الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
26 – 09 – 1431 هـ
04 – 09 – 2010 مـ
09:26 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=7501
____________
الهدف الخبيث من وراء إبطال عقيدة نفي رؤية الله إنما هو ليفتنكم المسيح الكذاب الذي يُحَدِّثُكم جهرةً وأنتم ترونه ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
ونقتبس من بيانك بما يلي:
وحتى تكون من الموقنين حبيبي في الله فتعلم أنه يقصد {لَن تَرَانِي} [الأعراف:143] أي في الدنيا؛ فهذا يجوز أنه يقصد لن تراني في الدنيا، ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، وحتى يتبيّن لك هل يقصد بقوله تعالى: {لَن تَرَانِي} أي في الدنيا أم أنه يقصد لن تراني مطلقاً؟ وحتى تعلم الحقّ فعليك أن تبحث في محكم الكتاب عن صفات الله الذاتيّة فإذا وجدت بينهم من ضمن صفات الله الذاتيّة أنها لا تحيط برؤيته الأبصار فاعلم أنّ الله لا تحيط برؤيته الأبصار في الدنيا والآخرة، وقال الله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٠٠﴾ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚوَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
فانظر لقول الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚوَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، بمعنى أنها صفات لله ذاتيّة لا تتغير لا في الدنيا ولا الآخرة بمعنى أن ما خالف لتلك الصفات فهو ليس ربّكم، وذلك حتى لا يفتنكم المسيح الكذاب الذي يُحَدِّثُكم جهرةً وأنتم ترونه، ولذلك قال الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚوَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم.
فهل ينبغي أن تتغير إحدى صفات الله الذاتية؟ بمعنى فهل يمكن أن يتخذ صاحبةً أو ولداً في الآخرة؟ والجواب سبحانه وتعالى علواً كبيراً في الحياة الدنيا وفي الآخرة! فلماذا تمّ التغيير لإحدى صفات الله الذاتيّة – سبحانه - زوراً وبهتاناً؟ وذلك لأنهم لو لم يغيّر هذه الصفة المفترون إذاً لعجز المسيح الكذاب أن يفتن مسلماً واحداً كونهم جميعاً يعتقدون بنفي رؤية الله جهرةً، وبما أن المسيح الكذاب سوف يخاطب الناس جهرةً فلا بدّ من تغيير هذه الصفة بعدم الرؤية إلى الرؤية زوراً وبهتاناً بالباطل حتى يتسنّى له فتنتكم جهرةً كونكم سترونه، فإذا اسْتَمْرَرْتُم بعقيدة النفي برؤية الله جهرةً فهنا كيف يستطيع أن يفتنكم؟ بل حُجّته مكشوفة، ولذلك يُمهّد لفتنته شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر بأحاديث تخالف لمحكم كتاب الله في صفات الله الذاتيّة، وهيهات هيهات فقد جعل الله المهديّ المنتظَر لمكرهم لبالمرصاد ليُفشل به الله مكرهم وخطّتهم منذ أمدٍ بعيدٍ.
وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_______________