الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
09 - ربيع الأوّل - 1445 هـ
24 - 09 - 2023 مـ
07:02 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسمي لأُمّ القُرى)
_________
سَبَبُ حَرارةِ المناخ؛ الحَقُّ يَعلو ولا يُعلَى عليه ..
بِسْمِ الله الرَّحمن الرّحيم الأحَد الفَرْد الصَّمَد لم يَلِد ولم يُولَد ولم يَكُن له كفُوًا أحَد، والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله وعلى كافّة أنبياء الله ورُسلِه ومَن تَبِعَهم في دعوَتِهم إلى كلمةٍ سَواءٍ بين العبيد (أن لا إله إلّا الله وحدَه لا شريكَ له ونحن له عابدون)، ثمّ أمَّا بعد..
يا معشَر شعوب البَشَر هل أنتم بَشَرٌ أم بَقَرٌ لا تتفَكَّر؟ مع احتِرامي لأيّ إنسانٍ يَحتَرِمُ عقلَه كإنسانٍ، وعلى كُلِّ حالٍ لا ولن يهتدي مِن الجِنّ والإنسِ الذين لا يَستخدِمونَ حواسَّهم وأفئِدَتَهم للتَّفَكُّرِ في عظَمَةِ الله الذي خلَقهم، ولماذا خلقَهم، ولماذا خلقَ كلّ ما حَولَهم مِن السَّماواتِ والأرضِ. فَقَد دخلنا في تَحَدِّيَاتٍ كُبرى كونيَّةٍ - بأمرِ الله الواحِد القهَّار - لا يستَطيعون إخفاءها كما أخفوا تحدِّيَات الفِتنة للعِظةِ والعِبرة. وعلى كلّ حالٍ يا معشرَ شعوبِ البشر لقد جاء التّحدِّي الأكبر بأمرِ الله؛ فمَن يُنجيكم مِن بأسِ الله إن كُنتم صادقين؟! فإن كان لكم آلهةٌ تَمنعُكم مِن آياتِ عذابِ الله الكونيَّةِ والكورونيَّة فهذا وقتُها إن كُنتُم صادقين؛ سبحان الله عَمَّا يُشرِكون، فلَكم حَرصتُ على هُدَى العالَمين أن اعبُدوا الله وحدَه لا شَريكَ له فلا تدعوا مع الله أحدًا، فأبَى المُسلِمون إلَّا أن يكونَ لهم شُفَعاءٌ بين يَدَي الله؛ ويزعمونَ أنَّ مُحمدًا رسول الله شَفيعهم بين يَدَي الله؛ سبحان الله عَمَّا يُشرِكون وتعالَى عُلُوًّا كبيرًا، وأمَّا غالبيّة العالَمين فيتَّبِعون المُلحدين بالله مِن أصحاب غَضَبِ الطبيعة، غَضِبَ الله عليهم وطَبَع على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يَرَوا العذابَ الأليم؛ إلَّا مَن تابَ وأناب إلى ربه ليَهدي قلبَه فسوف يَجِد الله غفورًا رحيمًا، فكيف يَعتَقِدونَ بغَضَبِ الطبيعة مُهَمِّشينَ غَضَبَ الله عليهم بحسب عقيدتهم فلا يُبالونَ بغَضَبِ الله وهم يفعلونَ ما يُغضِبُ الله؟! واتّخَذوا الله وراءَ ظهورهم وكأنَّ الله الذي خلقَهم وخلقَ السَّماوات والأرض والمُسَيطِر على ملكوتِ السّماواتِ والأرض لا وُجودَ له في عقيدة أصحاب غضَبِ الطبيعة ودون أن يُعيرُوا الله ربّ العالَمين أيّ اهتِمامٍ! وهم الصّغارُ عند الله؛ سبحان الله العَظيم رَبّ السَّماوات والأرض وما بينهما ورَبّ العَرش العظيم، فما لَكُم لا تَرجونَ لله وَقارًا؟
وأمّا النَّصارى فبالَغوا في المسيح عيسى بن مريم - عبد الله ورسوله - وقالوا: "وَلَدُ الله"، كما بالَغَ اليهود مِن قَبْل بتَعمُّدٍ منهم وقالوا: "عزيرٌ ابن الله"، وآخرون مِن المَغضوبِ عليهم قالوا: "إنّ اللهَ هو المسيحُ عيسى بن مريم"، سبحان الله العظيم وتعالى عُلوًّا كبيرًا الأحَد (ليس قبله شيءٌ) الصّمَد (لا يوجد مَن هو أشدُّ قُوّةً مِن الله) لم يَلِد ولم يولَد ولم يَكُن له كُفوًا أحَد، فمَن ذا الذي يُجيرُكم مِن عذاب الله إن كُنتم صادقين؟! فلن ينفَعَكم أصحابُ عقيدة غَضَب الطبيعة، فلا يستطيعون نصرَكم ولا لأنفسهم ينتَصرون، فقد غضِبَ الله لنفسه ولأمرِه ولسوف تعلمون أنَّ الله بالغُ أمرِه فلن تجِدوا لكم مِن دون الله أنصارًا، فلَكَم حَرِصتُ على هُدى الضَّالين مِن العالَمين الذين اتَّبَعوا المغضوبَ عليهم؛ فلَكَم حَرِصتُ على هُدى الضَّالِّينَ أجمعين فلم يهتدوا بسبب عدَم استِخدام العَقَل، وحسْبَ الفتوى مِن الله عن الذين لا يستَخدمونَ عقولهم لِيَعقِلوا كلامَ الله في القرآن العظيم أنَّه الحَقّ مِن ربّهم؛ فلن يَعقِلوه إلَّا بلُغةِ العذابِ مِن الله رَبّ السّماواتِ والأرض وما بينهما ورَبّ العرش العظيم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].
ويا معشَرَ البَشَر فها أنتم تَشعرونَ بآيةِ اقترابِ عذابِ الطَّامة الكُبرى سَقَر، وسَبَق أن أفتَيناكم بالحقّ أنَّكم دخلتُم في صيف سَقَر بَدءًا مِن عامِكم هذا 2023 مـ رغم أنّي أُحذِّرُ البشر من مُرور كوكَب سَقَر - مُنذ تسعة عشر عامًا - ليلًا ونهارًا ولم يَزِدهُم دُعائي إلَّا فِرارًا وإلحادًا بوُجودِ الله، فكأنّ أُمَمَ هذا العالم قَومُ نوحٍ (لا يَرجونَ لله وَقارًا)، وعلى كلّ حالٍ فها هُم سكان كوكب الأرض شمالًا وجنوبًا أعلنوا دخولهم في الاعتدال الخريفيّ مِن بَعْد الصَّيف الحار في القُطب الشماليّ؛ وفي نفس الوقت أعلن أصحاب القُطْب الجنوبي دخولهم في الاعتدال الرَّبيعيّ (في آنٍ واحدٍ)، وهيهات هيهات؛ وسَبَق أن أفتَيناكم مِن قبل بالحَقّ في بيانٍ سابقٍ أنّ صيف سقر أطَلَّ على آفاقِ قارة القُطْب الجنوبي لكوكب الأرض فأعدَم شتاء القُطْب البعيد حيث لا يَسكُن البشر؛ فمِن ثمَّ أعدَم شتاء التَّابعينَ لمناخ القُطْب الجنوبيّ في حدود العالَم جِهَة القُطْب الجنوبيّ؛ فأعدَم شتاءهم لعلَّهُم يفقهون الخَبَر، فأيّ رَبيعٍ ينتظرون - أصحاب القُطْب الجنوبي - مِن بعد إعدام شتاء القُطْب الجنوبيّ؟ أفلا تعقلون؟! وها هو صَيف سَقَر سوف يُداهِم الفَصلَين المُعتَدِلَين (الخريفي شمال كوكب الأرض، والربيعي جنوب كوكب الأرض) وصَيف كوكَب سَقَر سوف يُفشِلُ كافَّة أجهزة تنَبُّؤاتكم للطقس عِلميًّا فيَقلِب عِلمكم رأسًا على عَقِبٍ ليُذهِبَ مِصداقِيَّتكم لدى شعوب العالَمين؛ فلله الحُجَّة البالِغة يا عُبَّادَ فيزياء الطبيعة، ولسوف ننظُر هل فيزياء الطبيعة التي وضَعَها رحمةً بكم فهل سوف تَخضَعُ لقدرة الله فتمكُر بكم لتَقلِبَ عِلمَكم رأسًا على عَقِبٍ فتجعلكم وكأنّكم لا تعلمونَ مِن بعد عِلمٍ شيئًا؟
وعلى كُلّ حالٍ فما دام صَيْف سَقَر اجتاحَ الفصول الأربعة فهذا يعني حربَ أعاصيرٍ فيها نارٌ تُهاجمُ الغاباتِ والدِّيار، وفيضان الماء المُنهَمِر في الوقت المناسب حين يشاءُ الله وليس حين تشاءون، فأين أصحاب المَطَر الاصطناعيّ السّماويّ لإطفاء الغابات المُحترقة إن كانوا صادقين؟! فهذا وقتُ مَطَرِهم الاصطناعيّ فليُمطِروا بالسَّماء مِن السَّحابِ لإطفاء عذابِ حرائق الغابات إن كانوا صادقين فهذا وقتُها، وأكرِّرُ وأقول: فليُمطِروا بسُحبِ السَّماء لإطفاءِ حرائق الغابات إن كانوا صادقين، فيا أسَفي على عقول العَرَب لَكَم استَخفَّ بعقولهم شياطين العَجَم والعَرَب لهدم العقائِد الأساسيّة في مُحكَم القرآن العظيم ليعتَقدوا بعكس تحدي الله في مُحكَم كتابه؛ في قول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الواقعة].
فيا للعجَب يا معشر العَجَم والعَرَب! تالله إنِّي أتَفكَّرُ في كُفَّار الأمَمِ في عصر بَعْث الأنبياء فأجِدُهم أقرَب إلى معرفة الله مِن أمَمِ هذا العالم المُلحِد بالله العظيم في عَصْر بَعْث خليفة الله المهدي؛ فإنّ الكفار في عصر الأنبياء أقربُ إلى الإيمان لولا أنهم أشرَكوا بالله بسبب اتِّباعِهم لآبائهم الاتِّباعَ الأعمى، فانظروا إلى جوابهم على رُسل رَبِّهم، وقال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].
فلتَدعوا آلِهَتكم الذين تعبدونهم مِن دون الله فليَكشِفوا عنكم ضُرَّ قارعة حَرْب الله الكونيَّة والكورونيَّة إن كُنتُم صادِقين، فها أنتم دخلتُم في صَيْف سَقَر فلا تنتَظِروا للفصول الأربعة المَعروفة بَعْد اليَوم؛ فقد طغى عليها صَيْف سَقَر أجمعين بما فيهم شِتاء القُطْب الجَنوبيّ والشِّتاء القادم بأمْر الله، فهل تظنّونَ أنّي أهرِفُ بِما لا أعرِف؟! فيا للعجب يا معشَر الأعاجِم والعَرَب! كونه بالعقل والمنطق إذا كان ناصر محمد اليماني حقًّا مِن الصَّادقين بإعلانه دخول كوكب الأرض في مناخ كَوكَب سَقَر (جهنم) فحتمًا يَتِمُّ إعدام الفُصول الأربعة لعلَّكم تعقلون، ويا سبحان الله رَبِّي ورَبّكم له الحُجَّة البالِغة؛ فسوف يَتِمُّ تَسعير كوكب سَقَر بأمرِ الله (رحمةً مِن الله) أهون عليكم مِن دخولكم فيها لعلَّ ذلك يُحدِث لَكُم ذِكرًا، ولسوف تُطلِقُ جهنَّم بأمْرِ الله تَغيُّظًا وزَفيرًا نَحو الأرض فيَعُم الجِهات الأربع (جنوبًا وشمالًا وشرقًا وغربًا) بسبب زَئير وزَفير كوكَب سَقَر اللّواحة للبشَر بالآفاقِ؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الفرقان]، كون مُرورها بعيدًا عن كوكب الأرض فلن تَصطدِمَ بالأرض كونكم سوف تَرَوْن دائرة كَوكَب سَقَر حين شروقها مِن أقصى الجَنوب الشرقيّ إلى أقصى الجَنوب الغربيّ، كونها لن تصطدِمَ بالأرض ولكنها قريبةٌ بالنسبة للفضاء الكونيّ، وسوف تَحجبُ آفاقَ كوكَب الأرض مِن الجهات الأربع ليلة مرورها، وكذلك تشاهدون الدخان المُبيْن فيه عذابٌ أليمٌ؛ فارتَقِبوا إنّي معكم رقيبٌ، وأعلمُ وأعي ما أقول؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٧﴾ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الدخان].
وعلَى كُلِّ حالٍ لولا أنَّ كَوكَب سَقَر لا يأتيكم إلّا بغتةً لعلّمتُكم متى ليلة مروره، ولكن مِن البَشَر بقرٌ لا تتفكّر؛ فبدَل أن يُنيبوا إلى ربهم ليَهدي قلوبهم ويتَدبَّروا دعوة الحقّ مِن ربهم فسوف يُنظِرونَ فِكرَهم وعُقولهم وقلوبهم وأبصارهم وسمعهم عن التَّفكُّر في البيان الحقّ للقرآن العظيم حتى يَرَوا العذابَ الأليم؛ أولئك كالأنعام مِن الجِنِّ والإنْس كونهم مُلحدين بأسماء الله أجمعين؛ كونهم مُلحدين بوُجودِ الله، فكيف يَدعونه وهم به ملحدون؟! فالنار مَثوًى لهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٨٠﴾ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿١٨١﴾وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٢﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿١٨٣﴾ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿١٨٤﴾ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٨٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]، كونكم تُشاهِدون آياتِ الله حقيقةً على الواقِع الحقيقيّ فتأخُذكم العِزّة بالإثم فمِن ثمّ تُعرِضون.
وعلى كُلّ حالٍ لقد جعلنا المسألة بإذن الله (1+1 =2)، فها أنتم سُكّان كوكب الأرض دخلتُم حسب زَعمِكم فصول الاعتدال الخريفيّ شمالًا والربيعيّ جنوبًا معًا؛ فرغمَ أُنوفكم يَجتاحُ حَرُّ صَيف سَقَر فَصْل الخريف الشماليّ وفَصْل الرَّبيع الجنوبيّ بإذن الله فيَجعلهم أشدّ حَرًّا مِن صيفكم المُنصَرِم لعامكم هذا 2023 مـ كما سبقَ إعلان هذا التّحدِّي بإذن الله، وسوف ننظر ءآلله رَبِّي ورَبّكم هو المُسيطرُ على مَلكوتِ السَّماوات والأرض أم أنّ المُلحدين بالله العظيم هم المُسيطرون؟ سبحان الله العظيم، وما أنا إلَّا بشرٌ مثلكم ولكنّ الله اصطفاني خليفته على العالَم بأسرِه، فإن كان ناصر محمد اليماني مِنَ الصّادقين أنّ الله اصطفاه خليفةً على العالَم بأسرِه فاعلموا أنّ الله بالغُ أمرِه، وإن كُنت كاذبًا فعَلَيَّ كذِبي؛ فالحُكمُ لله رَبِّي ورَبِّكم، واقتربَ الحُكْمُ الفَصْلُ وما هو بالهَزْل.
وأقول للذين يُريدون أن يُطفئوا نور الله بتَعمُّدٍ منهم مِن العَرَب والأعاجِم: موتوا بغَيظكم، فوالله وتالله وبالله العظيم أنَّ الله مُتِمّ نوره ولو كَرِه المُجرمونَ ظهوره، وسيَعلم الكُفَّار بالله الواحِد القَهَّار لِمَن عُقبَى الدَّار، فلكم تَمادَيتُم بالنُّذر.
ولسوف نَختِم هذا البيان بالتَّذكيرِ بآياتٍ مِن سورة القمر للتّدبُّر والتَّفكُّر لمَن شاء أن يتذكَّرَ مِن أولي الألباب ماذا فعل الله بالأُمَم الأولَى؛ فهل دمّرَهم الله بأسبابٍ كونيّةٍ أم أنّها مُجرَّدُ كوارثَ طبيعيّة؟ فتفكّروا وتدبّروا؛ فهل أهلكهم الله بكوارث الطبيعة بأمرِ الله؟ وليست كوراث الطبيعة مِن ذاتِ نفسها بل بأمرٍ مِن الله المُسيَطِر على ملكوت الطبيعة، فتدبّروا القول يا أولي الألباب؛ قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴿٩﴾ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ﴿١٠﴾ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴿١١﴾ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴿١٢﴾ وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ﴿١٣﴾ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴿١٤﴾ وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿١٥﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿١٦﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿١٧﴾ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿١٨﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴿١٩﴾ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴿٢٠﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٢١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٢٢﴾ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴿٢٣﴾ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿٢٤﴾ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴿٢٥﴾ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ﴿٢٦﴾ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ﴿٢٧﴾وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ ﴿٢٨﴾ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ ﴿٢٩﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٠﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ﴿٣١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٣٢﴾ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ﴿٣٣﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ ﴿٣٤﴾ نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ ﴿٣٥﴾ وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ ﴿٣٦﴾ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٧﴾ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ ﴿٣٨﴾ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٩﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٤٠﴾ وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ﴿٤١﴾ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ ﴿٤٢﴾ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴿٤٣﴾ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ ﴿٤٤﴾ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴿٤٥﴾ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴿٤٦﴾ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿٤٧﴾ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴿٤٨﴾ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة القمر].
وسَلامٌ على المُرسَلين والحَمْد لله ربّ العالَمين..
خليفةُ الله الإمامُ المهديّ؛ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
____________
[لقراءة البيان من الموسوعة]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=428598