الموضوع: أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ

    ما هو الحق من رب العالمين الذي سوف يعلمه الذين أوتوا العلم فيؤمنوا به بهذه الآيات يا احباب رب العالمين
    قال تعالى :"وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ‎﴿٥٤﴾‏ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ‎﴿٥٥﴾‏} صدق الله العظيم
    [الحج]."

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الى تحقيق النعيم من كل نعيم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

    اقتباس المشاركة 167872 من موضوع مبحث وحوار مع صاحب لقب المهدي (ناصر اليماني)

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 02 - 1436 هـ
    30 - 11 - 2014 مـ
    09:52 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    الردّ الأول من الإمام المهديّ إلى المفكر الإسلامي أبي هبة، وربّه أعلم بما في قلبه فليحذره
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والإنس من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..

    ويا أيّها المفكر والباحث الإسلامي أبا هبة، لسوف نعلم أيّنا الذكي وأيّنا الغبي وأيّنا يحرِّف الكلِم عن مواضعه المقصودة كتحريفك للبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)} صدق الله العظيم [الحج].

    ونأخذ قول الله تعالى:
    {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54)} صدق الله العظيم. فهنا يتكلم الله عن المؤمنين بالقرآن العظيم منذ نزول القرآن وهم المتدبّرين المتفكّرين في كل زمانٍ ومكانٍ فلا ينتظرون معجزاتٍ خارقةٍ لكي يصدّقوا؛ بل تدبروا الكتاب تدبر العقل والمنطق. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} صدق الله العظيم [ص].

    وأمّا الذين لا يتدبرون ولا يتفكّرون في كل زمانٍ ومكانٍ فهم في شكٍ من حقيقة هذا القرآن العظيم حتى يأتي أحدَهم الموتُ فيزول الشكّ باليقين أو يأتيه عذاب يومٍ عقيمٍ وهو لا يزال على قيد الحياة، فلا تحرّف البيان عن مواضعه المقصودة. وقد كان الحوار بيني وبين (علي سالم) ليس في المؤمنين بالقرآن العظيم؛ بل كنت أقيم الحجّة عليه بأنّ أصحاب الشكّ في حقيقة هذا القرآن العظيم أنه سوف يزول شكّهم يوم يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ قبيل قيام الساعة فمن ثمّ يقولون:
    {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم [الدخان].

    ولكنك دمجت في البيان آيةً لم نقصد بيانها على الإطلاق في حوارنا لعلي سالم وهي قول الله تعالى:
    {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54)} صدق الله العظيم. وحتى وإن نسختها مع الآية المقصودة فعلي سالم يُعتبر أذكى منك كونه يعلم أنّي لا أقصد إلا قول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)} صدق الله العظيم، ولكنّك أخذت الآية التي قبلها فقلت فكيف تنطبق مع بيان ناصر محمد اليماني؟ رغم أنك لربّما تعلم أنّي لم أقصد بيان آية المؤمنين؛ بل بيان الآية التي تفتي بشكّ الذين لا يوقنون بآيات ربّهم في محكم كتابه وأنه سوف يزول الشكّ باليقين حين يروا آية العذاب بالدخان المبين، ثمّ يزول الشك باليقين فيقولون: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)} صدق الله العظيم، فمن ثم يزول الشكّ باليقين فيقولون: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم [الدخان]، ولكنّك تحاول أنْ تظهر عيباً في بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حتى كلفك ذلك أن تحرّف البيان عن غير المقصود.

    ويا أبا هبة، والله الذي لا إله غيره لا يخفون علينا الباحثون عن الحقّ من المرجفين المشكِّكين في البيان الحقّ للقرآن العظيم، ولسوف أثبت غباءك ومن القرآن العظيم كوني سوف آتي بفكر مَنْ هم على شاكلتك فاسمع للقصة الآتية: فقد كان صحابة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحفظون ما يستطيعون من آيات القرآن ثم يذهبون ليبلّغوا الناس بها تنفيذاً لحديث محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [بلغوا عني ولو آية]. وكان الدعاة من المؤمنين بالنبيّ يلتقون ببعض الأغبياء فيتلون عليهم آيات ربّهم، فلا يوقنون بها ولم يتفكروا فيها؛ بل قالوا: "لن نؤمن بها حتى نقابل محمداً وننظر إلى صورته ونسمع الآيات هذه من فيهِ". فمن ثم ذهبوا من الدعاة إلى النّبيّ فقابلوه، وللأسف لم يتغيّر من واقعهم شيئاً ولم تهتدِ قلوبهم لكون الهدى ليس في صورة النّبيّ ولا في سماع صوته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ (42) وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)} صدق الله العظيم [يونس].

    فهل سماعهم لصوت النّبيّ هدى قلوبهم؟ إنهم لم يهتدوا كونهم لم يتفكروا في آيات ربّهم التي تتلى عليهم. وكذلك الإمام المهديّ، فوالله يا أبا هبة إذا لم يهدِك إلى الحقّ البيانُ الحقّ في هذا الموقع المبارك فإنّك لن تهتدي أبداً وحتى لو رافقت الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ألف عامٍ -لو تعمرنا- وأنا أتلو عليك الليل والنهار قرآنه وبيانه بالغيب عن ظهر قلبٍ فلن تهتدي إذاً أبداً كونك أصلاً لا تتفكّر في البيان الحقّ للقرآن؛ بل تظنّ الهدى في صورة ناصر محمد اليماني وسماع صوته، ولذلك أنت مصرٌّ على ظهور الصوت والصورة الحيّة. وما الفرق؟ فهل سوف يحاجّكم ناصر محمد اليماني من بعد ظهور الصوت والصورة الحيّة بغير ما يحاجِج به ناصر محمد في موقعه في عصر الحوار من قبل الظهور؟ وربّما يودُّ أبو هبة أن يقول: "بل نريد أن ندرس كيف تعلمتَ البيان وكيف يأتيكَ؟ وهل أنت حافظٌ للقرآن أم إنّك فقط تستخدم البحث؟". فمن ثم نردّ عليك بالحقّ ونقول: فهذا هو الغباء الفاحش يا أبا هبة! فكأني أحاجّكم بوحيٍّ جديدٍ على الساحة من ربّ العالمين! بل نحاجكم بآياتٍ يحفظها علماؤكم في صدورهم عن ظهر قلبٍ من قبل أن يبعث الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولكن للأسف كالحمار يحمل الأسفار في وعاءٍ وهو لا يعلم ما يحمل على ظهره! مع احترامي لعلماء المسلمين؛ ولكن هذه هي الحقيقة.

    ويا رجل، كيف أنّ الذين فسّروا القرآن ستجد أنّهم كانوا يحفظون القرآن عن ظهر قلبٍ ولكنّك سوف تجد أيضاً الفرق بين تفسيرهم القرآن وبين بيان القرآن للإمام ناصر محمد اليماني، فهو كالفرق بين الظلمات والنور وكالفرق بين الحقّ والباطل؛ بل لا مجال للمقارنة.

    والسؤال الذي يطرح نفسه؛ فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يبيّن القرآن ويفصّله تفصيلاً من نفس القرآن وهو لا يحفظ القرآن؟ فمن ثم نردّ عليكم بالحقّ وأقول: والله الذي لا إله غيره إنّ ربّي يلهمني بكلماتٍ من سلطان علمي وبعض الكلمات لا أعلم علم اليقين حينها هل حقاً هي موجودةٌ في القرآن أم وسوسة شيطانٍ! فلا بدّ أن يطمئن قلبي. فمن ثّم أضع هذه الكلمات في محرك قوقل حتى أتبيّن وجودها في القرآن لأنّي معذورٌ فأنا لا أحفظ القرآن، فمن ثمّ تحضر كلمات الآية المطلوبة بالضبط، فمن ثم أنظر في أيّ سورةٍ هي وما رقم الآية، ومن باب الحرص أتأكد من صحة الآية من عدّة مواقع خاصةً بالقرآن. فسبحان ربي! وإنّما يلهمني ربّي كلمات بحثٍ وليست الآية كاملةً، فبعض الكلمات أعلم أنها موجودةٌ في القرآن وبعضها لا يطمئن قلبي حتى أجدها في محكم القرآن.

    وعلى كل حالٍ ليس شغلك كيف علِمَ ناصر محمد البيانَ يا أبا هبة، ومن المفروض أن لا يهمك ذلك في شيء كونك أصلاً لن تصدق ناصر محمد بأيّ وحيٍّ ما لم يجادلك من آيات القرآن العظيم، إذاً فلماذا تشغل نفسك بمعرفة كيف يتلقّى ناصر محمد وحي التّفهيم؟ بل ذلك غباءٌ كبيرٌ مع احترامي لأبي هبة، وبيني وبينكم (قال الله وقال رسوله) وما عندي وحيٌّ جديدٌ ولا كلمةٌ واحدةٌ ولا حرفٌ بغير ما تنزَّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وبالنسبة لوسيلة الإنترنت العالميّة فهي أحسن وسيلةٍ للحوار مع علماء الأمّة ومفتي ديارهم في عصر الحوار من قبل الظهور، فأنت تعلم يا أبا هبة أنّ ما لا يقل عن 90% من علماء المسلمين والنصارى واليهود يدخلون الأنترنت العالميّة ويدخل موقعنا آلاف العلماء بأسماءٍ مستعارةٍ ويطّلعون على البيان الحقّ للقرآن فيتفاجأون بما لم يحتسبوا من العلم، فمنهم من يتابع بدون مشاركةٍ، ومنهم من يراسلنا على الخاص ويعترف بالحقّ ويقول: "وأشهد أنك يا ناصر محمد تنطق بالحقّ وتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ولكني غير مستيقن بعد أنك أنت الإمام المهدي". وآخرون يبايعون، وآخرون مذبذبون لا معي ولا ضدي، وآخرون لم يطلعوا على بيانات الإمام ناصر محمد اليماني وإنّما سمعوا عنّي بأنه يوجد هناك رجلٌ في الأنترنت العالميّة يقول أنّه المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ومباشرةً استشاطوا غضباً وصعدوا على منابر المساجد يحذّرون المسلمين من اتّباع المدعو ناصر محمد اليماني، وما كانت حجّتهم إلا قولهم أنّ المهديّ المنتظَر إنّما ورد في الأثر اسمه "محمد بن عبد الله" إن كان ذلك العالم سُنيّاً، أو يقول كما ورد في الأثر عن أئمة آل البيت المطهر أنّ اسم المهديّ المنتظَر "محمد بن الحسن العسكري" وليس ناصر محمد. فمن ثمّ نقيم عليهم الحجّة ونقول: أقسم بمن علّمني البيان الحقّ للقرآن قسم المهديّ المنتظَر الحقّ لا قسم كافرٍ ولا فاجرٍ أنّ الذين يحكمون على ناصر محمد اليماني من قبل أن يستمعوا إلى سلطان علمه أنّهم ليسوا من الذين هداهم الله لكون الذين هداهم الله في كلّ زمانٍ ومكانٍ هم الذين لا يحكمون من قبل أن يستمعوا القول؛ بل يؤجِّلون الحكم إلى بعد أن يستمعوا القول فمن ثم يتّبعوا أحسنه إن تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم، وأولئك بشّرهم الله بالهدى في كلّ زمانٍ ومكانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولن يهتدي إلى الحقّ في عصر بعث الأنبياء والمهدي المنتظر إلا أولو الألباب وهم الذين لا يحكمون على الداعية من قبل أن يستمعوا لقوله ويتفكروا في منطق سلطان علمه؛ بل يؤجّلوا الحكم حتى يستمعوا إلى سلطان علم الداعية فمن ثم يتّبعوا أحسنه إن تبيّن لهم أنّ سلطان علمه من عند ربهم لكونه قد تقبلته عقولهم واطمأنت إليه قلوبهم وسالت أعينهم من الدمع مما أبصروا من الحقّ من ربّهم وتبيّن لهم أنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأولئك الذين هدى الله من عباده في كل زمانٍ ومكانٍ في عصر بعث الأنبياء وأئمة الكتاب والمهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْعِبَادِ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ألا والله الذي لا إله غيره أني لا أراك منهم يا أبا هبة وأراك تطالبنا بقناةٍ فضائيّة، فمن ثم نقول لك: يا أبا هبة، إن القناة تصلح لإعلان الحقّ للناس وليس للحوار، فتعال أولاً لتنظر هل ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن بعد اقتناع أبي هبة فلكل حادثٍ حديثٍ، ولكنك مشغولٌ بالإعلان من قبل أن تقتنع أنت بالدعوة المباركة! ألا والله لا يتمنى تحقيق القناة الفضائيّة لناصر محمد إلا أنصاره، وأما أبو هبة فوالله لا يتمناها لناصر محمد كونه أصلاً ليس مقتنعاً بدعوة ناصر محمد اليماني؛ بل ومكذباً بدعوة ناصر محمد اليماني برغم أنّه لم يقرأ بعد من بيانات ناصر محمد إلا قليلاً وما جاء إلا ليقيم الحجّة على ناصر محمد، ولكنه كاد يجعل الحجّة في عدم وجود القناة الفضائية أو في عدم ظهور ناصر محمد اليماني وهو يدعو الناس في الشارع العام. فهل تظنّه جُبْناً من ناصر محمد اليماني؟ فوالله إنّك لمن الجاهلين، أوَ تظنُّ أنّ ناصر محمد لا يجيد الخطاب الارتجالي؟ بل أنتم من الجاهلين. ولسوف تعلمون يا أبا هبة ما أجمل نثر البيان الحقّ للذكر على لسان المهديّ المنتظَر كوني أفهم القرآن فهماً وهذا هو الأهم من قبل الحفظ حتى لا أكون كالحمار يحمل الأسفار في وعاءٍ ولكنه لا يفهم ما يحمل على ظهره.

    ويا رجل، لقد أنزل الله القرآن للتدبّر أولاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

    وأما الأغبياء الذين لا يتدبّرون ولا يتفكّرون في سلطان علم البيان الحقّ للقرآن فلن ولا ولن يهتدوا حتى ولو ظهر المهديّ المنتظَر في كافة قنوات البشر ليتلو عليهم البيان الحقّ للذكر، فلن يزيدهم بعث المهديّ المنتظَر إلا رجساً إلى رجسهم كونهم أرادوا أن يؤسِّسوا الهدى على براهين من عند أنفسهم إمّا بطلب المعجزات الخارقة أو غير ذلك كما يريد أن يؤسس أبو هبة هدى القلب أنْ يقوم على رؤية ناصر محمد اليماني؛ لننظر كيف فنّ الخطابة لديه؟ وننظر كيف يتلقى سلطان علم البيان للقرآن؟ و و و و ......... فمن ثم نقول: والله ثم والله إنّك من الجاهلين؛ بل بُني أساس الهدى على التفكّر في آيات الكتاب والإيمان بها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (53)} صدق الله العظيم [الروم].

    وذلك بينكم وبين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أن يقيم عليكم الحجّة بالحقّ بآياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب، أم لا ترى هذه الآيات التي تأسّس عليها هدى الربّ للقلب أنّه تأسّس على الاستماع والتفكر والتدبر لآيات الله في محكم كتابه؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (53)} صدق الله العظيم.

    ويا أبا هبة، إنّ الإمام المهديّ في مرحلة تربية أنصاره روحيّاً وعلميّاً حتى يُؤسِّسهم بشكلٍ صحيح على أساس التقوى والعلم، فلا يأتي الظهور إلا وهم جاهزون للحكم بما أنزل الله على دول البشر، وهذه مدرستهم العالميّة فإن شئتَ أن تنتمي لهذه المدرسة سواء تريد أن تكون من تلاميذ المعلم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أو إن شئت كذلك نقبلك أن تجادل مُدرّسَ المدرسة العالميّة ليعلَمَ تلاميذه لكم يتفوّق معلمُهم حقاً على كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود، وليس تحدي الغرور كما تصفنا، فليسمح لي الجميع ومن الآن أن أعلن النتيجة للحوار بين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وفضيلة الشيخ (أبي هبة) بأنّني سوف ألجمه بالحقّ إلجاماً في جميع ما يشاء من النقاط عن ظهر الغيب، فليختَر ما يشاء وسوف يجد من العلم بإذن الله العليم الحكيم ما لم يكن يحتسب، ولسوف نخرس لسانه بمنطق سلطان العلم من محكم القرآن العظيم.

    وربّما يودّ أن يقول أبو هبة: "بل نريد أن نعلم كيف تعلمته؟". فمن ثم نقول لك: يا أبا هبة، فلتذهب إلى قبر محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالمدينة المنورة فسله كيف تعلّم هذا القرآن؟ وأما ناصر محمد فلماذا تسأله هذا السؤال فهو لا يكلمكم إلا بما تنزل على خاتم الأنبياء محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم إنّك ترى أنّها حجّة علينا لو لم نحفظ القرآن وترانا نبحث عن الآية؟ بل سوف أبحث عنها رغم أنفك، أم تريدني أن أفتري على الله؟ وإنّما أتلقى من ربّي كلمات التذكير للآية أن يلهمني بكلماتٍ من الآية وذلك حتى أضعها في محرك البحث، وهذا ما سوف أفعله حتى من بعد الظهور.

    ونقول لك يا أبا هبة، فها هو الأنترنت بين يديك فأتحدّاك أن تأتي ببيانٍ هو أهدى من بيان ناصر محمد اليماني، ولن نعيب عليك أن تبحث عن الآية في محرك قوقل؛ بل افعل ما تشاء وابحث كيفما تشاء، ولكن هيهات هيهات فمن يُذكّرك بسلطان علمك في الكتاب يا أبا هبة؟ فوالله ثم والله لولا أنّ ربّي يذكّرني بكلماتٍ من سلطان علمي لما استطعت أن آتيكم بالبيان الحقّ للقرآن، فهيا جرّب حظّك يا أبا هبة. وما ترانا مخالفين الحقّ في بيان أي آيةٍ؛ فهيا فلتبحث كيف تشاء في محرك قوقل فتأتينا بالتفسير الأحقّ من بيان ناصر محمد اليماني.

    واسمح لي أن أقول لك ومن الآن مزكّياً فتواي بالقسم رغم أنفك؛ وأقول: أقسم بالله الواحد القهار معلمَ المهديّ المنتظَر لا تستطيع أنت وكافة علماء الأمّة وخطباء المنابر أن تأتوا ببيانٍ للقرآن هو أحقّ من بيان ناصر محمد اليماني وأقوم قيلاً وأهدى سبيلاً حتى ولو كان بعضكم لبعضٍ وكيلاً وخليلاً. وليس تحدي الغرور يا من تتّهمنا بالغرور فدعك من المغالطة والإرجاف، فهيا فلتختَر أي نقطةٍ تراها باطلةً في أي بيانٍ لنا ولنتجادل فيها. ولكنّك من المرجفين وظننتُك من الباحثين عن الحقّ ومفكراً إسلاميّاً فبئس الفكر فكرك.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار توقّفوا عن حوار أبي هبة وذروه للمهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني لننظر أيّنا ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، ولئن وجدتم أنّ أبا هبة أقام علينا الحجّة في مسألةٍ واحدةٍ فقط من القرآن العظيم فعلى جميع الأنصار في مختلف الأقطار التراجع عن اتّباع ناصر محمد اليماني حتى ولو رأيتموني غلبتُ أبا هبة في ترليون مسألة إلا مسألةً واحدةً فقط غلبني فيها أبو هبة فإنّ عليكم بالتراجع عن اتّباعي، وهل تعلمون لماذا هذا الحكم الظالم في حقّي؟ وذلك لكوني أعلم أنّ أبا هبة لا ولن يستطيع لا هو ولا كافة علماء الإنس والجنّ أن يغلبوني. ويا مسلمين، فهل ترون أنّه سوف يُغلَب تلميذٌ ومعلمه الله ربّ العالمين؟ والجواب: سبحانه لا علم لي إلا بما علّمني ربّي إنّ ربي عزيزٌ حكيمٌ. وإنّما أتحداكم بالله وليس بنفسي. ويا سبحان الله العظيم، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، فما بالك بمن وعده الله أنّه لا ولن يجادلني عالِمٌ ولا أحدٌ في القرآن إلا غلبته؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 39630 من موضوع حقيقة كوكب العذاب من مُحكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب planet-x ..


    - 10 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 08 - 1429 هـ
    15 - 08 - 2008 مـ
    07:17 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    إلى مَنْ يصدّ عن الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله غيرَ الحقِّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    اسمع يا من لا تسمع وافقه يا من لا تفقه ما يقوله ناصر محمد اليماني من البيان الحقّ للقرآن على الواقع الحقيقي، وبما أنّ القرآن سبق جميع العلوم الحديثة قبل أكثر 1429 عاماً غير أنّه لا بُدّ للعلوم الحديثة أن تسبق البيان للمهديّ المنتظَر، وذلك حتى يأتي فُيُبيّن لهم بأنّ تلك الحقائق العلميّة جاء قدر اكتشافها لكي تكون تصديقاً لما أنزل الله في القرآن العظيم من قبل أن يكتشفوها ثمّ يجعلها الله آيات التصديق لما نزل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وكذلك بُرهان العلم للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم. وأما إذا لم يكتشفوها بعد فلا داعي لبيانها وذلك لأنّه لم يأتِ قدر اكتشافها، فكيف أستطيع أن أحاججهم بشيءٍ لم يكتشفوه بعد؟ فما يُدريهم هل هو حقٌّ أم باطلٌ ما لم يطبقوا البيان للقرآن تطبيقاً علميّاً على ما أحاطهم الله من العلم في ذلك المجال ومن ثم يجدوا بأنّه الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:٥٤].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الحقّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [سبأ:٦].

    ويقصد العلماء الذين أحاطهم الله بعلم ذلك المجال الذي جعله الله مُصدِّقاً لحقائق علميّة في هذا القرآن العظيم الذي نزل من قبل أن يحيطهم الله بعلمها.

    واسمع يا من لا تسمع ولو أسمعك الله لتولّيتَ عن الحقّ لأنّك للحقّ لمن الكارهين، وذلك لأنّك تحاجج المهديّ المنتظَر فتقول أنّي لم آتِ بجديدٍ! وكأنّي أخاطبكم من كُتيّبات البشر، إذاً فقد جعلنا لك علينا سُلطاناً لو كنتُ أخاطبكم من كُتيّبات البشر، ولكنّي لا أخاطبكم إلا من كتاب الذِّكر المحفوظ ذلك القُرآن العظيم، وإنّما ابتعثني الله بالبيان الحقّ للقرآن لأبيّنه لقوم يعلمون؛ بمعنى أنّ الله قد أحاطهم بما يشاء من علمه وذلك حتى يبتعث المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للقرآن لكي يتمّ التطبيق لما أحاطهم الله من العلوم للتصديق على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} صدق الله العظيم [الإسراء:١٠٧]. أولئك هم العُلماء في مُختلف المجالات من الذين يريدون الحقّ منهم وليس على شاكلتك فإني أعلم علم اليقين بأنه مهما تبيّن لك من الحقّ بأنك لن تتخذه سبيلاً لأنك للحقّ لمن الكارهين ولذلك تُصد عنه صدوداً.

    وأما بالنسبة للمُدن التي تقول عنها فأنا لم أحاججكم بها، وإنّما أنا مسؤولٌ عمَّا أقول وإن كان ذلك صحيحاً فلن يُغني عنهم من بأس الله شيئاً، واقترب الوعد الحقّ فإذا لم تتّبع الحقّ فسوف يحكم الله بيني وبينك بالحقّ وهو أسرع الحاسبين. فمن تراه على ضلالٍ مبينٍ الذي يستنبط البيان الحقّ للقرآن ولا غير القُرآن ومن ثمّ يطلب التطبيق للبيان الحقّ للتصديق ومن ثم يجده أهل العلم في ذلك المجال هو الحقّ من ربهم ويهدي إلى صراط العزيز الحميد، أم الذي يصدّ عن البيان الحقّ مثلك ويقول إنّك لم تأتِ بجديد فقد سبقوك لاكتشافه؟ ونسيت بأنّ آيات البرهان التي أجادلكم بها على الواقع الحقّ قد نزلت من قبل أن يكتشفوا ذلك العلم بأكثر 1429؟ أفلا ترى بأنّك تصدّ عن الحقّ ولذلك أُحذّرك بأساً من الله شديداً وما هو من الظالمين ببعيد، وأوشك أن يظهر لكم من جهة القطب الشمالي وسوف تعلم أنّك من الذين يصدّون عن سبيل الله ويبغونها عِوجاً فمن يصرف عنك العذاب في ذلك اليوم القريب؟ فاتّقِ الله إن كنت تخاف الله ربّ العالمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    كتب البيان شخصياً المهديّ المنتظَر؛ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 46627 من موضوع المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..



    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    13 - جمادى الآخرة - 1428 هـ
    28 - 06 - 2007 مـ
    02:34 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان عدد الأنبياء والرُّسل الذين ورد ذكرهم في القرآن ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسَلين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين
    وفي الأخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..

    يا معشر عُلماء الأمّة، لقد أمركم الله بالإيمان بجميع الأنبياء والمُرسَلين من أوّلهم آدم عليه الصلاة والسلام إلى مسك خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر الله لكم في مُحكم آيات القُرآن العظيم ثمانية وعشرين منهم بالاسم بعدد الأحرف التي يتكون منها القُرآن العظيم؛ ثمانية وعشرين نبيّاً ورسولاً وهم:

    1- نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].
    2 - نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام.
    3 - نبيّ الله إلياس عليه الصلاة والسلام.
    4 - نبيّ الله إدريس عليه الصلاة والسلام.
    5 - نبيّ الله اليسع عليه الصلاة والسلام.
    6 - نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام.
    7 - نبيّ الله صالح عليه الصلاة والسلام.
    8 - نبيّ الله أيوب عليه الصلاة والسلام.
    9 - نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
    10- نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام.
    11- نبيّ الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام.
    12- نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام.
    13- نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام.
    14- نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام.
    15- نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام.
    16- نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام.
    17- نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام.
    18- نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام.
    19- نبيّ الله لُقمان عليه الصلاة والسلام.
    20- نبيّ الله عُزير عليه الصلاة والسلام.
    21- نبيّ الله ذو القرنين عليه الصلاة والسلام.
    22- نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام.
    23- نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام.
    24- نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام.
    25- نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام.
    26- نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام.
    27- نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام.
    28- خاتم الأنبياء والمُرسَلين رسول الله إلى الإنس والجنّ أجمعين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم.
    ـــــــــــــــــــــــ

    ولا ينبغي أن يكون عدد الرُسل والأنبياء المذكورين في القرآن العظيم بالاسم أن يتجاوز عددهم لعدد الأحرف المُكوّن منها جميع هذا القرآن العظيم، ويتكوّن القرآن العظيم من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً وذلك لأنّه قرآنٌ عربيٌّ مُبينٌ، واللغة العربية تتكون من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً ينطق بها اللسان العربي المُبين.

    وإليكم السور ذات الأحرف التي أقسم الله بها من باب التكريم وليس تكريماً للحرف؛ بل قَسَم بحرفٍ ينتمي لاسم نبيٍّ أو رسولٍ ولذلك يرمز له الله في القسم بأحد حروف اسم النبيّ المُقسم باسمه، ولم يكن هناك شرط بأن يكون الحرف الأول من الاسم؛ بل بأحد حروف الاسم الأول ولكنه لا يتجاوز الاسم الأول إلى الأب؛ بل أحد حروف الاسم الأول للنبيّ المُقسَم به على سبيل المثال:
    { كهيعص ﴿١﴾ } [مريم]:

    فأما الحرف
    ( ك ) فنجده رمزاً لاسم نبيّ الله زكريا.
    وأما
    ( ه ) فنجده رمزاً لنبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم.
    وأما الحرف
    ( ي ) فنجده رمزاً لاسم يحيى.
    وأما
    ( ع ) فرمزٌ لاسم عيسى ابن مريم.
    وأما الحرف
    ( ص ) فرمز الصدّيقة مريم، ولم يأخذ رمزها من الاسم لأنها ليست نبيّة بل صدّيقة لذلك أخذ الرمز من اسم الصفة، وقال الله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيم [المائدة].

    وهذه السور ذات الأحرف التي يكمن فيها أسرار الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه السلام، ومن ثمّ علّم آدم بها الملائكة، ومن ثم عَلِمَتْ ملائكة الرحمن بجميع أسماء خلفاء الله أجمعين، ولذلك قالوا لزكريا إن الله يُبشرك بغلامٍ اسمه يحيى، وكذلك قولهم لمريم:
    {يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُ‌كِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْ‌يَمَ} صدق الله العظيم [آل عمران:45].

    وجميع هذه الرموز لأسماء خلفاء الله من الأنبياء والرسل والصالحين:


    1) الم ــ البقرة
    2) الم ــ آل عمران
    3) المص ــ الأعراف
    4) الرــ يونس
    5)
    الر ــ هود
    6) الرــ يوسف
    7) المر ــ الرعد
    8) الر ــ إبراهيم
    9) الر ــ الحجر
    10) كهيعص ــ مريم
    11) طه ــ طه
    12) طسم ــ الشعراء
    13) طس ــ النمل
    14) طسم ــ القصص
    15) الم ــ العنكبوت
    16) الم ــ الروم
    17) الم ــ لقمان
    18) الم ــ السجدة
    19) يس ــ يس
    20) ص ــ ص
    21) حم ــ غافر
    22) حم ــ فصلت
    23) حم عسق ــ الشورى
    24) حم ــ الزخرف
    25) حم ــ الدخان
    26) حم ــ الجاثية
    27) حم ــ الأحقاف
    28) ق ــ ق
    29) ن ــ القلم

    ـــــــــــــــــــــ

    فأمّا الثماني والعشرون سورةً فهي تخصّ أحرفها جميع الأنبياء والمرسَلين والذين ذكرهم القرآن بالاسم بلفظ القرآن العظيم، وجميعهم أعطاهم الله علماً من الكتاب، ولا أظنّكم يا معشر المُسلمين تنتظرون نبيّاً ولا رسولاً فقد علمتم بثمانيةٍ وعشرين نبيّاً ورسولاً قد مضوا وكان خاتمهم محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، ولكنْ بقيت سورةٌ واحدةٌ ولا غير؛ بل هي آخر سورةٍ وُضِعت في القرآن من اللاتي يحملن الأحرف السريّة أولهم ( الم ) في سورة البقرة وآخرهم ( ن )، ويا معشر المُسلمين ما ظنّكم بهذا الحرف الزائد على الثمانية والعشرين نبيّاً ورسولاً والذي ذكر الله أسماءهم بنصّ القرآن الصريح؟

    ومنهم من يوجد له اسمان مذكوران في القرآن، فعلى سبيل المثال
    محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكذلك أحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك رسول الله إلياس -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم تجدون له اسماً آخر في القرآن وهو ذو الكفل، ولماذا يُسمّى ذو الكُفل؟ وذلك لأنه تكفّل بتربية أخويه إدريس واليسع بعد أن صارا يتيمي الأبوين؛ وكذلك هما أبوا إلياس، وأولئك هم الأسباط الثلاثة المذكورين في القرآن ولم يكونوا هوداً أو نصارى، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولا علم لي إلا ما علّمني ربي بوحي التفهيم وليس بالتكليم، وإذا لم يكن لوحي التفهيم سلطانٌ بيّنٌ في القرآن العظيم فأحذّركم من ذلك فليس وحياً من الرحمن بل وسوسة شيطانٍ رجيمٍ الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولأنّه من أمر الشيطان الرجيم قولُ العالِمِ بما لا يعلم علم اليقين فمن أجل ذلك حُرِّم على المسلمين. تصديقا لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    فكيف تؤَوِّلون القرآن بالظنّ يا معشر المُسلمين وأنتم تعلمون بأنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً؟ وأنّ قول المُفتي بما لا يعلم هو من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، فهل تزعمون بأنّ الاجتهاد هو أن تقول على الله ما لا تعلم؟
    فتعالوا لأعلمكم ما هو الاجتهاد؟ وهو أن تتمنى اتّباع الحقّ ثم تكون باحثاً عن الحقيقة، وهنا يأتي علم الله وهُداه. تصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    فهل تعلمون بأنّ جميع الأنبياء والمُرسَلين جميعهم كانوا باحثين عن الحقيقةِ الحقّ فهداهم الله إليه فاصطفاهم وعلمهم؟ فانظروا إلى خليل الله إبراهيم بحث عن الحقيقة بعد عدم اقتناعه بعبادة الأصنام، فنظر إلى ملكوت السماء بنظرة الـتأمل فاختار كوكباً وقال: "هذا ربي فهو أسمى وأرفع من هذه الأصنام التي يصنعها البشر بأيديهم"، فلما أفل قال: "لا أحب الأفلين". ومن ثم رأى القمر بازغاً قال: "هذا ربي". ومن ثم تراجع لأنّه لم يقتنع في ذاته، ومن ثم رأى الشمس بنظرة التأمل وهو يراها يومياً وإنّما بنظرة التدّبر والتأمل فقال: "هذا ربي؛ هذا أكبر". ومن ثم لم يقتنع وصار عنده ألمٌ نفسيٌّ يريد أن يعبد الحقّ وقال: "إنّي سقيم". أي متألمٌ نفسياً لأنّه يخاف أن يعبد شيئاً لا يستحق العبادة وهو باطل، وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وهُنا قرر إبراهيم بأن لا يسجد للشمس ولا للقمر بل يسجد لله الذي خلقهم وهو على ذلك من الشاهدين، ومن ثمّ اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وجعله نبيّاً ورسولاً ولكن بعد أن تحقّقت أمنية إبراهيم في وصوله إلى الحقيقة ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260].

    ومن ثم أحكَم الله آياته لإبراهيم فضرب له مثلاً لقدرته وأمره أن يذبح أربعاً من الطيور فيجعل على كُلّ جبلٍ منهُنّ جزءاً، وأمَر الله إبراهيم أن يُناديهُنّ فإذا هنّ يأتينه سعياً بإذن الله، ويبدو بأنها من الطيور التي لا تطير كأمثال الدجاج وغيرها من الطيور التي يستطيع الإنسان الإمساك بها لأنّها تدبّ على الأرض ولا تطير بالسماء لذلك قال يأتينك سعياً.

    وكذلك نجد رسول الله موسى بعد أن كان مُجتهداً باحثاً عن الحقيقة في أحد المذاهب التابعة للبيّنات التي أنزلها الله على يوسف وكان ينتمي لأحد المذاهب فلما استنجد بموسى واحدٌ من أحد عُلماء مذهبه وكان يتعارك مع عالِمٍ آخر في طائفةٍ أخرى فقتله؛ فوكزه موسى بعصاه فقتله، ومن ثم في اليوم الآخر وإذا بالرجل الذي استصرخه يستنجد به على عالِمٍ آخر ولكن هذا العالِم وعظ موسى وقال له قولاً بليغاً:
    {أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وهُنا استيقظ موسى من غفلته، وقال: "تالله إنّك لغويّ مبين"، وعلم أنّ المقتول ينتمي لآل فرعون وقد يقتلوه وخرج إلى ربّه مهاجراً ليهديه وقال:
    {فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} [الشعراء]، فانظروا إلى موسى بعد أن تحقّقت أمنيته وهداه الله إلى سبيل الحقّ فجعله نبيّاً ورسولاً ومن ثمّ ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً وذلك عندما ألقى السحرة عصيّهم وحبالهم وخُيّل إلى موسى والناس الحاضرين بأنّها ثعابين تسعى، فأوجس في نفسه خيفةً موسى، ومن ثم أوحى الله إليه بوحي التفهيم واليقين بما أوتي وإنّما جاءوا بالباطل، ومن ثم قال: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ومن ثم ألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وهُنا أحكَم الله لموسى آياته وبيّن له الحقّ من الباطل بعد أن ألقى الشيطان في أمنيّته الشك.

    وكذلك محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان باحثاً عن الحقيقة، لذلك كان يخلو بنفسه في الغار في الجبل ويتدبّر ويتفكّر في خلق السموات والأرض ولم يكن مُقتنعاً بعبادة الأوثان ولا يدري هل يتّبع قومه أو النصارى أو اليهود؟ وأيّ الأديان حقٌّ ليتّبعه؟ لذلك قال الله تعالى:
    {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} [الضحى]. والضال هو الذي لا يعرف أيّ الطُرق تؤدي به إلى برّ الأمان، ومن ثم هداه الله إليه واصطفاه واستخلصه لنفسه وجعله خاتم الأنبياء والمُرسَلين، ولكنّهُ حين قال له قومه: "بل اعتراك أحد آلهتنا بسوءٍ". أي مسّه شيطان وأنّه هو الذي يكلّمه بهذا الكلام وليس ملاكاً، ومن ثم ردّ الله عليهم: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكن محمداً رسول الله كاد أن يدخل في عقله ما يقوله قومه؛ بل شكّ في قلبه وأوجس في نفسه خيفةً بأنّه قد يكون ما يقول قومه حقاً، ومن ثم جاء قوله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٩٦﴾ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ولكنّ الله لم يُلجِئ نبيّه ليسأل اليهود أو النصارى هل ما أُنزل عليه حقّاً من عند الله؟ بل أحكَم الله آياته لنبيّه بدعوة من الثرى إلى سدرة المُنتهى ورأى من آيات ربه الكُبرى فأصبح من الموقنين.

    إذاً يا معشر المُسلمين، إنّ جميع الأنبياء كانوا مُجتهدين باحثين عن الحقيقة مُتمنّين اتّباعها حتى إذا تحقّقت أمنيّتهم ألقى الشيطان في أنفسهم الشك في أمرهم، ومن ثمّ يُحكِم الله آياته لهم فيوضّحها لهم ليكونوا من الموقنين، ولقد شكّ جميع الأنبياء والرُسل في أمرهم ثم يُحْكِمُ الله لهم آياته فيوضحها لهم حتى تطمئن قلوبهم أنّهم على الحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    إذاً يا معشر المُسلمين هذا هو الاجتهاد أن تكون باحثاً عن الحقيقة حتى تجدها بعلمٍ وسُلطانٍ مُبينٍ ومن ثم تدعو الناس على علمٍ وبصيرةٍ، ولكنّي يا معشر عُلماء الأمّة أراكم تفتون الناس بتأويل القرآن وأنتم لا تزالون مُجتهدين وتقولون: "لكلّ مُجتهدٍ نصيبٌ فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فلهُ أجران:، وذلك من الروايات اليهودية التي ما أنزل الله بها من سُلطان، وليس الحديث الحقّ أن تفتي ثم تقول: "والله أعلم قد يكون هذا صح وقد يكون خطأ فأنا مُجتهد"! بل الحديث:
    [ من قال لا أعلم فقد أفتى ] بمعنى أنّه حصل على أجر المُفتي إذا كان يهمه الأجر، أما إذا كان يريد أن يقول الناس له أنّه عالِم لا يُسأل عن مسألة إلا وأفتى بها، فهنا سوف يكون أول من يُلقى في النار من المُسلمين واحتمل وزره ووزر الذين أضلّهم بغير علمٍ ولا بصيرةٍ.

    وها أنا ذا اليماني المُنتظَر والذي هو نفسه المهديّ المُنتظَر أُعلن التحدّي من موقع البشرى وأُشهِد جميع الصالحين من عالِمٍ من نار أو عالم من نورٍ أو عالم من صلصالٍ كالفخار وكُلّ ما يَدِبُّ أو يطير من البعوضة وما فوقها بأنّي أتحدّى جميع عُلماء الديانات السماويّة من اليهوديّة والنصرانيّة والإسلاميّة تحدّياً عظيماً وليس تحدّي الغرور بل الثقة من التأويل الحقّ لهذا القرآن العظيم الذي يشمل جميع الرسالات السماويّة التي أنزلها الله على جميع الأنبياء المُرسَلين. تصديقاً لقوله تعالى:
    {هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    فإن غلبتموني يا معشر علماء الأمّة بعلمٍ وسُلطانٍ فقد كفيتم الناس شرّي حتى لا أُضلّهم عن الحقّ، وإن غلبتكم بالعلم والسُلطان بالتأويل الحقّ من القرآن فقد كفيت المسلمين شرّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بظنّ الاجتهاد أو القياس، وحُرّم ذلك على عُلماء المُسلمين تأويل كلام الله بظنّ الاجتهاد والقياس الذي ما أنزل الله به من سُلطان إلا في حالةٍ واحدةٍ إذا أردت أن تعرف المعنى اللغوي لكلمةٍ في القُرآن فتنظرها في موضعٍ آخر واضحة وبيّنة ومن ثمّ تعلم المعنى اللغوي لهذه الكلمة كقوله:
    {أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا ﴿٦﴾} [البلد].

    وحتى تعرف معناها اللغوي تعود لقوله تعالى:
    {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن:19].

    فهنا تفهم بأن معنى لبداً أي جميعاً، وذلك لأنّ المشركين كادوا أن ينقضّوا على محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين قام يدعو ربه عند المشعر الحرام فكادوا أن يكونوا عليه لبداً أي جميعاً، إذا المعنى لقوله
    {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيش قريش ضدّ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:36].

    ويُسمح بالقياس للفهم اللغوي وليس الحُكم في مسألةٍ ما فهذا موضوعٌ وذلك موضوع آخر، فكيف تستنبط منه حُكماً وكُلّ آيةٍ في موضوعٍ آخر؟ فهذا غير صحيح، ألا تروني أستنبط لكم آيات قرآنية في نفس وقلب الموضوع فأفسّر القرآن بالقرآن فلا أنطق بحرفٍ من رأسي بل بالتأويل الحقّ لهذا القرآن العظيم يدركه أولو الألباب الذين لم يكونوا إمّعات إن أحسن الناس أحسنوا بعدهم وإن أساء الناس أساءوا بعدهم؟ بل سيدركه أهل اللبّ والفكر والعقل والمنطق؛ لا يقتنعون إلا بما اقتنعت به عقولهم وليس بما اقتنعت به عقول الناس؛ بل يستمعون القول بتدبّرٍ وتمعنٍ وتفكّرٍ ومن ثم يتخذون القرار الحقّ بالعقل والمنطق فيتّبعون أحسنه.

    فما بالكم يا معشر عُلماء الأمّة تقولون بأنّ معنى قوله:
    {يَا أُخْتَ هَارُونَ} [مريم:28]، بأنّه يقصد هارون أخو موسى؟ فأين مريم من موسى وبينهما مئات السنين؟! حتى جعلتم للذين يُجادلون بالباطل ليدحضوا به الحقّ جعلتم لهم عليكم سُلطاناً، فانظروا إلى ما يقولون: "كيف يخطأ القرآن بنسب مريم عليها السلام لهارون وبينهما مئات السنين؟". ومن ثم نرد عليهم ونثبت بأنّهُ نبيٌّ وقد مات من قبل ميلاد مريم ابنة عمران فأصبحت يتيمة الأبوين والأخ وكفلها زكريا بن يعقوب أخو عمران بن يعقوب، فما خطبكم يا معشر الذين لا يعلمون لا تجدون اسماً في القرآن إلا وزعمتم أنّه يقصد به اسم نبيّه هارون وبين ذلك الاسم ومريم مئات السنين إن لم تكن آلاف؟! وكذلك ظنّكم في قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء:163].

    فكيف تظنون بأنّهُ يقصد هارون أخو موسى فإذا ذكر موسى فهو يذكر هارون لأنّ رسالتهم واحدة فقد أُنزِلَت على موسى، وقال الله تعالى:
    { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:48].

    وهنا تعلمون بأنّه يقصد هارون أخو موسى، وأمّا في هذه الآية التالية في قوله تعالى:
    {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} صدق الله العظيم [النساء:163].

    فإنه يقصد هارون ابن عمران أخو مريم، وقبل تحريف الكُتب المُقدَّسة لم يكن على هارون غبار وأنّه نبيٌّ كريم ولا يحتاج إلى تعريف لذلك اكتفوا بذكر:
    {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾} [مريم]، فقد بيّنا لكم كذلك إثبات نبوّة هارون حتى في الأحرف السرية في أوائل سورة مريم: { كهيعص ﴿١﴾ }، ولا تزال لدينا أدلّة وبراهين على إثبات نبوّة هارون بن عمران بن يعقوب للمُمترين من الذين يُجادلون بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ؛ بل العجيب كُل العجب بأنّ بعض العُلماء يقول: "موسى بن عمران" ظناً منهُ حين قال يا أخت هارون وبما أنّ هارون أخو موسى إذاً موسى بن عمران، وهم من الذين يُجادلون بما لا يعلمون.

    وكذلك لدينا البراهين الكافية على نبوّة عزير، وكذلك عُزيرٌ حدث له ما حدث لجميع الأنبياء وهو أنّ الشيطان ألقى في أمنيته شكّاً حين مرَّ على القرية الخاوية على عروشها فقال في نفسه ما جاء في قوله تعالى:
    {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ اعلم أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:259].

    وهُنا بيّن الله لعُزير آياته وحكمها بعد أن ألقى الشيطان في أمنيّته شكّاً، وهذا يحدث لجميع الأنبياء والرسل ومن ثم بعث الله إليه جبريل ليسأله: "كم لبثت؟". ومن ثم علّمه كم لبث وبيّن له قُدرة الله، إذاً عُزيرٌ كان نبيّاً ولكنه ليس ولد الله كما يزعم اليهود وهم يعلمون بأنّه ليس ولد الله بل يريد أن يعاندوهم النصارى فيقولون بل المسيح ابن الله، وذلك قولهم بأفواههم قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
    ولا تزال لدينا البراهين على إثبات نبوّة الثمانية والعشرين، فهل من مُمترٍ مُجادلٍ؟ فليتفضّل للحوار مشكوراً.

    أخو المُسلمين في الله؛ المهدي المنتظر الإمام ( ن ) ناصر محمد اليماني.
    _____________



    [ لمزيد من التفصيل الهامّ حول الفتوى المتعلقة باسم نبيّ الله الذي أماته مائة عام ثم بعثه، نرجو الدخول للرابط التالي ]
    https://mahdialumma.net./showthread.php?t=20545
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    بارك الله بكم اخوتي في الله على هذا التبيان من صاحب علم الكتاب الشاهد بالحق الخبير بالرحمن

المواضيع المتشابهه
  1. ردّ المهديّ المنتظَر إلى عمر القرشي الذي يصدّ عن الحقّ صدوداً شديداً بعد ما تبيّن له أنّه الحقّ وسوف يموت بغيظه ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-07-2013, 01:53 PM
  2. ويا قوم إنّي أرى أنّه لن يصلح هذه الأمّة إلا كوكب العذاب حتى يعلموا الحقّ من الباطل ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 03:34 AM
  3. كُن مهديّاً إلى الحقّ وادعُ إلى سبيل ربّك على بصيرةٍ منه تفُزْ فوزاً عظيماً ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-07-2010, 12:46 PM
  4. حُجّة الإمام المهديّ هي البيان الحقّ للقرآن العظيم بالعِلم والمَنطِق حتى يتبيَّن للعالمين أنّه الحقّ .. (1)
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-03-2010, 01:37 AM
  5. حُجّة الإمام المهديّ هي البيان الحقّ للقرآن العظيم بالعِلم والمَنطِق حتى يتبيَّن للعالمين أنّه الحقّ .. (1)
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-03-2010, 01:37 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •