بسم الله الرحمن الرحيم
صدقت وبالحق نطقت في هذا البيان ونشهد لله بأنه إن لم يحقق الله نعيمنا الأعظم ويكون راضيا في نفسه على عباده فإننا لا نستطيع أن نرضى بنعيم جنّات النَّعيم وربنا متحسِّرٌ وحزينٌ على عباده الضالّين النّادمين على ما فرَّطوا في جنب ربّهم بعد أن ذاقوا وبال أمرهم، ونسألك اللهم بحقِّ عظيم نعيم رضوان نفسك على عبادك أن لا تجعلنا نرضى بنعيم جنّات النَّعيم خالدين مخلدين إلى ما لا نهاية ما دمت متحسِّراً وحزيناً، وحتى ولو لم يتحقق لنا نعيم رضوان نفسك على عبادك فلنا منك ربنا هذا الطلبُ؛ هو أن نبقى على الأعراف بين الجنّة والنار نبكي بدمعٍ منهمرٍ بشكلٍ مستمرٍ خالدين ما دام ربّنا أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا متحسِّراً وحزيناً على عباده الضالّين، فما الفائدة من نعيم جنّات النَّعيم وربّنا متحسِّر وحزينٌ؟ فنحن نرضى أن يكون هكذا حالنا خالدين بين الجنّة والنّار ما دمت متحسِّراً وحزيناً، ولن نرضى بجنّات النَّعيم ما دمت متحسِّراً وحزيناً وأنت على ذلك من الشاهدين وكفى بالله شهيداً".
وأشهد بصدق الإمام المهدي على الحقيقة الثانية والثالثة في هذا البيان فما قيمة الحياة الأبدية في الآخرة بدون تحقيق نعيمنا الأعظم المتمثل برضوان نفس ربنا الأحب إلى أنفسنا من كل شيء في هذا الملكوت وإن خوفنا من خسارة النعيم الأعظم لهو أعظم من خوفنا من أن نلقي أنفسنا في نار مخلوقة خلقها الله في سبيل تحقيق رضوان نفس ربنا فليس لهيب نارها بأشد إحراقا من إحتراق قلوبنا إن لم يحقق لنا حبيبنا النعيم الأعظم ولو جعلنا أحب العباد إلى نفسه وأيدنا بأمر الكاف والنون فما قيمة ذلك وهو غير راض في نفسه وإنما نريد تأييده لنا بنعيم روح رضوان نفسه الأعظم ويكفينا ذلك إلى مالا نهاية سرمدا أبدا فلا يسخط بعدها أبدا وكفى بالله شهيدا