مقتبس من أحد بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني]
الإمام ناصر مُحمد اليماني :
وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني الإمام المهدي أهديكم بالقُرآن إلمجيد إلى صِراط العزيز الحميد وأُذكّر بالقُرآن من يخافُ وعيد، ألا والله لا أستطيع هُداكم ما لم تؤمنوا بهذا القُرآن العظيم فإن أبيتم فلا حُجّة بيننا وبينكم غير كتاب الله العزيز المحفوظ من تحريف الباطل فلا يأتيه من بين يديه في عصر التنزيل لتحريفه ولا من خلفه من بعد ممات المُرسل به خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الله حفظ للناس كتابه العزيز من تحريف الباطل إلى يوم الدين ليجعله الله حُجّته على العالمين ليحفظ لهم طريق الهُدى الحق إلى الصِراط المُستقيم تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾}
صدق الله العظيم, [فصلت]
وجعله الله البُرهان المُبين للدّاعي إلى صِراط العزيز الحميد وأمركم الله أن تعتصموا بحبل الله يا معشر المُسلمين فتتّبعوا آيات الكتاب البيّنات ولا تتفرقوا. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾}
صدق الله العظيم, [آل عمران]
ولربما يودُّ أحد الإخوان العُلماء أن يُقاطعني فيقول: وما هو حبل الله الذي أمرنا الله أن نعتصم به وحده والكُفر بما خالفه.؟! فقد تفرّق عُلماء الأُمة من قبلنا إلى شيعٍ وأحزاب ونحن حذونا حذوهم وكُلّ طائفةً يزعمون أنهُم هم الطائفة الناجية.! أفلا تُفتينا ما هو حبل الله الذي أمرنا أن نعتصم به وحده فلا نتفرق.؟!!
ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهدي بالبُرهان المُبين وأقول: ألا إن حبل النجاة الذي أمركم الله أن تعتصموا به إنهُ بُرهان الدّاعية على الناس إلى صِراط العزيز الحميد إنهُ حُجّة الله على الدّاعية، وحُجّة الدّاعية على الناس قد جعلهُ الله البُرهان للدّاعية إلى صِراط الرحمن إنه القُرآن العظيم من اعتصم بمُحكمه ونبذ ما خالفه فقد هُدي إلى صِراط العزيز الحميد ومن ابتغى الهُدى في سواه وأبى الاعتصام بحبل الله فقد غوى وهوى وكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيق في نار جهنم أسفل الأراضين السبع، فمن أراد الاعتصام بالحق فإن المهدي المُنتظر لا يأمركم أن تعتصموا بالمهدي المُنتظر ناصر مُحمد اليماني فما يدريكم أنه المهدي المُنتظر أم كذابٌ أشر.؟! ما لم يدعوكم للاعتصام بحبل الله القُرآن العظيم ثُم يُهيمن عليكم بسُلطان العلم من مُحكم القُرآن حتى لا يُحاجّه عالمكم ولا جاهلكم إلّا غلبه بالبُرهان المُبين لدعوة الحق القُرآن العظيم حبل الله للنجاة من الضلال من اعتصم به هُدي إلى صِراطٍ مُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾}
صدق الله العظيم, [النساء]
ولربما يودُّ أن يُقاطعني أحد عُلماء طائفة القُرآن فيقول: الحمدُ لله فنحنُ القُرآنيين اعتصمنا بحبل النجاة والهُدى فنحن الناجون ونحنُ المُهتدون ونحنُ الصافون ونحنُ المُسبحون. ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهدي وأفتيهم بالحق: بل ضلّيتم وأضلّيتم عن الصِراط المُستقيم لأنكم تتبعون قُرآنه وتذرون بيانه.!! وسبب ضلالكم عن الهُدى هو إنكم تُفسرون آيات الكتاب التي لا تزال بحاجةٍ للتفصيل من ذات الكتاب اجتهاداً منكم كما ترون ظاهر الآية.! ولكن الآية إما أن تكون مُتشابهة ظاهرها يختلف عن بيانها أو تكون من الآيات التي لا تزال بحاجة للمزيد من التفصيل من كتاب القول الثقيل. ولم يجعل الله المهدي المُنتظر من طائفة القُرآنيين من الذين يُفسّرون القُرآن اجتهاداً منهم من ذات أنفسهم بغير سُلطانٍ من الرحمن، ولكن المهدي المُنتظر الحق من ربكم لا يجرؤ أن يُفسّر القُرآن اجتهاداً منه من رأسي من ذات نفسي بل آتيكم بسُلطان البيان من ذات القُرآن، وذلك لأن القُرآن قد جاء فيه البيان لو كنتم تعلمون. ولذلك لن تجدوا المهدي المُنتظر يُفسّر القُرآن اجتهاداً منه فليس هذا هو الاجتهاد.! بل الاجتهاد هو البحث عن البيان في ذات القُرآن العظيم حتى يؤتيك الله سُلطان البيان من ذات القُرآن ومن بعد أن يتبيّن لك الحق من ربك بالعلم المُلجم لأي عالم يُخالف حُجّتك ومن ثُمّ تدعو عُلماء الأُمة والناس أجمعين إلى الله على بصيرةٍ من ربك حتى تجعلهم بين خيارين إما أن يُصدّق فيتّبع أو يعرض عن القُرآن العظيم ويبتغوا الهُدى في سواه، ومن ابتغى الهُدى في سواه أضلّهُ الله.! ولكني أراكم تُفسّرون القُرآن حسب هواكم. وكذلك الشيعة الإثني عشر الذين يزعمون أنهم هم أنصار المهدي المُنتظر حتى إذا جاءهم بالبيان الحق للذكر مُخالف لأهوائهم فإذا هم عن الحق مُعرضون أو اتخذوا بين ذلك سبيلاً، فلا كذبوا ولا صدقوا. وكذلك أهل السنة يظنون أنهم هم أنصار المهدي المُنتظر حتى إذا جاءهم بالبيان الحق للذكر مُخالفاً لأهوائهم ومُلجماً لعقولهم فما كان قول قوم منهم إلّا أن قالوا إن المهدي المُنتظر لا يقول أنهُ المهدي المُنتظر بل نحن نُعلّمهُ ونقول لهُ إنهُ هو المهدي المُنتظر فنُكرهه على البيعة وهو صاغر.!! ثُمّ يردُّ عليهم المهدي المُنتظر ويقول:
[فهل أنتم تؤمنون أن المهدي المُنتظر خليفة الله في الأرض سوف يملأ الأرض عدلاً بين الأُمم كما مُلئت جوراً وظُلماً.؟].
ومن ثُمّ يقول أهل السنة: اللهم نعم.
ومن ثُمّ يردُّ عليهم المهدي المُنتظر وأقول:
فهل ترون يا معشر الشيعة والسُنة أنهُ بالعقل والمنطق أنهُ يحق لكم أنتم أن تصطفوا خليفة الله في الأرض فهل أنتم أعلمُ أم الله يعلمُ حيث يجعل قُرآنهُ وبيانه.؟!! تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٢﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢٥﴾}
صدق الله العظيم, [الأنعام]
أم إنكم لا تعلمون من هو المقصود بقول الله تعالى:
{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٢﴾}
صدق الله العظيم
فذلك هو الإمام المهدي الحق من ربكم يُصلحه الله من بعد غفلة فيمدّه بنور البيان الحق للقُرآن ويُظهره الله عليكم إن أعرضتم في ليلةٍ واحدة وأنتم صاغرون. وهل تدرون لماذا يُظهره الله عليكم في ليلةٍ وأنتم صاغرون إن أبيتم طاعته.؟!! وذلك لأنه خليفة الله عليكم، وما كان لكم ولا لملائكة الرحمن المُقرّبين الخيرة من الأمر في شأن خليفة الله، بل شأن خليفة الله يختص به الله وحده من دون خلقه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، ولم يكُن له شريكٌ في الملك فيكون له الحق في الاختيار لخليفة الله ولا يُشرك في حُكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}
صدق الله العظيم, [الكهف:26]
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٦﴾}
صدق الله العظيم, [آل عمران