الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
(بحسب التقويم الرسمي لأم القرى)
"وسألت الله بِحَقِّ لا إله إلَّا هو وبَحقِّ رحمته التي كَتَب على نفسه وبِحَقِّ عَظيم نعيم رضوان نفسه أن يَحفظهم مِن عَدوِّه وعَدوِّهم ويُفَرّج كُربتهم وكُربة جَميع المُسلمين والمَظلومين في العالَمين بالتعجيل بظهور المَهديّ المُنتَظَر على كافَّة البَشَر في لَيلةٍ والكارِهون مِن الصَّاغرين".
والله مُتِمُّ نوره ولو كَرِه المُجرِمون، وإنَّا فوق عَدوّهم قاهِرون وعليه مُنتَصِرون بإذن الله رَبّ العالَمين.
وكَيْف لا أنصُر الذين يُقاتَلون بأنَّهم ظُلِموا؟! وإنَّ الله على نَصرِهم لَقديرٌ لأنهم أُخرِجوا مِن ديارهم بغير الحَقّ؛ فكيف لا أنصُرهم فأكون معهم بإذن الله؟! ولَكِنّي لا أنصُر مَن يعتَدي على الكافرين بُحجَّة كفرهم فيقتلونهم لأنَّهم كافِرون! أولئك إذا لَم يتوبوا فسوف أُقيم عليهم حَدّ الله بالحَقِّ، فلم يأمرنا الله أن نُكرِه النَّاس حتى يكونوا مُؤمنين، ولا ولن أسمح للإنسان أن يَظلم أخاه الإنسان في مشارِق الأرض ومغارِبها مِن بعد النَّصر والظهور، وأُقسِمُ بِعِزَّة الله وجلاله وعظيم نعيم رضوانه لو أنّ أخي ابن أمي وأبي قَتَل كافِرًا بحجَّة أنه كافرٌ ولم يعتدِ الكافرُ على أخي لحكمتُ على أخي بالصَّلب ولا أُبالي ولا أخاف في الله لومة لائمٍ.
وأشهَدُ لله أنّي الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ النَّاصِر لِحَماس (رِجال حَول الأقصى؛ مَن صَلح منهم ولم يَخُنهم)، فأنا مع الذين يُدافِعون عن أرضهم وعِرضهم في جميع مَشارِق الأرض ومغارِبها، وأعلم كيف تكون أُصول الجِهاد في الكِتاب، ولم يجعل الله خليفته يُفسِد في الأرض ولا يسفك دِماء النَّاس بغير الحقّ، وأعوذُ بالله أن أكون مِن الذين يقتلون النَّاس بغير الحَقِّ بحُجَّة كُفرهم؛ فلا إكراه في الدين، بل يُعامِل المَهديُّ المُنتَظَر الكافرين كَما يُعامِل المُسلمين، ولكنّي أُقاتِل مَن يُقاتِل إخواني المُسلمين في دينهم أو يُخرجهم مِن أرضهم؛ فيدافع المهديّ المنتظر عن المُسلِم ضِدّ مَن يعتَدي عليه مِن الكُفَّار، ولكنّي أُقسِمُ بالله رَبّ العالَمين لو يعتدي المُسلِمون على الكُفَّار الذين لم يقاتلوهم في دينهم لَأُعلِنُ الحَرْب على المُسلمين المُعتَدين على الكافِرين وأرفَع ظُلْم المُسلِم على الكافِر وأرفع ظُلْم الكافِر عن المُسلِم، وقد حَرَّم الله على نفسه الظُّلْم وجعله مُحَرَّمًا بين عباده ولذلك نُحَرِّم الاعتداء على الكافِر بِغير الحَقّ، ويدافع المَهديّ المُنتَظَر مع المسلم مِنْ ظُلم الكافر فيمنَع الاعتداء على المُسلِم مِن الكافِر، وأمنَع الاعتداء مِن المسلم على الكافر فأُقيم حُدود الله عليهم جميعًا (المسلمين والكافرين) وهم صاغِرون حتى أمنَع ظُلْم الإنسان لأخيه الإنسان. ولا ولُن أُكرِه النَّاس على الإيمان بالرَّحمن؛ فلا إكراه في الدِّين.
وفي المُعاملة الحَسَنة للكافرين حِكمةٌ من الله بالغةٌ في الكِتاب للذين لا يحاربوننا في الدِّين، وبطريقة العَدْل والإحسان والرَّحمة والمُعامَلة الحَسَنة حين يرى الكافِرون أنَّ المهديّ المُنتَظر يبرّهم ويُقسِط إليهم ولم يُعادِهم ولم يُجبِرهم على الإيمان بالرَّحمن فلا يجدون في أنفسهم إلا أن يقولوا: "نشهَدُ أن لا إله إلا الله ونشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رسول الله" باقتناعٍ من ذات أنفسهم لأنهم عَلموا أنَّ هذا دينُ الرَّحمة من الله أرحم الرَّاحمين، وصدق الله ورسوله النبيّ الأمين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وذلِك لأنّ الله تبرَّأ مِن المُشرِكين بأن لا يقرَبوا مَكَّة والمسجِد الحَرام إلى يوم الدين، وأن يكون المَسجِد الحرام حصريًّا لِمَن أسلَم وآمَن بالله، وأمَر الله المُشركين جميعًا بمُغادرة مَكَّة المُكَرَّمة سواء يكون كافِرًا أو يهوديًّا أو نصرانيًّا لا يدين بدين الحَقّ؛ فقد حرَّم الله عليهم الاقتراب مِن المسجد الحرام من بعد عام حجَّة الوداع ولم يمهلهم الله إلَّا إلى آخِر شهر مُحَرَّم، فإذا انسلخ وهم لا يزالون في مكَّة فقد أمر الله المُسلمين بقتلهم حتى لو كانوا مُتعَلِّقين بستار الكعبة إلَّا مَن أسلَم وتاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة فهُنا أَخْلُوا سبيله ولا تقولوا له لستَ مُسلمًا! وأصبح له حَقٌّ في المَسجِد الحَرام كما حَقّ المُسلمين. وإنَّما يقصد الله بقوله: {حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} أي: حتى لو كان مُتَعِلقًا بستار الكعبة وهو لا يزال مُشرِكًا ظاهر الأمْر وليس مِن المُسلِمين فقد أمَر الله المُسلِمين بقتله لأنّه تحدَّى أمر ربّه ولم يَخرُج من بيته فيُغادِر مكة، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التوبة]؛ سواءٌ يكون مِن قُريشٍ أو نصرانيًّا أو يهوديًّا أو مَجوسيًّا فقد حَرَّم الله عليهم مَكَّة المُكَرَّمة إلى يوم الدين، ولم يعطِهم الله مُهلةً مِن بعد إعلان البراءة يَوم الحَجّ الأكبَر إلَّا إلى نهاية شهر مُحَرَّم الحرام، ثُم أحَلّ الله للمؤمنين قَتْل مَن وجَدوه مِن المُشرِكين لَم يُغادِر مَكَّة المُكَرَّمة حتى لو تعلَّق بستار الكعبة، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّـهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٤﴾ فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
"ونَصَرَ الله من نَصرهم، وخَذَلَ الله مَن خَذَلهم في نفسه وأصابه الله بِداءٍ في جَسده يَعجَز عنه أطباء البشر حتى يَتوب إلى الله مَتابًا فيشفيه ويغفر له إنَّ رَبّي غَفورٌ رحيمٌ".
وسلامٌ على المُرسَلين والحَمْدُ لله رَبّ العالَمين..
______________