بسم الله الرحمن الرحيم
احباب الله ما سألته عن جهل ـ وأعلم بأن هذا السكوت (س) هو لأجابة ستأتي من آخرين إلى الكفار النائمين والذين لم يأتهم نذير
الآن
أرجو أن تقرأوا بتركيز وانت بالذات يا (مجتهد للحق)
أنظر لتفاسير الاقدمين واختلافهم في التفسير لمعنى الآيات ومن الذي قال (هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون)، لكن انتم اعتمدتم تفسير الطبري لعلو شأنه عند الحكّاموقتها علماً انه هو مفسّر والآخرين مفسريّن فما عدا مما بدا،وانظر لقول الطبري بأن هؤلاء الخارجين من الاجداث كانوا نائمين وحتى الطبري قد أرجح ان الاجابة كانت من المؤمنين للكافرين النائمين وبما يوافق بيان الامام المهدي، مع العلم إن الامام المهدي ناصر محمد اليماني يفسر القرآن بالقرآن وليس بالظن ولا جبر الخواطر ولا لأرضاء سين ولا صاد ولا ميم وأنظر لتفسير الوسيط للطنطاوي (كيف يظن على الله بغير حق) فيقول (توهموا بأنهم كانوا نائمين) فيريد أن يغير كلام الله بعلم او بدون علم والله تعالى لم ينفي قولهم بأنهم كانوا (راقدين) فكيف يبدل كلام الله؟ لكنه مع هذا فقد قدم الطنطاوي احتمالية أن الجواب قد يكون من المؤمنين وانظر لتفسير السعدي كيف استخدم عبارة فيقال لهم
اما تفسير (قاسم دعّاس) فقد اعتبر الاجابة لا محل لها من الاعراب!! قاتلهم الله أنى يؤفكون ودونك تناقضات التفاسير
تفسير البغوي
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِنمَّرْقَدِنَاهَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)
( قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا ) قال أبي بن كعب ، وابن عباس ، وقتادة : إنما يقولون هذا ؛ لأن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة وعاينوا القيامة دعوا بالويل. وقال أهل المعاني: إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنوم، فقالوا: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؟ ثم قالوا: (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) أقروا حين لم ينفعهم الإقرار. وقيل: قالت الملائكة لهم: "هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون".
قال مجاهد: يقول الكفار: "من بعثنا من مرقدنا"؟ فيقول المؤمنون: "هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون".
تفسير الطبري
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِنمَّرْقَدِنَاهَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)
وقوله ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون لما نفخ في الصور نفخة البعث لموقف القيامة فردت أرواحهم إلى أجسامهم، وذلك بعد نومة ناموها( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) وقد قيل: إن ذلك نومة بين النفختين.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن الحسن، عن أُبي بن كعب، في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) قال: ناموا نومة قبل البعث.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن رجل يقال له خيثمة في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) قال: ينامون نومة قبل البعث.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) هذا قول أهل الضلالة. والرَّقدة: ما بين النفختين.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ) قال: الكافرون يقولونه. ويعني بقوله ( مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ) من أيقظنا من منامنا، وهو من قولهم: بعث فلان ناقته فانبعثت، إذا أثارها فثارت. وقد ذُكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود: (مِنْ أّهَبَّنَاِ مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا) .. وفي قوله (هَذَا) وجهان: أحدهما: أن تكون إشارة إلى "ما"، ويكون ذلك كلاما مبتدأ بعد تناهي الخبر الأول بقوله ( مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) فتكون "ما" حينئذ مرفوعة بهذا، ويكون معنى الكلام: هذا وعد الرحمن وصدق المرسلون. والوجه الآخر: أن تكون من صفة المرقد، وتكون خفضا وردا على المرقد، وعند تمام الخبر عن الأول، فيكون معنى الكلام: من بعثنا من مرقدنا هذا، ثم يبتدىء الكلام فيقال: ما وعد الرحمن، بمعنى: بعثكم وعد الرحمن، فتكون "ما" حينئذ رفعا على هذا المعنى.
وقد اختلف أهل التأويل في الذي يقول حينئذ: هذا ما وعد الرحمن، فقال بعضهم: يقول ذلك أهل الإيمان بالله.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ) مما سر المؤمنون يقولون هذا حين البعث .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) قال: قال أهل الهدى: هذا ما وعد الرَّحْمَنُ وصدق المرسلون. وقال آخرون: بل كلا القولين، أعني ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) : من قول الكفار.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) ثم قال بعضهم لبعض ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) كانوا أخبرونا أنا نبعث بعد الموت، ونُحاسب ونُجازَى.
