساد من يريد أن يفعل ذلك، ولكنّنا لا نستطيع أن نؤكد أنّهم الموساد وإنّما علمنا بمكر الشريحة ولكن من غير تفاصيلٍ، وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
ونحنُ مضطرون لزيادة الحرس وتكثيف الحراسة المُشدّدة لأخذ الحذر كما أمرنا الله ومن ثم نترك الباقي على الله وإلى الله تُرجع الأمور، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ولكن وصيّة الإمام المهدي إلى كافة الأنصار في جميع الأقطار العربية والأجنبية أقول لهم:
لئن استطاع أعداء الله أن يقتلوا ناصر محمد اليماني فقد أصبح ليس هو المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهار لئن استطاعوا أن يهلك أعداءُ الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، ولكن هيهات هيهات وأقسمُ برب الأرض والسماوات لئن اجتمع الجنّ والإنس على أن يقتلوا الإمام ناصر محمد اليماني أنهم لا يستطيعون ولو كان بعضهم لبعضاً ظهيراً ونصيراً، وهل تدرون لماذا هذه الثقة المطلقة؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴿١٧٤﴾ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧٥﴾} [آل عمران:173].
{فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة:44].
{فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [التوبة:13].
{أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٦﴾ وَمَن يَهْدِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
فاطمئِنوا أحبّتي الأنصار على إمامكم المهدي المنتظر، وأقسمُ بالله الواحد القهار أنّ شياطين الجنّ والبشر لا يستطيعون أن ينتصروا على المهديّ المنتظَر ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، ولم أكن مُتخفّياً عليهم كما يزعمُ الجاهلون بأنّي قابع وراء شاشة الكمبيوتر ولذلك أتحدّى المكر بي أو لأنّي أكتب في الكمبيوتر من محراب مظلم! كلا وربّي.. فها هم يعرفون داري ومقري؛ بل أقسمُ بالله العظيم أنّ المهديّ المنتظَر يخرج في أسواق البشر غير مُتلثِّمٍ ولا أخافُ في الله لومة لائمٍ، وأقول لكم قول الله في محكم كتابه: {فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].
وأقول لكم كمثل قول الذي يقتدي بهم المهديّ المنتظَر: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾ مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [هود].
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
خليفة الله وعبده المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .
______________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=10522