الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
29 - جمادي الآخرة - 1429 هـ
03 - 07 - 2008 مـ
11:49 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

ـــــــــــــــــــــــ


الردّ على (المراقب) في أحد المواقع الإسلاميّة
اتّق الله أيّها المراقب ولا تكذب، أو ارتقب إنّي معكم رقيب ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين الطّاهرين وعلى التّابعين للحقّ إلى يوم الدِّين، وبعد..

أخي الكريم (المُراقب) في موقع القرآن العظيم، لقد قلت قولاً تحسبه هيِّناً وهو عند الله عظيمٌ بأنّ قولي ليس إلا قول شيطانٍ رجيمٍ يُعلِّمُني، وأفتيتَ بأنّه يتخبّطني شيطانٌ من المسِّ! وإليك الردّ بالحقّ. قال الله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿٢٥﴾ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

أخي في الله، فكيف تقول على البيان الحقّ للقرآن بأنّه قول شيطانٍ رجيمٍ؟ ولماذا قلت ذلك؟ وهل تظنُّ بأنّي آتي بالبيان لآياتٍ ما بوسوسةِ شيطانٍ رجيمٍ؟ فهذه صفة المهديّين الكاذبين الذين اعترتهم مسوسُ الشياطين كما أفتيناكم في أمرهم، أمّا الإمام ناصر محمد اليماني فهو ليس كمثل هؤلاء الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بغير الحقّ، بل آتيكم بالبيان للقرآن من نفس القرآن فأجعل البيان آياتٍ محكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ من الآيات اللاتي هُنّ أمّ الكتاب ولا تحتاج إلى تأويلٍ، أمّا إذا كان البيان لا يزال بحاجة للتأويل فتلك الآيات ليست من سلطان البيان للقرآن؛ بل ناصر محمد اليماني يأتيكم بالبيان لآياتٍ من القرآن من نفس القرآن مُتحدِّياً بالبيان الحقّ جميع علماء المسلمين، وكلا ولا ولن يستطيع جميع علماء المسلمين أن يُنكروا البيان الحقّ للقرآن العظيم حتى لا يكون لهم خيارٌ إلا التصديق أو الكفر بالقرآن إذا لم يكونوا مؤمنين بالقرآن العظيم، ومن كفر بالقرآن فهو ليس من المسلمين وسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، وأزيدكم علماً بالبيان لذات الأسرار والأخبار في القرآن العظيم.

ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم أجمعين، أُقسم بربّ العالمين بأنّني لم أقُل بأنّي المهديّ المنتظَر من ذات نفسي بل تلقّيت ذلك بالرؤيا الحقّ في المنام عديد المرات، ومنهنّ كانت عدّة فتاوى من جَديّ محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يفتيني بأنّي المهديّ المنتظَر من ذُريّة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، ولكن محمداً رسول الله يعلم إنّما الرؤيا تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حُكمٌ شرعيّ للأمّة، ولذلك جعل الله آيات الرؤيا الحقّ هي قول محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لي في الرؤيا بأنّه ما جادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته بالحقّ.

إذاً يا معشر علماء الأمّة، إذا كان ناصر محمد اليماني ليس بالمهديّ المنتظَر الحقّ فلن يُصدقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي، وإن كان ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر الحقّ فحقّ على الله أن يؤيّدني بالبيان الحقّ للقرآن حتى أُلجم بالحقّ المُمترين بغير الحقّ وأخرس ألسنتهم بالحقّ إلا إذا كانوا كافرين بأنّ القرآن من لَدُنِ حكيمٍ عليمِ، فالحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

ويا معشر علماء المسلمين جميع الذين يؤمنون بالقرآن العظيم، إنّي أدعوكم للحوار حتى يتبيّن لكم شأن المدعو ناصر محمد اليماني هل حقاً المهديّ المنتظَر أم كان من الذين اعترتهم مسوس الشياطين؟ فإن كان الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر فسوف يصدقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقّيقي، فلا تجادلوني من القرآن إلا غلبتكم بالحقّ وأخرستُ لسان المجادِل فيُسَلِّم للحقّ تسليماً، وعند ذلك يتبيّن لكم بأنّ الله أصدقني الرؤيا بالحقّ، وإن أخرستم لسان ناصر اليماني بمنطق القرآن العظيم فقد تبيّن للمراقب وجميع علماء المسلمين بأنّ فتوى المراقب في شأن ناصر محمد اليماني حقّ وأنّه يتخبّطني مسّ شيطانٍ رجيمٍ، ولسوف أحكم على نفسي في موقع القرآن العظيم حُكماً مُقدَّماً يستمر إعلانه إلى يوم الدِّين، وهو إذا أجابني علماء الأمّة للحوار ثم أخرسوا لساني بمنطق السلطان من القرآن العظيم فإنّ عليّ لعنة الله عدد ذرات ملكوت خلق الله أضعافاً مضاعفةً إلى يوم الدِّين، غير أنّ لي شرطاً واحداً عظيماً ولا غيره وهل تدرون ما هو يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم؟ هو: أن تؤمنوا بهذا القرآن العظيم الذي بين أيديكم الذكر المحفوظ من التحريف إلى يوم الدِّين ليكون المرجع العظيم لما اختلفتم فيه من السُّنّة المُحمديّة وليس لي شرطٌ غير ذلك شيئاً. وأعلم بجوابكم يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم وسوف تقولون جميعاً وبلسانٍ واحدٍ: "سبحان الله ربّ العالمين! ومن ذا الذي يُكذّب بالقرآن العظيم كتاب الله ربّ العالمين؟". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني فأقول: إذاً اتّفقنا يا معشر المسلمين جميعاً، وبما أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني قد أعلن الفتوى بأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة المحمديّة فقد أصبح علينا شرطاً إلزامياً عقائديّاً أساسيّاً وهو أن آتي بالبرهان من القرآن بأنّ السُّنة المحمديّة مثلها كمثل القرآن تلقاها محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من لَدُن حكيمٍ عليمٍ كما تلقّى القرآن من لَدُن حكيمٍ عليمٍ.

وثانياً: أن آتيكم بالبرهان من القرآن بأنّ السُّنة المحمديّة ليست محفوظةً من التحريف فلا يُضاف إليها أحاديث شيطانيّة تخالف لكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ، ثم آتيكم بالبرهان بأنّ القرآن المحفوظ من التحريف قد جعله الله هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة المحمدٍية. وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

وبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ الحوار بالحُكم الفصل وما هو بالهزل بآيات الحكم الحقّ من ربّ العالمين من اللاتي هُنّ أمّ الكتاب واضحةٌ جليّةٌ ظاهرها كباطنها لا يُكذّب بها إلا من يُكذّب بهذا القرآن العظيم، وهو قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ويا معشر علماء الأمّة فكيف تضلّون عن الحقّ وهو واضحٌ وجليٌّ بين أيديكم؟! فبالله عليكم يا معشر المسلمين كلّ من قد بلغ رشده كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ، هل تجدون بأنّ الله يخاطب في هذه الآيات الكافرين بالقرآن العظيم؟ وذلك لأنّه بسبب فهمكم الخاطئ لهذه الآيات ضَلَلْتم عن الصراط المستقيم فلم تعلموا بأنّ الله جعل القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة المحمديّة، ولكنّه بسبب عدم التدبّر لما نزّله الله إليكم أضلّكم أعداء الدّين والمسلمين عن الصراط المستقيم.

ولو تدبّر هذه الآيات أولو الألباب منكم لاعترف بالبيان الحقّ للإمام ناصر محمد اليماني ذلك لأنّ هذه الآيات تتكلم عن المسلمين بشكلٍ عام الذين قالوا: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّ محمداً رسول الله". وتعلمون ذلك من خلال قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}. ومن ثم بيّن الله لكم بأنّ هناك مكرٌ خطيرٌ ضدَّ الحقّ نظراً لأنّهم اتخذوا إيمانهم جُنّة خداعاً للمسلمين ليكونوا من رواة الأحاديث النَّبويّة فيُضلّون المسلمين عن طريق السُّنة خصوصاً بعد موت محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتجدون هذا المكر الخبيث قد بيّنه الله في قوله تعالى: {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}.

ومن ثم تجدون بأنّ الله لم يأمر رسوله بطرد هؤلاء المنافقين الذين اتّخذوا إيمانهم جُنّة فصدّوا عن سبيل الله بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام، ألا ساء ما يفعلون، ولكنّ الله أمر رسوله أن لا يطردهم وأن يعرض عنهم وتجدون ذلك واضحاً وجليّاً في قول الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} [النساء].

ومن ثم تجدون الحكمة من عدم طردهم وذلك لأنّ الله كان لهم بالمرصاد فجعل القرآن المحفوظ من التحريف هو المرجع الحقّ لما اختلف فيه علماء الحديث، ويريد الله أن يعلم من الذي سوف يجيب داعي الحقّ ممن سوف يُعرض عن القرآن العظيم فيتّبع ما خالفه ويزعم أنّه مستمسكٌ بكتاب الله وسنَّة رسوله وهو ليس على كتاب الله ولا سنة رسوله؛ بل مُستمسك بما خالف كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ التي تختلف مع حديث الباطل وتتّفق مع ما جاء في القرآن ذلك لأنّ الحديث الباطل الذي لم يقُلْه عليه الصلاة والسلام يأتي مخالفاً للحديث الحقّ في السُّنة المهداة وكذلك مخالفاً لحديث الله المحفوظ في القرآن العظيم، وتجدون ذلك الحُكم من ربّ العالمين في شطر الآيات في قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} [النساء].

ومن خلال هذا الحكم الحقّ تعلمون إنّما السّنة من عند الله كما القرآن من عند الله، وكذلك علّمكم الله بالحكم الفصل في هذه القضية الخطيرة بأن يرجع علماء المسلمين إلى القرآن العظيم يتدبّرون في آياته المحكمات هل أمر هذا الحديث الذي ذاع فيه التنازع بين علماء المسلمين جاء مخالفاً لإحدى الآيات المحكمات الواضحات البيّنات في القرآن العظيم؟ وإذا كان من عند غير الله فحتماً سوف يجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، ومن ثم يستنبط المُتدبّر للكتاب حكم الاختلاف بينهما، وتجدون ذلك في قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فكم أُكرِّر هذه الآيات على المتابعين للحقّ في العالمين من المسلمين لعلهم يوقنون بأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة النَّبويّة، وكيف يستطيع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم ما لم تكونوا مؤمنين بأنّ القرآن العظيم الذكر المحفوظ من التحريف هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة النّبويّة؟ فما لكم لا تستجيبون لدعوة الحقّ لِما يُحييكم يا معشر المؤمنين؟ أم تريدون أن يُهلكَكُم الله مع أعدائكم الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد؟!

ويا أخي الكريم المراقب، ليس بناصر محمد اليماني جنّة ولا يتخبّطه مسّ شيطانٍ رجيمٍ، وقد أقسم الله بنون {ن} (ناصر محمد اليماني) {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾} [القلم]، ومن ثم جاء وعد الله لنبيّه بالحقّ بأن يُظهر دينه على الدّين كله ولو كره المجرمون وذلك على يد الإمام {ن} وذلك رمز لاسم المهديّ المنتظَر لو كنتم تعلمون بأنّ الأحرف التي في أوائل السور إنّما هي رموز الأسماء من الأنبياء والخلفاء في الأرض من الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه الصلاة والسلام، ولا يُقسم الله بالحرف فهو حرفٌ وإنّما يُقسم باسم أحد الأنبياء أو الخلفاء، ويرمز للقَسَم به بحرف من اسم المقسوم به ولكنّه شرط أن يكون الحرف من الاسم الأول للنبي أو الإمام الخليفة فلا يتجاوز إلى اسم الأب فيقسم بحرف من اسم أبيه! غير أنّه ليس شرطاً أن يكون الحرف من أول الحروف في الاسم الأول؛ بل قد يكون من أول حروف الاسم الأول أو الحرف الثاني من حروف الاسم الأول أو الثالث أو الأخير من أحرف الاسم الأول، إلا أنّه لا يتجاوز القَسَمُ إلى اسم الأب بل من أحد حروف الاسم الأول سواء من أوّله أو آخره.

فتعالوا للنظر إلى أنبياء آل يعقوب في سورة مريم ابنة عمران، وقال تعالى: {كهيعص ﴿١﴾} [مريم].

وذلك قسمٌ خفيٌّ من ربّ العالمين، فأمّا ( ك ) فهو رمز اسم نبيّ الله زكريا.
وأمّا ( ه ) فرمز لاسم نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم.
وأمّا ( ي ) فيرمز ليحيى عليه السلام.
وأمّا حرف ( ع ) فهو رمز اسم نبيّ الله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.
وأمّا ( ص ) فقد أُخِذ من اسم الصفة لمريم عليها الصلاة والسلام ذلك لأنّها ليست نبيّةً ولا رسولةً ولا خليفةً بل كما سمّاها الله صِدِّيقة فأخذ القسم من اسم الصِّفة لمريم عليها الصلاة والسلام.

وأمّا إذا جاء القسم بحرفٍ وذكر الله معه القرآن العظيم فذلك الحرف الذي رافقه القسم بالقرآن غالباً ما يكون من أحرف اسم المهديّ المنتظَر. مثال قوله تعالى: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾} [القلم].
وكذلك: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾} [ص].

وفي هذا القسم وعد الله بالعزّ الأكبر للإسلام والمسلمين على يدِّ المهديّ المنتظَر فيأتي في عصر الذُّلّ للإسلام والمسلمين والذين كفروا في عزّةٍ وشقاقٍ في ذلك العصر كما ترون ذلك في هذا العصر؛ عصر زمن الحوار من قبل النصر والظهور في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين وأعداء الله يكونون من الصاغرين وقد كانوا في عزّةٍ وشقاقٍ لدين الله بحجّة الإرهاب، ولذلك تجدون القسم بأحد حروف الاسم الأول للمهديّ المنتظَر الذي سوف يُظهره في ليلةٍ واحدةٍ بالبأس الشديد من كوكب العذاب الأليم. فتدبّروا القَسَمَ بحرفٍ من حروف الاسم ناصر وهو ( ص ) ومن ثم إنّ الله يبعثه لنصرتكم في عصر أنتم فيه أذلةٌ والعزّة لأعدائكم الذين يشاقّون الله ويحاربون المسلمين ودينهم، ولكنّ الله أقسم بأحد حروف اسم ناصر وهو الحرف: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].

فإذا تدبّرتم الحقّ تجدونه واضحاً وبيِّناً لأولي الألباب، فأمّا ( ن ) فهو حرف من حروف الاسم ناصر وتجدون في القَسَم بـ (نون) وعداً من الله بالنصر الكبير وذلك الوعد لنبيّه عليه الصلاة والسلام رداً على الذين وصفوه بالجنون، فوعده الله بأنّه سوف يُظهره على الدّين كله ولو كره المشركون، ولكن القرآن يأتي مرافقاً للاسم نظراً لأنّ القرآن جعله الله حجّة المهديّ فيدعو النّاس إليه ليهديهم بالقرآن العظيم إلى صراط العزيز الحميد، ولذلك أقسم ربّ العزة والجلال بحرفٍ آخر من حروف الاسم ناصر وكذلك القرآن ذي الذكر، وقال الله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم.

وهذه الآيات القصيرة تحمل في طيّاتها أسراراً وأخباراً لو كنتم تتدبرون القرآن لعلمتم ما لم تكونوا تعلمون، ولكنّ أكثركم يهرفون بما لا يعرفون من غير تدبّرٍ ولا تفكّرٍ، فماذا يفهم أولو الألباب من هذه الآيات التي جعل الله فيها القسمَ خفياً بوعده بأن ينصر عبده والقرآن العظيم والمؤمنين بالقرآن العظيم؟ وتجدون ذلك في قسم الله بالنصر في قوله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾}.

ومن ثم يُخبركم بوضعكم يا معشر المسلمين في عصر الدعوة للحوار بأنّكم أذلّة يا معشر المسلمين والعزّة والشقاق لأعدائِكم بسبب تفرّقكم وعدم اعتصامكم بحبل الله القرآن العظيم الذي أدعوكم إليه وترك ما خالفه والتمسك به وبالسُّنّة المُهداة التي لا تخالفه ولا تزيده إلا بياناً وتوضيحاً للمسلمين.

ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "وكيف علمت أنّ الله يقول في هذه الآيات بأنّ الحرف المقسم به {ص} أنّه مثله كمثل الحرف {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾} [القلم]، وإنّه يقصد بذلك المهديّ والقرآن العظيم ووعد الله المحقّق بعزته للمهديّ والقرآن العظيم؟ وكذلك تصف وضع المسلمين بأنّ الله يبعث إليهم بالمهديّ المنتظَر في عصر الذلة والهوان ومن ثم تخبرنا بأنّ نصرك سوف يكون من الله وحده بكوكب العذاب والهلاك لمن يشاء من العالمين فيُظهر بعذابه المهديّ المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ وهم من الصاغرين، وأنّهم لن يجدوا مكاناً للهرب من بأس الله الشديد؟".

ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: هذا هو الحقّ، وإذا لم تُصدّق فعليك بالتطبيق لبيان هذه الآيات على الواقع فتجد أنّه الحقّ في جميع النقاط، فأمّا المُقسم به من باب التكريم فهو (ناصر والقرآن العظيم)، وذلك في قول الله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾}، وأمّا وصف أخباركم في عصر المجيء بأنّكم أذلة فيُعرَف ذلك من خبر عدوّكم بأنّه في عزّة وشقاق لكم ولدينكم، وذلك في قول الله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾}، وأنتم تعلمون ذلك الآن وفي هذا العصر والزمان بأنّكم أذلّة وعدوّكم في عزّةٍ وشقاقٍ يشاقّون الله ورسوله بحرب على الإسلام والمسلمين بحجّة الإرهاب، وذلك هو البيان الحقّ لقوله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾}. ومن ثم يأتي الخبر عن نوعيّة سبب النصر للمهديّ المنتظَر فيُظهره الله في ليلةٍ بعذابٍ أليمٍ فيُهلك الله المفسدين في الأرض الذين يشاقّون الله ورسوله ودينه والمسلمين فَيَعِدُ أعداءه بالهلاك المُبين وذلك البيان لقول الله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾}.

ومن كان لديه تفسير لهذه الآيات هو خيرٌ من تفسيري وأحسن تأويلاً فليتفضّل بتفسيره الحقّ إن كان من الصادقين، وأقسم بربّ العالمين أنّه البيان الحقّ المُبين يصدّقه الواقع الحقّ الذي أنتم فيه لو كنتم تعلمون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

الإمام الناصر للإسلام والمسلمين الذي يُعِزُّه الله والقرآن العظيم فيُظهره في ليلة على العالمين بكوكب العذاب والهلاك لمن أبى واستكبر عن الحقّ؛ الإمام المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطهر ناصر محمد اليماني.
_____________

[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=3986