20 - 02 - 1430 هـ
15 - 02 - 2009 مـ
01:20 صباحاً
ــــــــــــــــــ
إلى من كان صاحب المهديّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم، وبعد..
ويا من كنت صاحب المهديّ، عليك أن تعلم أنّ لكلِّ دعوى برهان وإنّي أراك ترى نفسك أعلم من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وترى أنّ الفرق بيني وبينك كالفرق بين علم نبيّ الله موسى والرجل الصالح، إذاً فأتنا بعلمك يا رجل.
غير أنّي أشكرك أنّك برَرْت قسمي ورجعت، ولكنّك رجعت غير موزون! بمعنى أنّ عقلك لم يعد مضبوطاً للأسف الشديد، وقريباً تمشي في الشوارع عريان إذا ظللت بهذه الحالة.
ويا أسفي عليك يا صاحبي فقد فتنك (علم الشيطان الرجيم) عن الحقّ بعد إذ جاءك، وأخشى أن تكون من الذين قال الله عنهم؛ قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾} [الفرقان] صدق الله العظيم، وقد كنتَ تدعو إلى الحقّ وبايعتنا لنُصرة الحقّ وآتيتنا ميثاقاً غليظاً ومن ثم نكثت عهدك وانقلبت على عَقبيك، ولم تُفتِنا بالحُجّة والسبب إلى حدّ الآن عن سبب فتنتك.
وأما (محمد علي) والذي هو نفسه (محمد عبد الله) فقد عاد وهو من الموقنين ولكنّه خجِلٌ لما حدث منه، ولكن لا لوم عليه شيئاً فهذا قد حدث حتى للأنبياء من هم أعلم منكم ولكنّ الله يُحكِم لهم آياته فيُثبّتهم على الصراط المستقيم، وذلك لأنّهم أنابوا إلى ربّهم فحكم الله لهم آياته ووضّحها لهم فتبيّن لهم أنّهم على الحقّ المبين من ربّهم، ولكن للأسف يبدو أنّك لم تُنِب يا صاحبي إلى ربّك واكتفيت واستغنيت بـ (علم الجهاد)، وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّ (عَلم الجهاد) علمٌ من أعلام الشيطان الرجيم، وأشهدُ لله أنّه ليس من الضّالّين من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يُحسنون صُنعًا؛ بل (علم الجهاد) هذا يعلم عِلم اليقين أنّه على ضلالٍ مبينٍ واتّخذ الشيطان وليّاً من دون الله وليس ضلالاً منه؛ بل وهو يعلم أنّه الشيطان الرجيم.
وسوف أفتي جميع الباحثين عن الحقّ عن شيءٍ وهي حكمة سوف يتشابه فيها المهديّ المنتظَر وأخطر شياطين البشر كأمثال (عَلم الجهاد) من شياطين البشر؛ وهي صفة الصبر والمرونة، فهم يعملون الليل والنهار على إطفاء نور الله وهم لا يسأمون، وكذلك يصبرون ويصبرون لعلهم يبلغون المراد من الفتنة بحكمة الصّبر والحلم والعفو ظاهر الأمر ويبطنون الكفر والمكر ضدّ الله ورسله.
ولكنّ الفرق بين صبرهم وصبر المهديّ المنتظَر أنّي أرجو من الله ما لا ترجوه الشياطين، وأعمل كلّ يوم ما لا يقل عن ثمانِ ساعات للدعوة إلى الله وهم كذلك يعملون ولربّما أكثر من ثمانِ ساعاتٍ لإطفاء نور الله؛ بل إخلاصهم ووفاؤهم لإبليس كوفاء وإخلاص المقرّبين للهِ ربّ العالمين، فالمُقرّبون يصبرون ويحلمون عن الناس ويستخدمون الحكمة في الدعوة للوصول إلى الهدف وهو إنقاذ الناس من النار وإخراجهم من الظلمات إلى النور. فأما ألدّ أعداء الله من شياطين البشر فهم كذلك يستخدمون نفس الحكمة ظاهر الأمر لكي يبلغوا المراد وهي الفتنة وإخراج الناس من النور إلى الظلمات. ولكنّي سوف أُعلّمكم كيف تعرفونهم، وذلك من خلال بياناتهم الملتوية وغير المفهومة، فلا يجعلونك تخرج إلى نتيجة في شأنهم، وكذلك إذا جادلوا بالقرآن فإنّهم يجادلون بالمتشابه ويذرون المحكم البيّن من آيات أُمِّ الكتاب ويعرضون عنها كأن لم يسمعوا بها وكأن لم يقرأوها.
ويا صاحبي، إن كنت صاحبي فلا تتّبع ألدَّ أعداء الله على وجه الأرض (علم الجهاد) وهو ذاته (الطريد وزير المسيح الدجال علم الجهاد)، ولتعلمنّ نبأه بعد حين. وأعلم إنّه على تواصل معك يا من كنت صاحبي، وإذا اتّبعته فلا صُحبةَ بينك وبين المهديّ المنتظَر ناصر، فإن اتّخذت قرارك النهائي فسوف أتبرّأ منك ومن صُحبتك كما تبرّأ إبراهيم من أبيه آزر.
وأما عهدك لنا بالاتّباع والمبايعة والطاعة فذلك ميثاقٌ غليظٌ فإنّك عنه مسؤولٌ بين يدي الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]، فكيف ترى نفسك على الحقّ إذا نكثت عهدك وميثاقك لنا على ما يرضي الله؟ فإن كنت ترانا ندعو إلى ما يغضب الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فإن كنت ترانا ندعو إلى ما يغضب الله فأتنا بالبرهان إن كنت من الصادقين، لأنّك والله لن تكون في حِلٍّ من بيعتك وعهدك إلا إذا دعوتك لما يغضب الله، فهنا لا يجوز لك الوفاء بعهدك لأنّ عهدك ليس على ما يغضب الله بل عاهدت وبايعت على ما يرضي الله، ولا أزال أدعو لِما يحبّه الله ويرضاه حتى ألقى ربّي بقلبٍ سليمٍ وأرجو من الله التّثبيت على ذلك حتى ألقاه بقلبٍ سليمٍ إنّ ربّي سميعٌ عليم.
ويا صاحبي، لا نزال لم نُفرّط في صُحبتك وسألتك بالله العليّ العظيم البرّ الرحيم أن تفي بعهدك وبيعتك وميثاقك العظيم للمهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، وهذا نصٌّ مُقتبسٌ من بيعتك وميثاقك للتّذكير وهو ما يلي:
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________