بسم الله الرحمن الرحيم
وادي غزة .. هل هو النهر الذي اُبتلى الله به طالوت وجنوده !؟
قال تعالى: فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّـهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٢٥١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
عندما اردت التدبر بموقع هذا النهر اعتمدت على ان ابحث عن وادي يكون موقعه بحيث يقع على طريق من هو قادم من سيناء مصر ومتجهاً نحو القدس، وعند البحث بقوقل ايرث وجدت وادياً ينطبق عليه هذا الشرط وعند القراءة عنه تفاجأت بأنه وادٍ شهير ومعروف وما هو مذكور عنه يرشحه لأن يكون هو النهر الذي اُبتلي به طالوت وجنوده، هذا الوادي هو .. وادي غزة اكبر الأودية في النقب ويبلغ طوله 105 كم يبدأ من جبال النقب متجها نحو السهول ثم الى غزة حتى يصب بالبحر الابيض المتوسط، وهو الحد والبداية لدخول صحراء النقب بإتجاه القدس والمنطقة الحدودية للدولة المصرية القديمة، ويقع على اهم الطرق التجارية القديمة بالقرب من الطريق القديم الرابط بين مصر بسوريا وبلاد ما بين النهرين المسمى بطريق البحر (Via Maris) وايضا يُمثل الوادي من جهة اخرى امتداداً لطريق البخور الممتد من اليمن بجنوب الجزيرة العربية والمنتهي في شمالها على ساحل غزة، والمذكور في الكتاب المقدس حيث سافرت "ملكة الجنوب" على طريق الذهب واللبان لرؤية الملك سليمان في أورشليم وهناك من يقول بأن المعونيون المذكورون بالعهد القديم هم المعينيين من جنوب شبه الجزيرة العربية، الذين سيطروا على تجارة التوابل بكامل الجزيرة العربية والتي تشمل المواقع الشمالية لطريق التوابل بالقرب من هذا الوادي حتى غزة
والمهم هو ما ذُكر ايضا عنه بالكتاب المقدس بأنه شكل نقطة مهمة بحياة داود مباشرة قبل أن يصبح ملكًا ، ولا زال هناك بعض التشابه مع القران لحدث تخلف عدد من الجنود عند النهر بعد التحريف للكتب المقدسة، حيث يقول العهد القديم بأن داوود عاش بمدينة اسمها صقلغ مع الفلسطينيين وعندما اراد الانضمام إليهم في حملة ضد العمالقة وبينما هم خارج المدينة هجموا عليهم ونهبوا ممتلكاتهم واخذو زوجاتهم وابنائهم فعاد داود ليجد مدينته مدمرة، فشرع بمطاردتهم وعند وصولهم لوادي غزة، تخلف 200 مقاتل من رجال داود بسبب الاعياء والتعب بينما اكمل ال400 الأخرون المطاردة.
وادي غزة اليوم يُعرف أيضًا باسم وادي شلالة، نهر بيسور، او نحال هبسور، habsor stream ومجرى هذا الوادي ذو جوانب شديدة الانحدار وتوجد عليه جسور معلقة تمتد بين ضفتيه ولكن المحزن بالأمر انه اقيمت عليه السدود لمنع المياه عن غزة.
وشاهدوا هذه الصور لموقع هذا الوادي :