الموضوع: فالحذر يامعشر الأنصار أن توقنوا أنّكم لن تضلوا عن الهدى

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي فالحذر يامعشر الأنصار أن توقنوا أنّكم لن تضلوا عن الهدى

    ( اقتباس تذكيري من بيان الإمام )

    فحذارِ يا معشر الأنصار أن توقنوا أنّكم لن تضلوا عن الهدى بعد أن علمتم أنّ البيان الحقّ للقرآن العظيم أنّه بيان الإمام ناصر محمد اليماني، فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، بل الحقّ أن تقولوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار:
    {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6611 من موضوع فتلك هي العقيدة الكاذبة، فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 08 - 1431 هـ
    14 - 07 - 2010 مـ
    02:49 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    فتلك هي العقيدة الكاذبة، فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم ..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٨وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٩وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١٠يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚوَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿١٢فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚوَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّـهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١٤} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا حبيبَ المهديّ المنتظَر (الحسين بن عمر)، تذكّر قول الله الواحد القهّار في محكم الذكر أنّه يتقبّل العفو منّا حتى عن شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [المائدة]، وعليه فإنّي أشهدُ الله الواحد القهّار أنّي قد عفوت عن الذي كان يُسمّي نفسه (الناصر للإمام ناصر محمد)، وعفوت عنه لكي يزيدني ربّي بحبّه وقربه، وذلك من أعظم الإحسان في الكتاب نفقة العفو، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    وليس معنى ذلك أنّي استغفر الله لهم، فكيف يغفر الله لهم ما لم يغيّروا ما بأنفسهم فيتوبوا إلى ربّهم؟ وإنّما أعفو عنهم في حقّي لوجه الله ليزيدني بحبّه وقربه عسى الله أن يعفو عنهم فيهديهم، إنَّ ربّي على كل شيءٍ قديرٍ.

    فصبرٌ جميلٌ حبيبي في الله الحسين بن عمر، وصبرٌ جميلٌ أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، وما صبركم إلا بالله ليزيدكم بحبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وسنزيد المحسنين. ولا نزال نُذكّركم بالهدف الذي يعيش من أجلِ تحقيقه المهديّ المنتظَر وكافة أنصاره الربّانيّين أقرب المُقرّبين، فجميعنا نحيا في هذه الحياة من أجل تحقيق النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة، وهو: أن يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا غضباناً. وكيف يتحقّق ذلك؟ حتى يُدخل الله عباده في رحمته جميعاً ومن ثمّ يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسّراً على عباده وليس حزيناً، ألا والله إنّ حُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم لهو أعظم من حُزن الوالد على ولده وأعظم من حُزن الأمّ التي هي أرحم من الأب بولدها، ولكنّ حُزن الله على عبده هو أعظم وذلك بسبب أنّ الله هو أرحم الراحمين فلم يَهُن عليه عباده برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً، ولكنّهم أنفسهم يظلمون فيكذّبون رسل ربّهم ويكفرون بآيات ربّهم، ومن ثمّ يدعو عليهم رسلُ الله وأنصارُهم، ومن ثمّ يجيبهم الله فيهلك عدوّهم ويستخلفهم في الأرض من بعدهم تصديقاً لوعد الله لرسله وأوليائه، إنّ الله لا يخلف الميعاد، ومن ثمّ يسكت غضب الربّ في نفسه من بعد الانتقام من عبيده الظالمين بعد أن حلّ النّدم في أنفسهم على ما فرّطوه في جنب ربّهم، فقال الظالم منهم:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثمّ يسكت الغضب في نفس الربّ بعد أن حلَّت الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، ومن ثمّ يتحسّر أرحم الراحمين على عبيده الذين ظلموا أنفسهم، ويقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أحباب الله يا من يحبهم الله ويحبونه، فهل تستطيعون أن تتنعّموا فتستمتعوا بنعيم الجنة وحورها وحبيبكم الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ إذاً لا فائدة من جنّة النّعيم وحورها وقصورها وخمورها وعسلها ولبنها ما لم يتحقّق النّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً، ولن يتحقّق رضوان الله في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته جميعاً، فلا تيأسوا من روح الله يا عباد الله جميعاً، وتوبوا إلى الله متاباً وأنيبوا إلى ربِّكم وقولوا: ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين تجِدوا لكم ربّاً غفوراً رحيماً، وتجِدوا أنّه حقاً لا مجال للمُقارنة بين رحمة الله في نفسه ورحمة عبيده لبعضهم بعضاً، بل تجِدوا أنّ الفرق جداً عظيم، وأنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، ومن يئِس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً وما قدر ربّه حقّ قدره، سبحانه وتعالى علُّواً كبيراً.

    فمن ذا الذي أفتاكم باليأس من رحمة الله أرحم الراحمين؟ فقط حتى تصرّوا على الاستمرار في حرب الله وأوليائه يا معشر الشياطين وأنتم تعلمون بالنهاية أنّه الانتصار للحقّ على الباطل ثمّ يلقي الله بكم في أشدِّ العذاب في نار جهنم وذلك لأنّكم يئِستم أن يرحمكم الله في الدنيا والآخرة كما يئِس الكفار من أصحاب القبور وذلك هو سبب إصراركم على إطفاء نور الله وتريدون أن يضلّوا معكم عبيد الله جميعاً حتى يكونوا معكم سواءً في نار جهنّم، ولكنّ الله ابتعث الإمام المهديّ ليفتيكم بالحقِّ أنّ سبب ظلمكم لأنفسكم هو اليأس من رحمة الله، فإنّ الذي أفتاكم أن تيأسوا من رحمة الله لَمِن الكاذبين فليتُبْ إلى الله متاباً ولسوف يجد له ربّاً غفوراً رحيماً.

    فلا تحرموني وأنفسكم نعيم رضوان الله أستحلفكم بالله العظيم، وذلك لأنّي الإمام المهديّ الذي يعبدُ رضوان الله كغاية وليس كوسيلة لتحقيق نعيم الجنّة وحورها وقصورها، فكلّا وربّي الله لا أرضى ولا أريد أن أرضى حتى يكون من أحببتُ راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، فلا تظلموني وتظلموا أنفسكم يا معشر شياطين الجنّ والإنس اليائسين من رحمة الله، فوالله حتى الشياطين هم جُزءٌ من هدف الإمام المهديّ، ولا أكاد أن أفتي المسلمين بهذا من قبل خشية أن يزيدهم ذلك فتنةً إلى فتنتهم فيقولون: "وكيف يكون هذا الإمام المهديّ وهو يريد أن ينقذ حتى الشياطين من خلود العذاب؟". ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهديّ: يا قوم ما ظنّكم بقول الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣}؟ صدق الله العظيم [المائدة].

    وإنّما العفو عنهم هو لوجه الله في حقكّم، وقد جعل الله العبد حُرّاً في حقّه إن أراد أن يعفو عن عباد الله لوجه ربّه، ولم يأمركم الله أن تستغفروا للشياطين وللكافرين؛ لأنّ الله لن يغفر لهم ما داموا مُصرّين على ما يُغضب الله، ولن يغفر الله للعبد حتى يتوب وينيب إلى ربّه وحتى ولو استغفر له كافّة أهل السماء والأرض، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠} صدق الله العظيم [التوبة].

    وليس معنى ذلك أنّ الله كتب في كتابه أنّه لن يغفر لهم أبداً ولذلك لم يتقبّل استغفار الرسول لهم، كلا وربّي، فمن أفتاكم بذلك فقد ظلم نفسه؛ بل سبب عدم قبول الاستغفار لهم هو بسبب إصرارهم على ما يفعلون ما لا يحبه الله ولا يرضاه لهم، وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    ولكنّ شياطين البشر فهموا هذه الآية خطأً فيئسوا من رحمة الله، ولذلك يريدون أن يُضِلُّوا عباد الله عن الصراط المستقيم حتى يكونوا معهم سواء في نار جهنم، فاتّقوا الله يا معشر الشياطين، فوالله الذي لا إله غيره إنّ الإمام المهديّ هو الأعلم بكتاب الله وبيان آياته، وإنّي لا أخدعكم حتى تكفّوا حربكم عن دين الله؛ كلا وربّي الله لأنّي أعلمُ أنّ الله ناصري عليكم مهما مَكَرتُم، فإنّا فوقكم قاهرون بإذن الله الواحد القهار، وأعلمُ أنّكم مهما مكرتم فلن تمكروا إلا بأنفسكم فيجعل الله مكرَكم هو لصالح المهديّ المنتظَر لإتمام نور الله على العالمين ولو كرهتم.

    إذاً يا قوم فلمَ أخدعكم حتى ولو كنتم من ألدِّ أعداء المهدي المنتظر؟ فلا ينبغي لي خداعكم فأقول بيان آية بغير المقصود، كلا وربي الله الذي تولّى تعليمي فإني لا أُعلّمكم إلا بالبيان الحقّ المقصود من كلام الله في آياته، والله على ما أقول شهيد ووكيل، وإنّما الفخ الذي أعمله في بعض بياناتي هو من أجل التّجرُّؤ للحوار فيزعم أحد علماء الأمّة أنّه سوف يقيم الحجّة على ناصر محمد اليماني في الحجّة الفلانية، ومن ثمّ يسجل لدينا على عجل شديد ويبدأ في الردّ تلو الردِّ، ومن ثمّ يتفاجأ بما لم يكن يحتسبه ممن آتاه الله علم الكتاب ليُعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون.

    ويا عباد الله جميعاً إنّكم جميعاً في نطاق هدف الإمام المهدي الذي ابتعثه الله الرحمة الكُبرى للعالمين ليجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فإذا كان الإمام المهديّ يتمنّى حتى هداية الشياطين فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وأُعاهدكم بالله أن أكون صادقاً بالبيان الحقّ للقرآن ويهدي الله بالبيان الحقّ للإمام المهدي كثيراً، ولكن للأسف فإنّه أيضاً يُضلُّ الله بالبيان الحقّ للإمام المهديّ كثيراً، وما يضلّ به إلا الذين علموا أنّه حقاً المهديّ المنتظَر، فلما رأوه ظهر وجاء القدر لبعث المهديّ المنتظَر ساءت وجوههم ولم يفرحوا برحمة الله الكبرى بسبب عقيدتهم أنّها لن تنالهم رحمة ربّهم، فمن ذا الذي افتاكم أنّ الله كتب على نفسه أن لا يرحمكم أبداً، ولذلك لم تتوبوا إلى ربّكم؟ وإنّكم لخاطئون بهذه العقيدة التي كانت سببَ هلاك كثيرٍ منكم، ولكنّي الإمام المهديّ أبطل هذه العقيدة بسلطان العلم الحقّ من محكم كتاب الله فألقي إليكم بهذا السؤال وأقول: يا معشر شياطين الجنّ والإنس ألستم تعلمون أنّكم من ضمن عبيد الله الذين خلقهم الله لعبادته؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات:56]؟ والسؤال بالضبط: فما دمتم من عبيد الله فلماذا تعتقدون أنّه لا يشملكم نداء الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثمّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾}؟ صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن حتى يغفر الله لكم فاعلموا أنّه لا استغفار مع إصرار، كمثل أن يزني الزاني أو يظلم نفسه فيقول ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، فلن يغفر الله له حتى ولو استغفر الله في اليوم مليار استغفار فلن يغفر لهُ ربّه الواحدُ القهار بسبب الإصرار على الفعل الذي يستغفر الله فيه، فكيف يغفر الله له وهو لا يزال مُصِرّاً على الفعل الذي لا يحبه الله ولا يرضاه؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن استغفر الله في ذنبٍ وهو ينوي أن لا يعود إليه أبداً غفر الله له ذلك الذنب كون الله ينظر إلى نيّة عبده الحالية فهل ينوي عدم الإصرار على ذلك الفعل؟ ومن ثمّ يغفر الله له ذلك حتى ولو يعلم الله أنّه سوف يعود إليه مرةً أخرى غفر الله له ولا يبالي بعودته إلى ذلك الذنب مرةً أخرى، حتى إذا عاد إليه مرةً أخرى ثمّ استغفر الله وهو ينوي عدم الإصرار كذلك سيغفر الله له ولا يبالي بعودته إليه مرةً أخرى، كون الله ينظر إلى نيّة قلب عبده الحالية حين الاستغفار، والأعمال بالنيات ولكلّ امرئ ما نوى، فما دام يستغفر العبد من الذنب وهو ينوي عدم العودة إلى ذلك الفعل غفر الله له حتى ولو يعلم الله أنّ عبده سوف يعود إليه مرة أُخرى، وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُ‌كُمْ فِي الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَ‌يْنَ بِهِم بِرِ‌يحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِ‌حُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِ‌يحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [يونس:22-23].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل الله لا يعلم أنّهم سوف يعودون لشركهم بعد أن ينقذهم؟ بل يعلم ذلك سبحانه؛ ولكنّهم يدعون الله مخلصين له الدين قلباً وقالباً، وقال الله تعالى:
    {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِ‌ي فِي الْبَحْرِ‌ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ لِيُرِ‌يَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ‌ شَكُورٍ‌ ﴿٣١﴾ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ‌ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ‌ كَفُورٍ‌ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ تَدْعُونَهُ تَضَرُّ‌عًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٣﴾ قُلِ اللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْ‌بٍ ثمّ أَنتُمْ تُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً في لحظة الدُعاء كانوا مخلصين لربّهم منيبين إليه فيقولون:
    {لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ}، ومن ثمّ ينجّيهم الله لأنّ نيّتهم كانت صادقة، ولذلك غفر الله لهم فأنجاهم مع إنّه يعلم أنَّ منهم من سوف يعود إلى ما كان عليه من قبل، ولكنّ الله لم ينظر إلى علم الغيب لعمل عبده، ولو ينظر إلى علم الغيب لعباده لما غفر لأحد عمل السوء؛ بل ينظر إلى النيّة الحالية في القلب حين الدُّعاء والاستغفار، ولكنّهم في الحقيقة كاذبون فقد يندهش الباحثون عن الحقّ ويقولون: "فكيف يكونون كاذبين وقد أفتيتَ إنّهم صادقون في دُعائهم قلباً وقالباً؟" ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: كاذبين في العقيدة وليس في القول، وبسبب عقيدتهم الكاذبة يعودون لما نُهوا عنه. وحتى تفهموا البيان المقصود للعقيدة الكاذبة سوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في العقيدة الكاذبة لدى أهل النار. وقال الله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    والسؤال الذي يطرح نفسه أولاً للعقل والمنطق: فهل من المعقول أنّهم يكذبون على ربّهم فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم برغم أنّهم يصطرخون في نار جهنّم؟ فما هو جواب العقل في هذه المسألة؟ فحتماً ستكون فتوى العقل أنّه ليس من العقل والمنطق أن يكونوا كاذبين في القول فيقولون لربّهم ما ليس في قلوبهم وهم لا يزالون مصرّين على العودة لما نهوا عنه، فكيف يكون ذلك وهم يصطرخون في نار جهنم! فلا بد أنّهم فعلاً يريدون أن يعملوا غير الذي كانوا يعملون حتى لا يدخلوا نار جهنم مرةً أخرى. ولكن يا قوم فماذا يقصد الله بقوله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}صدق الله العظيم؟ فهل يقصد أنّهم كاذبون في القول أم في العقيدة؟ ونفتيكم بالحقِّ إنّ الله يقصد إنّهم لكاذبون في العقيدة، لأنّه ليس الهدى هداهم حتى يعتقدوا من غير استثناء أنّهم لو يعودون إلى الدنيا لعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكنّهم كاذبون في هذه العقيدة، فما يدريهم والهدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه! ولكنّهم واثقون في أنفسهم أنّ الله لو يخرجهم من النار فيعيدهم إلى الدنيا إنّهم سوف يعملون غير الأعمال التي كانت سبباً لدخولهم النار، فيزعمون أنّهم لا ولن يعودوا لذلك، ولذلك سوف يصرف الله قلوبهم لو أرجعهم حتى يعودوا لما كانوا يفعلون، وذلك ليعلموا أنّهم لكاذبون بأنّ الهدى هداهم بل الهُدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه.

    إذاً يا قوم
    إنّهم كاذبون في العقيدة اليقينيّة التي في أنفسهم أنّهم لن يعودوا إلى ما نُهوا عنه، ولذلك حكموا على أنفسهم بسبب يقينهم أنّهم لن يعودوا لذلك وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:107]، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام]، ويقصد أنّهم لكاذبون في العقيدة اليقينية في أنفسهم فهم لا يستثنون فيقولون إن شاء الله لن نعود لذلك بل حكموا على أنفسهم وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم، فهم لا يعلمون أنّ الله يحول بين المرء وقلبه ويصرف قلوبهم كيف يشاء، وكانت العقيدة الكاذبة هي سبب ضلال كثير من الأمم.

    وأضرب لكم على ذلك مثلاً في الذين كفروا في الحياة الدنيا فهم يطلبون من رُسل ربّهم أن يؤيّدهم بمعجزات الآيات، فتجدونهم يعدون الرسول لئن أيّده الله بمعجزةٍ فإنّهم سوف يصدّقونه لا شكّ ولا ريب في أنفسهم، فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم، فما يدريهم أنّهم حقاً سيهتدون لو يؤيّد رسله بالآيات وربّهم يحول بين المرء وقلبه؟ وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبما أنّها عقيدة كاذبة فلن يتحقّق منها شيءٌ على الواقع الحقيقي، فسوف يؤيّد الله رسله بالآيات بناءً على طلب قومهم ومن ثمّ يصرف قلوب قومهم أصحاب العقيدة الكاذبة فيزدادون كفراً فيقولون إن هذا إلا سحرٍ مُبين، وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فهل فهمتم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم؟ أي كاذبون في العقيدة وليس في القول وذلك لأنّهم لم يقولوا بألسنتهم قولاً وهم ينْوون ذلك في قلوبهم للعودة إلى ما كانوا يعملون، حاشا لله ربّ العالمين فليس ذلك من العقل والمنطق في شيء، فكيف أنّهم في نار جهنم وقودها الحجارة يصطرخون من الحريق ثمّ يكذبون على ربّهم؟ كلا وربّ العالمين إنّه ليس في قلوبهم أي نيّة للكذب على الله؛ بل إنّهم يريدون فعلاً من ربّهم أن يرجعهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وإنّما عقيدتهم كاذبة فهي ليست عقيدة حقّ فلا بدّ لهم أن يعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، ولذلك فإنّ الهدى هدى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فحذارِ يا معشر الأنصار أن توقنوا أنّكم لن تضلوا عن الهدى بعد أن علمتم أنّ البيان الحقّ للقرآن العظيم أنّه بيان الإمام ناصر محمد اليماني، فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، بل الحقّ أن تقولوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار:
    {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنّ الإمام المهدي سوف يُسافر إلى قوم اعتدوا على قومٍ آخرين، فإن فاءت إحدى الفئتين فسوف يُقاتل التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، ومع الإمام المهديّ من قومه آلاف المقاتلين ومؤونتهم على أنفسهم وإنّما نعدّ ما استطعنا من السلاح الثقيل، والحمد لله تمّ شراء هذا اليوم قطعتين أحدهم يُسمى عيار (14 ونص)، والآخر يُسمى (عيار ثلاثة وعشرين) بعيد المدى يستخدم في الحروب وكذلك يستخدم مُضاداً للطيران، والحمد لله لدينا أسلحة أخرى من نوع العيار الثقيل من قبل على أنواعها كمثل الكاتيوشا قاذفة الصواريخ، وكذلك الرشاش عيار اثني عشر سبعة، والبندقيات نوع بي عشرة، وما أريد قوله لمعشر الأنصار الذين سوف يعلمون بذلك فيقولون: "ما بال الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يشترك في حربٍ بين قبيلته وقبيلة أخرى؟". ومن ثمّ يرد عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقِّ وأقول: والله الذي لا إله غيره لولا أنّني أعلمُ بأنّ الحرب نُصرةً للمظلوم ضدّ الظالم لما شددت أزْرَ هذه الحرب بالسلاح، والمظلوم هو (ربيع) لدى قبيلتي وليس من قبيلتي؛ بل جاءنا (ربيع) يشكو مظلمته من قوم آخرين برغم أنّه ليس (ربيع) فخذ القبيلة التي أنا منها؛ بل (ربيع) فخذ آخر من أفخاذ القبيلة الكُبرى، وقام قومٌ آخرون بقتل أحد أفراد هذا الربيع المظلوم وقتل امرأة من نساء الرباعة، فقلنا إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.. حتى إذا جاءت الطامّة الكُبرى فإذا هو يبلّغني أنّ الذين عليهم الدم وارتكبوا الإثم والعدوان رفضوا أن يعطوا صلحاً عدّة أيام ويريدون أن يعلنوا الحرب! فكيف وهم من قتل واعتدى وتحمّل قتل الأبرياء ومن ثمّ يأبون أن يعطوا صلحاً لعدّة أيام للسعي للإصلاح من قبل الوساطة! مما أجبرني ذلك على الاستعداد للحرب.

    وصحيح إنّ الإمام المهديّ لمِن أشدّ الناس حُلماً في العالمين، ولكنّي من أشدّ الناس غضباً إذا اُنتهكت محارم الله وتمّ التعدي على حدود الله بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فوالله الذي لا إله غيره ليجدوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني شخصيةً أُخرى ذا بأس شديدٍ ويضرب بيد من حديد فلا أُبالي على أي جنبٍ كان في الله مصرعي، فلا يغرنّكم حلمي وإنّما نعفو في الأذى والسبّ والشتم، وأما أن أعفو في حدٍّ من حدود الله فهيهات هيهات، ومن تعدّى حدود الله فقد ظلم نفسه، ولكن لا يزال الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر على قدر جُهد الإمام المهديّ حسبما مكّنني فيه ربّي إلى حدِّ الآن، ولا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الحج].

    واضطر الإمام المهديّ أن يعلن هذا الحدث عبر موقعه العالمي حتى لا يستغل ذلك أعداء الله فيقولون: "ما بال ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنّه المهديّ المنتظَر الذي يدعو إلى السلام العالمي بين شعوب البشر، فما باله يتديّن السلاح ذو العيار الأكبر ليشدّ أزر الحرب لقبيلته ضدّ قبيلة أخرى وهم جميعاً من المؤمنين؟" ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ۚفَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٩} صدق الله العظيم [الحجرات]. فسل يا هذا وأخبر من الذي ارتكب الجريمة النكراء وقتل أُنثى وذكراً فسعى آخرين للإصلاح فاستجاب أولياء الدم إلى الصلح، والصلح خير. فإذا الطامة الكُبرى إنّ الذي ارتكب المُنكر أبى واستكبر عن الصلح ويريد أن يخرج الرباعة من ديارهم ويحتل أرضهم ويريد أن يشعل نيران الحرب، ونحنُ لها فلن نضعف ولن نستكين ولن نهون ونحنُ الأعلون بإذن الله العزيز الحكيم، والحمدُ لله أنّ هذه الحرب لم تكن من أجل فردٍ من أفراد قبيلة المهديّ المنتظَر الكبرى؛ بل من أجل طائفةٍ أخرى ليست من قبيلتنا وإنّما جاءوا يستنصروننا ويطلبون رفع الظلم عنهم ويشكون قبيلةً أخرى قتلوهم ويريدون أن يخرجوهم من ديارهم، فكيف لا ننصرهم بعد أن تبيّن لنا أنّهُ قد تمّ ظلمهم واعتُدي عليهم وعلى حُرماتهم؟ فكيف لا ننصر المظلوم ونحن قادرون على نُصرته بإذن الله العزيز الحكيم؟ فاعذروني يا معشر الأنصار فهل ترضون أن يعتدي على أحدكم قوم آخرون فيخرجونه من أرضه ودياره ويقتلون رجاله ونساءه؟ وكذلك هذا المظلوم الذي اعتدوا عليه قوم تجبروا وطغوا واستكبروا كونهم أغنياء وجارهم فقير وحقير (في نظرهم) نسباً، ولذلك يريدون أن يعتدوا عليه وهو ربيع لدينا فقد وجب علينا حمايته.

    وأقسمُ بالله العظيم رب السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لأنصرنّ هذا الضعيف المظلوم بعد أن علمت علم اليقين أنّه مظلوم بكل ما أوتيتُ من قوة، فلا تحزنوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار فوالله ما إن علموا هذا اليوم بأنّ الشيخ ناصر محمد قد اشترى سلاح عيار ثلاثة وعشرين بعيد المدى يدحر العدو من بعيد ورشاش عيار أربعة عشر ونصف متوسط المدى ذو القصف الشديد إلا وبدأوا يخضعون فيقبلون الوساطة تمشي بين القبيلتين لحل الإشكال، غير أنّه لا زال منهم من يريد الحرب ولا نعلم ما تسفر إليه الوساطة. ولربما أتغيّب عن الموقع من غد لانشغالي بالتجهيز للحرب نُصرةً للمظلوم على الظالم، وإنّما النصر من عند الله العزيز الحكيم، فلا تحزنوا يا معشر الأنصار،
    فو الله الذي لا إله غيره إنّه لا يستطيع أحد قتل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا بإذن الله حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره، فإنّا إليكم عائدون بإذن الله وإلى الله تُرجع الأمور.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : أسد الله
    اقتباس مشاركة : أسد الله
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6611 من موضوع فتلك هي العقيدة الكاذبة، فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 08 - 1431 هـ
    14 - 07 - 2010 مـ
    02:49 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    فتلك هي العقيدة الكاذبة، فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم ..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٨وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٩وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١٠يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚوَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿١٢فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚوَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّـهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١٤} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا حبيبَ المهديّ المنتظَر (الحسين بن عمر)، تذكّر قول الله الواحد القهّار في محكم الذكر أنّه يتقبّل العفو منّا حتى عن شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [المائدة]، وعليه فإنّي أشهدُ الله الواحد القهّار أنّي قد عفوت عن الذي كان يُسمّي نفسه (الناصر للإمام ناصر محمد)، وعفوت عنه لكي يزيدني ربّي بحبّه وقربه، وذلك من أعظم الإحسان في الكتاب نفقة العفو، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    وليس معنى ذلك أنّي استغفر الله لهم، فكيف يغفر الله لهم ما لم يغيّروا ما بأنفسهم فيتوبوا إلى ربّهم؟ وإنّما أعفو عنهم في حقّي لوجه الله ليزيدني بحبّه وقربه عسى الله أن يعفو عنهم فيهديهم، إنَّ ربّي على كل شيءٍ قديرٍ.

    فصبرٌ جميلٌ حبيبي في الله الحسين بن عمر، وصبرٌ جميلٌ أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، وما صبركم إلا بالله ليزيدكم بحبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وسنزيد المحسنين. ولا نزال نُذكّركم بالهدف الذي يعيش من أجلِ تحقيقه المهديّ المنتظَر وكافة أنصاره الربّانيّين أقرب المُقرّبين، فجميعنا نحيا في هذه الحياة من أجل تحقيق النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة، وهو: أن يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا غضباناً. وكيف يتحقّق ذلك؟ حتى يُدخل الله عباده في رحمته جميعاً ومن ثمّ يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسّراً على عباده وليس حزيناً، ألا والله إنّ حُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم لهو أعظم من حُزن الوالد على ولده وأعظم من حُزن الأمّ التي هي أرحم من الأب بولدها، ولكنّ حُزن الله على عبده هو أعظم وذلك بسبب أنّ الله هو أرحم الراحمين فلم يَهُن عليه عباده برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً، ولكنّهم أنفسهم يظلمون فيكذّبون رسل ربّهم ويكفرون بآيات ربّهم، ومن ثمّ يدعو عليهم رسلُ الله وأنصارُهم، ومن ثمّ يجيبهم الله فيهلك عدوّهم ويستخلفهم في الأرض من بعدهم تصديقاً لوعد الله لرسله وأوليائه، إنّ الله لا يخلف الميعاد، ومن ثمّ يسكت غضب الربّ في نفسه من بعد الانتقام من عبيده الظالمين بعد أن حلّ النّدم في أنفسهم على ما فرّطوه في جنب ربّهم، فقال الظالم منهم:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثمّ يسكت الغضب في نفس الربّ بعد أن حلَّت الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، ومن ثمّ يتحسّر أرحم الراحمين على عبيده الذين ظلموا أنفسهم، ويقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أحباب الله يا من يحبهم الله ويحبونه، فهل تستطيعون أن تتنعّموا فتستمتعوا بنعيم الجنة وحورها وحبيبكم الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ إذاً لا فائدة من جنّة النّعيم وحورها وقصورها وخمورها وعسلها ولبنها ما لم يتحقّق النّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً، ولن يتحقّق رضوان الله في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته جميعاً، فلا تيأسوا من روح الله يا عباد الله جميعاً، وتوبوا إلى الله متاباً وأنيبوا إلى ربِّكم وقولوا: ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين تجِدوا لكم ربّاً غفوراً رحيماً، وتجِدوا أنّه حقاً لا مجال للمُقارنة بين رحمة الله في نفسه ورحمة عبيده لبعضهم بعضاً، بل تجِدوا أنّ الفرق جداً عظيم، وأنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، ومن يئِس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً وما قدر ربّه حقّ قدره، سبحانه وتعالى علُّواً كبيراً.

    فمن ذا الذي أفتاكم باليأس من رحمة الله أرحم الراحمين؟ فقط حتى تصرّوا على الاستمرار في حرب الله وأوليائه يا معشر الشياطين وأنتم تعلمون بالنهاية أنّه الانتصار للحقّ على الباطل ثمّ يلقي الله بكم في أشدِّ العذاب في نار جهنم وذلك لأنّكم يئِستم أن يرحمكم الله في الدنيا والآخرة كما يئِس الكفار من أصحاب القبور وذلك هو سبب إصراركم على إطفاء نور الله وتريدون أن يضلّوا معكم عبيد الله جميعاً حتى يكونوا معكم سواءً في نار جهنّم، ولكنّ الله ابتعث الإمام المهديّ ليفتيكم بالحقِّ أنّ سبب ظلمكم لأنفسكم هو اليأس من رحمة الله، فإنّ الذي أفتاكم أن تيأسوا من رحمة الله لَمِن الكاذبين فليتُبْ إلى الله متاباً ولسوف يجد له ربّاً غفوراً رحيماً.

    فلا تحرموني وأنفسكم نعيم رضوان الله أستحلفكم بالله العظيم، وذلك لأنّي الإمام المهديّ الذي يعبدُ رضوان الله كغاية وليس كوسيلة لتحقيق نعيم الجنّة وحورها وقصورها، فكلّا وربّي الله لا أرضى ولا أريد أن أرضى حتى يكون من أحببتُ راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، فلا تظلموني وتظلموا أنفسكم يا معشر شياطين الجنّ والإنس اليائسين من رحمة الله، فوالله حتى الشياطين هم جُزءٌ من هدف الإمام المهديّ، ولا أكاد أن أفتي المسلمين بهذا من قبل خشية أن يزيدهم ذلك فتنةً إلى فتنتهم فيقولون: "وكيف يكون هذا الإمام المهديّ وهو يريد أن ينقذ حتى الشياطين من خلود العذاب؟". ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهديّ: يا قوم ما ظنّكم بقول الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣}؟ صدق الله العظيم [المائدة].

    وإنّما العفو عنهم هو لوجه الله في حقكّم، وقد جعل الله العبد حُرّاً في حقّه إن أراد أن يعفو عن عباد الله لوجه ربّه، ولم يأمركم الله أن تستغفروا للشياطين وللكافرين؛ لأنّ الله لن يغفر لهم ما داموا مُصرّين على ما يُغضب الله، ولن يغفر الله للعبد حتى يتوب وينيب إلى ربّه وحتى ولو استغفر له كافّة أهل السماء والأرض، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠} صدق الله العظيم [التوبة].

    وليس معنى ذلك أنّ الله كتب في كتابه أنّه لن يغفر لهم أبداً ولذلك لم يتقبّل استغفار الرسول لهم، كلا وربّي، فمن أفتاكم بذلك فقد ظلم نفسه؛ بل سبب عدم قبول الاستغفار لهم هو بسبب إصرارهم على ما يفعلون ما لا يحبه الله ولا يرضاه لهم، وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    ولكنّ شياطين البشر فهموا هذه الآية خطأً فيئسوا من رحمة الله، ولذلك يريدون أن يُضِلُّوا عباد الله عن الصراط المستقيم حتى يكونوا معهم سواء في نار جهنم، فاتّقوا الله يا معشر الشياطين، فوالله الذي لا إله غيره إنّ الإمام المهديّ هو الأعلم بكتاب الله وبيان آياته، وإنّي لا أخدعكم حتى تكفّوا حربكم عن دين الله؛ كلا وربّي الله لأنّي أعلمُ أنّ الله ناصري عليكم مهما مَكَرتُم، فإنّا فوقكم قاهرون بإذن الله الواحد القهار، وأعلمُ أنّكم مهما مكرتم فلن تمكروا إلا بأنفسكم فيجعل الله مكرَكم هو لصالح المهديّ المنتظَر لإتمام نور الله على العالمين ولو كرهتم.

