بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أنبياء الله أجمعين من أولهم إلى خاتمهم محمد ابن عبدالله الصادق الأمين وعلى آلهم وصحبهم ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وعلى إمام الأمه الموعود وخليفة رب العاملين الإمام الناصر لدين محمد والقرآن العظيم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وعلى الأنصار السابقين الأخيار وسلم تسليما كثيرا.. وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أيها القابع في غيابت السكون، يا حبيس النظر المتجول والرضا بمشاهدة الأحداث، قم وانفض عن نفسك الغبار، وأضرم في همتك نار العزم الأريب، فأنت ابن الإسلام، خرجت من رحم تلك الأمة المباركة، وليس مكانك حيث أراك اليوم، إنما مكانك على قمة الحياة البشرية.
الإسلام بحاجة إليك، ووطنك بحاجة إليك، والحياة بأسرها بحاجة إليك، لا لشيء إلا لأنك وحدك تستطيع، نعم لأنك الوحيد من بين أهل الأرض من يحمل بين جنباته عقيدة سامية وشريعة غراء وقيم فريدة، بها تقود العالم إلى الأمام، لا كوحوش الدمار الذين اعتلوا عرش التقدم بدون قوائم له تزنه وتقيمه، اعتلوا قمة التقدم وهم يتلطخون بالدونية والبهيمية وسوافل القيم.
أراك تنظر من بين الركام بعين الياس، متسائلًا: أنا فرد، ما الذي يمكنني إنجازه؟ لن يسمن جهدي أو يغني من جوع، صرح الإصلاح لن يقوى عليه ساعدي وحدي.
وألتمس لك العذر فيما ذهبت إليه ففكرك هذا كان ضحية ركام من أنقاض البشرية المهلهلة والتي استهدفت من قبل صناع الدمار وعشاق الخراب، ولكني قد أتيتك ببوارق الأمل، لكي تلمع في عينيك وقلبك، فتبصر ذاتك وتقف على حقيقة قوتك، وتدرك أن الفرد قد يبني مجدًا ويصنع أمة، فمن ثم تقتحم وتصنع الحياة.
إنهم بشر مثلك، لا يختلفون عنك في التكوين والخلقة، كانوا فرادى، ولكنهم فعلوها، اقتحموا وصنعوا الحياة، لم يثن عزائمهم أن كانوا وحدهم، لكنهم أضرموا نار الحماسة في قلوبهم ونفخوا في عزائمهم بأنفسهم، ولم يبالوا بوحشة الطريق وقلة الناصر والمعين.
فعون الله لا ينقطع عن عباده الصالحين الذي يرغبون بعزم أكيد في نهضة أمتهم، فحي على العمل من أجل رفعتها ونهضتها وعزتها، فما للإنسان قيمة بدون أن: يقتحم ويصنع الحياة.