البيان الحق لقوله تعالى:
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا }
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }
صدق الله العظيم، [فاطر:٣٢]
وتجدوا البيان في قول الله تعالى:
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }
صدق الله العظيم، [الزخرف:٤٤]
فمنهم قوم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي ورث لهم كتاب الله القرآن العظيم ليبلغوه للعالمين إنهم آل بيته وقومة العرب أجمعين الامة الوسط في العالمين أصحاب السان العربي المبين تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }
صدق الله العظيم، [البقرة:143]
وإنما اصطفاهم الله ليكونوا شهداء على الناس بالتبليغ بهذا القرآن العظيم ويأتي الله بمحمد رسول الله يوم القيامة ليكون شهيداً على قومه أنه بلغهم بهذا القرآن العظيم ثم يأتي الله بقومه العرب ليكونوا شهداء على الناس أنهم بلغوهم بما ورثه لهم نبيهم من عند رب العالمين وقومه هم المصطفون بتبليغ رسالة الله إليهم إلى العالمين أصحاب اللسان العربي المبين ليجعلهم الله شهداء بالتبليغ لهذا القرآن ولذلك قال الله تعالى:
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }
صدق الله العظيم، [الزخرف:٤٤]
بمعنى أن الله سوف يسئل محمد رسول الله هل بلغ بهذا القرآن إلى قومه ليبلغوه للعالمين وكذلك سوف يسئل الله قومه هل بلغوا به للعالمين ولذلك جعل الله الرسول شهيداً على قومه أنه بلغهم بالقرآن العظيم وكذلك جعل الله قومه شهداء على الناس انهم بلغوهم بهذا القرآن العظيم وذلك بيان قول الله تعالى:
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }
صدق الله العظيم، [البقرة:143]
ولكن قومه الذين اصطفاهم الله لتبليغ العالمين بهذا القرآن العظيم ليس بسواء، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ومن ضمنهم آل بيت رسوله ولسنا ممن يُحرف الكلم عن مواضعه بل ننطق بالحق ونهدي إلى صرط مُستقيم وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }
صدق الله العظيم، [فاطر:٣٢]
وقد ورث محمد رسول الله لقومه هذا القرآن العظيم، فهم من تولوا شأن إتمام التبليغ إلى العالمين من بعد وفاة رسوله فاتخذهم الله شهداء على الناس أنهم بلغوهم بما ورثه لهم مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن العظيم ولذلك جعل الله نبيه شهيداً على قومه أنه بلغهم بالقرآن العظيم ثم جعل الله قومه شهداء على الناس أنهم بلغوهم بهذا القرآن العظيم ولذلك قال الله تعالى:
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }
صدق الله العظيم، [البقرة:143]
ولذلك سوف يسأل الله نبيه هل بلغ به قومه وكذلك سوف يسأل الله قومه المصطفين للتبليغ هل بلغوا به للعالمين، ولذلك قال الله تعالى:
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }
صدق الله العظيم، [الزخرف:٤٤]
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ }
صدق الله العظيم، [آل عمران:١١٠]
ولكنهم ليسوا جميعاً أخياراً بل بل منهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات، أولئك الذين أورثهم الله الكتاب ليبلغوه للعالمين وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
أخو المؤمنين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.