الموضوع: ذلك لأن القرآن بدأ غريباً في تنزيله وسوف يعود غريباً في تأويله..

النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. افتراضي ذلك لأن القرآن بدأ غريباً في تنزيله وسوف يعود غريباً في تأويله..

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    الحمدلله رب العالمين..
    ذلك لأن القرآن بدأ غريباً في تنزيله وسوف يعود غريباً في تأويله.
    1

    اقتباس المشاركة 5017 من موضوع إلى جميع عُلماء الأُمّة والباحثين عن الحقّ من الأُمّة أجمعين ..

    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    20 - محرم - 1429 هـ
    29 - 01 - 2008 مـ
    01:33 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net./showthread.php?p=1010
    ____________


    إلى جميعِ عُلماءِ الأُمّةِ والباحثينَ عن الحقّ من الأُمّة أجمعين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتم مسكهم النبيّ الأُميّ الصادق الأمين، وعلى التابعين للحقّ من الناس أجمعين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ولا أُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، أمّا بعد..

    أشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنّ محمداً عبدُه ورسولُه، وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ، مصدّقاً بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ولا أُفرّق بين الله ورسوله، وأدعو الناس إلى الحقّ على بصيرةٍ من ربّي بعلمٍ وسلطانٍ منير، وأدعو جميع علماء الديانات الثلاث الأُمّيّين والمسيحيّين واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، ولا أكفر بالتوراة والإنجيل الحقّ؛ غير أنّي لا أعمد إليهما لأستنبط الحكم الحقّ منهما حتى ولو لم يتمّ تحريفهما، وذلك مني تنفيذاً لحُكم الله بأنّه جعل القرآن العظيم الكتاب المهيّمن على جميع الكتب السماوية، وضَمِنَهُ الله من التحريف عبر العصور والأجيال؛ ليجعله حُجّةً للإمام على طالب العلم، وحُجّة طالب العلم على العالِم، فلا يتّبعه حتى يأتيَ بسلطان علمه من القرآن المبين، ولن أذهب لأستنبط الحكم من السُنَّة فأنبذ القُرآن وراء ظهري؛ بل أبحث عن الحكم أولاً في كتاب الله القرآن العظيم بدقةٍ متناهيةٍ عن الخطأ بإذن الله، وإذا لم أجد الحكم في المسألة من كتاب الله فعند ذلك أذهب للبحث عن ضالتي في سنّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا معشر علماء الأُمّة والباحثين عن الحقيقة من الناس أجمعين، إنّي أُشهدُ الله وكفى بالله شهيدًا أنّي أتحدّاكم بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم، فيجعلني الله المُهيّمن به عليكم بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ واضحٍ وجليٍّ لعالِمكم وجاهلكم، حتى ألجمكم بالحقّ إلجامًا، حتى لا يكون أمامكم غير التصديق إن كنتم به مؤمنين، فلا تستطيعون أن تطعنوا في البيان الحقّ للقُرآن العظيم، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّي لن أُفسّر القرآن بالظنّ كمثل كثيرٍ من المفسّرين بالاجتهاد، وأعوذ بالله أن أقول على الله بالاجتهاد قبل أن يعلّمني ربي بالحقّ فأستنبطه لكم من محكم القُرآن العظيم، وأُحرّم الفتوى بالاجتهاد جملةً وتفصيلًا.

    وأفتيكم عن الاجتهاد وهو: أن تبحث عن الحقّ حتى تجدَه بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ مقنعٍ، ومن ثُمّ تُعلّموا الناس ما علّمكم الله على بصيرة.

    ولكنّي أرى أكثركم يُفتي، ومن ثُمّ يقول: "هذا والله أعلم، فإن أخطأت فمن نفسي"! وهذا حرامٌ حرامٌ حرامٌ عليكم، حرّمه الله في محكم القُرآن العظيم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وأفتاكم الله في مُحكم القُرآن العظيم بأنّ ذلك ليس من أمره تعالى، وأنّه من أمر الشيطان الرجيم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فمن اتّبع أمر الرحمن؛ فقد اعتصم بحبل الله، واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، وهُدي إلى صراطٍ ــــــــــ مُستقيم، ومن قال على الله ما لا يعلم؛ فقد اتّبع أمر الشيطان، وغوى وهوى، وكأنّما خرّ من السماء فتخطَفه الطير، أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ، وذلك لأنّه لم يعتصم بحبل الله القُرآن العظيم العروة الوثقى.

    ويا معشر علماء الأُمّة، إنّي أُفتيكم بالحقّ أن لا تكونوا ساذجين فتصدّقوا أي رجُل يقول أنّه المهديّ المنتظَر، سواء ناصر محمد اليماني أو اللحيدي أو السوداني أو غيرهم من جميع الذين يدّعون المهديّة؛ ما لم يُثبت حقيقة ما يدعو إليه بعلمٍ وهُدًى من الكتاب المنير، حتى يُلجمكم بالحقّ إلجاماً فيهيمن عليكم بما زاده الله من البسطة في علم الكتاب.

    ويا معشر علماء الأُمّة، إنّي أراكم تتخبّطون فلا تعلمون كيف تعرفون مهديّ الأُمّة المنتظَر إلى صراطٍ مستقيم! ولسوف أعلّمكم كيف تعرفون أيَّ المهديّين المُدّعين شخصية الإمام المنتظَر، وأفصّل لكم الحُكم تفصيلًا من القرآن العظيم، وقبل أن ندخل في الشروط التي يتمّ تطبيقها على المهديّ المنتظَر الحقّ؛ أعلّمكم بمكر الشياطين منذ أمدٍ بعيدٍ، وكيف استطاعوا أن يصدّوا الناس عن الإيمان برسل ربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ لا يتّبعهم إلّا قليلٌ! ولذلك سوف أعلّمكم عن الأسباب التي منعت الناس من تصديق رسل ربّهم؛ إنّه بسبب مكر الشياطين إلى أوليائهم من الإنس، وحتى أعلّمكم بالحقّ؛ فهلمّوا ننظر ما هو رد جميع الأُمم على رسل ربهم في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، وسوف نجده في القرآن العظيم -الذي فيه خبركُم وخبرُ من قبلكم ونبأُ ما بعدكم- لذلك سوف تجدون ردَّ الأُمم على رسُل ربهم بأنّه كان ردّاً موحّداً، وكأنّهم تواصوا بهذا الردّ الموحّد لجيلٍ بعد جيل، وقال الله تعالى: {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} صدق الله العظيم [فصّلت:43].

    ومن ثُمّ نبحث في القرآن العظيم ما هو هذا القول الموحّد من الأُمم لرُسل ربهم، وسوف نجده في موضع آخر في نفس الموضوع، وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكنّنا نعلم بأنّ تلك الأُمم لم يتواصوا فيما بينهم بهذا الردّ الموحّد؛ بل الشياطين تواصوا بمكرٍ خبيثٍ ليصدّوا الناس عن الإيمان برسُل ربِّهم، ونظرًا لتواصي الشياطين بطريقةٍ موحّدة لصدّ الأُمم عن اتِّباع الرُسل؛ ولذلك تجدون ردّ الأُمم على رُسل ربّهم كان ردّاً موحّداً وكأنّهم تواصوا بهذا الردّ الموحّد: {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ}. فتعالوا لأفصّل لكم هذا المكر الخبيث لعلّكم ترشدون، فأبيّن لكم هذه الآية وأفصّلها تفصيلًا، ونبدأ أولًّا بالبيان الحقّ لسبب قولهم لرُسُل ربّهم: {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ}، وذلك لأنّ الشياطين يعلمون بأنّه إذا أيّد الله رُسله بمعجزاتٍ للتصديق بأنّهم حقاً رُسُل الله ربِّ العالمين؛ فإنّ الناس سوف يُصدقونهم فيتّبعونهم فيعبدون الله وحده لا شريك له، فيُحبط الشياطين ويبوءون بالفشل لصدّ الناس عن الصِّراط المستقيم، ولذلك اخترعوا مكراً خبيثاً حتى تُكذّب الأُمم بمعجزات ربّهم الحقّ التي يُؤيّد بها رُسله مهما كانت، فجعلوا لها ضدًّا باطلًا ما أنزل الله به من سلطانٍ، ألا وهو (سحر التّخييل) للأشياء على غير واقعها الحقيقي، برغم أنّ هذا المكر ليس له أي حقيقة على الواقع الحقيقي؛ بل مجرد سحر الأعين للتخييل لشيءٍ بأنّه تحوَّل إلى شيءٍ آخر غير ما كان عليه، برغم أنّه لم يتحوّل شيءٌ من واقعه! وتمّ تحويله ليس إلّا في حاسة البصر، فُيخيّل إلى الأعين باطلٌ حقيقته، صفرٌ في الواقع الحقيقي! ولكنّها تكشف سحرهم حاسّة الملمس باليد لهذا الشيء لو كنتم تعلمون! ونضرب لكم على ذلك مثلًا في قصة موسى وفرعون والسحرة، فسوف تجدون قول الأُمم الأُوَل لرُسل ربِّهم هو نفس قول فرعون الأَول لموسى عندما أخبره أنّه رسولٌ من ربِّ العالمين، قال: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فلماذا حكم فرعون بادئ القصة بأنّ موسى مجنون؟ وذلك بسبب مكر الشياطين يوسوِسون لبعض الأشخاص المصابين بالمسوس؛ فيوسوس له الشيطان في صدره أنّه نبيٌ ورسولٌ من ربّ العالمين، حتى يلفت انتباه الناس من حوله لفترةٍ قصيرةٍ، ومن ثُمّ يتخبّطه الشيطان من المسّ؛ فيبدأ هذا الشخص المُدّعي النّبوة بالتخبط، فتارةً يقول أنّه نبيّ ورسول، وتارةً يقول أنّه ابن الله أو أنّه الله! وذلك حتى يحكم الناس عليه بالجنون، ويتبيّن لهم بأنّه أصابه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ. وهذا مكرٌ خبيثٌ تفعله الشياطين، حتى إذا جاء إليهم نبيٌّ ورسولٌ من ربِّ العالمين؛ فيقولون له بادئ الرأي: أنّه اعتراه أحد آلهتهم بسوء، وهو مسّ شيطانٍ رجيمٍ، نظراً لأنّه جعل الآلهة إلهاً واحداً لذلك اعتراه أحد آلهتهم بسوء فأصابه بالجنون، وهذا بسبب مكر الشياطين عن طريق بعض الناس الذين يتخبّطونهم فيوسوسون لهم بغير الحقّ، ومن ثُمّ يجعلونهم يتخبّطون في كلامهم وتصرفاتهم؛ حتى يحكم عليه الناس بالجنون، وبسبب هذا المكر الخبيث تقول الأُمم بادئ الرأي: أنّ رسولهم الذي أُرسل إليهم لمجنون، وأنّه اعتراهُ أحد آلهتهم بسوءٍ بسبب كُفره بالآلهة، ويدعو الناس إلى إلهٍ واحدٍ.

    وكذلك كان ردُّ فرعون على رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام، برغم أنّه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك دعوة جميع الأنبياء والمرسلين إلى كلمة التوحيد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولكنّ الأُمم تحكم بادئ الرأي على رُسُل ربهم بالجنون؛ بسبب مكر الشياطين إلى بعض أصحاب الأمراض النفسية، وذلك المكر كان هو السبب في الحُكم على رُسل الله بادئ الأمر بالجنون، وكذلك تجدون ردَّ فرعون على موسى على دعوته إلى كلمة التوحيد وقال لموسى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكنّ الشياطين قد عملوا حسابهم؛ بأنّ الله قد يؤيّد رُسُله بآيات المعجزات، ومن ثُمّ يتبيّن لهم أنّه ليس بمجنونٍ وأنّه حقاً رسولٌ من ربّ العالمين ولذلك أيّده الله بآيات التصديق، فمن ثُمّ عمدت الشياطين إلى تعليم بعضٍ من الناس السّحر، أي: سِحر التخييل في حاسة البصر، وهذا النوع من السّحرة لا يُنكرون أنّهم ساحرون؛ بل يقولون للناس أنّهم سحرة، فيسترهبونهم ويأتون بسحرٍ عظيمٍ في الإثم ما أنزل الله به من سُلطان! وذلك المكر يكون صدًا من الشياطين عن الصِّراط المستقيم؛ حتى إذا جاء الرسول بسلطانٍ مُبينٍ فيقول لهم الناس: "إذاً قد تبيّن لنا بأنّك لست مجنوناً؛ بل ساحرٌ عليم".

    فلنُتابع قصّة موسى وفرعون والسّحرة، وقال موسى -عليه الصلاة والسلام- لفرعون حين حكم عليه بادئ الأمر بالجنون وتهدَّده وتوعَّده، وقال موسى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فانظروا إلى نجاح المكر الشيطانيّ في صدّ الأُمم عن اتّباع الصِراط المستقيم، فهنا نجد فرعون حكم على موسى بادئ الأمر بالجنون، حتى إذا جاءه موسى بسلطانٍ مُبينٍ؛ فعندها تغيّرت نظرية فرعون تجاه موسى بأنّه ليس مجنوناً، فانظروا إلى قول فرعون: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم؛ ويقصد فرعون بأنّ موسى ليس إلّا ساحرٌ وسوف يأتيه بسحرٍ مثله، وهو مكر الشياطين الخبيث؛ حتى لا تُصدّق الأُمم بمعجزات التصديق من الله لرسله الحقّ.

    فلنتابع القصة بتدبرٍ وتمعنٍ: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذًا يا قوم، لولا اختراع سحر التخييل التي تُعلِّمُه الشياطين لبعض الناس؛ إذًا لصدّقت الأُممُ رُسُلَ ربِّهم، ولما كذّبوا بآيات التصديق الحقّ، ولهداهم الله الصِّراط المستقيم، ولكنّ الشيطان أصدقهم ظنّه، وقعد لهم بالصِّراط المُستقيم، فصدّهم عن السبيل باختراع سحر التّخييل والذي ليس له أي حقيقة في الواقع الحقيقي! ولربما يودّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "كيف تقول ليس له أي حقيقة، وقد رأت الناس عصيَّ وحبالَ السّحرة بأنّها ثعابين تسعى، برغم أنّها كانت من قبل أن يلقوها ليست إلّا عصيًّا وحبالًا!". ومن ثُمّ نردُّ عليه ونقول: بأنّ جميع العصيّ والحبال التي ألقى بها السّحرة؛ لم تتغيّر من واقعها شيئًا ولم تتحوّل إلى شيءٍ آخر على الإطلاق.

    ولربّما يقاطعني أحدكم فيقول: "وما يدري الناس المجتمعون في يوم الزينة أيُّهم الحقّ؛ هل عصا موسى أم عصيّ وحبال السحرة؟ فجميعها تسعى ثعابين في نظرهم! وكيف للناس أن يعلموا الحقّ من الباطل لكي يفشل مكر الشياطين؟"، ومن ثُمّ نردُّ عليهم ونقول قد أفتاكم الله في القُرآن العظيم لو كنتم تتدبّرون؛ بأنّ سحر التخييل ليس له أي حقيقة على الواقع الحقيقي؛ بمعنى أنّ الحبال والعصيّ لم تتغير شيئًا عن واقعها، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:116].

    ولربما الجاهلون يقولون بأنّ الله وصف السحر بالعظمة، فيقولون على ربِّهم زورًا وبهتانًا عظيمًا، وإنّما يقصد الله بقوله: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم؛ أي عظيمٌ في الإثم؛ لأنّه تصديةٌ للتصديق بآيات الله ومعجزاته، تصديقًا لرسله الحقّ، فلا يهتدي الناس إلى الصِراط المستقيم، ولكنّ حبال وعصيّ السحرة لم تتغيّر شيئًا في واقعها، فأين العظمة والحبال والعصيّ لم تتحوّل شيئًا؟ وليس إلّا أنّهم سحروا أعين الناس؛ فخُيّل إليهم من سحرهم أنّها تسعى، ومَثلُ سحرهم كمثل سرابٍ بِقِيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا كما كان يراه بعينه من قبل أن يأتيه، ولو ذهب فرعون أو هامان أو أحد الحاضرين من الناس يوم الزينة فتقدم إلى عصيّ السحرة وحبالهم ويقول: "كلّ واحدٍ منكم يمسك ثعبانه من عنقه"، ومن ثُمّ يتقدم فيلمس ثعابين السحرة بيده، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّه سوف يجد جميع حبال وعصيّ السحرة بحاسة ملمس اليد بأنّها لم تتغيّر شيئًا، بل باقيةً عصيًّا وحبالًا كواقعها الحقيقي من قبل أن يلقوها، وإنما يُخيّل للناس الحاضرين من سحرهم أنّها تسعى، وليس لما يرونه أي حقيقة على الواقع الحقيقي! ويكشف ذلك بحاسّة الملمس بأنّها عصيٌّ وحبالٌ ولم تتغيّر شيئًا في واقعها الحقيقي، ومن ثُمّ يذهب إلى ثعبان موسى ويقول: "يا موسى أمسك ثعبانك بعنقه"، ومن ثُمّ يفرك ذيل ثعبان موسى بيده؛ وعندها سوف يجد بأنّ عصاة موسى حقاً قد تحولت إلى ثعبان مبينٍ في حاسة البصر، ويصدقه حاسة الملمس باليد، ويفركه فإذا هو يهزّ يده فيتبيّن له أنّه حقّاً لثعبانٌ مُبينٌ؛ فحقًّا على الواقع الحقيقي تحولت من عصا إلى ثعبان من غير أبٍ ولا أمّ؛ بل بكن فيكون من عصا إلى ثعبانٍ مُبينٍ، مُعجزة التصديق من الله ربّ العالمين!

    ولكن للأسف، فإنّ كُفّار قريش؛ حتى لو أنزل الله كتابًا يرونه من السماء نازلًا إلى بين يدي محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثُمّ يذهبون إليه فيلمسون كتاب الله بأيديهم؛ لقالوا: "إنّ هذا لسحرٌ مُبين"! نظراً لعدم خلفيّتهم عن سحر التّخييل، بأنّه ليس إلّا في الخيال البصري، ولا ينبغي له أن يكون حقيقة ما تراه العين حقًّا على الواقع الحقيقي وهو سحر، وقال الله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وننتقل الآن إلى مكر الشياطين ضدّ المهديّ المنتظَر الحقّ، وقد مكروا كثيرًا؛ فيوسوِسون لبعضٍ من أصحاب المسوس أن يقول: إنّه المهديّ المنتظَر، فيشعر في نفسه أنّه المهديّ المنتظَر، وأقسم بالله العلي العظيم لو يذهب أتباعه بهذا المُدّعي إلى شيخٍ يعالج بالقرآن؛ فيقرأ عليه قدر ساعةٍ أو ساعتين بالكثير؛ ليتبيّن لهم أنّ فيه مسّ شيطانٍ رجيمٍ يوسوِس له بغير الحقّ! وأما إذا كان الممسوس لا يُريد إذا كان فيه مسّ أن يتبَيّن لأتباعه؛ فلن ينطق المسّ بلسانه، ولكنّهم سوف يعرفون ذلك في وجهه يكاد أن يسطو بالذي يتلو عليه القرآن! وذلك لأنّ المسّ يحترق بالآيات البيّنات التي تُبيّن للناس كلمة التوحيد الحقّ؛ فيحترق منها مسوس الشياطين في الناس، فأمّا الإنسان الممسوس: فأنّه لا يحترق؛ بل يتضايق من الذِّكر الحكيم وكأنّه يصّعّد في السماء؛ صدره ضيِّقاً حرجاً لا يكاد أن يتنفس! وأمّا الشياطين التي في الأجساد فتُحرق بالقُرآن العظيم وكأنّه نار، وقال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وإيّاكم أن تظلموا الممسوسين الذين تؤذيهم الشياطين، بلاءً من ربّ العالمين، فلا أقصدهم شيئًا، وإن كانت الأعراض واحدة. بل أقصد الذين يدّعون المهديّة بغير الحقّ، ويريدون أن يضلّوا الناس عن الصِّراط المستقيم، ولا أقصد الإنسان الممسوس؛ بل الشيطان الذي فيه يريد أن يُضلّه ويُضلّ المسلمين عن الحقّ، ومنهم من يُصيبونه بالجنون من بعدِ أن يدّعي المهديّة، ومن ثُمّ النبوّة، ولربما الربوبيّة، وبعضٌ منهم قد يستمر في دعوته فيقول إنّه المهدي المنتظر.

    ولكن كيف لكم يا معشر المسلمين أن تعرفوا أيًّا من هؤلاء المهديين الحقّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهّر؟ فتوجد هناك شروط، إذا لم يتصف بها هذا الذي يدّعي المهديّة؛ فهو ليس المهديّ المنتظَر الحقّ، ونذكر أهم هذه الشروط: وهو أن يزيده الله بسطةً في علم الكتاب على جميع علماء الأُمّة، فيؤتيه الله عِلم القرآن كُلّه، حتى يُبيّن للناس أسرارًا خفيت في هذا القرآن العظيم، وحقائق لطالما قضَّت مضاجع كثيرٍ من الباحثين عن الحقيقة، كمثل: إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وكذلك أصحاب الكهف والرقيم من آيات الله عجبًا، وكذلك حقيقة يأجوج ومأجوج وأين هم، وكذلك حقيقة سدّ ذي القرنين، وكذلك حقيقة المسيح الدجال، وكذلك حقيقة الأراضين السبع، فإذا استطاع هذا الذي يدّعي المهديّة أن يُبيّن للناس من القرآن جميع هذه الأسرار والتي لا تزال مجهولة الحقائق لدى جميع علماء الأُمّة؛ شرط أنّ الباحثين عن الحقيقة من بعد البيان لهم يهتمون بالأمر؛ فيبحثوا عن تصديق البيان من القرآن بالتطبيق للتصديق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلة؛ فإذا وجدوا بيان الأسرار هو الحقّ من ربِّهم بِلا شك أو ريب؛ فقد تبيّن لهم الحقّ الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صِراطٍ ــــــــــ مستقيم إن كانوا يريدون الحقّ، ومن أعرض عن الحقّ؛ يُقيّض الله له شيطانًا فهو له قرين، وإنّهم ليصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون، ولم يجعلهم الله مهديّين، فكيف يصطفيهم الله ثُمّ لا يؤيّدهم بالعلم والسلطان المُبين؟ بل يجادلون بالوهم والظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئًا، وكذلك سوف يرى أولو الألباب بأنّ تأويلهم للقرآن معدوم السلطان، بل يُأَوِّلون القُرآن حسب هواهم وحسب ما يشتهون، وزيّن لهم الشيطان عملهم فصدّهم عن السبيل، وذلك لأنّهم اتَّبعوه وأطاعوا أمره بقولهم على الله ما لا يعلمون، وقد حرّم الله عليهم ذلك أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، وأنّ ذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وعلّمكم الله في القرآن العظيم بأنّ ذلك من أمر الشيطان، وأنّه حرّم ذلك الرحمن أن يقولَ عليه الإنسان بالظنّ ما لم يعلم، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق العظيم [الأعراف].

    ويا معشر الباحثين عن الحقيقة، ألم يكفِكم من آيات التصديق ما قد بيّنّاه لكم، أم إنّكم لم تجدوها حقًّا على الواقع الحقيقي؟ إذًا أنا لست المهديّ المنتظَر؛ إذا لم تجدوا آيات التصديق حقًّا بالتطبيق على الواقع الحقيقي، وأقسم بالله العليّ العظيم لقد بيّنت لكم من آيات الله الكُبرى على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، فبيّنت لكم كيف كان الكون قبل أن يكون، وأنتم تعلمون أنّه كان رتقًا كوكبًا واحدًا، ومن ثُمّ زدناكم علمًا وبيّنت لكم أيّ الكواكب كان رتقًا واحدًا؛ وأنّه كان رتقًا واحدًا في كوكبكم الذي تعيشون فيه والذي رمزه: (الماء) في القرآن العظيم، ومن ثُمّ بيّنت لكم أنّ كوكبكم ليس من عدد الرقم سبعة للأراضين السبع، وذلك لأنّه هو الكوكب الأُم الذي انفتق منه هذا الكون العظيم، ومن ثُمّ بيّنتُ لكم بأنّ الأراضين السبع توجد طباقًا من تحت أرضكم في الفضاء؛ سبعًا طباقًا، وتمّ التطبيق للتصديق فلم يُحدث لكم ذكرًا.

    ومن ثم بيّنت لكم: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، وأنّها لتوجد تحت أقدامكم، يسكنها الشيطان المسيح الدجال، هو وقبيله منكم، فيرونكم من حيث لا ترونهم، وهم لكم يمكرون، وللمهديّ المنتظَر ينتظرون لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ؛ بل يُعدُّ جيشًا كبيرًا من نسل أُناسٍ منكم؛ ليواجه به عدوّه اللدود المهديّ المنتظَر، وإنَّا فوقهم قاهرون، وجند الله لهم المنصورون ولهم الغالبون، وكان حقًّا على الله أن ينصر الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام ناصر محمد اليماني، والذي جعل الله في اسمه خبره وعنوان أمره (ناصر محمد)، وذلك لأنّه لم يجعله الله نبيًّا ولا رسولًا؛ بل إمامٌ عدلٌ وذو قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل، فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلّا غلبته بالحقّ؛ بل لا أتحدَّى بالبيان اللفظي فحسب؛ بل تحدٍّ بآيات التصديق للتطبيق على الواقع؛ هل حقًّا البيان لأسرار القرآن الذي بيّنها ناصر اليماني تجدونها حقًّا على الواقع؟

    ويا قوم! كم بيّنت لكم من آيات الله على الواقع الحقيقي، فعمد الأذكياء منكم إلى الأخطاء اللغوية فجعلوها حُجّةً عليّ؛ بل هي حُجّتي عليهم؛ إذ كيف أُبيّن القُرآن البيان الحقّ؛ فيجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي وهم لم يعلموه من قبل، رغم تفوّقهم علينا بالغُنّة والقلقلة وليست لديهم أخطاءٌ لغويةٌ؛ ولكنّهم لم يستطيعوا معرفة ما عَلِمَه صاحب الأخطاء اللغوية! فيقول أولو الألباب منكم: "إنّه حقاً يتلقّى القُرآن بالتفهيم من ربّ العالمين برغم أنّه ليس بارعاً في النحو والإملاء ولكنّه استطاع أن يأتي بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن بإلهامٍ من لدن حكيمٍ عليمٍ". فيعلمون أنّ تلك مُعجزةٌ لي وحُجّةٌ لي وليست حُجّةً عليّ كما يظن الذين جعل الله فتنتهم الأخطاء اللغوية فاشمأزَّت قلوبهم فعموا عن البصيرة للبيان وجعلوا جُلّ تركيزهم على الأخطاء اللغوية! ومنهم من يشمئز قلبه فلا يُكمل قِراءة البيان إلى آخره وكان سبب فتنته هو الأخطاء اللغوية. ومن ثُمّ نقول لهم: يا قوم اتّقوا الله وانظروا هل لديّ خطأ في البيان للقرآن؟ فتلك هي الحُجّة علينا لو كنتم تعقلون.

    أما ما دام ناصر اليماني أتاكم بالبيان الحقّ للقرآن فلن تُعيبه الأخطاء اللغوية بل هي معجزةٌ له إذ كيف يأتي بالبيان المنطقي خيراً منكم وأحسن تفسيراً برغم تفوقكم عليه في النحو والإملاء؟ إذاً يا قوم إنّي لم أعلم بالبيان نظراً لبراعتي في اللغة العربية بل بالتفهيم من لدن حكيمٍ عليم، أفلا تعقلون؟

    ولسوف نزيدكم بالبيان الحقّ من القرآن عن موقع إِرَم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وأنّ موقعهم في منطقة الربع الخالي بالجزيرة العربية وليس كما تظنّون بأنّ مواقع ثمود هي الجبال المنحوتة؛ بل أجد قصورهم في وسط الربع الخالي في موقع الرجفة لكويكب العذاب، وأما قُرى قوم عادٍ فسوف تجدونها كالرّميم في ظاهرها؛ بمعنى أنّها تُغطيها الكُثبان الرملية من جرَّاء الريح العقيم والتي لم تبلغ درجة سرعتها ريحٌ على وجه الأرض منذ أن سكنها الإنسان.

    ويا معشر الباحثين عن الحقيقة إنّي لن أُكلّمكم من غير كتاب الله ربِّ العالمين وأُفصّل لكم تفصيلاً، فهل أنتم به مؤمنون؟ ونبدأ بقوم (عاد)، وقال تعالى في القُرآن العظيم بأنّ قُراهم ممتدةٌ بين قُرى سبأ وقُرى مكة المكرمة. وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    فأما قرى سبأ فهي في مأرب كما تعلمون بأنّ الله أرسل عليهم سيل العَرِم لوادي (ذنه) وكبس منازلهم باطن الأرض ما كان قوياً منها وبعضها أخذها في طريقه، وأما قرى عادٍ فهي في المنطقة الوسط بين قرى مكة المكرمة وقرى سبأ مأرب، بمعنى أنّهم في منطقة الربع الخالي.

    ولربما يودُّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "وكيف يعيشون في الصحراء بلا ماء؟". ومن ثُمّ نردُّ عليه: إنّي أجد في القرآن بأنّه يوجد في أجزاءٍ من الربع الخالي حياةٌ طيّبةٌ وجناتٌ وعيونٌ وبئرٌ معطّلةٌ فلا تُستخدم وقصرٌ مَشيدٌ فلا يسكن فيه أحد. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    فأمّا الخاويات على عروشها فهي قُرى قوم ثمود، وأمّا البئر المعطّلة والقصر المشيد فهي قُرى إرمَ ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد، وقال الله تعالى: {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فأما القائم والذي لا يزال قائماً فهي قرى إرم العُظمى قائمةٌ تحت الكثبان الرملية لو كنتم تعلمون، وأما الحصيد فهي قرى ثمود وهي في نفس الربع الخالي في موقع الرجفة لكويكب العذاب والذي ضرب منطقة الربع الخالي قبل ما يقارب سبعة وعشرون ألف سنة، وهم قبيل أصحاب الرّس قرية الرّسُل الثلاثة أصحاب الكهف والذين يسمّونها حِمّة ذياب ابن غانم، واسمها الحالي حِمّة كلاب. ولا أُريد الخروج عن الموضوع فقد بيّنا قرية أصحاب الرّس والكهف والرقيم ولكنّ أكثركم يجهلون، والذين عثروا على الخبر لا يبحثون عن الحقّ هل يجدونه حقاً على الواقع أم أنّ ناصر اليماني يقول على الله ما لا يعلم؟ والكذب حباله قصيرة، يا قوم أليس فيكم رجل رشيد؟

    ونعود لقرى عادٍ وثمود، فأمّا عادٌ فأهلكهم الله كما تعلمون بالريح العقيم، ومعنى قول الله العقيم بمعنى أنّها لم تكن كمثلها ريح في سرعتها في تاريخ البشرية أجمعين ولذلك تُسمى الريح العقيم، أي الوحيدة في رقم السرعة الرهيبة وأي شيء يواجهها فإذا لم تحمله فتجعله كالرميم، ومعنى قوله كالرّميم بمعنى أنّه قد يمرّ أحدكم جنب ذلك الشيء فيحسبه رميم وهو أحد قصور إرمَ ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وتوجد تحت الكثبان الرملية في منطقة الماء بالربع الخالي وكانت مروجاً وأنهاراً لو كنتم تعلمون، وسوف تعود قريباً جداً مروجاً وأنهاراً إن يشأ الله، فتحِلّ الرجفة قريباً من دياركم في الربع الخالي حتى يأتي الله بأمره فتطيعون أمر المهديّ المُنتظَر. وقد أصابت الرّجفة الربع الخالي قبل ما يقارب سبعة وعشرين ألف سنة؛ أهلك الله بالرجفة قوم ثمودٍ فضربهم كويكب وهو ما تسمونه بالنيزك ولكنّه ضخمٌ طاغيةٌ، ويسمى طاغية لأنّه أتى من خارج الأرض فاخترق غلافها الجوي فوقع على قوم ثمود في منطقتهم بالربع الخالي المأهول بالحياة والماء، وقال الله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]. ولكنّي أرى موقع الرجفة في منطقة في الربع الخالي بعيدة جداً من الجبال وذلك لأنّ الله قال عنهم: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الفجر]؛ بمعنى أنّهم بعيدون عن الجبال والصخور ولكنّهم نحتوا الجبال وقطعوا منها صخوراً كُبرى ومن ثُمّ يحضرونها إلى واحتهم بالواد بالربع الخالي، وسوف تجدون حطامها في موقع الرجفة أو على مقربةٍ من موقع الرجفة ليخسف الله بديارهم الأرض.

    ولربما يودُّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً، لقد كانت مساكن عاد وثمود يعرفها كُفّار قريش، لذلك قال الله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} صدق الله العظيم [العنكبوت:38]". ومن ثُمّ نردُّ عليه فنقول: إنه لا ينبغي أن يكون هنالك تناقضٌ في القُرآن! فقد أخبر القُرآن بأنّ محمداً رسول الله وقومه لا يرون لهم من باقية ولا أثر ولا آثار، لذلك قال الله تعالى: {فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].

    {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} صدق الله العظيم، وأقسم بالله العظيم أنّه يقصد بوش الأصغر وأوليائه وقد أحاطه الله عن طريق الأقمار بمساكن عادٍ وثمود وتبيّن لهم كيف فعل الله بهم لذلك ينطق القرآن بالتهديد والوعيد المُوجّه للمفسدين في الأرض اليوم من بعد القسم للتصديق بالعذاب بحدوث أشراط الساعة الكبرى كما سبق وأن بيّنّا لكم من قبل. وقال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ ﴿١﴾ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴿٢﴾ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴿٤﴾ هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ ﴿٥﴾ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿١١﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿١٢﴾ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿١٣﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الفجر].

    وأما وصف أجسام قوم عادٍ وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف، وذلك لأنّ أصحاب الكهف على مقربةٍ منهم في الزمن فهم من بعد عادٍ وثمود فكذلك أجساد عادٍ وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنّهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم، وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} صدق الله العظيم [القمر:20].

    فهل تعلمون ما هو أعجاز النخل؟ وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً. وبيّن لكم التشبيه الحقّ كذلك في قول الله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} صدق الله العظيم [الحاقة:7].

    وإنّما يا قوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} صدق الله العظيم. وكذلك قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ طولهم يشبه طول أعجاز النخل، والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أنّ طولهم كطول جذوع النخل، فليستقِم أحدكم إلى جانب جذع نخلةٍ وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاق فهل أنتم مصدِّقون، وتبحثون عن الحقائق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلة كل منكم على قدر جهده وحيلته؟ وإن أردتم الأحياء النائمين فاذهبوا الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدون أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18]. فتعلمون إنّما الفرار من التفاجؤ لأجساد بشرٍ عمالقة لم يُرَ مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً إليهم. وأقسم بالله العليّ العظيم لا أنطق لكم بغير الحقّ، فهل تؤمنون بالقُرآن العظيم؟ فلا نزال ندّخر آياتٍ كثيرة للمُمترين فنلجمهم بالحقّ إلجاماً.

    وأرجو من الله أن يُجازي ابن عمر عنّي بخير الجزاء بأفضل ما جزى به عباده الصالحون وذلك أنّه حقاً رجُلٌ يسعى للتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليقول للناس يا قوم اتّبعوا المهدي المنتظَر الذي يُخاطبكم بالبيان الحق للقُرآن تجدونه حقّاً على الواقع الحقيقي، وهو على ذلك من الشاهدين، فلا أُثني عليه إلّا وأنا أعلم أنّه يستحق الثناء وأعلم أنّه لا يريد مني جزاءً ولا شكوراً بل يُريد حُبّ الله وقُربه ورضوان نفسه وأنا على ذلك من الشاهدين رضي الله عنه وأرضاه وشفاه وعافاه إنّ ربّي سميع الدعاء فلا ييأس من رحمة الله إلّا القانطون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

    ويا قوم ما خطبكم تنبذون كتاب الله وراء ظهوركم وتعمدون إلى الروايات؟ فمنها ما هو صحيحٌ وأكثرها ما أنزل الله به من سلطان؛ بل وتستمسكون بها وكأنَّ الله وعدكم بحفظها من التحريف كما وعدكم بحفظ القُرآن العظيم! فلماذا تذرون كتاب الله المحفوظ من التحريف وتتمسّكون برواياتٍ تحتمل الصح والخطأ؟ فما كان منها موافقاً للبيان الحقّ للقرآن فهو حقّ، وما خالف القرآن من السّنّة فهو باطلٌ ولم ينطق به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الناطق بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم، فكيف أُجادلكم بالقرآن ومن ثُمّ يأتي أحدكم يهذهذ لي بروايات وأحاديث؟ برغم إنّكم تعلمون أنّ منها الموضوع ومنها المدرج فيه زيادة عن الحقّ ومنها ما هو حقّ نطق به الذي لا ينطق عن الهوى، وأنا لا أنكر سُنَّة مُحمد رسول الله الحقّ ولكنّي لا أبدأ بالثانية ومن ثُمّ أعود للأولى، فكيف تبدأون بالسُنَّة من قبل الكتاب؟ بل عليكم أولاً البحث في كتاب الله عن ضالّتكم فإذا لم تجدوها فاذهبوا للسنة من بعد القرآن، وكذلك لا أريد أن أجادلكم بالروايات والأحاديث وذلك لأنّّي لم أجد في القرآن العظيم بأنّ الله وعدكم بحفظ أحاديث النبيّ عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً يا قوم إنّي أخاطبكم بالمضمون من التحريف ليكون حُجّتي عليكم أو حُجّتكم عليّ أفلا تعقلون؟ ما لم؛ فلماذا حفظه الله من التحريف إلّا لكي لا يكون لكم حُجّة بين يدي الله بأنّكم ضلَلْتم عن الصِراط المستقيم نظراً لتحريف القرآن، ولذلك حفظه الله حتى لا تكون لكم الحُجّة، بل الحُجّة لله ولرسوله وللمهديّ المنتظَر.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    المهدي المنتظَر الحقّ؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    ======== 2 =========

    اقتباس المشاركة 5135 من موضوع يا عجبي الشديد هل الجبال أعظم قسوةً أم قلوب العبيد؟



    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    26 - مُحرّم - 1430 هـ
    23 - 01 - 2009 مـ
    01:18 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأُم القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net./showthread.php?p=473
    ____________



    يا عجبي الشديد! هل الجبال أعظم قسوةً أم قلوب العبيد؟


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال الله تعالى:
    {
    لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [الحشر:21].

    ويا عجبي الشديد! هل الجبال أشدّ قسوةً أم قلوب العبيد التي لم تخشع ولم تتصدّع من البيان الحقّ للإمام المهديّ الحقّ الذي له ينتظرون؟ فحتى إذا جاء بالحقّ فإذا أكثر المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم للحقّ كارهون وعن الحقّ مُعرضون إلا من رحم ربّي وصدّق بالحقّ بعدما تبيّن له أنَّه الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم.

    وأَشهد لله بين يدي الله إني الإمام المهديّ خليفة الله اصطفاني الله عليكم بالحقّ، والله يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليمٌ، وجعل الله برهان اختياره لخليفته من بينكم أنه زادني عليكم بسطةً في العلم فلا تُجادلونني يا معشر علماء أمّة الإسلام بالقرآن العظيم إلا هيمنتُ عليكم بسلطان العلم وحكمت بينكم بالحقّ في جميع ما كنتم فيه تختلفون حتى لا يجد المؤمنون بالقرآن العظيم حرجًا في صدورهم مما قضيت بينهم بالحقّ ويسلّموا تسليمًا، ولا ينبغي لي أن أحكم بينكم من رأسي من ذات نفسي إذًا لن تغنوا عني من الله شيئًا، وإنما أستنبطُ لكم حُكم ربّي الحقّ بينكم فآتيكم به من مُحكَم القرآن العظيم كما يُريني ربّي حُكمه في القرآن العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥} صدق الله العظيم [النساء].

    وقد فصّلت لكم كثيرًا مما كنتم فيه تختلفون ولم يُحدِث لكم ذكرًا، فما خطبكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم لم تخشع قلوبكم للحقّ فتُسَلِّموا تسليمًا فتعترفوا بالحقّ من ربكم؟ ألستم مؤمنين بالقرآن العظيم أم أنّه طال عليكم الأمد منذ نزوله قبل أكثر من 1430 عام فطال عليكم الأمد ثمّ قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة؟ ألم ينهَكم الله أن تكونوا كمثل أهل الكتاب الذين طال عليهم الأمد منذ مبعث أنبيائهم فنسوا الحقّ من ربّهم فأضاعوا الصلوات واتّبعوا الشهوات وسوف يَلقَون غيًّا؟ وها أنتم يا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم حدث لكم ما حدث لهم واتخذتم القرآن مهجورًا وطال عليكم الأمد منذ نزول القرآن على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى مبعث الإمام المهديّ، فطال الأمد عليكم وقست قلوبكم ولم تخشع للبيان الحقّ للذكر، وإليكم قول الله الموجّه للمؤمنين اليوم الذين طال عليهم الانتظار للإمام المهديّ المنتظر، وقال الله تعالى:
    {
    أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الحديد].

    ويا معشر علماء الأمّة وأتباعهم، إني أُكلّمكم بكلام الله ربّ العالمين في كتابه المحفوظ حجّة الله على محمدٍ رسول الله وحجّة الله عليكم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ‎﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وهل تعلمون لماذا قُلت صدق الله العظيم؟ لأنه كلام الله وليس من كلامكم وأقوال علمائكم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، فهل تنتظرون كلامًا هو خيرٌ من كلام الله؟! ألم يُعلِّمكم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنّ فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [من شغله قراءة القرآن عن مسألتي وذكري أُعطي أفضل ثواب السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه].

    ألا ترون أنّ الفرق عظيمٌ بين الله وخلقه؟ فبأي حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون؟ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وإذا كان أهل السُّنة يُحزنهم أن أحاجِجهم بالقرآن العظيم، وأعلمُ أني لو حاججتهم بالسُّنة وحدها الحقّ منها والباطل المُفترى ولم أُخالفهم في شيءٍ إذًا لاتّخذوني خليلًا، وكذلك الشيعة لو أُحاجِجهم بروايات العترة وحدها وافتريت بكتابٍ من عند غير الله وأقول هذا كتاب فاطمة الزهراء إذًا لاتّخذوني خليلًا، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم يا معشر السُّنة والشيعة وكافة المذاهب والفرق الإسلاميّة.

    ويا أيها النّاس كافّة، إني الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين اصطفاني الله عليكم بالحقّ وجعلني خليفته عليكم وزادني بسطةً في علم البيان للقرآن، فلو اجتمع كافة علماء الإنس والجان الأوَّلين منهم والآخرين الأحياء منهم والأموات أجمعين على صعيدٍ واحدٍ فيُحاجّوني بهذا القرآن العظيم إلا جعلني الله المهيمن عليهم أجمعين بسلطان البيان الحقّ للقرآن العظيم، حتى أجعلهم بين خيارين إما التصديق بالحقّ، وإن أبوا فقد انقلبوا على أعقابهم كافرين، ويَحْكُمُ الله بيني وبين من أنكر الحقّ من ربّه منهم وهو خير الحاكمين.

    ويا أمّة الإسلام ويا حُجاج بيت الله الحرام في كلّ عامٍ أفواجًا حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ، لقد جاء النبأ العظيم الذي النّاس عنه معرضون؛ إنه كوكبُ جهنّم جعله الله مرصادًا للمُكذّبين في الحياة الدُّنيا ويوم القيامة لهم مَآبًا.

    ويا معشر الإنس أُقسم بالله العليّ العظيم البرّ الرحيم العفُوّ الكريم الذي على صراطٍ مستقيم الذي يحيي العظام وهي رميمٌ الذي أنزل هذا القرآن العظيم أني الإمام المهديّ المنتظر الحقّ من ربّ العالمين، ولعنة الله عليَّ إن لم أكُن الإمام المهديّ المنتظر الحقّ من الله الواحد القهّار عداد ثواني الدّهر والشهر من أوّل العمر إلى اليوم الآخر إلى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، فاتّقوا الله فلستم أنتم مَن تصطفون الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم ذلك لأنكم لستم أنتم من يقسم رحمة الله حتى تحرّموا علينا التعريف بنفسي وشأني فيكم وقُلتم إنّ ذلك لا يحقّ لي، ومن ثمّ أردّ عليكم وأقول: بلى والله العظيم لا يحقّ لي ولا لكم اصطفاء الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض كما لا يحقّ لملائكة الله المقربين المُعارضة في شأن اختيار خليفة الله والذي يختصّ باختيار خليفته في الأرض هو مالك السموات والأرض وحده، ولم يأخذ رأيكم ولا رأي ملائكته في شأن من يصطفي ويختار، وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهل أنتم أعلمُ من ملائكة الله والذي لا يحقّ لهم التّدخل في شأن اصطفاء خليفة ربّهم؟ ولم أجِد الله قال للملائكة قولًا يذمّهم فيه إلا حين تدخّلوا في شأن اصطفاء خليفة ربّهم وهو أمرٌ يختصّ به الله وحده من دون خلقه، ولذلك قال الله للملائكة إنهم غير صادقين بقولهم:
    {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نسبِّح بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، فهم يريدون أن يصطفيَ الله خليفته صاحب الدرجة العالية منهم لأنهم يرون أنهم أولى من الجنّ والإنس أن يكون خليفة الله الشامل من الملائكة، ومن ثمّ حاجّوا ربّهم بقولهم: {وَنَحْنُ نسبِّح بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، ولكن الله يعلمُ ما لا يعلمون، وأراد أن يُعَلِّمهم أن تصريح الخلافة يختصّ به الله ومن ثمّ يزيد الخليفة المُصطفى بسطةً في العلم ليجعله برهان الخلافة من أوّل خليفةٍ إلى خاتم خُلفاء الله أجمعين، وأراد الله أن يقيم الحجّة عليهم عن طريق الخليفة الذي زاده بسطةً في العلم عليهم، وجعل الملائكة وآدمَ في ساحة الاختبار لبسطة العلم فإن كانوا أعلم من آدمَ فَصَدَقوا، وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كلّها ثمّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كنتم صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سبحانكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السموات وَالأرض وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كنتم تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذًا، يا معشر علماء الأمّة إذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن أن يقسموا رحمة ربّهم بل الله يؤتي مُلكه من يشاء فكيف يحقّ لكم أنتم وهذا هو ناموس الخلافة في كلّ زمانٍ ومكانٍ؟ وكذلك لا يحقّ للأنبياء اصطفاء خليفة الله من دونه وهو ربّ الملكوت وليس أحدًا سواه، ولذلك لا يحقّ لأحدٍ أن يصطفي خليفة الله سواه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، ولا يحقّ لأحدٍ أن يرى أنه أحقّ بالخلافة لا من الملائكة ولا من الإنس ولا من الجنّ، فانظروا لخليفة الله طالوتَ برغم أنه ليس إلا خليفة الله على بني إسرائيل فلم يحقّ لهم المعارضة في اصطفاء خليفة ربّهم عليهم، وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا ما أعلمه في ناموس الخلافة في الكتاب، ولكنكم يا معشر أهل السُّنة لديكم ناموسٌ عكس ذلك جُملةً وتفصيلًا وهو:
    أولًا: إنكم حرَّمتم على الإمام المهديّ أن يعرِّفكم على شأنه فيكم فيقول إني خليفة الله عليكم اصطفاني وزادني بسطةً في العلم عليكم ليجعل ذلك برهان الخلافة إن كنتم مؤمنين.

    ثانيًا: أفتيتم إنكم أنتم من يتحكم في هذا فتقولون: "يا فلان إنك أنت الإمام المهديّ المنتظر" فتبايعونه جبرًا بالخلافة كرهًا شاء أم أبى، ومن ثمّ أقول لكم يا معشر علماء السُّنة: أولو كان ذلك مخالفًا لمُحكَم القرآن العظيم في ناموس الاصطفاء لخليفة الله في الأرض كما فصّلنا لكم ذلك تفصيلًا؟ أفلا تعقلون؟! لأن عقيدتكم مخالفةٌ لمُحكَم القرآن في ناموس الخلافة ومخالفةٌ للعقل والمنطق.

    ولربّما يودّ أحد علماء السُّنة أن يُقاطعني ويقول: "مهلًا مهلًا أيُّها الإمام ناصر أيّها الكذاب الأشِر، فلستَ المهديّ المنتظر خليفة الله الواحد القهّار بل نحن البشر من نُقرِّر خليفة الله على البشر كما ورد في الأثَر أنّ المهديّ المنتظَر لا يقول أنه المهديّ المنتظَر ومن قال أنه المهديّ المنتظر فإنه كذّابٌ أشِر". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر المهديّ المنتظر وأقول: ألم أَأْتِك بناموس الخلافة على البشر بالبيان الحقّ للذكر؟ قُل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين يا معشر السُّنة والشيعة الذين ضلّوا وأضلّوا عن الصراط المستقيم بأحاديث الشيطان الرجيم التي من عند غير الله مخالفة لمُحكَم القرآن العظيم، فإن كان ناصر محمد اليمانيّ كذّابًا أشِرًا وليس المهديّ المنتظر فأْتوا بالبيان الحقّ للذكر هو خيرٌ من بيان الإمام ناصر الكذاب الأشِر في نظركم إن كنتم صادقين، فلا تكذِبوا على أنفسكم يا معشر الشيعة والسنة، وأقسم بالله العليّ العظيم أنكم ضللتم وأضللتم عن الصراط المستقيم كثيرًا من الأمم وتحسبون أنّكم على شيءٍ ولستُم على شيءٍ جميعًا، ومثلكم كمثل اليهود والنّصارى تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّـهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١١٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    بل والله إنكم لتَكْرَهون بعضكم بعضًا أشدّ من كرهكم لليهود! قاتلكم الله أهنْتم أمّتكم ولو كنتم على الحقّ لألّف الله بين قلوبكم، ولكن مثلكم كمثل اليهود والنّصارى تولّيتم عن الحقّ جميعًا فألقى الله العداوة والبغضاء بين قلوبكم، وأرجو من الله أن يُنقِذ قلوبكم قبل أن يُقطّعها فتصلى سعيرًا، وابتعثني الله رحمةً للعباد ولكنكم حِلتم بين النّاس ورحمة ربّهم وحيّرتم أفكارهم بغير الحقّ، وقالت الشيعة بل الإمام المهديّ محمد بن الحسن العسكري، وقالت السُّنة بل الإمام المهديّ محمد بن عبد الله، ومن ثمّ أقول لكم: أفلا ترون أنكم لستم على شيءٍ لا السُّنة ولا الشيعة؟ فليس الإمام المهديّ اسمه محمدًا بل
    ناصر محمد مُبتدأ وخبر، ولا ينبغي أن يكون اسم الإمام المهديّ محمدًا، وذلك لأنّ محمدًا في عقيدة الباطل سوف يكون ناصرًا لِمَنْ إن كنتم صادقين؟ وذلك لأن محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال في شأن الاسم للإمام المهديّ: [ يواطئ اسمُه اسمي ].

    ولماذا التواطؤ يا أولي الألباب؟ وذلك لأنّ الإمام المهديّ الحقّ سوف يأتي ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك لأنّ حديث محمدٍ رسول الله الحقّ ليس بحديثٍ فارغٍ كمثل حديثكم بل جاء من عند الله عن طريق شديد القوى بالحديث الحقّ ولله حكمةٌ بالغةٌ كبرى وفاءً لوعده لمحمدٍ رسوله بالحقّ فيتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظُهوره.

    وما زلت من أواخر شهر مُحرّم 1426 إلى أواخر شهر مُحرّم 1430 تاريخ صدور هذا البيان وأنا أناديكم عبر الإنترنت العالميّة وسيلة المهديّ المنتظر الحقّ طاولة الحوار لكافّة البشر فلم تجيبوا طلب الحوار يا معشر علماء السُّنة والشيعة، ولا أصلِّي عليكم ولا على من والاكم حتى تُسلّموا لمُحكَم القرآن تسليمًا، ما لَم؛ ففي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ، وأُشهدُ الله عليكم وملائكته والصالحين من عباده إن وجدوا في هذه الأرض التي مُلئَت جورًا وظُلمًا أني أدعوكم لطاولة الحوار نعمة من الله كبرى وكلّ عالِمٍ يستطيع أن يحضَر إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر وهو في داره ويجادل بأفكاره، وليس للمهديّ المنتظَر إلا شرطٌ واحدٌ لا ثاني له وهو أن تؤمنوا بالقرآن العظيم.

    ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة أو السنة أن يقول: "ومن قال لك أيّها المهديّ المنتظَر المزعوم أننا لا نؤمن بالقرآن العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم وأقول: أفلا ترون أنكم حقًّا أصبحتم كمثل اليهود والنّصارى وقالوا سمعنا وعصينا؟ فأنتم تؤمنون بالقرآن العظيم ولكنكم معرضون حتى عن مُحكَم القرآن حتى لو آتيناكم بترليون برهان من مُحكَم القرآن لجعلتم الحقّ وراء ظهوركم وأتيتم بحديثٍ أو روايةٍ تخالف لهذا الترليون البرهان من مُحكَم القرآن، ومن ثمّ تزعمون أنكم به مؤمنون وأنتم قد كفرتم وانقلبتم على أعقابكم إن لم تتَّبعوا مُحكَم القرآن.

    وأُقسم بالله الواحد القهّار إنّكم لأخطر على المسلمين من فتنة المسيح الدجال لأنكم تصّدون عن الحقّ بأحاديثَ تخالف لمُحكَم القرآن العظيم ومن ثمّ تزعمون أنّكم بالقرآن مؤمنون، وكذلك تصدّون عن الحقّ بصمتِكم وإعراضِكم، ولا يريد الإمّعات من البشر أن يصدّقوا المهديّ المنتظر الحقّ من ربّهم حتى يُصَدِّق بشأني السُّنة والشيعة، ومن ثمّ أردّ على الإمَّعات من النّاس الذين لا يعقلون شيئًا ولا يستخدمون عقولهم شيئًا كالأنعام: إنّ شرطكم هذا غايةٌ لا يستطيع أن يُدركها المهديّ المُنتَظَر الحقّ من ربّكم فإن افتريت على الله كذبًا بغير الحقّ وقلت أنا الإمام محمد بن الحسن العسكري فسوف أنال غضب أهل السُّنة فيلعنوني لعنًا كبيرًا، وإن قُلت أنا الإمام محمد بن عبد الله غضب مني الشيعة فيلعنوني لعنًا كبيرًا ولن يلعنوا إلا أنفسهم لو فعلوا، وسوف يَصْلون سعيرًا إن أعرضوا عن مُحكَم القرآن العظيم.

    وأكرِّر وأذِّكر وأقول يا معشر علماء السُّنة والشيعة الاثني عشر وكافة الفرق الإسلاميّة: هلمّوا لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، شرطٌ علينا ووعدٌ غير مكذوبٍ أن نأتيكم بالحكم الحقّ بينكم من مُحكَم القرآن من آياته المُحكمات، ومَن في قلبه زيغٌ عن محكم القرآن ويتّبع المُتشابه في ظاهره مع أحاديث الفتنة ففي قلبه زيغٌ عن الحقّ، وسوف يحكم الله بيني وبين الذين زاغوا عن الحقّ وهو خيرُ الحاكمين.

    وها هو كوكب العذاب اقترب أكثر فأكثر وأنتم لا تزالون علينا مُستكبرين، فمن ينصركم من الله إن أعرضتم عن الإمام ناصر محمد اليماني الذي يُحاجّكم بكلام الله؟ فبأيّ حديثٍ بعده تؤمنون؟!

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    كتب هذا البيان شخصيًّا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. استمعوا وسوف تعلمون ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى من المهدي المنتظر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب والمسلمين
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 23-02-2023, 11:18 PM
  2. جميع المفسرين يقولون عن الريح الذي رأوه مصفرًا أنه يعود على النبات...!
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-05-2022, 05:06 PM
  3. علماء الفلك يرصدون تباطؤاً غريباً في دوران الارض
    بواسطة عمار حسن في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-10-2021, 11:18 AM
  4. فيديو: الزعيم اليماني الممهد يعود للسلطة بشكل رسمي بعد ان كان يحكم اليمن من خلف الستار
    بواسطة الوصابي في المنتدى من المهدي المنتظر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب والمسلمين
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-07-2016, 09:02 PM
  5. أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّه تمّ تنقيط وتشكيلُ القرآن حين تنزيله كما كان يتلفظ به محمدٌ رسول الله..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-05-2011, 07:17 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •