قال جلّ علاه: { ويعبدون من دون الله ما لا يَضُرُّهُم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [يونس:18]
{ إنَّا وجدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ وإِنَّا على آثارِهِم مُّهتدون }
الحمد لله
ينبغي أن تعلم أن المجتمعات العربية قبل الإسلام لم تكن مجتمعات إلحادية تنكر وجود الله ، ولا مجتمعات تجهل أن هناك رباً خالقاً رازقاً ، بل كانوا يعرفون ذلك ، وكان منهم بقايا من دين إبراهيم ، وعلاقتهم باليهود والنصارى موجودة ، ولكن كانت مشكلتهم أنهم لا يُفردون الله بالعبادة وحده دون سواه ، بل يشركون معه الآلهة التي يعبدونها ، وهم يعبدونها لا بحجة أنها هي الرب الخالق الرازق ، ولكن يزعمون انها وسائط بينهم وبين الله ، تقربهم إلى الله ، ولذلك قال الله عنهم : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) ، فهذا يدل على اعترافهم بأن الله هو الخالق ، وفي آية أخرى يقول سبحانه : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) . وإنما كان شركهم في الألوهية كما قال سبحانه وتعالى عنهم : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) ، أي يقولون ما نعبدهم إلا ليقربوننا إلى الله .