سلام الله على حبيبي في الله أبو فؤاد السوري، قال تعالى:لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.
و قال تعالى:وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ.
حبيبي في الله هذه آيات الله المحكمات التي تؤكّد أنّه لا إكراه في الدين فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر و لكن على خلفاء الله في الأرض إنهاء الفساد و إقامة العدل بين النّاس على سواء مؤمنهم و كافرهم تصديقا لقوله تعالى: فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ.
و قوله تعالى:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
و نبيّ الله ذو القرنين و سليمان عليهم الصلاة و السلام هم خلفاء الله في الأرض و مأمورون بإنهاء الفساد و ظلم الإنسان أخيه الإنسان لذلك قال تعالى في قصة ذو القرنين:قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا* وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا.
و هذا أيضا مع سليمان عليه السلام فلا يكره أحدا على الإسلام و ما قاله سليمان هو من بعد ما علم الخبر اليقين أنّ في ملكه الذي أتاه الله تعالى قوما خرجوا على سلطانه و خرجوا من سلطان دولة الخلافة فكان لزاما عليه أن يعيدهم لذلك أرسل مع الهدهد كتابا فيه:إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ.
فخليفة الله في الأرض لابدّ له أن يحكم بطريقة صارمة و يضرب المفسدين بيد من حديد من غير ظلم لكي لا يجرأ أحد على الخروج عن سلطان دولة الإسلام أمّا ما لم يكن داخل سلطة الخلافة فقد أمرنا الله تعالى بالبرّ و حسن الجوار فقال جلّ في علاه:لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.
لذلك حبيبي في الله أخبر هذا الداعشيّ أنّ أصول الدين ثابتة لا تبديل لكلمات الله فلا إكراه في الدين و خلفاء الله في الأرض مأمورون بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و رفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان و الحكم بحزم و بصرامة حتى لا يعبث المفسدون في الأرض فيخرجون عن سلطان الإسلام و حكم الخليفة.
و الله وليّ التوفيق و الحمد لله ربّ العالمين.