    إذاً يا قوم فلمَ أخدعكم حتى ولو كنتم من ألدِّ أعداء المهدي المنتظر؟ فلا ينبغي لي خداعكم فأقول بيان آية بغير المقصود، كلا وربي الله الذي تولّى تعليمي فإني لا أُعلّمكم إلا بالبيان الحقّ المقصود من كلام الله في آياته، والله على ما أقول شهيد ووكيل، وإنّما الفخ الذي أعمله في بعض بياناتي هو من أجل التّجرُّؤ للحوار فيزعم أحد علماء الأمّة أنّه سوف يقيم الحجّة على ناصر محمد اليماني في الحجّة الفلانية، ومن ثمّ يسجل لدينا على عجل شديد ويبدأ في الردّ تلو الردِّ، ومن ثمّ يتفاجأ بما لم يكن يحتسبه ممن آتاه الله علم الكتاب ليُعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون.

    ويا عباد الله جميعاً إنّكم جميعاً في نطاق هدف الإمام المهدي الذي ابتعثه الله الرحمة الكُبرى للعالمين ليجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فإذا كان الإمام المهديّ يتمنّى حتى هداية الشياطين فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وأُعاهدكم بالله أن أكون صادقاً بالبيان الحقّ للقرآن ويهدي الله بالبيان الحقّ للإمام المهدي كثيراً، ولكن للأسف فإنّه أيضاً يُضلُّ الله بالبيان الحقّ للإمام المهديّ كثيراً، وما يضلّ به إلا الذين علموا أنّه حقاً المهديّ المنتظَر، فلما رأوه ظهر وجاء القدر لبعث المهديّ المنتظَر ساءت وجوههم ولم يفرحوا برحمة الله الكبرى بسبب عقيدتهم أنّها لن تنالهم رحمة ربّهم، فمن ذا الذي افتاكم أنّ الله كتب على نفسه أن لا يرحمكم أبداً، ولذلك لم تتوبوا إلى ربّكم؟ وإنّكم لخاطئون بهذه العقيدة التي كانت سببَ هلاك كثيرٍ منكم، ولكنّي الإمام المهديّ أبطل هذه العقيدة بسلطان العلم الحقّ من محكم كتاب الله فألقي إليكم بهذا السؤال وأقول: يا معشر شياطين الجنّ والإنس ألستم تعلمون أنّكم من ضمن عبيد الله الذين خلقهم الله لعبادته؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات:56]؟ والسؤال بالضبط: فما دمتم من عبيد الله فلماذا تعتقدون أنّه لا يشملكم نداء الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثمّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾}؟ صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن حتى يغفر الله لكم فاعلموا أنّه لا استغفار مع إصرار، كمثل أن يزني الزاني أو يظلم نفسه فيقول ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، فلن يغفر الله له حتى ولو استغفر الله في اليوم مليار استغفار فلن يغفر لهُ ربّه الواحدُ القهار بسبب الإصرار على الفعل الذي يستغفر الله فيه، فكيف يغفر الله له وهو لا يزال مُصِرّاً على الفعل الذي لا يحبه الله ولا يرضاه؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن استغفر الله في ذنبٍ وهو ينوي أن لا يعود إليه أبداً غفر الله له ذلك الذنب كون الله ينظر إلى نيّة عبده الحالية فهل ينوي عدم الإصرار على ذلك الفعل؟ ومن ثمّ يغفر الله له ذلك حتى ولو يعلم الله أنّه سوف يعود إليه مرةً أخرى غفر الله له ولا يبالي بعودته إلى ذلك الذنب مرةً أخرى، حتى إذا عاد إليه مرةً أخرى ثمّ استغفر الله وهو ينوي عدم الإصرار كذلك سيغفر الله له ولا يبالي بعودته إليه مرةً أخرى، كون الله ينظر إلى نيّة قلب عبده الحالية حين الاستغفار، والأعمال بالنيات ولكلّ امرئ ما نوى، فما دام يستغفر العبد من الذنب وهو ينوي عدم العودة إلى ذلك الفعل غفر الله له حتى ولو يعلم الله أنّ عبده سوف يعود إليه مرة أُخرى، وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُ‌كُمْ فِي الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَ‌يْنَ بِهِم بِرِ‌يحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِ‌حُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِ‌يحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [يونس:22-23].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل الله لا يعلم أنّهم سوف يعودون لشركهم بعد أن ينقذهم؟ بل يعلم ذلك سبحانه؛ ولكنّهم يدعون الله مخلصين له الدين قلباً وقالباً، وقال الله تعالى:
    {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِ‌ي فِي الْبَحْرِ‌ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ لِيُرِ‌يَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ‌ شَكُورٍ‌ ﴿٣١﴾ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ‌ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ‌ كَفُورٍ‌ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ تَدْعُونَهُ تَضَرُّ‌عًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٣﴾ قُلِ اللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْ‌بٍ ثمّ أَنتُمْ تُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً في لحظة الدُعاء كانوا مخلصين لربّهم منيبين إليه فيقولون:
    {لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ}، ومن ثمّ ينجّيهم الله لأنّ نيّتهم كانت صادقة، ولذلك غفر الله لهم فأنجاهم مع إنّه يعلم أنَّ منهم من سوف يعود إلى ما كان عليه من قبل، ولكنّ الله لم ينظر إلى علم الغيب لعمل عبده، ولو ينظر إلى علم الغيب لعباده لما غفر لأحد عمل السوء؛ بل ينظر إلى النيّة الحالية في القلب حين الدُّعاء والاستغفار، ولكنّهم في الحقيقة كاذبون فقد يندهش الباحثون عن الحقّ ويقولون: "فكيف يكونون كاذبين وقد أفتيتَ إنّهم صادقون في دُعائهم قلباً وقالباً؟" ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: كاذبين في العقيدة وليس في القول، وبسبب عقيدتهم الكاذبة يعودون لما نُهوا عنه. وحتى تفهموا البيان المقصود للعقيدة الكاذبة سوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في العقيدة الكاذبة لدى أهل النار. وقال الله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    والسؤال الذي يطرح نفسه أولاً للعقل والمنطق: فهل من المعقول أنّهم يكذبون على ربّهم فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم برغم أنّهم يصطرخون في نار جهنّم؟ فما هو جواب العقل في هذه المسألة؟ فحتماً ستكون فتوى العقل أنّه ليس من العقل والمنطق أن يكونوا كاذبين في القول فيقولون لربّهم ما ليس في قلوبهم وهم لا يزالون مصرّين على العودة لما نهوا عنه، فكيف يكون ذلك وهم يصطرخون في نار جهنم! فلا بد أنّهم فعلاً يريدون أن يعملوا غير الذي كانوا يعملون حتى لا يدخلوا نار جهنم مرةً أخرى. ولكن يا قوم فماذا يقصد الله بقوله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}صدق الله العظيم؟ فهل يقصد أنّهم كاذبون في القول أم في العقيدة؟ ونفتيكم بالحقِّ إنّ الله يقصد إنّهم لكاذبون في العقيدة، لأنّه ليس الهدى هداهم حتى يعتقدوا من غير استثناء أنّهم لو يعودون إلى الدنيا لعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكنّهم كاذبون في هذه العقيدة، فما يدريهم والهدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه! ولكنّهم واثقون في أنفسهم أنّ الله لو يخرجهم من النار فيعيدهم إلى الدنيا إنّهم سوف يعملون غير الأعمال التي كانت سبباً لدخولهم النار، فيزعمون أنّهم لا ولن يعودوا لذلك، ولذلك سوف يصرف الله قلوبهم لو أرجعهم حتى يعودوا لما كانوا يفعلون، وذلك ليعلموا أنّهم لكاذبون بأنّ الهدى هداهم بل الهُدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه.

    إذاً يا قوم
    إنّهم كاذبون في العقيدة اليقينيّة التي في أنفسهم أنّهم لن يعودوا إلى ما نُهوا عنه، ولذلك حكموا على أنفسهم بسبب يقينهم أنّهم لن يعودوا لذلك وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:107]، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام]، ويقصد أنّهم لكاذبون في العقيدة اليقينية في أنفسهم فهم لا يستثنون فيقولون إن شاء الله لن نعود لذلك بل حكموا على أنفسهم وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم، فهم لا يعلمون أنّ الله يحول بين المرء وقلبه ويصرف قلوبهم كيف يشاء، وكانت العقيدة الكاذبة هي سبب ضلال كثير من الأمم.

    وأضرب لكم على ذلك مثلاً في الذين كفروا في الحياة الدنيا فهم يطلبون من رُسل ربّهم أن يؤيّدهم بمعجزات الآيات، فتجدونهم يعدون الرسول لئن أيّده الله بمعجزةٍ فإنّهم سوف يصدّقونه لا شكّ ولا ريب في أنفسهم، فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم، فما يدريهم أنّهم حقاً سيهتدون لو يؤيّد رسله بالآيات وربّهم يحول بين المرء وقلبه؟ وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبما أنّها عقيدة كاذبة فلن يتحقّق منها شيءٌ على الواقع الحقيقي، فسوف يؤيّد الله رسله بالآيات بناءً على طلب قومهم ومن ثمّ يصرف قلوب قومهم أصحاب العقيدة الكاذبة فيزدادون كفراً فيقولون إن هذا إلا سحرٍ مُبين، وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فهل فهمتم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم؟ أي كاذبون في العقيدة وليس في القول وذلك لأنّهم لم يقولوا بألسنتهم قولاً وهم ينْوون ذلك في قلوبهم للعودة إلى ما كانوا يعملون، حاشا لله ربّ العالمين فليس ذلك من العقل والمنطق في شيء، فكيف أنّهم في نار جهنم وقودها الحجارة يصطرخون من الحريق ثمّ يكذبون على ربّهم؟ كلا وربّ العالمين إنّه ليس في قلوبهم أي نيّة للكذب على الله؛ بل إنّهم يريدون فعلاً من ربّهم أن يرجعهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وإنّما عقيدتهم كاذبة فهي ليست عقيدة حقّ فلا بدّ لهم أن يعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، ولذلك فإنّ الهدى هدى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فحذارِ يا معشر الأنصار أن توقنوا أنّكم لن تضلوا عن الهدى بعد أن علمتم أنّ البيان الحقّ للقرآن العظيم أنّه بيان الإمام ناصر محمد اليماني، فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، بل الحقّ أن تقولوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار:
    {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنّ الإمام المهدي سوف يُسافر إلى قوم اعتدوا على قومٍ آخرين، فإن فاءت إحدى الفئتين فسوف يُقاتل التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، ومع الإمام المهديّ من قومه آلاف المقاتلين ومؤونتهم على أنفسهم وإنّما نعدّ ما استطعنا من السلاح الثقيل، والحمد لله تمّ شراء هذا اليوم قطعتين أحدهم يُسمى عيار (14 ونص)، والآخر يُسمى (عيار ثلاثة وعشرين) بعيد المدى يستخدم في الحروب وكذلك يستخدم مُضاداً للطيران، والحمد لله لدينا أسلحة أخرى من نوع العيار الثقيل من قبل على أنواعها كمثل الكاتيوشا قاذفة الصواريخ، وكذلك الرشاش عيار اثني عشر سبعة، والبندقيات نوع بي عشرة، وما أريد قوله لمعشر الأنصار الذين سوف يعلمون بذلك فيقولون: "ما بال الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يشترك في حربٍ بين قبيلته وقبيلة أخرى؟". ومن ثمّ يرد عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقِّ وأقول: والله الذي لا إله غيره لولا أنّني أعلمُ بأنّ الحرب نُصرةً للمظلوم ضدّ الظالم لما شددت أزْرَ هذه الحرب بالسلاح، والمظلوم هو (ربيع) لدى قبيلتي وليس من قبيلتي؛ بل جاءنا (ربيع) يشكو مظلمته من قوم آخرين برغم أنّه ليس (ربيع) فخذ القبيلة التي أنا منها؛ بل (ربيع) فخذ آخر من أفخاذ القبيلة الكُبرى، وقام قومٌ آخرون بقتل أحد أفراد هذا الربيع المظلوم وقتل امرأة من نساء الرباعة، فقلنا إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.. حتى إذا جاءت الطامّة الكُبرى فإذا هو يبلّغني أنّ الذين عليهم الدم وارتكبوا الإثم والعدوان رفضوا أن يعطوا صلحاً عدّة أيام ويريدون أن يعلنوا الحرب! فكيف وهم من قتل واعتدى وتحمّل قتل الأبرياء ومن ثمّ يأبون أن يعطوا صلحاً لعدّة أيام للسعي للإصلاح من قبل الوساطة! مما أجبرني ذلك على الاستعداد للحرب.

    وصحيح إنّ الإمام المهديّ لمِن أشدّ الناس حُلماً في العالمين، ولكنّي من أشدّ الناس غضباً إذا اُنتهكت محارم الله وتمّ التعدي على حدود الله بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فوالله الذي لا إله غيره ليجدوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني شخصيةً أُخرى ذا بأس شديدٍ ويضرب بيد من حديد فلا أُبالي على أي جنبٍ كان في الله مصرعي، فلا يغرنّكم حلمي وإنّما نعفو في الأذى والسبّ والشتم، وأما أن أعفو في حدٍّ من حدود الله فهيهات هيهات، ومن تعدّى حدود الله فقد ظلم نفسه، ولكن لا يزال الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر على قدر جُهد الإمام المهديّ حسبما مكّنني فيه ربّي إلى حدِّ الآن، ولا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الحج].

    واضطر الإمام المهديّ أن يعلن هذا الحدث عبر موقعه العالمي حتى لا يستغل ذلك أعداء الله فيقولون: "ما بال ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنّه المهديّ المنتظَر الذي يدعو إلى السلام العالمي بين شعوب البشر، فما باله يتديّن السلاح ذو العيار الأكبر ليشدّ أزر الحرب لقبيلته ضدّ قبيلة أخرى وهم جميعاً من المؤمنين؟" ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ۚفَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٩} صدق الله العظيم [الحجرات]. فسل يا هذا وأخبر من الذي ارتكب الجريمة النكراء وقتل أُنثى وذكراً فسعى آخرين للإصلاح فاستجاب أولياء الدم إلى الصلح، والصلح خير. فإذا الطامة الكُبرى إنّ الذي ارتكب المُنكر أبى واستكبر عن الصلح ويريد أن يخرج الرباعة من ديارهم ويحتل أرضهم ويريد أن يشعل نيران الحرب، ونحنُ لها فلن نضعف ولن نستكين ولن نهون ونحنُ الأعلون بإذن الله العزيز الحكيم، والحمدُ لله أنّ هذه الحرب لم تكن من أجل فردٍ من أفراد قبيلة المهديّ المنتظَر الكبرى؛ بل من أجل طائفةٍ أخرى ليست من قبيلتنا وإنّما جاءوا يستنصروننا ويطلبون رفع الظلم عنهم ويشكون قبيلةً أخرى قتلوهم ويريدون أن يخرجوهم من ديارهم، فكيف لا ننصرهم بعد أن تبيّن لنا أنّهُ قد تمّ ظلمهم واعتُدي عليهم وعلى حُرماتهم؟ فكيف لا ننصر المظلوم ونحن قادرون على نُصرته بإذن الله العزيز الحكيم؟ فاعذروني يا معشر الأنصار فهل ترضون أن يعتدي على أحدكم قوم آخرون فيخرجونه من أرضه ودياره ويقتلون رجاله ونساءه؟ وكذلك هذا المظلوم الذي اعتدوا عليه قوم تجبروا وطغوا واستكبروا كونهم أغنياء وجارهم فقير وحقير (في نظرهم) نسباً، ولذلك يريدون أن يعتدوا عليه وهو ربيع لدينا فقد وجب علينا حمايته.

    وأقسمُ بالله العظيم رب السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لأنصرنّ هذا الضعيف المظلوم بعد أن علمت علم اليقين أنّه مظلوم بكل ما أوتيتُ من قوة، فلا تحزنوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار فوالله ما إن علموا هذا اليوم بأنّ الشيخ ناصر محمد قد اشترى سلاح عيار ثلاثة وعشرين بعيد المدى يدحر العدو من بعيد ورشاش عيار أربعة عشر ونصف متوسط المدى ذو القصف الشديد إلا وبدأوا يخضعون فيقبلون الوساطة تمشي بين القبيلتين لحل الإشكال، غير أنّه لا زال منهم من يريد الحرب ولا نعلم ما تسفر إليه الوساطة. ولربما أتغيّب عن الموقع من غد لانشغالي بالتجهيز للحرب نُصرةً للمظلوم على الظالم، وإنّما النصر من عند الله العزيز الحكيم، فلا تحزنوا يا معشر الأنصار،
    فو الله الذي لا إله غيره إنّه لا يستطيع أحد قتل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا بإذن الله حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره، فإنّا إليكم عائدون بإذن الله وإلى الله تُرجع الأمور.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    رابط الاقتباس :
    https://mahdialumma.net../showthread.php?p=412997
    انتهى الاقتباس من أسد الله

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 139038 من موضوع فتنة الشك مر بها الأنبياء والمهدي المنتظر وأنصارهم السابقين الأخيار ثم يحكم الله آياته للمتقين وهوالغفور الرحيم


    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 06 - 1435 هـ
    11 - 04 - 2014 مـ
    05:28 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    فتنة الشّك مرّ بها الأنبياء والمهديّ المنتظَر وأنصارهم السابقون الأخيار، ثم يُحكم الله آياته للمتقين وهو الغفور الرحيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله ومن والاه، أمّا بعد..
    فعلى رسلكم أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وإياكم ثم إياكم الانجراف وراء مواعيد البشر قاطبةً الذين يُحدِّدون موعد وصول كوكب العذاب، وقد علّمناكم بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم أنّ كوكب العذاب هو كوكب سقر اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر، وعلّمناكم أنّ يوم وصول كوكب سقر العذاب حسب أيّام الأرض لا يستطيعون تحديده في يومٍ معلومٍ ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ونصيراً، ولذلك فلن يأتيهم كوكب النار إلا بغتةً في يوم لا يتوقّعون وصوله فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ ربّهم مُّعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فتذكّروا قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم.

    ونهى الله رسوله عن تحديد ميعاد وصول كوكب العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ أَدْرِىٓ أَقَرِيبٌۭ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُۥ رَبِّىٓ أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:25]. لكون محمد رسول الله لا يعلم متى ميعاد وصول كوكب العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وإنّما إخفاء ميعاد وصول كوكب العذاب عن العالمين رحمةً بهم لأنه لو يتمّ تحديده لأنظروا إيمانهم إلى التاريخ المعلوم لينظروا هل يأتيهم؟ ومن كان ينتظر حتى يوم مرور كوكب العذاب فمن ثم يؤمن فإنّه ليس من أولي الألباب، لكون أولي الألباب هم الذين يُنيبون إلى ربِّهم ليهدي قلوبهم، وأولئك الباحثون عن سبيل الحقّ إلى ربهم ليهدي قلوبهم، فمن ثم يهديهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى :
    {وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    فمن كان يريد من ربه أن يهدي قلبه فيلزمه الإنابة إلى ربِّه ليهدي قلبه إلى سبيل الحقّ، فحتماً يهديه ربه. تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه:
    {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13)} صدق الله العظيم [الشورى].

    وتصديقاً لوعده الحقّ:
    {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)} صدق الله العظيم [الرعد].

    فلا يظلم ربكم أحداً. واعلموا أنّه كذلك توجد فتنةٌ من بعد الهدى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [آل عمران:154].

    وحتى الرّسل والأنبياء تعرّضوا لفتنة الشك من بعد أن اصطفاهم الله برسالته إلى البشر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 52 )} صدق الله العظيم [الحج].

    وإنّما يقصد بـ
    { الشَّيْطَانُ } هنا: وسوسة في نفس الإنسان وتشكيك في طريق الحقّ من بعد الهدى برغم أنّ قد حقّق الله له أمنيته باتّباع سبيل الهدى الحقّ، ومن ثم يأتي الشكّ في قلبه بسببِ موضوع ما، كمثال خليل الله؛ أبتي إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكان باحثاً عن الحقّ بادئ الأمر. وقال الله تعالى: ‏{‏فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾} ‏صدق الله العظيم [الأنعام].

    والبرهان المبين أنّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان مفكِّراً باحثاً عن سبيل الهدى ولذلك قال خليل الله إبراهيم منيباً إلى ربه ليهدي قلبه:
    {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم، فانظروا لقول خليل الله إبراهيم بعد أن اتّخذ القمر البدر إلهاً ولم يعبده بعد فلما أفل {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}، لكون نبيّ الله إبراهيم كان يتمنى أن يتّبع الحقّ وبحث عن الحقّ بحثاً فكرياً، فمن ثم اختاره الله نبيّا وكلفه برسالته لكونه تمنّى أن يتّبع الحقّ من ربه، وذلك هو البيان لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى:
    {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم. وكما قلنا إنّما هو شكٌّ في النفس في سبيل الحقّ الذي هداه الله إليه، ومن ثم يوحي الله إلى الملك عتيدٍ بكتابة تلك الوسوسة في النفس نسخةً طبق ما في قلب صاحب الوسوسة من غير ظلمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنما النّسخ هو صورة الشيء طبق الأصل. وعلى سبيل المثال أعمال البشر يجدونها صورة طبق الأصل في كتاب أعمالهم من غير ظلمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هَذَا كِتَابنَا يَنْطِق عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الجاثية:29].

    ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى:
    {ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم، والإِحكام هو توضيح آياته للباحث عن الحقّ من بعد الهدى وفتنة الشك في سبيل الحقّ كما وضّحها الله لإبراهيم عليه الصلاة والسلام،كون فتنة الشكّ في نفس إبراهيم حدثت في: كيف يبعث الله الموتى؟ وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)} صدق الله العظيم [البقرة].

    فانظروا كيف أحكم الله لإبراهيم عليه الصلاة والسلام آياته حتى يطمئن قلبه فيذهب الشك. فقال الله تعالى:
    {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)} صدق الله العظيم.

    وكذلك حتى محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حدثت له الوسوسة الشيطانية في الشك في الحق بعد إذ هداه الله إليه. وقال الله تعالى:
    {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:94].

    ولم يتركه الله أن يذهب ليسأل أهل الكتاب؛ بل أسري به ليلة الإسراء والمعراج ليريه ربه من آياته الكبرى بما فيها الجنة والنار. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:95].

    وتلك من آيات ربه الكبرى، ومنها النار الكبرى والجنة التي عرضها السماوات والأرض، فتلك من آيات ربه الكبرى. وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَات ربّه الْكُبْرَى} [النجم:18].

    وذلك ليلة الإسراء والمعراج. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الإسراء:1].

    أفلا أدلكم على أعجب آية نزلت على محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من آيات التذكير بعدم الشكّ في سبيل الحقّ؟ وهي قول الله تعالى: {وَاسْأَلْ مَن أَرسَلْنَا مِنْ قَبلِكَ مِن رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:45]، فقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وكيف أسألهم وقد ماتوا يا أخي يا جبريل؟ فقال جبريل عليه الصلاة والسلام: هكذا قال ربك، هو أعلم وأحكم وسبحان ربي! فتحقق ذلك ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المنتهى حجاب الربّ وسقف جنات النعيم، ووجد الأنبياء والمرسلين. وسبق لنا بيان في ذلك وفصَّلناه تفصيلاً.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا بدّ من أن يتعرّض كثيرٌ منكم لوسوسة النفس في سبيل الحقّ من بعد الهدى فعليكم الإنابة إلى ربِّكم أن يُحكم لكم آياته، فمن ثمّ يبعث الله لأحدكم بياناً من بيانات الإمام المهديّ ليزيل شكِّه أو يعثر عليه في منتديات البشرى الإسلاميّة.

    وأنصحكم بشيءٍ ذي عروة وثقى لا انفصام لها؛ فتذكروا حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبكم فتفكّروا فهل ممكن أن يرضى أحدكم بجنات النعيم والحور العين؟ وتجدون الجواب يأتي من قلوبكم: هيهات هيهات أن أرضى حتى يرضى ربّي حبيب قلبي. وأنتم على ذلك من الشاهدين.

    وربما يودُّ أحد السائلين أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، فقد قرأتُ في كتب التفاسير عن تفسير قول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)} صدق الله العظيم؛ فعندهم تفسير لتلك الآيات بعيد كل البعد عن بيانك لهذه الآية جملة وتفصيلا". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: والله الذي لا إله غيره لن تجدوا أحداً بيّنها بالحق الذي لا شك ولا ريب فيه إلا الإمام المهديّ في كافة كتب المفسِّرين لكونهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكنّ الإمام المهديّ يأتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن ونفصِّله تفصيلاً لكون الآيات في الكتاب لها آياتٌ مبيِّناتٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34)} صدق الله العظيم [النور].

    ويا أُمّة الإسلام يا حجّاج بيت الله الحرام، إلى متى الإعراض عن المهديّ المنتظَر الحقّ؟ فلا يجتمع النور والظلمات! وأقسم بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار الذي أعدّ النار للكفار والجنة للأبرار الذي يولج الليل في النهار خالق البشر ومنزّل الذكر إنّني أنا المهديّ المنتظر ناصر محمد لم يبعثني الله نبياً ولا رسولاً؛ بل ناصر محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، فأدعوكم إلى اتباع ما تنزل على محمدٍ -صلى الله عليه وآله وسلم- فنعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى، وأدعو المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم، فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم القرآن فهو باطلٌ مفترى سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث البيان في السُّنة المحمديّة، فاتّقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون.

    وبلغ عمر الدعوة المهديّة بداية الشهر الرابع للسنة العاشرة ولم يستجِب بعد للاحتكام إلى القرآن العظيم لا علماء المسلمين ولا علماء النصارى ولا علماء اليهود وسوف يغضب الله لكتابه القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)} صدق الله العظيم [القلم].

    ويا أسفي على أيّ بشرٍ عاقلٍ سأل خطباء المنابر عن دعوة ناصر محمد اليماني فقالوا: "ذرك منه فإنّه معتوهٌ وكم غيره سبقوه في ادِّعاء المهديّة، وهو ليس إلا كمثل الذين سبقوه". ومن ثم نردّ على السائلين ونقول: والله الذي لا إله غيره إنّ الرجوع عن اتِّباع ناصر محمد اليماني ليس إلا بسبب فتوى كفتوى أشرّ علماء تحت سقف السماء؛ هم الذين يصدّون عن اتِّباع المهديّ المنتظر ناصر محمد، ولو كانوا حقّاً علماء لَلَجاءوا إلى موقع الإمام ناصر محمد اليماني وأقاموا عليه الحجّة بسلطان العلم المُلجم إن كانوا صادقين، ولا نزال نُفتي بالحقّ ونؤكِّده بالقسم البار: لا يستطيع كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يهيّمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني في مسألةٍ واحدةٍ من القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، ونعلم أنّ عدداً كبيراً من علماء المسلمين يأتون فيطَّلعون على بيانات الإمام المهديّ للقرآن العظيم، وكانوا يظنّون أنّهم قادرون على إلجامِه حتى إذا ما اطَّلعوا فمن ثم يصبحون في حيرةٍ من أمرهم فيقول أحدهم: "أخشى أن يكون هو الإمام المهديّ غير أنّي أخشى أن أتّبعه وأعلن ببعثه وهو ليس الإمام المهديّ المنتظَر!" ومن ثم نردّ على الذين لا يتفكرون إلا قليلاً وأقول: فاسمع يا هذا، فهل لو اتّبعت ناصر محمد وعبدت الله وحده لا شريك له واتَّبعت كتاب الله القرآن العظيم وسُنَّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم فهل ترى لو لم يكن ناصر محمد هو الإمام المهديّ فهذا يعني أنّك ضللت عن الصراط المستقيم؟ فما خطبكم لا تكادون تفقهون قولا؟

    ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، والله الذي لا إله غيره لا يحاسبكم الله على شخص ناصر محمد اليماني لو لم يكن المهدي المنتظَر؛ بل يحاسبكم على آيات الله التي أحاججكم بها فألجمكم إلجاماً وأنتم عنها معرضون، ألا والله ما عذَّب الله الكفار المعرضين إلا بسبب أنّهم أعرضوا عن اتِّباع آيات ربهم التي يتلوها عليهم رسله. وقال الله تعالى:
    {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا معشر المسلمين، إنّي أقبل بيعتكم على أن تعترفوا بالإمام ناصر محمد اليماني إماماً للمسلمين، وأما أن يكون هو المهديّ المنتظَر فقولوا: "الله أعلم؛ بل سوف ننظر هل يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً؟ ومن ثم نعلم أنّّه هو الإمام المهديّ المنتظر لا شك ولا ريب".

    ويا معشر المسلمين إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ فاستجيبوا للدعوة الى اتّباع البيان الحقّ للقرآن فتجدوه يُحيي قلوبكم فيُبصِّركم الله بنوره من قبل أن تُبصروا الإمام ناصر محمد اليماني؛ بل وأنتم لا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور. فما الذي أحيا قلوب أنصار المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور؟ والجواب كونهم اعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وكفروا بالتعدّدية المذهبيّة في دين الله الإسلام وأطاعوا أمر ربهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ (108)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن ثم نبذوا الأحزاب والمذهبيّة وراء ظهورهم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ثم هداهم الله إلى الصراط المستقيم وتغيّرت حياتهم وهم على ذلك من الشاهدين، وسبب هُداهم هو اعتصامهم بحبل الله القرآن العظيم فشرح الله به قلوبهم وهداهم إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:175].

    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    نِعمَ البيان ونِعمَ التذكير ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : أسد الله
    اقتباس مشاركة : أسد الله
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6611 من موضوع فتلك هي العقيدة الكاذبة، فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 08 - 1431 هـ
    14 - 07 - 2010 مـ
    02:49 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    فتلك هي العقيدة الكاذبة، فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم ..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٨وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٩وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١٠يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚوَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿١٢فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚوَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّـهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١٤} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا حبيبَ المهديّ المنتظَر (الحسين بن عمر)، تذكّر قول الله الواحد القهّار في محكم الذكر أنّه يتقبّل العفو منّا حتى عن شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [المائدة]، وعليه فإنّي أشهدُ الله الواحد القهّار أنّي قد عفوت عن الذي كان يُسمّي نفسه (الناصر للإمام ناصر محمد)، وعفوت عنه لكي يزيدني ربّي بحبّه وقربه، وذلك من أعظم الإحسان في الكتاب نفقة العفو، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    وليس معنى ذلك أنّي استغفر الله لهم، فكيف يغفر الله لهم ما لم يغيّروا ما بأنفسهم فيتوبوا إلى ربّهم؟ وإنّما أعفو عنهم في حقّي لوجه الله ليزيدني بحبّه وقربه عسى الله أن يعفو عنهم فيهديهم، إنَّ ربّي على كل شيءٍ قديرٍ.

    فصبرٌ جميلٌ حبيبي في الله الحسين بن عمر، وصبرٌ جميلٌ أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، وما صبركم إلا بالله ليزيدكم بحبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وسنزيد المحسنين. ولا نزال نُذكّركم بالهدف الذي يعيش من أجلِ تحقيقه المهديّ المنتظَر وكافة أنصاره الربّانيّين أقرب المُقرّبين، فجميعنا نحيا في هذه الحياة من أجل تحقيق النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة، وهو: أن يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا غضباناً. وكيف يتحقّق ذلك؟ حتى يُدخل الله عباده في رحمته جميعاً ومن ثمّ يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسّراً على عباده وليس حزيناً، ألا والله إنّ حُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم لهو أعظم من حُزن الوالد على ولده وأعظم من حُزن الأمّ التي هي أرحم من الأب بولدها، ولكنّ حُزن الله على عبده هو أعظم وذلك بسبب أنّ الله هو أرحم الراحمين فلم يَهُن عليه عباده برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً، ولكنّهم أنفسهم يظلمون فيكذّبون رسل ربّهم ويكفرون بآيات ربّهم، ومن ثمّ يدعو عليهم رسلُ الله وأنصارُهم، ومن ثمّ يجيبهم الله فيهلك عدوّهم ويستخلفهم في الأرض من بعدهم تصديقاً لوعد الله لرسله وأوليائه، إنّ الله لا يخلف الميعاد، ومن ثمّ يسكت غضب الربّ في نفسه من بعد الانتقام من عبيده الظالمين بعد أن حلّ النّدم في أنفسهم على ما فرّطوه في جنب ربّهم، فقال الظالم منهم:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثمّ يسكت الغضب في نفس الربّ بعد أن حلَّت الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، ومن ثمّ يتحسّر أرحم الراحمين على عبيده الذين ظلموا أنفسهم، ويقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أحباب الله يا من يحبهم الله ويحبونه، فهل تستطيعون أن تتنعّموا فتستمتعوا بنعيم الجنة وحورها وحبيبكم الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ إذاً لا فائدة من جنّة النّعيم وحورها وقصورها وخمورها وعسلها ولبنها ما لم يتحقّق النّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً، ولن يتحقّق رضوان الله في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته جميعاً، فلا تيأسوا من روح الله يا عباد الله جميعاً، وتوبوا إلى الله متاباً وأنيبوا إلى ربِّكم وقولوا: ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين تجِدوا لكم ربّاً غفوراً رحيماً، وتجِدوا أنّه حقاً لا مجال للمُقارنة بين رحمة الله في نفسه ورحمة عبيده لبعضهم بعضاً، بل تجِدوا أنّ الفرق جداً عظيم، وأنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، ومن يئِس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً وما قدر ربّه حقّ قدره، سبحانه وتعالى علُّواً كبيراً.

    فمن ذا الذي أفتاكم باليأس من رحمة الله أرحم الراحمين؟ فقط حتى تصرّوا على الاستمرار في حرب الله وأوليائه يا معشر الشياطين وأنتم تعلمون بالنهاية أنّه الانتصار للحقّ على الباطل ثمّ يلقي الله بكم في أشدِّ العذاب في نار جهنم وذلك لأنّكم يئِستم أن يرحمكم الله في الدنيا والآخرة كما يئِس الكفار من أصحاب القبور وذلك هو سبب إصراركم على إطفاء نور الله وتريدون أن يضلّوا معكم عبيد الله جميعاً حتى يكونوا معكم سواءً في نار جهنّم، ولكنّ الله ابتعث الإمام المهديّ ليفتيكم بالحقِّ أنّ سبب ظلمكم لأنفسكم هو اليأس من رحمة الله، فإنّ الذي أفتاكم أن تيأسوا من رحمة الله لَمِن الكاذبين فليتُبْ إلى الله متاباً ولسوف يجد له ربّاً غفوراً رحيماً.

    فلا تحرموني وأنفسكم نعيم رضوان الله أستحلفكم بالله العظيم، وذلك لأنّي الإمام المهديّ الذي يعبدُ رضوان الله كغاية وليس كوسيلة لتحقيق نعيم الجنّة وحورها وقصورها، فكلّا وربّي الله لا أرضى ولا أريد أن أرضى حتى يكون من أحببتُ راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، فلا تظلموني وتظلموا أنفسكم يا معشر شياطين الجنّ والإنس اليائسين من رحمة الله، فوالله حتى الشياطين هم جُزءٌ من هدف الإمام المهديّ، ولا أكاد أن أفتي المسلمين بهذا من قبل خشية أن يزيدهم ذلك فتنةً إلى فتنتهم فيقولون: "وكيف يكون هذا الإمام المهديّ وهو يريد أن ينقذ حتى الشياطين من خلود العذاب؟". ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهديّ: يا قوم ما ظنّكم بقول الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣}؟ صدق الله العظيم [المائدة].

    وإنّما العفو عنهم هو لوجه الله في حقكّم، وقد جعل الله العبد حُرّاً في حقّه إن أراد أن يعفو عن عباد الله لوجه ربّه، ولم يأمركم الله أن تستغفروا للشياطين وللكافرين؛ لأنّ الله لن يغفر لهم ما داموا مُصرّين على ما يُغضب الله، ولن يغفر الله للعبد حتى يتوب وينيب إلى ربّه وحتى ولو استغفر له كافّة أهل السماء والأرض، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠} صدق الله العظيم [التوبة].

    وليس معنى ذلك أنّ الله كتب في كتابه أنّه لن يغفر لهم أبداً ولذلك لم يتقبّل استغفار الرسول لهم، كلا وربّي، فمن أفتاكم بذلك فقد ظلم نفسه؛ بل سبب عدم قبول الاستغفار لهم هو بسبب إصرارهم على ما يفعلون ما لا يحبه الله ولا يرضاه لهم، وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    ولكنّ شياطين البشر فهموا هذه الآية خطأً فيئسوا من رحمة الله، ولذلك يريدون أن يُضِلُّوا عباد الله عن الصراط المستقيم حتى يكونوا معهم سواء في نار جهنم، فاتّقوا الله يا معشر الشياطين، فوالله الذي لا إله غيره إنّ الإمام المهديّ هو الأعلم بكتاب الله وبيان آياته، وإنّي لا أخدعكم حتى تكفّوا حربكم عن دين الله؛ كلا وربّي الله لأنّي أعلمُ أنّ الله ناصري عليكم مهما مَكَرتُم، فإنّا فوقكم قاهرون بإذن الله الواحد القهار، وأعلمُ أنّكم مهما مكرتم فلن تمكروا إلا بأنفسكم فيجعل الله مكرَكم هو لصالح المهديّ المنتظَر لإتمام نور الله على العالمين ولو كرهتم.

    إذاً يا قوم فلمَ أخدعكم حتى ولو كنتم من ألدِّ أعداء المهدي المنتظر؟ فلا ينبغي لي خداعكم فأقول بيان آية بغير المقصود، كلا وربي الله الذي تولّى تعليمي فإني لا أُعلّمكم إلا بالبيان الحقّ المقصود من كلام الله في آياته، والله على ما أقول شهيد ووكيل، وإنّما الفخ الذي أعمله في بعض بياناتي هو من أجل التّجرُّؤ للحوار فيزعم أحد علماء الأمّة أنّه سوف يقيم الحجّة على ناصر محمد اليماني في الحجّة الفلانية، ومن ثمّ يسجل لدينا على عجل شديد ويبدأ في الردّ تلو الردِّ، ومن ثمّ يتفاجأ بما لم يكن يحتسبه ممن آتاه الله علم الكتاب ليُعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون.

    ويا عباد الله جميعاً إنّكم جميعاً في نطاق هدف الإمام المهدي الذي ابتعثه الله الرحمة الكُبرى للعالمين ليجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فإذا كان الإمام المهديّ يتمنّى حتى هداية الشياطين فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وأُعاهدكم بالله أن أكون صادقاً بالبيان الحقّ للقرآن ويهدي الله بالبيان الحقّ للإمام المهدي كثيراً، ولكن للأسف فإنّه أيضاً يُضلُّ الله بالبيان الحقّ للإمام المهديّ كثيراً، وما يضلّ به إلا الذين علموا أنّه حقاً المهديّ المنتظَر، فلما رأوه ظهر وجاء القدر لبعث المهديّ المنتظَر ساءت وجوههم ولم يفرحوا برحمة الله الكبرى بسبب عقيدتهم أنّها لن تنالهم رحمة ربّهم، فمن ذا الذي افتاكم أنّ الله كتب على نفسه أن لا يرحمكم أبداً، ولذلك لم تتوبوا إلى ربّكم؟ وإنّكم لخاطئون بهذه العقيدة التي كانت سببَ هلاك كثيرٍ منكم، ولكنّي الإمام المهديّ أبطل هذه العقيدة بسلطان العلم الحقّ من محكم كتاب الله فألقي إليكم بهذا السؤال وأقول: يا معشر شياطين الجنّ والإنس ألستم تعلمون أنّكم من ضمن عبيد الله الذين خلقهم الله لعبادته؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات:56]؟ والسؤال بالضبط: فما دمتم من عبيد الله فلماذا تعتقدون أنّه لا يشملكم نداء الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثمّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾}؟ صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن حتى يغفر الله لكم فاعلموا أنّه لا استغفار مع إصرار، كمثل أن يزني الزاني أو يظلم نفسه فيقول ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، فلن يغفر الله له حتى ولو استغفر الله في اليوم مليار استغفار فلن يغفر لهُ ربّه الواحدُ القهار بسبب الإصرار على الفعل الذي يستغفر الله فيه، فكيف يغفر الله له وهو لا يزال مُصِرّاً على الفعل الذي لا يحبه الله ولا يرضاه؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن استغفر الله في ذنبٍ وهو ينوي أن لا يعود إليه أبداً غفر الله له ذلك الذنب كون الله ينظر إلى نيّة عبده الحالية فهل ينوي عدم الإصرار على ذلك الفعل؟ ومن ثمّ يغفر الله له ذلك حتى ولو يعلم الله أنّه سوف يعود إليه مرةً أخرى غفر الله له ولا يبالي بعودته إلى ذلك الذنب مرةً أخرى، حتى إذا عاد إليه مرةً أخرى ثمّ استغفر الله وهو ينوي عدم الإصرار كذلك سيغفر الله له ولا يبالي بعودته إليه مرةً أخرى، كون الله ينظر إلى نيّة قلب عبده الحالية حين الاستغفار، والأعمال بالنيات ولكلّ امرئ ما نوى، فما دام يستغفر العبد من الذنب وهو ينوي عدم العودة إلى ذلك الفعل غفر الله له حتى ولو يعلم الله أنّ عبده سوف يعود إليه مرة أُخرى، وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُ‌كُمْ فِي الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَ‌يْنَ بِهِم بِرِ‌يحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِ‌حُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِ‌يحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [يونس:22-23].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل الله لا يعلم أنّهم سوف يعودون لشركهم بعد أن ينقذهم؟ بل يعلم ذلك سبحانه؛ ولكنّهم يدعون الله مخلصين له الدين قلباً وقالباً، وقال الله تعالى:
    {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِ‌ي فِي الْبَحْرِ‌ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ لِيُرِ‌يَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ‌ شَكُورٍ‌ ﴿٣١﴾ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ‌ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ‌ كَفُورٍ‌ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ تَدْعُونَهُ تَضَرُّ‌عًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٣﴾ قُلِ اللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْ‌بٍ ثمّ أَنتُمْ تُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً في لحظة الدُعاء كانوا مخلصين لربّهم منيبين إليه فيقولون:
    {لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ}، ومن ثمّ ينجّيهم الله لأنّ نيّتهم كانت صادقة، ولذلك غفر الله لهم فأنجاهم مع إنّه يعلم أنَّ منهم من سوف يعود إلى ما كان عليه من قبل، ولكنّ الله لم ينظر إلى علم الغيب لعمل عبده، ولو ينظر إلى علم الغيب لعباده لما غفر لأحد عمل السوء؛ بل ينظر إلى النيّة الحالية في القلب حين الدُّعاء والاستغفار، ولكنّهم في الحقيقة كاذبون فقد يندهش الباحثون عن الحقّ ويقولون: "فكيف يكونون كاذبين وقد أفتيتَ إنّهم صادقون في دُعائهم قلباً وقالباً؟" ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: كاذبين في العقيدة وليس في القول، وبسبب عقيدتهم الكاذبة يعودون لما نُهوا عنه. وحتى تفهموا البيان المقصود للعقيدة الكاذبة سوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في العقيدة الكاذبة لدى أهل النار. وقال الله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    والسؤال الذي يطرح نفسه أولاً للعقل والمنطق: فهل من المعقول أنّهم يكذبون على ربّهم فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم برغم أنّهم يصطرخون في نار جهنّم؟ فما هو جواب العقل في هذه المسألة؟ فحتماً ستكون فتوى العقل أنّه ليس من العقل والمنطق أن يكونوا كاذبين في القول فيقولون لربّهم ما ليس في قلوبهم وهم لا يزالون مصرّين على العودة لما نهوا عنه، فكيف يكون ذلك وهم يصطرخون في نار جهنم! فلا بد أنّهم فعلاً يريدون أن يعملوا غير الذي كانوا يعملون حتى لا يدخلوا نار جهنم مرةً أخرى. ولكن يا قوم فماذا يقصد الله بقوله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}صدق الله العظيم؟ فهل يقصد أنّهم كاذبون في القول أم في العقيدة؟ ونفتيكم بالحقِّ إنّ الله يقصد إنّهم لكاذبون في العقيدة، لأنّه ليس الهدى هداهم حتى يعتقدوا من غير استثناء أنّهم لو يعودون إلى الدنيا لعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكنّهم كاذبون في هذه العقيدة، فما يدريهم والهدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه! ولكنّهم واثقون في أنفسهم أنّ الله لو يخرجهم من النار فيعيدهم إلى الدنيا إنّهم سوف يعملون غير الأعمال التي كانت سبباً لدخولهم النار، فيزعمون أنّهم لا ولن يعودوا لذلك، ولذلك سوف يصرف الله قلوبهم لو أرجعهم حتى يعودوا لما كانوا يفعلون، وذلك ليعلموا أنّهم لكاذبون بأنّ الهدى هداهم بل الهُدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه.

    إذاً يا قوم
    إنّهم كاذبون في العقيدة اليقينيّة التي في أنفسهم أنّهم لن يعودوا إلى ما نُهوا عنه، ولذلك حكموا على أنفسهم بسبب يقينهم أنّهم لن يعودوا لذلك وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:107]، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام]، ويقصد أنّهم لكاذبون في العقيدة اليقينية في أنفسهم فهم لا يستثنون فيقولون إن شاء الله لن نعود لذلك بل حكموا على أنفسهم وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم، فهم لا يعلمون أنّ الله يحول بين المرء وقلبه ويصرف قلوبهم كيف يشاء، وكانت العقيدة الكاذبة هي سبب ضلال كثير من الأمم.

    وأضرب لكم على ذلك مثلاً في الذين كفروا في الحياة الدنيا فهم يطلبون من رُسل ربّهم أن يؤيّدهم بمعجزات الآيات، فتجدونهم يعدون الرسول لئن أيّده الله بمعجزةٍ فإنّهم سوف يصدّقونه لا شكّ ولا ريب في أنفسهم، فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم، فما يدريهم أنّهم حقاً سيهتدون لو يؤيّد رسله بالآيات وربّهم يحول بين المرء وقلبه؟ وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبما أنّها عقيدة كاذبة فلن يتحقّق منها شيءٌ على الواقع الحقيقي، فسوف يؤيّد الله رسله بالآيات بناءً على طلب قومهم ومن ثمّ يصرف قلوب قومهم أصحاب العقيدة الكاذبة فيزدادون كفراً فيقولون إن هذا إلا سحرٍ مُبين، وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فهل فهمتم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم؟ أي كاذبون في العقيدة وليس في القول وذلك لأنّهم لم يقولوا بألسنتهم قولاً وهم ينْوون ذلك في قلوبهم للعودة إلى ما كانوا يعملون، حاشا لله ربّ العالمين فليس ذلك من العقل والمنطق في شيء، فكيف أنّهم في نار جهنم وقودها الحجارة يصطرخون من الحريق ثمّ يكذبون على ربّهم؟ كلا وربّ العالمين إنّه ليس في قلوبهم أي نيّة للكذب على الله؛ بل إنّهم يريدون فعلاً من ربّهم أن يرجعهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وإنّما عقيدتهم كاذبة فهي ليست عقيدة حقّ فلا بدّ لهم أن يعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، ولذلك فإنّ الهدى هدى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فحذارِ يا معشر الأنصار أن توقنوا أنّكم لن تضلوا عن الهدى بعد أن علمتم أنّ البيان الحقّ للقرآن العظيم أنّه بيان الإمام ناصر محمد اليماني، فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، بل الحقّ أن تقولوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار:
    {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنّ الإمام المهدي سوف يُسافر إلى قوم اعتدوا على قومٍ آخرين، فإن فاءت إحدى الفئتين فسوف يُقاتل التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، ومع الإمام المهديّ من قومه آلاف المقاتلين ومؤونتهم على أنفسهم وإنّما نعدّ ما استطعنا من السلاح الثقيل، والحمد لله تمّ شراء هذا اليوم قطعتين أحدهم يُسمى عيار (14 ونص)، والآخر يُسمى (عيار ثلاثة وعشرين) بعيد المدى يستخدم في الحروب وكذلك يستخدم مُضاداً للطيران، والحمد لله لدينا أسلحة أخرى من نوع العيار الثقيل من قبل على أنواعها كمثل الكاتيوشا قاذفة الصواريخ، وكذلك الرشاش عيار اثني عشر سبعة، والبندقيات نوع بي عشرة، وما أريد قوله لمعشر الأنصار الذين سوف يعلمون بذلك فيقولون: "ما بال الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يشترك في حربٍ بين قبيلته وقبيلة أخرى؟". ومن ثمّ يرد عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقِّ وأقول: والله الذي لا إله غيره لولا أنّني أعلمُ بأنّ الحرب نُصرةً للمظلوم ضدّ الظالم لما شددت أزْرَ هذه الحرب بالسلاح، والمظلوم هو (ربيع) لدى قبيلتي وليس من قبيلتي؛ بل جاءنا (ربيع) يشكو مظلمته من قوم آخرين برغم أنّه ليس (ربيع) فخذ القبيلة التي أنا منها؛ بل (ربيع) فخذ آخر من أفخاذ القبيلة الكُبرى، وقام قومٌ آخرون بقتل أحد أفراد هذا الربيع المظلوم وقتل امرأة من نساء الرباعة، فقلنا إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.. حتى إذا جاءت الطامّة الكُبرى فإذا هو يبلّغني أنّ الذين عليهم الدم وارتكبوا الإثم والعدوان رفضوا أن يعطوا صلحاً عدّة أيام ويريدون أن يعلنوا الحرب! فكيف وهم من قتل واعتدى وتحمّل قتل الأبرياء ومن ثمّ يأبون أن يعطوا صلحاً لعدّة أيام للسعي للإصلاح من قبل الوساطة! مما أجبرني ذلك على الاستعداد للحرب.

    وصحيح إنّ الإمام المهديّ لمِن أشدّ الناس حُلماً في العالمين، ولكنّي من أشدّ الناس غضباً إذا اُنتهكت محارم الله وتمّ التعدي على حدود الله بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فوالله الذي لا إله غيره ليجدوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني شخصيةً أُخرى ذا بأس شديدٍ ويضرب بيد من حديد فلا أُبالي على أي جنبٍ كان في الله مصرعي، فلا يغرنّكم حلمي وإنّما نعفو في الأذى والسبّ والشتم، وأما أن أعفو في حدٍّ من حدود الله فهيهات هيهات، ومن تعدّى حدود الله فقد ظلم نفسه، ولكن لا يزال الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر على قدر جُهد الإمام المهديّ حسبما مكّنني فيه ربّي إلى حدِّ الآن، ولا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الحج].

    واضطر الإمام المهديّ أن يعلن هذا الحدث عبر موقعه العالمي حتى لا يستغل ذلك أعداء الله فيقولون: "ما بال ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنّه المهديّ المنتظَر الذي يدعو إلى السلام العالمي بين شعوب البشر، فما باله يتديّن السلاح ذو العيار الأكبر ليشدّ أزر الحرب لقبيلته ضدّ قبيلة أخرى وهم جميعاً من المؤمنين؟" ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ۚفَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٩} صدق الله العظيم [الحجرات]. فسل يا هذا وأخبر من الذي ارتكب الجريمة النكراء وقتل أُنثى وذكراً فسعى آخرين للإصلاح فاستجاب أولياء الدم إلى الصلح، والصلح خير. فإذا الطامة الكُبرى إنّ الذي ارتكب المُنكر أبى واستكبر عن الصلح ويريد أن يخرج الرباعة من ديارهم ويحتل أرضهم ويريد أن يشعل نيران الحرب، ونحنُ لها فلن نضعف ولن نستكين ولن نهون ونحنُ الأعلون بإذن الله العزيز الحكيم، والحمدُ لله أنّ هذه الحرب لم تكن من أجل فردٍ من أفراد قبيلة المهديّ المنتظَر الكبرى؛ بل من أجل طائفةٍ أخرى ليست من قبيلتنا وإنّما جاءوا يستنصروننا ويطلبون رفع الظلم عنهم ويشكون قبيلةً أخرى قتلوهم ويريدون أن يخرجوهم من ديارهم، فكيف لا ننصرهم بعد أن تبيّن لنا أنّهُ قد تمّ ظلمهم واعتُدي عليهم وعلى حُرماتهم؟ فكيف لا ننصر المظلوم ونحن قادرون على نُصرته بإذن الله العزيز الحكيم؟ فاعذروني يا معشر الأنصار فهل ترضون أن يعتدي على أحدكم قوم آخرون فيخرجونه من أرضه ودياره ويقتلون رجاله ونساءه؟ وكذلك هذا المظلوم الذي اعتدوا عليه قوم تجبروا وطغوا واستكبروا كونهم أغنياء وجارهم فقير وحقير (في نظرهم) نسباً، ولذلك يريدون أن يعتدوا عليه وهو ربيع لدينا فقد وجب علينا حمايته.

    وأقسمُ بالله العظيم رب السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لأنصرنّ هذا الضعيف المظلوم بعد أن علمت علم اليقين أنّه مظلوم بكل ما أوتيتُ من قوة، فلا تحزنوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار فوالله ما إن علموا هذا اليوم بأنّ الشيخ ناصر محمد قد اشترى سلاح عيار ثلاثة وعشرين بعيد المدى يدحر العدو من بعيد ورشاش عيار أربعة عشر ونصف متوسط المدى ذو القصف الشديد إلا وبدأوا يخضعون فيقبلون الوساطة تمشي بين القبيلتين لحل الإشكال، غير أنّه لا زال منهم من يريد الحرب ولا نعلم ما تسفر إليه الوساطة. ولربما أتغيّب عن الموقع من غد لانشغالي بالتجهيز للحرب نُصرةً للمظلوم على الظالم، وإنّما النصر من عند الله العزيز الحكيم، فلا تحزنوا يا معشر الأنصار،
    فو الله الذي لا إله غيره إنّه لا يستطيع أحد قتل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا بإذن الله حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره، فإنّا إليكم عائدون بإذن الله وإلى الله تُرجع الأمور.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    رابط الاقتباس :
    https://mahdialumma.net../showthread.php?p=412997
    انتهى الاقتباس من أسد الله
    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه إنك أنت الوهاب
    ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد

المواضيع المتشابهه
  1. فلا تكونوا من الجاهلين يامعشر الأنصار السابقين الأخيار فتعتقدون في أقرباء المهدي المنتظر بأنهم لاينطقون عن الهوى
    بواسطة إلى الرحمن وفدا في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-03-2023, 06:18 AM
  2. عاجل من الإمام المهدي المنتظَر إلى كافة الأنصار في مختلف الأقطار فاتّبعوا حكمة المهديّ المنتظَر في هدي البشر فكذلك كنتم من قبل فهداكم فلا يغركم التكريم أنكم أحباب رب العالمين فتفخرون..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى تحذير النذير بالبيان الحق للذكر إلى كافة البشر أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى
    مشاركات: 82
    آخر مشاركة: 18-09-2022, 10:53 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-06-2016, 03:35 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •