(نور البيان الحق)
هدية لأولي الألباب
بنورِ البيانِ الحَقّ خطّيتُ أَحرُفِي
بِعِلْمٍ وَقولِ الحَقّ شِعْرَاً مُنظّمَا *
أُريدُ بِهِ رِضوانَ ربّي و خالِقي
وَ نَظْمِي لِغيرِ الحَقّ أصْبَح مُحرّمَا *
كما جاءَ فِي الرّؤْيا مِنَ اللهِ دَلّني
بِقَولِ رَسُوْلِ اللهْ نَحوي تكَلّما *
عَلِيك بشِعْرِ الحِكْمَةِ اللهُ شاهِداً
فصلّى عليهِ اللهُ رَبّي وَ سلّما *
فَإنْ كُنْتُ كَذّاباً فَتِلْكُمْ جَرِيمَتِي
وَإن كُنْتُ صِدّيقاً كفى اللهُ عَالِمَا *
بأنّ كِتابَ اللهِ نُورِي وحُجّتي
دَليلي إلى الرحمنِ نورا و مُلهِما *
فلبّوا نِداءَ اللهِ يا كلّ مُؤمنٍ
وتوبوا إلى الرحمنِ يا كلّ مُجرما *
فإن تَتّقُوا الله فتلْكَ وسيلةٌ
جَعَلْهَا إلهُ الخَلْقِ لِلْقُرْب سُلّما *
ألا فابْتَغوها قُرْبَةً نحوَ ربّكم
فَأَتْقَى عباد الله مِنكُم مكرّما *
ألا واعْلموا أن النّعيمَ حبيبنا
وأَكْبر من الجنات فضلا وأَعْظما *
هوَ الله مولانا هوَ الله ربنا
وفي إسمه الأعظم أجلّ و أرحَما *
و بَيّنَها للناس ناصر محمد
خبيرٌ بحالِ اللهِ بالْذّكْر عَالما *
تلاها علينا بيّنات على الهدى
فسُبْحان من أحكم وفَصّل وعلّما *
و أَكمل لنا دينا قَوِيماً أرادهُ
وأَتْمَم علينا نعمةً جلّ مُنعماَ *
وسرّ اجتباءِ العبْدُ لله وحدهُ
ويَهدي إليه من أَناب وأسْلما *
فمن شاء أن يهديه ربّي إلى التقى
فلا شكّ أنّ الله هادي و أكرما *
و هل أنَا إلّا واحدٌ من عبادهِ
أرَدْت الهداية شاءني اللهُ أفهما *
له الحجّةُ العظْمى فَلو شاء فاليكن
ولَاكن ليَبْلوكم فأرْسل و أحكما *
وأَرْسل رسالاتٍ إلى كل أمّةٍ
ومِنْهم رسولٌ قد أتاهم مّعَلّما *
ومِنّا و فينا قد أتانا محمّدٌ
رسولٌ من اللهِ نبيّا وخاتما *
عليهم صلاةُ اللهِ في كل لحظةٍ
وفَضْلٌ من الرحمن بارك و سَلما *
فتوبوا إلى الرحمن يا خيرُ أمّةٍ
ولبّوا نداء الحقّ يا كُلّ مسلما *
فبًشْرى بنَصْرِ اللهِ و المنْتظر أتى
أتاكم نذيرا قبْل تأتي جهَنّما *
فناصر محمد ينتظرْكم ويَشْتكي
إلى اللهِ منكم ما أغاظ وآلما *
رفَضْتم كتاب الله حُكماً و مَرجعا
وحاوركم بالْحقّ صدقاً و ألجما *
هزَمْكم فأَخْرسْكم ولا حجّةً لكم
وكلٌّ أمَامَ الحقّ وَلّى و أحجَما *
وفي آيةِ الإدراكِ آيهْ لِمَن رأى
وبَدْرُ صَفَر في السابعة قد تكَلّما *
فدَسّيتمُ الحقّ فَصُمّت أذانكم
ومِن نورِ ذاك البدْر قد صَابَكم عَمَا *
فرَبّي بما توعون أحكم و أعلما
وبَشْرى عذابُ اللهِ يا كُلّ مُجرما *
(بحر الطويل)
---------------------------
#الشاعر_الأديب_عبدالرحيم_دحان_السباعي