{الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿1﴾ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿2﴾}
صدق الله العظيم [ابراهيم]
فانظروا لقول الله تعالى:
{ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿1﴾ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿2﴾}
صدق الله العظيم.. ومن أسماء البشر "العزيز - الحميد" كمثل قول الله تعالى:
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
صدق الله العظيم [يوسف:30]
ولكن الله تعالى قال في محكم كتابه:
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}
صدق الله العظيم [مريم:65]
ولكنكم تجدوا اسم العزيز أطلقه الله على بشر في قول الله تعالى: {امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ}. إذاً فإسم العزيز هو من الأسماء المشتركة بين العبيد والرب المعبود كونه من أسماء صفات الله سبحانه ولذلك تجدوا في الكتاب من يُسمى (العزيز) وتشترك بعض الصفات بين الله وعبيده المكرمين ومنها صفة الرحمة ولذلك يقول الله تعالى:
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
صدق الله العظيم [يوسف:64]
فمن هم الراحمين؟ وهم العباد الذي أوجد الله في قلوبهم من صفة الرحمة ولكن الرحمن الرحيم هو أرحم منهم ولذلك قال الله تعالى:
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
صدق الله العظيم [يوسف:64]
وكذلك من الصفات المشتركة بين العبيد والرب المعبود صفة الغفران فمن هم الغافرون؟ وهم عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وهم الذين قال الله تعالى عنهم في محكم كتابه:
{وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}
صدق الله العظيم [الشورى:37]
ولكن هذه الصفات تطلق على من يتصفون بها ولكن هي صفة محدودة لهم وليست مطلقة كونهم لا يستطيعون أن يغفروا إلا في حقهم، كونهم لا يستطيعون أن يغفروا في حقهم وحق ربهم أو حق عبيد ليسوا هم أولياؤهم إن أذنوا لهم. ولكن الله يقدر أن يغفر في حقه وحق عبيده أجمعين بغير إذن منهم كما غفر لنبي الله موسى قتل نفس بغير الحق وقال الله تعالى:
{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿15﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿16﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ(17)}
صدق الله العظيم [القصص]
ولكن الله خير الغافرين تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:155]
وهذه من الصفات المشتركة بين العبيد الذين يوصفون بها والرب المعبود وكذلك صفة الكرم ولكن الله أكرم الأكرمين وكذلك صفة الرزق يرزقكم الله ويرزق منكم وهو خير الرازقين تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
صدق الله العظيم [سبأ:39]
كون صفة الرزق صفة مشتركة بين العبيد الذين يوصفون بذلك والرب المعبود وقال الله تعالى:
{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا}
صدق الله العظيم [النساء:8]
ولكن الله هو خير الرازقين تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
صدق الله العظيم [سبأ:39]
وأسماء الصفات لله هي أسماء مشتركة بين الله وعبيده الذين يتصفون بها ومنها صفة الحياة ويتصف بها كل حي. ولكن هذه الصفة لدى الأحياء محدودة بالموت ولكن الله حيٌّ لا يموت، ولكن هل قط سمعتم أحداً إسمه الله أو أسمه الرحمن؟ والجواب لا يجوز هذا كونهم من أسماء الذات وليست من أسماء الصفات ويقصد الله سبحانه بقوله تعالى:
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}
صدق الله العظيم [مريم:65]
يقصد من أسماء ذاته سبحانه فلا يجوز أن يطلق على أحد اسم الله أو اسم الرحمن غير الله وحده. كونهن من أسماء ذاته وليست من أسماء صفاته المشتركة بينه وبين عبيده الذين يتصفون بها، ومن أسماء الذات (الله) أو (الرحمن) تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
صدق الله العظيم [الإسراء:110]
وكذلك تدعونه بأسماء الصفات ومن أسماء صفاته "الرحيم والنعيم" ولكن النعيم صفة لذات الجنة وصفة لرضوان الله ولكن صفة رضوان الله على عباده سيجدوه في قلوبهم نعيم أكبر من نعيم جنته تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
صدق الله العظيم [التوبة:72]
وهو بما يوصف بالاسم الأعظم كونه لا يوجد فرق بين أسماء الله الحسنى وكل أسمائه عظيمة سواء أسماء ذاته أو أسماء صفاته وحتى لو كانت من أسماء صفاته مشتركة بين العبيد والرب المعبود فتلك الصفة محدودة لديهم فإن يرزقون الناس من أموالهم فرزقهم محدود وخير الرازقين لا حدود لرزقه يرزق كل شيء تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}
صدق الله العظيم [هود:6]
وإن شاء الله يصدر من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بيان خاص في بيان أسماء الرحمن نستنبطها لكم جميعاً من محكم القرآن جميع أسماء الذات والصفات من آيات الكتاب المحكمات البينات من آيات أم الكتاب ولن نعدكم متى صدور هذا البيان من قبل الاعتراف بتعريف اسم الله الأعظم في محكم الكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.