- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
03 - ربيع الأول - 1431 هـ
17 - 02 - 2010 مـ
12:47 صباحًا
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
ردود الإمام المهديّ الإنسان العادي إلى الإنسان العادي ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين جدِّي وحبيبي محمد رسول الله وآله الأطهار والتابعين للذِّكر في كل عصر إلى اليوم الآخر..
سلام الله عليكم أخي الكريم الإنسان العادي، وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليس إلا كمثلك إنسانًا عاديًّا يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق، وسلام الله على أحباب قلبي وتلاميذي الأنصار السابقين الأخيار، وسلام الله على كافة المسلمين، وسلام الله على كافة البشر الباحثين عن الحقّ ولا يريدون غير الحقّ، وسلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالمين..
وسؤال الإنسان العادي الأول يقول فيه:
وإليك الجواب عن سؤالك الأول بالحقّ، وبالنسبة للنقطة الأولى في السؤال تقول فيه:
انتهى ..
أخي الكريم بارك الله فيك ولقد أخبركم الله في محكم كتابه أنه سوف يحيط الكفار بعلم الكوكب الذي يأتي الأرض من أطرافها وليس من الشرق والغرب؛ بل من أطرافها من جهة القطبين شمالًا وجنوبًا ليُنقصها من البشر، وعلّمكم الله أنه سوف يحيط الكفار بعلمه قُبيل أن يأتي وسوف تجد الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّـهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّـهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ۖ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ۗ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
وهذه فتوى من الله الواحد القهّار ينذر الكفار بالذِّكر في عصر المهديّ المنتظَر فيظهره الله بكوكب العذاب سقر؛ أفَهُم الغالبون؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وذلك يوم الفتح بين المهديّ المنتظَر ناصر محمد والمُعرِضين عن اتّباع الذِّكر الذي جاء به محمدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك قال الله تعالى: {أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم. ولكن محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم متى يوم الفتح بين المصدِّقين بالذِّكر والمعرضين عن الذِّكر؛ فهل هو في عصره أم في عصر المهديّ المنتظَر؟ وقال الله تعالى: {فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۖ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ومن ثم جاءت فتوى الله بالحقّ إلى نبيِّه أنّ يوم الفتح بالعذاب الأليم ليس في عصر محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
وقد جاء يومُ النّصر والفتح المُبين في عصر بعث المهديّ المنتظَر تصديقًا لوعد الله بالحقّ في محكم كتابه: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [السجدة].
ولكن بالدُّعاء تستطيعون تغييرَ سُنّةٍ في الكتاب في الذين كفروا كما غيّرها قومُ يونس عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وكذلك أمّة المهديّ المنتظَر. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
وإذا كان لا بُدَّ فأرجو من الله أن لا ينقصها من البشر إلا من كلّ شيطانٍ رجيمٍ من الذين يعلمون أنّ الله هو الحقّ وهم للحقّ كارهون وينقمون ممَّن آمن بالله ويبغونها عِوَجًا ويتَّخذون الشياطين أولياء من دون الله وهم يعلمون أنّ الشياطين ألدُّ أعداء الإسلام والمسلمين، أولئك لم يَضلّوا بغير قصدٍ منهم بل ضلّوا عن الحقّ وهم يعلمون لأنهم للحقّ كارهون، وإن يروا سبيل الحقّ لا يتّخِذوه سبيلًا وإن يروا سبيل الغيِّ والباطل يتّخِذوه سبيلًا، ويتّخِذون من افترى على الله خليلًا، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون.
ولذلك أرجو من الله الذي وسع كلّ شيء رحمةً وعلمًا إن كان لا بُدّ أن ينقص الأرض من البشر بكوكب سقر فلينقصها منهم فقط وينجّي الآخرين برحمته فيهديهم إلى الصراط المستقيم، إن ربّي وسع كلّ شيء رحمةً وعلمًا إن ربّي غفورٌ رحيمٌ، اللهم إنك تعلم أني ما دعوت للكافرين مع المسلمين إلا لأني أعلم أنك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، ولن يتحقق نعيمي الأعظم من جنتك بهلاكهم بل بهُداهم لأنك لو أهلكتهم بسبب ظلمهم لأنفسهم فلن يَهينَ عليك عبادُك بسبب شدة رحمتك في نفسك؛ بل تتحسر عليهم كما تتحسر على أمم الكافرين من قبل فقد علمنا بقولك في نفسك في محكم كتابك: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
يا أيها النّاس من ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ أفلا ترون أنه يتحسر على عباده الكافرين؟ وإنما أهلكهم بذنوبهم ولم يظلمهم شيئًا بل كذَّبوا برسل ربّهم ورفضوا أن يجيبوا دعوتهم إلى ربّهم ليغفر لهم ثم دعى عليهم أنبياؤهم فأهلكهم تصديقًا لوعده لرسله بالحقّ إن كذَّبوا بدعوتهم إلى ربّهم ليغفر لهم، وقال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّـهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١﴾ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [ابراهيم].
وبرغم ذلك لم يهنوا عليه عباده بل أصدق أنبياءَه والمؤمنين ما وعدهم، ومن ثم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم.
وهل تدرون لماذا يتحسّر ربكم على عباده الكافرين الذين ظلموا أنفسهم؟ وذلك لأنه أرحم بعبده من الأمّ بولدها، ولكن الله لا يخلف وعده لأنبيائه إن كُذِّبوا بدعوة رسل ربّهم إليهم فيشكون إلى الله غُلْبَهُم كما شكى رسول الله نوح عليه الصلاة: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴿٩﴾ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ﴿١٠﴾ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴿١١﴾ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴿١٢﴾ وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ﴿١٣﴾ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴿١٤﴾ وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿١٥﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿١٦﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿١٧﴾ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿١٨﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴿١٩﴾ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴿٢٠﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٢١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٢٢﴾} صدق الله الواحدُ القهّار [القمر].
ولكن الإمام المهديّ المنتظَر يقول: اللهم أبدل وعدَك لعبدك بالنّصر بالعذاب الأليم على العالمين بالرحمة وصبِّرني عليهم حتى تهديَهم برحمتك يا أرحم الراحمين، فكيف أفرح بالنّصر بالعذاب وفي نفس اللحظة تكون ربّي حزينًا عليهم ومُتحسرًّا في نفسك بسبب شدة رحمتك في ذات نفسك؟ فما أرحمك ربّي! فاكتبني مع الشاهدين لعظيم رحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تُجِب دعوة المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليماني لا على مسلمٍ ولا على كافرٍ إن نفد الصبر في قلب المهديّ المنتظَر فدعوتُ على البشر المعرضين عن الذكر فلا تُجِب دعوة المهديّ المنتظَر لا على مسلمٍ ولا على كافرٍ، ولكن أجب دعوتي لهم بالرحمة والغفران يا من هو أرحم بعباده من عبده ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، فما قدروك عبادك حقّ قدرك، إنا لله وإنا إليه لراجعون.
ونكتفي الآن بالإجابة عن جُزءٍ من السؤال الأول وباقي الأسئلة نكملها في وقت لاحقٍ بإذن الله، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو البشر في الدّم من حواء وآدم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
______________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=5411