والقول الأول أشبه بظاهر التنـزيل، وهو أن يكون من كلام المؤمنين، لأن الكفار في قيلهم ( مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) دليل على أنهم كانوا بمن بعثهم من مَرْقَدهم جُهَّالا ولذلك من جهلهم استثبتوا، ومحال أن يكونوا استثبتوا ذلك إلا من غيرهم، ممن خالفت صفته صفتهم في ذلك.
المصدر http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/taba...2.html#baghawy
تفسير الوسيط للطنطاوي
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)
( قَالُواْ ) بعد خروجهم من قبورهم بسرعة وفزع ( ياويلنا ) أى: يا هلاكنا احضر فهذا أوان حضورك.
ثم يقولون بفزع أشد: ( مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ) أى من أثارَنا من رقادنا، وكأنهم لهول ما شاهدوا قد اختلطت عقولهم، وأصيبت بالهول، فتوهموا أنهم كانوا نياما.
قال ابن كثير رحمه الله ( قَالُواْ ياويلنا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ) يعنون قبورهم التى كانوا يعتقدون فى الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها، فلما عاينوا ما كذبوه فى محشرهم قالوا: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، وهذا لاينفى عذابهم فى قبورهم، لأنه بالنسبة إلى ما بعده فى الشدة كالرقاد. وقوله: ( هَذَا مَا وَعَدَ الرحمن وَصَدَقَ المرسلون ) رد من الملائكة أو من المؤمنين عليهم، أو هو حكاية لكلام الكفرة فى رد بعضهم على بعض على سبيل الحسرة واليأس. و "ما" موصولة والعائد محذوف، أى: هذا الذى وعده الرحمن والذى صدّقه المرسلون.
قال صاحب الكشاف: فإن قلت: إذا جعلت "ما" مصدرية، كان المعنى: هذا وعد الرحمن، وصدق المرسلين، على تسمية الموعود والمصدق فيه بالوعد والصدق، فما وجه قوله: ( وَصَدَقَ المرسلون )؟ إذا جعلتها موصولة؟ قلت: تقديره: هذا الذى وعده الرحمن، والذى صدقه المرسلون، بمعنى: والذى صدق فيه المرسلون، من قولهم: صدقوهم الحديث والقتال..
المصدر http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary-waseet/sura36-aya52.html#waseet
تفسير السعدي
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)
ويقولون: { يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } أي: من رقدتنا في القبور، لأنه ورد في بعض الأحاديث، أن لأهل القبور رقدة قبيل النفخ في الصور، فيجابون، فيقال [لهم:] { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } أي: هذا الذي وعدكم اللّه به، ووعدتكم به الرسل، فظهر صدقهم رَأْيَ عين. ولا تحسب أن ذكر الرحمن في هذا الموضع، لمجرد الخبر عن وعده، وإنما ذلك للإخبار بأنه في ذلك اليوم العظيم، سيرون من رحمته ما لا يخطر على الظنون، ولا حسب به الحاسبون، كقوله: { الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ } { وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ } ونحو ذلك، مما يذكر اسمه الرحمن، في هذا.
المصدر http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary-saadi/sura36-aya52.html#saadi
تفسير اعراب القرآن (لقاسم دعّاس)
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)
«قالُوا» فعل ماض وفاعل والجملة استئنافية لا محل لها «يا وَيْلَنا» يا أداة نداء ويلنا منادى مضاف «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ «بَعَثَنا» ماض وفاعله والجملة خبر «مِنْ مَرْقَدِنا» متعلقان ببعثنا «هذا» مبتدأ «ما» خبر والجملة مقول القول لقول محذوف «وَعَدَ» ماض «الرَّحْمنُ» فاعل «وَصَدَقَ» الواو حرف عطف صدق ماض «الْمُرْسَلُونَ» فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها.
المصدر http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary-eerab/sura36-aya52.html#eerab
تفسير ابن عاشور
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)
استئناف بياني لأن وصف هذه الحال بعد حكاية إنكارهم البعث وإحالتهم إياه يثير سؤال من يسأل عن مقالهم حينما يرون حقية البعث. و { يا وَيْلَنَا } كلمة يقولها الواقع في مصيبة أو المُتحسِّر. والويل: سوء الحال، وإنما قالوا ذلك لأنهم رأوا ما أُعدّ لهم من العذاب عندما بعثوا. وقد تقدم عند قوله تعالى : { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } في سورة البقرة (79). وحكي قولهم بصيغة الماضي اتباعاً لحكاية ما قبله بصيغة المضيّ لتحقيق الوقوع. وحرف النداء الداخل على { ويلنا } للتنبيه وتنزيل الويل منزلة من يسمع فيُنادَى ليحضر ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { قالت يا ويلتى } في سورة هود ( 72 ). و { مَن } استفهام عن فاعل البعث مستعمل في التعجّب والتحسّر من حصول البعث . ولما كان البعث عندهم محالاً كنّوا عن التعجب من حصوله بالتعجب من فاعله لأن الأفعال الغريبة تتوجه العقول إلى معرفة فاعلها لأنهم لما بُعثوا وأزْجي بهم إلى العذاب علموا أنه بعثٌ فعَله من أراد تعذيبهم. والمَرْقَد: مكان الرقاد. وحقيقة الرقاد: النوم. وأطلقوا الرقاد على الموت والاضطجاععِ في القبور تشبيهاً بحالة الراقد. ثم لم يلبثوا أن استحضرت نفوسهم ما كانوا يُنذرون به في الدنيا فاستأنفوا عن تعجبهم قولهم : { هذا ما وَعَدَ الرحمن وصَدَقَ المُرْسَلُونَ }. وهذا الكلام خبر مستعمل في لازم الفائدة وهو أنهم علموا سبب ما تعجبوا منه فبطل العجب ، فيجوز أن يكونوا يقولون ذلك كما يتكلم المتحسّر بينه وبين نفسه، وأن يقوله بعضهم لبعض كل يظن أن صاحبه لم يتفطن للسبب فيريد أن يعلمه به. وأتوا في التعبير عن اسم الجلالة بصفة الرحمان إكمالاً للتحسر على تكذيبهم بالبعث بذكر ما كان مقارناً للبعث في تكذيبهم وهو إنكار هذا الاسم كما قال تعالى: { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان قالوا وما الرحمان } [ الفرقان:60 ]. والإِشارة بقوله: { هذا } إشارة إلى الحالة المرْئية لِجميعهم وهي حالة خروجهم من الأرض. وجملة { وصَدَقَ المُرْسَلُونَ } عطف على جملة { هذا ما وعَدَ الرحمن } وهو مستعمل في التحسّر على أن كذبوا الرسل. وجَمع المرسلين مع أن المحكي كلامُ المشركين الذين يقولون { متى هذا الوعد } [يس: 48] إمّا لأنهم استحضروا أن تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم كان باعثَه إحالتُهم أن يكون الله يرسل بَشراً رسولاً، فكان ذلك لأنهم لا يصدقون أحداً يأتي برسالة من الله كما حكى عنهم قوله تعالى: { وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } [الأنعام:91] فلما تحسروا على خطئهم ذكَروه بما يشمله ويشمل سبَبَه كقوله تعالى: { كذبت قوم نوح المرسلين } من سورة الشعراء (105)، وقوله في سورة الفرقان ( 37 ) { وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم }، وإما لأن ذلك القول صدر عن جميع الكفار المبعوثين من جميع الأمم فعلِمت كل أمة خطأها في تكذيب رسولها وخطأ غيرها في تكذيب رسلهم فنطقوا جميعاً بما يفصح عن الخطأيْن، وقد مضى أن ضمير { فَإذَا هُم جَمِيعٌ } [يس:53] يجوز أن يعود على جميع الناس. ومن المفسرين من جعل قوله : { هذا ما وعد الرحمن وصَدَقَ المُرْسَلُونَ } من كلام الملائكة يجيبون به قول الكفار { مَنْ بعَثَنا مِن مَرْقَدِنا } فهذا جواب يتضمن بيان مَن بعثهم مع تنديمهم على تكذيبهم به في الحياة الدنيا حين أبلغهم الرسل ذلك عن الله تعالى . واسم { الرحمن } حينئذٍ من كلام الملائكة لزيادة توبيخ الكفار على تجاهلهم به في الدنيا .
المصدر http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary-tanweer/sura36-aya52.html#tanweer
تفسير القرطبي
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)
قوله تعالى: " قالوا يا ويلنا" قال ابن الأنباري: "يا ويلنا" وقف حسن، ثم تبتدئ "من بعثنا" وروي عن بعض القراء "يا ويلنا من بعثنا" بكسر من والثاء من البعث. روي ذلك عن علي رضي الله عنه، فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على قوله: "يا ويلنا" حتى يقول: "من مرقدنا". وفي قراءة أبي بن كعب "من هبنا" بالوصل "من مرقدنا" فهذا دليل على صحة مذهب العامة. قال المهدوي: قرأ ابن أبي ليلى: "قالوا يا ويلتنا" بزيادة تاء وهو تأنيث الويل، ومثله: يا ويلتى أألد وأنا عجوز وقرأ علي رضي الله عنه: "يا ويلتا من بعثنا" ف "من" متعلقة بالويل، أو حال من "ويلتا" فتتعلق بمحذوف; كأنه قال: يا ويلتا كائنا من بعثنا; وكما يجوز أن يكون خبرا عنه كذلك يجوز أن يكون حالا منه. و "من" من قوله: "من مرقدنا" متعلقة بنفس البعث. ثم قيل: كيف قالوا هذا وهم من المعذبين في قبورهم؟ فالجواب أن أبي بن كعبقال : ينامون نومة.وفي رواية فيقولون: يا ويلتا من أهبنا من مرقدنا. قال أبو بكر الأنباري: لا يحمل هذا الحديث على أن "أهبنا" من لفظ القرآن كما قاله من طعن في القرآن، ولكنه تفسير "بعثنا" أو معبر عن بعض معانيه. قال أبو بكر: وكذا حفظته "من هبنا" بغير ألف في أهبنا مع تسكين نون "من". والصواب فيه على طريق اللغة "من اهبنا" بفتح النون على أن فتحة همزة أهب ألقيت على نون "من" وأسقطت الهمزة; كما قالت العرب: من اخبرك من اعلمك؟ وهم يريدون من أخبرك. ويقال: أهببت النائم فهب النائم. أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي: وعاذلة هبت بليل تلومني ولم يعتمرني قبل ذاك عذول وقال أبو صالح : إذا نفخ النفخة الأولى رفع العذاب عن أهل القبور وهجعوا هجعة إلى النفخة الثانية وبينهما أربعون سنة ، فذلك قولهم : من بعثنا من مرقدنا وقاله ابن عباس وقتادة . وقال أهل المعاني: إن الكفار إذا عاينوا جهنم وما فيها من أنواع العذاب صار ما عذبوا به في قبورهم إلى جنب عذابها كالنوم.قال مجاهد: فقال لهم المؤمنون: هذا ما وعد الرحمن. قال قتادة: فقال لهم من هدى الله: هذا ما وعد الرحمن. وقال الفراء: فقالت لهم الملائكة: هذا ما وعد الرحمن. النحاس: وهذه الأقوال متفقة، لأن الملائكة من المؤمنين وممن هدى الله عز وجل. وعلى هذا يتأول قول الله عز وجل: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية وكذا الحديث: المؤمن عند الله خير من كل ما خلق. ويجوز أن تكون الملائكة وغيرهم من المؤمنين قالوا لهم: هذا ما وعد الرحمن.وقيل: إن الكفار لما قال بعضهم لبعض: من بعثنا من مرقدنا صدقوا الرسل لما عاينوا ما أخبروهم به، ثم قالوا: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون فكذبنا به، أقروا حين لم ينفعهم الإقرار. وكان حفص يقف على من مرقدنا ثم يبتدئ فيقول: هذا. قال أبو بكر بن الأنباري: من بعثنا من مرقدنا وقف حسن، ثم تبتدئ: "هذا ما وعد الرحمن" ويجوز أن تقف على "مرقدنا هذا" فتخفض هذا على الإتباع للمرقد، وتبتدئ: "ما وعد الرحمن" على معنى: بعثكم ما وعد الرحمن، أي: بعثكم وعد الرحمن. النحاس: التمام على "من مرقدنا" و "هذا" في موضع رفع بالابتداء وخبره "ما وعد الرحمن". ويجوز أن يكون في موضع خفض على النعت ل "مرقدنا" فيكون التمام "من مرقدنا هذا". "ما وعد الرحمن" في موضع رفع من ثلاث جهات. ذكر أبو إسحاق منها اثنتين قال: يكون بإضمار "هذا" ، والجهة الثانية: أن يكون بمعنى حق ما وعد الرحمن بعثكم، والجهة الثالثة: أن يكون بمعنى: بعثكم ما وعد الرحمن.
المصدر http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qortobi/sura36-aya52.html
الآن ما قولك يا من تترك اجماع العلماء باحتمالية أن الاجابة من قوم آخرين وما يؤكد انهم قوم آخرون وجود علامة ال(س) وتتمسك بالقول الثانوي وتجادل بالباطل؟
يتبع إن شاء الله