الموضوع: نرجو الافادة للرد على من أثبت رؤية الله جهرة يوم القيامة

النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. افتراضي نرجو الافادة للرد على من أثبت رؤية الله جهرة يوم القيامة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وافضل الصلاة واتم التسليم على محمد بن عبدالله واله الاخيار الاطهار وعلى امامنا المهدي من عند الله تبارك وتعالى ناصر محمد اليماني.
    والرد على من قال ان الله لا يرى الا في الاخرى قول الله تعالى. وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. سورة القيامة
    افيدونا للرد على من جعل هذه الاية حجة لثبوت الرؤية في الآخرة جزاكم الله عنا كل خير.

  2. Thumbs up

    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 4541 من موضوع فتاوى المهديّ المنتظَر في رؤية الله جلَّ ثناؤه ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    11 - رجب - 1428 هـ
    25 - 07 - 2007 مـ
    10:56 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    فتوى المهديّ المنتظَر في رؤية الله جلَّ ثناؤه ..
    بيانٌ هـــــــامٌّ وبشرى للمـؤمنيـــــن ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، من المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض إلى جميع المُسلمين والناس أجمعين، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصراط ـــــــــــــ المستقيم، وبعد..

    يا معشر علماء المسلمين إنّي أحذّركم من عقيدة رؤية الله جهرةً، فلنحتَكِم إلى القرآن العظيم حتى أنقذكم من فتنة المسيح الدجّال الشيطان الرجيم والذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريمَ! وما كان ابن مريمَ بل هو كذابٌ لذلك يُسمَّى المسيح الكذاب، ولا أعلم بأنّه أعورُ ولا مكتوبٌ على جبينه كافرٌ؛ بل ذلك مِن مَكر الذين تظاهروا بالإيمان بين يدي رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليصُدّوا عن سبيل الله، ألا ساء ما يفعلون! وقالوا إنّه أعورُ ومكتوبٌ على جبينه كافرٌ وذلك لأنّهم يعلمون بأنّكم لن تروا ذلك في وجه المسيح الكذاب، ولعلكم تُصدِّقون بأنّه الله ربّ العالمين سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، فهل تظنّون يا معشر المسلمين بأنّ الله إنسانٌ فلا تستطيعون التمييز بين الحقّ والباطل إلاّ أنّ المسيح الدجال أعورُ وربّكم ليس أعورَ؟! فأين ذهبت عقولكم؟ وقال الله تعالى: {{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}} صدق الله العظيم [الشورى:11].

    وأنا المهديّ المنتظَر أعترف بعقيدتين لدى الشيعة وهما: (الحُكْمُ في عدم رؤية الله جهرةً، والحُكم في الرَّجعة لفريقٍ من الأموات)، وأخالفهم فيما لم يُنزِّل الله به من سلطانٍ، وأحذِّر طائفةً منهم يُفَسِّرون القرآن على حسب هواهم، وأحذِّر جميع المسلمين من تفسير كتاب الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، وذلك من عمل الشيطان وأمْرِهِ أنْ تقولوا على الله ما لا تعلمون حتى ولو كان تأويلًا لآيات الكتاب، وذلك لأنّ التأويل هو المعنى المقصود في نفس الله من كلامه، فإذا لم يكن تأويلك أيّها العالم حقًّا فقد قُلت على الله غير الحقّ وسوف يحاسبك الله على ذلك لأنّك خالفت أمره، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم اتَّبعتَ أيها العالِم أمر الشيطان المُخالِف لأمر الله، وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهل ترونني آتيكم بالتأويل لكلام الله من غير كلام الله؟ فما خطبكم لا تُصدِّقون؟! فهل جعلتم الفرق بين الله (الحقّ) والباطل فجعلتم التمييز بأنّ الدجال أعور والله ليس أعورَ؟ إذًا صدَّقتم بأنّ الله إنسانٌ وإنّما الفرق في نظركم أنّه ليس أعورَ والدجال أعورُ! فما خطبكم كيف تحكمون؟ ألم يكفِكم بأنّ الله ضرب لكم الحُكْمَ الحقّ في الجبل العظيم؟ فإذا لم يتحمّل الجبل رؤية الله وهو جبلٌ فكيف يتحمله الإنسان الضعيف؟ وخُلِق الإنسان ضعيفًا. فهذه عقيدةٌ باطلةٌ ما أنزل الله بها من سلطانٍ، وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    أفلا ترون موسى حين أفاق ما كان قوله: {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، ومعنى قول موسى واضِحٌ وبيِّنٌ، فقد نزّه ربَّه بأنّه ليس كمثله شيءٌ يتحمّل رؤيته فحتى الجبل العظيم لم يتحمّل رؤية عظمة الله جهرةً، وذلك لأنّ الله أعظم سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، وقد جعل الله برهان عدم الرؤية في الجبل فإذا استقرَّ مكانه بعد أن يتجلّى الله له فهنا فيه أملٌ أن يرى الناسُ ربَّهم جهرةً، لذلك قال تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}، فأدرك موسى مدى عظمة ربّه التي ليس لها حدودٌ، وقال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.

    فتوبوا كما تاب موسى يا معشر المسلمين، وكُلٌّ منكم يقول كما قال موسى: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}، أيْ أوّل المؤمنين بأنّ الله يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار، ولا أنكر بأنّ الله يُكلِّم عباده ولكن من وراء حجابٍ وليس جهرةً يا معشر البشر، وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    فهل ترون بأنّ الله يُكلّمكم يوم القيامة جهرةً؟ سبحانه! بل تشقَّق السماء بغمام الحجاب ونُزّل الملائكة تنزيلًا، وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأعلم بأنّ هناك من يريد الآن أن يقول لي: "مهلًا مهلًا، ألم يقل الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة]؟ ومن ثم نردّ عليه ونقول: يا معشر المسلمين عليكم بتطبيق العقائد على الآيات المُحكَمات الواضحات البيِّنات لكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ، أما إذا طبَّقتم الأحاديث على الآيات المُتشابِهة فسوف تقعون في الفتنة، فهل تكفرون ببعض القرآن وتؤمنون ببعض كما يفعل أهل الكتاب؟ وذلك بأنّكم إذا قمتم بتطبيق الأحاديث مع الآيات المتشابهات فقد جعل الله الآيات المُحكَمات لكم لبالمرصاد، ذلك بأنّه إذا رجعتم لِلمُحكَم سوف تجدونه قد اختلف مع الحديث ومع هذه الآية المُتشابهة في ظاهرها مع حديث الفتنة، إذًا عليكم أن تتمسّكوا بما جاء في الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهنّ الله هنّ أمّ الكتاب من تمسّك بهنّ استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها.

    وأما الذين في قلوبهم زيغٌ فسوف يتّبعون المُتشابه منهُ مع حديث الفتنة، وذلك لأنّه يريد أن يثبِت أنّ هذا الحديث ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فعمَد إلى المتشابه من القرآن في ظاهره مع هذا الحديث الموضوع بمكرٍ فجعله شياطين البشر يتشابه مع ظاهر آيةٍ لا تزال بحاجةٍ للراسخين في العلم يستنبطون تأويلها مِن القرآن العظيم، ولكنّ الذين في قلوبهم زيغٌ لا يريدون أن يفتَروا على الله؛ بل يظنون بأنّ هذا الحديث قد جاء موافقًا لهذه الآية وليس الأهم عنده القرآن بل إثبات هذا الحديث فأصبح في قلبه زيغٌ عن القرآن المُحكَم حتى ولو كان يبتغي تأويل آياتٍ في القرآن والتي لا تزال بحاجةٍ إلى تأويل، ولكنّ قلبه زاغ عن الآيات المُحكمات الواضحات قد جعلهن واضحات بيِّنات لأنّهنّ أمّ الكتاب وأصل هذا الدين الإسلاميّ الحنيف، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولا يقصد من الذين يتّبعون المتشابه أنّهم اليهود أو الكفار، ولكنّ الكفار كفارٌ بالقرآن فكيف يبحثون عن التأويل؟! وكذلك شياطين البشر من اليهود يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم؛ بل يَقصد طائفةً من علماء المسلمين وأنّهم يبتغون تأويل القرآن ولا يريدون أن يُأوِّلوه خطأً بتعمدٍ منهم، ولكنّهم مُصرّون على أن يثبتوا هذا الحديث أنّه عن رسول الله وهم قد رأوه مخالفًا لآياتٍ مُحكماتٍ فتركوهنّ وعمدوا للمتشابه من القرآن مع حديث الفتنة وهو لا يعلم بأنّه موضوعٌ فتنةً للمسلمين، والزيغ المذكور في الآية في قلب هؤلاء العلماء هو الزيغ عن المُحكَم الواضح والبيّن، وهم بهذا أنكروا المُحكَم واتَّبعوا المتشابه مع حديث الفتنة ولكنّ الرّاسخين في العلم يقولون: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم.

    ولكنّ المهديّ المنتظَر يعلم التأويل الحقّ للآيات المُتشابهات مما علّمني ربّي، وأقوم أولًا بتعريفٍ لهنّ:
    هنّ الآيات ذات التشابه اللغويّ، ولكن تأويلهنّ مختلفٌ عن ظاهرهنّ جملةً وتفصيلًا.

    وحين يَمرّ القارئ على قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} [القيامة]، فسوف يظنّ بأنّ هذه الآية مُحكَمةٌ وواضحةٌ، ولكنّه إذا تدبّر القرآن سوف يجد ما ينفي ظنّه بالنفي القاطع {لَّا} نافية {لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام:103]، وكذلك النفي الأزليّ بأنّ الله لا يُكلِّم أحدًا جهرةً، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وهنا عليه أن يتراجع عن ظنّه {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾}، فليست كظاهرها ثم يقول: "الله أعلم"، وعندها سوف يصطفيه الله فيجعله من الراسخين في العلم فيؤيّده ببرهان الفرقان فهو نورٌ من ربّه فيعلم تأويل هذه الآية، وهل تدرون لماذا؟ ذلك لأنّه اتَّقى الله وخاف أن يقول على الله غير الحقّ، وقد وعدكم الله بنورٍ يؤيِّد به البصيرة لتفرِّقوا بين الحقّ والباطل، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وذلك إذا رآه ربّه بأنّه مُتألمٌ في نفسه يريد الحقَّ والله هو الحقُّ، وسوف يهديه إلى سبيل الحقِّ ما دام يريد الحقَّ، وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ونعود لتأويل {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم، ولا ينبغي لي أن أستنبط تأويل ذلك من غير القرآن العظيم، حتى لا تكون لكم عليّ الحجة بغير الحقّ، فأما الوجوه المقصودة في هذه الآية هي القلوب وهو الوجه الباطن للإنسان، وللإنسان وجهان: وجهٌ ظاهرٌ ووجهٌ باطنٌ وهو القلب، وكلاهما وجهٌ واحدٌ إذا اتّفقا في القول، أما إذا قال بلسانه ما ليس في قلبه فصار (أبو وجهين)، وقد بيّن الله لكم في آياتٍ أخرى تتكلم عن وجوه القلوب، كمثال قول الله تعالى مُحذِّرًا النصارى واليهود: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فأما الشطر الأول من الآية فموجَّهٌ للنصارى المؤمنين برسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا}، وذلك تهديدٌ للنصارى إذا استمروا في التفريق بين رسل ربّهم والمبالغة في دينهم فيقولون بأنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، فإذا لم ينتهوا سوف يظهر الله ابن مريم فيدعوهم إلى الإسلام فيكفرون به ومن ثم يطمس الله على قلوبهم فيكفرون برسولهم المبعوث إليهم من قبل فينكرونه فيطمس الله على قلوبهم فيردّها على أدبارها فيتّبعون عدوّ الله وعدوّه المسيح الدجال والذي يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين، وفتَنَهم الله بسبب مُبالغتهم في ابن مريم بغير الحقّ، فيكفرون بابن مريم الحقّ وهو يُكلّمهم ويدعوهم إلى الإسلام والقرآن فيكفرون به فيتّبعون خصمه المسيح الدجال بظنّهم أنّه هو المسيح عيسى ابن مريم لأنّه جاء مؤيّدًا لعقيدتهم الباطلة، وقال أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو (المسيح الكذاب الشيطان الرجيم)، وأما شياطين البشر من اليهود فسوف يكونون أوّل التَّابعين للمسيح الكذَّاب وهم يعلمون أنّه المسيح الكذاب وأنّه الشيطان الرجيم فيتّبعونه لذلك سوف يلعنهم كما لعن الذين من قبلهم، إلا أنّه لن يمسخهم إلى قِرَدة كما مسخ الذين من قبلهم وإنّما هؤلاء يمسخهم إلى خنازير تصديقًا لقول الله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} صدق الله العظيم [المائدة:60].

    فأمّا القردة فقد سبق مسخ الذين قبلهم، وقال الله تعالى: {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:65].

    وأما هؤلاء إن استمروا في كفرهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ فسوف يمسخهم إلى خنازيرٍ وقد أعذر من أنذر، ولكنّي أخشى على طائفةٍ من المسلمين أن يمسخ الله من يشاء منهم إلى خنازير وهم الذين يشكّون في شأني بأنّي قد أكون المهديّ المُنتظَر الحقّ بنسبة 99% ورغم ذلك تأخذهم العزّة بالإثم فيتمسّكون بأسطورة سرداب سامرّاء وهم يعلمون ما بأنفسهم، وقد أعذر من أنذر، وأنا أُصدّقهم بعدم رؤية الله جهرةً وكذلك بالرَّجعة لطائفةٍ من الكفار لنهديهم صراطًا ـــــــــــ مُستقيمًا تصديقًا لقول الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن للأسف، مِن الكفار مَن سوف يعودون لما نُهوا عنه ثم يهلكهم الله مرةً أخرى ثم يُحييهم في البعث الشامل ثمّ يُخاطبهم فيقول الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} [البقرة].

    ومن ثم بيَّن الله جوابهم في موضعٍ آخر، وقال الله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ولا أريد أن أطيل عليكم في براهين الرَّجعة فهي كثيرةٌ إلا أن تجادلوا فسوف أُنَزِّلها في موقعي تنزيلًا وألجم المجادلين إلجامًا وأقول: يا معشر المسلمين حذاري... إنّ المسيح الدجال سوف يستغل الرَّجعة فيقول إنّ هذا ليوم الخلود وأنّه هو الذي بعث الموتى؛ بل هو كذّابٌ أشِرٌ يريد أن يستغِلّ البعث الأول ويقول هذا يوم الخلود ولدينا جنةٌ ولدينا نارٌ! فأما النار فهي نارٌ كما النار التي تورون يستطيع أن يصنعها أحدكم، وأما الجَنّة فهي جَنّة الله في الأرض توجد في الأرض المفروشة من تحت الثرى في باطن أرضكم والتي أَخرج منها المسيحُ الدجالُ أبويكم من قبل فلا يفتنكم كما أخرج أبويكم من الجنة.

    وقد يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "بل جعل الله آدم خليفة في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى"، ومن ثم أرد عليه وأقول: بأنّ الله جعل آدم خليفةً في الأرض وليس في جنة المأوى عند سدرة المنتهى، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} [البقرة].

    وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} [الحجر].

    ولكن الله أَنْظَرَ الشيطان الرجيم ولم يُخرِجه، وقال الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ولو لم يُنظِره الله في الجنة وطرده إذًا كيف كَلَّم الشيطان آدم وحواء؟ وقال الله تعالى: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف:20].

    وقد يودّ أحدكم أن يجادلني فيقول: "قال الله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ} صدق الله العظيم [البقرة:36]". فنقول إنّما الهبوط هو من النعيم إلى الشقاء تصديقًا لقول الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾} [طه]، فأخرجكم إلى حيث أنتم الآن، فلا يفتنكم المسيح الدجال كما أخرج أبويكم من الجنة، اللهم قد بلغتُ اللهم فاشهد.

    وما بالي وكأنّي أراك في دهشةٍ واستغرابٍ يا ابن عمر بعد قراءة خطابي هذا والذي يحمل فتاوى الحقّ في مسائل عقائديّة هامّة جدًا جدًا وذلك لإفشال مكر جميع شياطين الجنّ والإنس وإنقاذ الأمّة من فتنة المسيح الدجال، فهل هم مسلمون؟

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
    أخو أحباب الله وأوليائه الإمام ناصر محمد اليماني..
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5075 من موضوع ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..




    -1-

    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 01 - 1429 هـ
    05 - 02 - 2008 مـ
    11:54 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرةً
    حسبي الله ونعم الوكيل..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، ثم أما بعد..
    يا معشر عُلماء الأمّة ويا جميع الباحثين عن الحقيقة، وكان حقًا علينا الردُّ عليكم بالحقّ واحترامكم، وقد جعلني الله ذليلاً على المُسلمين عزيزاً على الكافرين وأقول الحقّ ولا أخاف في الله لومة لائم.
    ويا علم الجهاد، إنّي أراك تقول إنّ (طالب العلم) على الحقّ في رؤية الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً. ويا علم الجهاد، اتّقِ الله ولا تقُل على الله غير الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ منير، وإني أراك تتّبع الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً وتكتب كتابات طويلةٍ عريضةٍ كلها ( كلامٌ في كلامٍ = صفر)، فلا يستفيد منها الباحث عن الحقيقة شيئاً، وأهلاً وسهلاً بك على كُلِّ حال، والله هو العالم بمرادك ونيّتك، وأرجو من الله أن يريك الحقّ حقّاً ويرزقك اتّباعه والباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه، ولكنّ هُناك شرط لإجابة هذا الدعاء وجعل الله ذلك الشرط من الآيات المُحكمات وهو أن لا تريد غير الحقّ وتتألّم وتخشى أن تتّبع الباطل وأنت لا تعلم، ومن ثم تبحث عن الحقّ، فإذا نظر الله إلى قلبك ورأى أنّك باحثٌ عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ ومن ثم يأتي تصديق الدُّعاء من الحقّ سُبحانه لأنّه الحقّ وما دونه الباطل، وذلك تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    وياعلم الجهاد، ويا باحثاً عن الحقيقة ألا أدلّكم كيف تستطيعون أن تغلبوني إن كنتم على الحقّ وأنا على الباطل؟ وهو أن تأخذوا دليلي وسلطاني البيّن من القرآن العظيم ومن ثم تأتون له بتأويلٍ خير من تأويلي وأحسن تفسيراً، ولكن للأسف ولا كأن ناصر اليماني يُجادلُكم من القرآن شيئاً؛ بل أراكم تُعرضون عن الآيات المحكمات التي أجادلكم بها ومن ثم تعرضون عنها وكأنّها ليست من القرآن أو كأنّي أتيتُ بها من تلقاء نفسي، ما لكم كيف تحكمون ولقد جادلتكم بآيات الله المحكمات في نفي الرؤية لله جهرةً سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ وقال الله تعالى:
    {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ‌ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِ‌نَا اللَّـهَ جَهْرَ‌ةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} صدق الله العظيم [النساء:153].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ‌ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَ‌اءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    فهل تعلمون المعنى لقول الله:
    {ما كان لبشر} إن ذلك نفيٌّ أزليٌّ أبديٌّ خالدٌ سرمديٌّ كمثل قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64].

    إذاً تلك صفات الربّ سبّحانه لا تتغير ولا تتبدل ولا تتحول ولا تنتهي؛ صفات الله المُطلقة الخالدة له سبحانه في الدُنيا وفي الآخرة، ولكن لربما الذين لا يعلمون يظنون بأن الملائكة يرون ربهم جهرةً وإنّما البشر لا يرون ربهم جهرةً، ولكن إذا رجعوا للقرآن العظيم فسوف يجدون بأنّ الله لا يكلم جميع خلقه إلا من وراء حجاب، وكذلك يجدون بأنّ أبصار جميع الخلائق لا تدرك الله جهرةً وهو يدركهم ويراهم أجمعين، فجميعكم أينما كنتم يسمعكم ويراكم وهو مستوٍ على عرشه، سبحانه وتعالى علواً كبيراً!

    فتدبروا ما يلي من الآيات جيداً فستجدون بأنّ الله جعل عدم رؤيته سبحانه من صفاته العظمى؛ بل جعل ذلك من ضمن صفاته بأنه لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً وأنّه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار سبحانه. وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} صدق الله العظيم [الأنعام].
    ويا سُبحان الله! فكم هذه الآيات واضحةٌ وجليّةٌ للعالم والجاهل إلا من عُمِّيت عليه، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟ أفلا ترون بأنّها من صفات الربّ الأزلية؟
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي الخالق، {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} وهو الخالق لكُلِّ شيءٍ وهو بكل شيء عليم؟ ومن ثم يقول: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.

    وتلك الصفات المستنبطة من الآيات والتي جاء ذكرهن تترى واحدةً تلو الأخرى فلماذا جعلتم إحداهن منتهيةً بنهاية الدنيا ومن ثم تتغير فتدركه الأبصار في الآخرة؟ وأعلم أنّ الممترين سوف يتّبعون المتشابه من القرآن مع أحاديث الفتنة، وصدق الله العظيم في قوله تعالى:
    {هوَ الَّذي أَنزلَ عليكَ الكتابَ منهُ آياتٌ محكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فأمَّا الَّذين في قُلُوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منهُ ابتِغَاءَ الفِتنَةِ وابتِغَاءَ تأويلِهِ وما يَعلَمُ تأويلَهُ إلاَّ الله والرَّاسِخونَ في العِلمِ يَقولونَ آمَنَّا به كُلٌّ من عند ربِّنا وما يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُوا الأَلبَابِ (7)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فها أنا ذا أجادلكم بالمحكم الواضح والبيّن ثم لا يتّبعه الذين في قلوبهم زيغٌ عن الآيات المحكمات، فلا يتّبعهنّ لأنّه يريد برهان حديث الفتنة وليس له غير الآيات المتشابهة مع أحاديث الفتنة في ظاهرهنّ والتي لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله؛ ويُلْهم تأويلهن للراسخين في العلم وأنا منهم، إذاً لن تستطيعوا أن تغلبوا الحقّ إذا كنتُ حقّاً منهم، فلا تُجادلوني بآيةٍ متشابهةٍ إلا أتيتُكم بتفسيرٍ خيراً من تفسيركم وأحسن تأويلاً، وذلك وعدٌ على إِمامِكم بإذن الله وعدٌ غير مكذوب.

    اللهم عبدك يدعوك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن لم يكن ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر بأن تؤيّد عُلماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقيقة بعلمٍ وسلطانٍ فيُلجمونني بالحقِّ إلجاماً حتى لا أُضِلَّ الأمّة إن كنت على ضلالٍ كما يراني الذين لا يعلمون، وإن كان ناصر اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر فزِده علماً إلى علمه وهُدًى إلى هُداه واجعل حجّته هي الدّاحضة للباطل والدامغة للبُدع والافتراء إنّك أنت السميع العليم.
    اللهم إنك تشهد أنّي لم أقل أنّني المهديّ المنتظَر من ذات نفسي، وإن كنت تعلم أنّني ادّعيت أنّي المهديّ المنتظَر من ذات نفسي فإنّ عليَّ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أو على الذي يجادلُني وهو ثانيَ عِطْفِهِ ليصدّ عن سبيل الله كما أخبرتنا عنهم، في قولك الحقّ تباركت وتعاليت:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)} صدق الله العظيم [الحج].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من آل البيت المُطهر الإمام الثاني عشر وليس من الشيعة الاثني عشر؛ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورُسله وآلهم الطيبين وجميع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسُله وأنا من المُسلمين، ثمّ أمّا بعد..


    اقتباس المشاركة 5079 من موضوع ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..


    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 07 - 1429 هـ
    14 - 07 - 2008 مـ
    11:56 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    ذروا الحوار بين المهديّ المنتظَر وعلم الجهاد يا معشر الأنصار..
    الإمام المهديّ المنتظَر ينفي رؤية الله جهرةً بالنفي المُطلق لا في الحُلم ولا في المنام ولا في العلم في الدُنيا ولا في الآخرة..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين وعلى التّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    ويا علم الجهاد، ليس سؤالي لك لكي تُعلّمني الفتوى في رؤية الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وإنما كنت أريد الإجابة منك فتقول بأنك رأيت الله في المنام ثم ألجمك بالحقّ إلجاماً، وأنفي رؤية الله جهرةً بالنفي المُطلق لا في الحُلم ولا في المنام ولا في العلم في الدُنيا ولا في الآخرة، نظراً لأنه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله حتى الجبل العظيم، سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار!

    ويا علم الجهاد، إذا لم تتحمل الأوتاد رؤية ربّ العباد جهرةً فهل الأوتاد أعظم أم العباد؟ وقال موسى عليه الصلاة والسلام كما جاء الخبر في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    ويا علم الجهاد، إنّما يُريد الله أن يُبيِّن لموسى والأمّة لماذا لن يرى ذاتَ الله، وأراد الله أن يُبيّن له بالبرهان بالبيان الحقّ بالتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليعلم لماذا أجاب الله عليه بقوله تعالى
    {لَن تَرَانِي}، وذلك لأنّه لا يتحمل عظمة رؤية ذات الله أحدٌ من خلقه حتى الجبل العظيم الذي هو أكبر وأعظم وأقوى من خلق الإنسان؛ إلا إذا تحمّل الجبل رؤية عظمة ذات الله فإنه موسى سوف يرى ربه، وجعل الله رؤية موسى لربه متوقفة على تحمل رؤية الجبل لعظمة ذات الله. ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    فانظر يا علم الجهاد ما حدث لموسى وهو لم يرَ ربّه ولكنه صُعِق مما حدث للجبل، ومن ثم أدرك موسى بأنَّ رؤية الله جهرةً لا تنبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولا ينبغي أن يُنافس عظمة ذات الله أحدٌ من خلقه، وأدرك ذلك موسى من بعد البيان الفعلي لسبب نفي الرؤية من الله بقوله لموسى:
    {لَن تَرَانِي}، ولكن الله بيّن لموسى لماذا لن يرى الله جهرةً بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم أدرك موسى سبب نفي الرؤية لله جهرة بأنها العظمة لذات الله لا يتحمل رؤية ذات الله جهرةً حتى الجبل العظيم، وعلِم موسى سبب نفي الرؤية لله جهرةً بأنّه لا ينبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولذلك قال موسى بعد أن أفاق ورأى الجبل قد صار دكاً فأدرك مدى عظمة ذات الله وأنّه لا ينبغي حتى التفكر في كيفية ذات الله، وأدرك موسى خطأه، ولذلك قال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين}.

    ويا علم الجهاد، ليس حجب الرؤية قصراً على الإنسان فحسب بل على جميع عباد الله في السموات والأرض. وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا علم الجهاد، سوف ننتقل الآن إلى طُرق الوحي إلى العباد، وسوف نجد الله كذلك ينفي رؤيته جهرة سُبحانه. وقال الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    ولكن هل حجاب الرؤية مُقتصرٌ في الدُنيا؟ وأقول كلا وكذلك في الآخرة تستمر هذه الصفة لعظمة ذات الله، وحين يتكلم الله عن شيء فيقول:
    {وَمَا كَانَ} وهُنا الشيء الذي تكلم الله عنه لا تبديل لكلمات الله فيه أبداً، وما خالفه فهو باطلٌ. فأنظر إلى قول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ‌ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَ‌بَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُ‌سُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمُرَ‌كُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْ‌بَابًا أَيَأْمُرُ‌كُم بِالْكُفْرِ‌ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهل ينبغي من بعد النّفي أن يأتي عبدٌ من عباد الله يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوّة أن يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله؟ إذاً يا علم الجهاد لا تبديل لكلمات الله في أم الكتاب. وكذلك انظر لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64]، أي لا ينبغي له أن ينسى فلا تبديل.

    وكذلك انظر لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} صدق الله العظيم [المؤمنون:91]، أي لا ينبغي أن يكون معه إله.

    وكذلك انظر لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:143]، أي لا ينبغي أن يضيع إيمان عباده سُبحانه.

    ولم أخرج عن الموضوع شيئاً بل أتيتُك بآياتٍ تتكلم عن ذات الله بكلمة النّفي المُطلق
    {وَمَا كَانَ}، فهل ترى بأنه مُمكن أن يكون الله نسياً في الدُّنيا أو في الآخرة -سُبحانه- فيبدل صفته في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم؟ وكذلك هل يمكن أن يكون مع الله إله في الدُّنيا أو في الآخرة فيبدِّل كلمة التوحيد الُحكم في قوله تعالى {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} صدق الله العظيم؟ وكذلك يا علم الجهاد صفة العظمة لذاته سُبحانه لا تبديل لهذه الصفة لا في الدُنيا ولا في الآخرة تصديقاً للنفي المُطلق {وَمَا كَانَ} تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    ويا علم الجهاد، أفلا ترى بأنّ الله بيَّن كذلك السّبب لعدم التكليم جهرة وقال:
    {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم، أي عَلِيٌّ في عظمته وذاته فلا يُساويه في العظمة شيء حتى يتحمّل رؤيته سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً.

    وننتقل الآن لننظر الوضع في الآخرة في علم الغيب في القرآن العظيم لننظر هل بينه وبين خلقه حجاب يوم يُكلم الله الناس تكليماً ؟ وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّ‌حْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ عَسِيرً‌ا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّ‌سُولُ يَا رَ‌بِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ مَهْجُورً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويا علم الجهاد، فما هو الغَمام الذي قال الله عنه:
    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً}؟ وسوف تجد الجواب عن شأن هذا الغمام في الكتاب في نفس الموضوع في موضع آخر يُفتيك الله عن الغمام فيقول لك إنّه الحجاب بين الخالق والخلائق. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْ‌جَعُ الْأُمُورُ‌ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنّه نور وجهه تعالى يشرق من وراء الحجاب يُضيء أرض المحشر. وقال الله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ‌ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْ‌ضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَ‌ىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُ‌ونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَ‌قَتِ الْأَرْ‌ضُ بِنُورِ‌ رَ‌بِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وهذا هو الحُكم الحقّ في الفتوى بنفي رؤية الله جهرةً في الدُنيا أو في الآخرة، وسوف نأتي الآن لتطبيق القاعدة والناموس لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النّبويّة، فما هي القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة؟ إنه في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وبناء على القاعدة القرآنية لكشف الأحاديث المدسوسة في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، فتعالوا يا علم الجهاد ويا معشر جميع عُلماء الأمّة من أجل التطبيق للتصديق في السُّنة المحمديّة فما وجدناه منها تطابق مع هذه الآيات المُحكمات البيّنات من أمّ الكتاب فأقسم بالله العلي العظيم قَسماً يُصدقه العلم والسُلطان من القرآن بأنّ ما تطابق من السُّنّة مع هذه الفتوى بالحقّ في عدم رؤية الله فإنّ ذلك الحديث نطق به من لا يُنطق عن الهوى جدّي وحبيبي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما خالف من الأحاديث هذه الفتوى فكذلك أقسم بالحقّ أنّه من عند غير الله مدسوس في السُّنة المحمديّة، فتعالوا سويّاً للتطبيق للتصديق في السُّنة المحمديّة، وقد أغنى الله المهديّ المنتظَر الحقّ عن البحث عن الرواة والثُّقات بل أسند الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم، فأعلمُ هل هذا الحديث السُّنّي هو الحقّ من عند ربّ العالمين نطق به الذي لا ينطق عن الهوى؟ أم أنّه حديثٌ من عند غير الله؟

    فحتماً بلا شكّ أو ريب كما أخبرنا الله سوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّ الاختلاف سوف يكون في آيات القرآن المُتشابهات التي لا يعلم تأويلهنّ إلا الله؛ بل الاختلاف بين الحديث المفترى وبين القرآن العظيم سوف يكون في آياته المحكمات البيّنات أمّ الكتاب، فتعالوا للتطبيق للتصديق للناموس لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النّبويّة، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة]. صدق عليه الصلاة والسلام، وصدق بما أنزل الله عليه في القرآن العظيم في شأن الفتوى في رؤية الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، ولكنّه يشرق نور وجهه تعالى من وراء حجاب التكليم كما شاهد ذلك محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج إلى ربه. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [رأيتُ نوراً] صدق عليه الصلاة والسلام؛ بمعنى أنّه رأى نور وجهه تعالى من وراء حجاب التكليم، وذلك الحجاب الدائم إذا تنزّل الله سُبحانه فيتنزّل الحجاب معه سُبحانه، وقال محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في شأن نفي رؤية الله جهرة قال: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق عليه الصلاة والسلام وعلى آله أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّ‌حْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ عَسِيرً‌ا ﴿٢٦﴾} [الفرقان].

    وكذلك تجدون البيان عن حقيقة الغمام أنّه حجاب الربّ سبحانه وتعالى علوِّاً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْ‌جَعُ الْأُمُورُ‌ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن بعد تطبيق القاعدة والناموس لإثبات ما تيسر من الأحاديث الحقّ في شأن رؤية الله فوجدناها تطابقت مع ما جاء في محكم القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، وأمّا الآن فسوف نقوم بتطبيق الناموس لكشف الأحاديث المدسوسة وحتماً سوف نجدها سوف تختلف مع المحكم في القرآن، فنجدها جاءت مُخالفةً لكتاب الله وسنة رسوله بلا شكّ أو ريب، ويقولون أنّه قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    اقتباس المشاركة :
    قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: «هل تضامون في القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا، يا رسول الله. قال: «فإنكم ترونه كذلك، يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأُمَّة فيها شافعوها أو منافقوها فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون:أنت ربنا، فيتبعونه..» إلخ
    انتهى الاقتباس
    وهذا من الأحاديث التي لم يقُلها عليه الصلاة والسلام.

    بل حتى منطق الباطل يعلمه أولو الألباب مباشرةً فكيف يقولون:
    [فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون:أنت ربنا، فيتبعونه...]؟ وكأنهم تائهون يبحثون عن ربّهم! أفلا تعقلون؟ وهل الشمس أو القمر عدوّان لربّ العالمين حتى يقولون: [فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت]؟ بل الشمس والقمر كل في فلكِهِ يَسْبَحون ويُسَبِّحون لله وله يسجدون. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [الحج:18]. فكيف يجعلون الشمس والقمر أعداءً لله فيقول لهم: من كان يعبد الشمس فليتّبع الشمس أي يكون من حزب الشمس ومن كان يعبد القمر فليتّبع القمر أي يكون من حزب القمر! فكيف ذلك يا أولي الألباب والشمس والقمر من حزب الله؟

    أما قولهم:
    [ويتبع من كان يعبد الطواغيت] أي من حزب الطّواغيت، أفلا ترون أنّهم جعلوا الشمس والقمر من أعداء الله بقولهم مَنْ [فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمرَ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت] ؟ وكذلك يا أولي الألباب كيف يتبع المنافقون ربّ العالمين وهم من أشدّ الخصام لربّ العالمين؟ وذلك لأنهم قالوا في الحديث المُفترى: [وتبقى هذه الأُمَّة فيها شافعوها أو منافقوها فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه..] فهل هذا الحديث يُصدِّقه عاقل ولو لم يعلم أنه يُخالف القرآن المحكم؟ بل يدرك أولو الألباب أن هذا بهتان وكذبٌ بغير الحق.

    ويا علم الجهاد، عليك أن تعلم علم اليقين بأنّ الرؤيا تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة. تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحق. قال عليه الصلاة والسلام:
    [كفى بالمرء أن يوعظ في منامه].

    وكذلك رؤياي لجدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أفتيتهم بالحقّ وقلت إنّ رؤيا جدّي تُخصني ولا أحاجُّكم بها، وإنّما أقول لكم بأنّ الله جعل آية لتصديق هذه الرؤيا بالحقّ وهي قول جدّي محمد رسول الله لي في الرؤيا:
    [وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته].

    ومن ثم قلتُ لهم: فإن كنت حقّاً رأيتُ جدّي فلا بُدّ أن يُصدقني الله الرؤيا بالحقّ فتجدون بأنّه حقاً لا تُجادلون ناصر محمد اليماني من القرآن إلا غلبكم بعلمٍ وسلطانٍ، وهُنا جاء التصديق للرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فهزمتُ المُمْترين بالقرآن العظيم وليس بحجّة الرؤيا، ولكنّك تريد أن يُصدّقك المهديّ المنتظَر بعقيدةِ أنّ الرؤيا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة فتضرب ضربتك يا علم الجهاد! إذاً لفسدت الأرض لكثرة المُفترين في الرؤيا، فلا تكن من الجاهلين إنّي لك ناصحٌ أمينٌ وأدعوك إلى صراطٍ مُستقيمٍ. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    اللهم عبدُك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن كنت تعلم في علم الجهاد خيراً أن تهديه قلباً وقالباً، فيكون من المُصدّقين قلباً وقالباً لا رياء ولا نفاق، إنّك أنت السميع العليم. تصديقاً لقولك ربّي في مُحكم كتابك:
    {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:23].

    فاتّقِ الله أخي الكريم إن كنتَ تخاف الله فاتَّبع الحقّ الذي ينطق بالحقّ وليس بالأحلام والأوهام بل بكتاب الله وسُنَّة رسوله، وتلك حُجّة الله علينا إن لم نأخذ بها أو حجّة لنا إن أخذنا بها فلا يعذبنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رُّ‌سُلًا مُّبَشِّرِ‌ينَ وَمُنذِرِ‌ينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّ‌سُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً يا علم الجهاد إنّ الحُجّة علينا إذا خرجنا عمّا جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين، أو يكون الأخذ بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ حُجّةً لنا بين يدي رحمته فيدخلنا جنتّه ويَقِينا من عذابه.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الدَّاعي إلى الصراط المُستقيم؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 3973 من موضوع ردود الإمام على المكنّى طالب العلم: إلى طالب العلم هَلُمّ إلى الحوار..




    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 01 - 1429 هـ
    05 - 02 - 2008 مـ
    01:02 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    إليك البيان الفصل وما هو بالهزل يدركهُ أولو الألباب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورُسله وآلهم الطيبين وجميع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسُله وأنا من المُسلمين، ثمّ أمّا بعد..

    وإليك الجواب بالبيان من القرآن عن السؤال الأول وأهم الأسئلة وهو الفتوى بالحقّ في رؤية الله سُبحانه. ويا طالب العلم إني أراك تقول في الإمام الحقّ قولاً تحسبه هيِّناً وهو عند الله عظيمٌ، ولكن عفى الله عنك، وقال الله تعالى:
    {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:59]. وأنا أخْبَرُ منك بالرحمن وأُقدِّره حقّ قدْره موقنٌ بعظمته سُبحانه، ولا يتحمل رؤيته جميع خلقه، ولا يتحمل رؤيته إلا شيءٌ مثله؛ وليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فتعال لنحتكم إلى الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات في القرآن العظيم وليس الآيات المتشابهات في ظاهرهن مع الأحاديث المُفتراة من قبل المنافقين من اليهود ليتبعهنّ من كان في قلبه زيغٌ عن القرآن المحكم والواضح والبيّن ابتغاء البرهان لحديث الفتنة، وكذلك ابتغاء تأويل المُتشابه من القرآن ولكنه أعرض عن المحكم الواضح والبيّن والذي لا يحتاج إلى تأويل وذلك لأنهنّ أمّ الكتاب، ولذلك جعل الله القرآن المحكم واضحاً وبيّناً. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ‌ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَ‌بِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ‌ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولسوف أعطيك مثالاً على ذلك لعلك تعلم خبث مكر شياطين البشر من اليهود، وقد يسندون الحديث المُفترى لأحدٍ من الصحابة وهو بريء من روايته، وعلى سبيل المثال الحديث الذي يقول فيه الراوي أنكم سوف ترون ربّكم جليّاً يوم القيامة كما ترون البدر لا تُضامون في رؤيته، ومن ثم يقول فانظروا إلى قول الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ولكن أخي الكريم لا بُدّ لك أن تعلم ما هُنّ الآيات المُحكمات وما هُنّ الآيات المُتشابهات، وفيمَ وجه التشابه؟ فلو كانت تتشابه مع المحكم فالمحكم ظاهره كباطنه ولا يحتاج إلى تأويلٍ، ولكنك سوف تجد ظاهرها مُتناقضاً مع المحكم والواضح والبيّن، ولكنها تتشابه مع الفتنة وما هي الفتنة؟ ألا إنها أحاديث الفتنة الموضوعة بمكرٍ خطيرٍ ويأتي الذين في قلوبهم زيغٌ عن المحكم والواضح والبيّن فيتركه وكأنه ليس من عند الله ومن ثمّ يتّبع الآيات المُتشابهات مع أحاديث الفتنة، وذلك لأنه أصلاً يريد أن يثبت هذا الحديث أنه الحقّ وأنه جاء تأويلاً لهذه الآية المُتشابهة معه، فهو يريد تأويل القرآن بهذا الحديث الموضوع، وهو لا يعلم أنهُ موضوعٌ بل يظنّه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    ولكن لماذا قال الله عن هذا العالِم بأنّ في قلبه زيغٌ ويبتغي الفتنة؛ ولكن برأه الله من أنه يريد أن يؤوِّل القرآن بتعمدِ التأويل الخطأ بل كذلك يُريد تأويل هذه الآيات المتشابهة والتي لا تزال بحاجة إلى تأويل، ولكن لماذا وصفه الله بأنّ في قلبه زيغٌ عن الحق الواضح والبيّن؟ وذلك لأنه ترك الآيات المُحكمات والواضحات والبيّنات التي لم يجعلهنّ الله بحاجةٍ إلى التأويل نظراً لأنهنّ أمّ الكتاب ومن ثمّ عمد إلى الآيات المتشابهة فاتّبع التشابه في ظاهرها مع الحديث المُخالف للآيات المحكمات. فإذا تدبّرتم مرةً أخرى قول الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ‌ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَ‌بِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ‌ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم، فسوف تجدون بأنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ قد اتّبعوا المتشابه من القرآن والذي لا يعلم بتأويله إلا الله ويُلهم تأويله للراسخين في العلم، ومن ثمّ تركوا التمسك بالآيات المُحكمات والبيّنات للجميع نظراً لأنهنّ أمّ الكتاب وأصل عقائد هذا الدين الإسلامي الحنيف.

    وتعال لأعلمك الآيات المُحكمات في الفتوى في شأن رؤية الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، وسوف تجد الآية واضحةً وبيّنةً وتقول بأنّ الله هو الخالق للخلائق، ومن ثم يسترسل في ذكر صفات الربّ الأزليّة أنه لم يتخذ ولداً ولم تكن له صاحبةً ولا تدركه الأبصار، فكيف تقولون إنما ذلك في الدنيا! فهل جعلتم له صاحبةً وولداً في الآخرة؟ سبحانه! وقررتم رؤيته برغم أن عدم رؤيته جاءت ضمن الصفات لذاته سُبحانه أنه لم ليتخذ ولداً ولم تكن له صاحبة. فتدبّروا قول الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولا أرى هذه الآية بحاجة لناصر اليماني أن يُفسّرها نظراً لأنّها من الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات نظراً لأنهنّ أمّ الكتاب وأصل هذا الدين الإسلامي الحنيف من كفر بهنّ أو بآيةٍ منهنّ فنفاها فقد كفر بالله ربّ العالمين.

    وهل تدري يا طالب العلم لماذا لا ينبغي للخلائق رؤية ربّهم؟ وذلك لأنّه عظيم لا يتحمل رؤية عظمة ذاته إلا شيءٌ مثله في العظمة، وليس كمثله شيء سبحانه، ولذلك انظر إلى ردّ الله بالجواب اللفظي لموسى عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ أكّد له الجواب بالفعل على الواقع الحقيقي بأنّ الله عظيم لا يتحمل رؤيته سبحانه شيء من مخلوقاته حتى الجبل العظيم، فكيف بالإنسان الذي خلقه الله ضعيفاً؟ وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَ‌بُّهُ قَالَ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي أَنظُرْ‌ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَ‌انِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ‌ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ‌ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَ‌انِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَ‌بُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ‌ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وهذه من الآيات المحكمات ولا تحتاج لناصر اليماني ولا لغيره أن يفسّرها نظراً لوضوحها، ولكن للمزيد للذين لا يكادون أن يفقهوا قولاً ونقول: إنّ الله لم يتجلّى لموسى من باب أنه يجب أن يخشى ربّه بالغيب وأنه لن يراه في الدُنيا فقط، بل تدبّروا الآية جيداً تجدون بأنّ ذلك ليس السبب؛ بل لأنّ الله الخالق لكلّ شيء هو أعظم من كُلّ شيء ولا يتحمل رؤيته شيء، ومن ثمّ ضرب الله لموسى على ذلك مثلاً حين تجلَّى الربّ للجبل العظيم، وماذا حدث للجبل من رؤية عظمة ذات الربّ سبحانه؟ فرأيناه لم يتحمل رؤية عظمة ذات الله؛ بل جعله دكاً دكاً، فهذا حال الجبل العظيم من بعد أن تجلّى له الله سبحانه فماذا إذاً سوف يحدث للإنسان الضعيف والذي قال الله عنه:
    {وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النساء]؟

    وكذلك يقول الله أنه ما كان لبشرٍ أن يكلّمه جهرةً. وقال الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    ومن ثمّ ننظر هل يوم القيامة يوجد حجابٌ بين الخالق والخلائق؟ وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فهل تعلم يا طالب العلم ما هو الغمام؟ أنه حجاب الربّ والذي يُكلّم الناس من وراءه. وقال الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْ‌جَعُ الْأُمُورُ‌ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولا أجادلك بالمحكم يا طالب العلم ومن ثم أنكر المتشابه؛ بل كُلّ من عند ربّنا المُحكم والمتشابه، ولسوف آتيك بتأويل المتشابه من قوله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    وهذه الآية تشابه في ظاهرها مع الحديث المُفترى
    [إنكم سترون ربكم جلياً كالبدر لا تضامون في رؤيته]، ولكن يا طالب العلم إنّ هذا الحديث والذي يتشابه مع ظاهر هذه الآية سوف تجد أنه قد خالف نصَّ المحكم جُملةً وتفصيلاً؛ بل بينهما اختلافٌ كثير، وهُنا تربط (هانبريك مع الفرامل) إن كنت تخاف أن تقول على الله غير الحقّ، ومن ثم تعلم أنّ هذه الآية حتماً إنها من المتشابه والذي لا يعلم بتأويله إلا الله ويُعَلِّمُه للراسخين في العلم وأنا منهم، ولسوف آتيك بتأويل هذه الآية المتشابهة في ظاهرها مع الحديث المُفترى.

    ويا طالب العلم عليك أن تعلم بأنّ الآية تتكلم عن الوجه الباطن للإنسان وهو القلب، وذلك الوجه هو الوجه الحقيقي للإنسان والذي يتعامل معه الربّ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وإذاً الإنسان يقول بلسانه ما ليس في قلبه يُسمى أبو وجهين، فتعال لننظر إلى آيةٍ أخرى في القرآن العظيم تتكلم عن القلوب فيسمّيها القرآن وجوه. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُ‌دَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِ‌هَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ‌ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فهذه الآية تخاطب طائفتين وهم اليهود والنصارى، فأمّا النصارى فيخصّهم الشطر الأول من الآية في قوله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُ‌دَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِ‌هَا} صدق الله العظيم، ومعنى ذلك تهديد للنصارى أن يؤمنوا بما جاء في هذا القرآن فلا يبالغوا في ابن مريم بغير الحقّ من قبل أن يطمس الله على قلوبهم فيردّها على أدبارها فيظهر لهم ابن مريم الحقّ فيكفروا به ومن ثمّ يتّبعون المسيح الكذاب والذي يقول أنه الله.

    وأمّا اليهود فيخصّهم التهديد في الشطر الآخر من الآية وهو المسخ، وذلك لأنّ اليهود يعلمون أنّ المسيح عيسى ابن مريم الذي سيقول أنه الله، فهم يعلمون أنه ليس ابن مريم وأنه كذّاب، ومع علمهم بالحقّ فيتّبعون الباطل وهم يعلمون، لذلك سوف يلعنهم الله فيمسخهم إلى خنازير كما مسخ أصحاب السبت منهم إلى قردةٍ من قبل، ولكنه بقي المسخ إلى خنازير كما ذكر الله ذلك في الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} صدق الله العظيم [المائدة:60].

    فأما المسخ إلى قِرَدَةٍ
    {كُونُوا قِرَ‌دَةً خَاسِئِينَ ﴿٦٥﴾} [البقرة]، ولكن بقي في علم الكتاب المسخ إلى خنازير، ويخصّ هذا التهديد يهود اليوم في زمن ظهور المسيح الحقّ عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.
    ويا طالب العلم، هل تعلم ما هي الحكمة من بقاء ابن مريم؟ وذلك لأنّ الشيطان الرجيم سوف يظهر لكم كإنسانٍ فيقول لكم إنّه المسيح عيسى ابن مريم وإنّه الله ربّ العالمين. ولكنه كذّاب فهو ليس المسيح عيسى ابن مريم وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو الشيطان الرجيم بذاته ولذلك يُسمى المسيح الكذاب بمعنى أنه ليس ابن مريم، ومن أجل هذا الافتراء سوف يعود ابن مريم الحقّ فيقول ويكلم الناس كهلاً بنفس الكلام الذي كلمهم به وهو في المهد صبياً: {إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ} [مريم:30].

    ولم أخرج عن الموضوع يا طالب العلم المحترم إنما أردنا أن نبيّن لك بأنّ القرآن كذلك يتكلم عن الوجه الباطن للإنسان وما يحتويه من فزعٍ شديدٍ، ولذلك تُظنّ أنّ يُفعل بها فاقرةٌ. وأما الوجوه الناظرة فهي القلوب الناظرة لرحمة الله، والناظر يأتي في مواضعٍ ويقصد به الانتظار، كمثال قول الملكة:
    {
    فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل:35]، وليس ذلك قياساً مني؛ بل لكي تعلم أنه يُقال للمنتظِر ناظرٌ في اللغة.

    وأعلم أنّ ذلك في موضوع آخر وإنما استنبطنا المعنى اللغوي لقوله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، فبيّنا أنّه يتكلم في مواضع عن الوجه وهو يعني بذلك القلب، وكذلك الانتظار من مرادفاته ناظر، إذاً الوجوه الناظرة إلى ربها ناظرة هي القلوب المنتظرة إلى رحمة الله، وأما القلوب الباسرة فكذلك هي الوجوه الباسرة التي تظن أن يفعل بها فاقرة.

    ولكن الإنسان يدرك عظمة الربّ بالبصيرة، ولكن من كان في هذه أعمى عن ربّه فلم يقدِّره حقّ قدره فهو كذلك في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً، فكما كان قلبه محجوباً عن الربّ في الدنيا فكذلك هو محجوبٌ عنه في الآخرة، فلا يرتدّ إليهم طرفهم بالبصيرة لرؤية عظمة خالقهم أنه عظيمٌ رحيمٌ كريمٌ عفوٌّ حليمٌ؛ بل هم عن رحمة ربهم مُبلسون يائسون.

    وذلك لأنك يا طالب العلم قد تودّ أن تقاطعني بقوله تعالى:
    {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّ‌بِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [المطففين]، فأقول لك إنّه نفس الحجاب الذي كان على قلوبهم في الدُنيا هو كذلك على قلوبهم في الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء:72].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم:43]، فهو يتكلم عن طرف البصيرة وليس أنهم عميان عن البصر بل يرون. وقال الله تعالى: {وَرَ‌أَى الْمُجْرِ‌مُونَ النَّارَ‌ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِ‌فًا ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    إذاً الله يتكلم عن القلب وبصره وسمعه وعقله وهو الوجه الباطن للإنسان فهل فهمت الخبر يا طالب العلم؟ وأقسم بالله العليّ العظيم مُقدماً: لن تستطيع أن تلجمني من القرآن العظيم ولسوف ألجمك به إلجاماً، أو تأخذك العزّة بالإثم فيقيّض لك الله شيطاناً مريداً، ولسوف نخوض في هذا الشأن حتى ننتهي منه حسب طلبك، ومن ثم ننتقل للإجابة عن المواضيع الأخرى.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
    أخوك المهديّ المنتظَر الإمام الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم ناصر محمد اليماني، قد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري، وتلك هي الحكمة من التواطؤ، فهل أنتم مؤمنون؟
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم النعيم الأعظم في رضاه

    اقتباس المشاركة 158636 من موضوع بيان الإمام المهدي للموقع المطلق لذات الله سبحانه الأكبر من ملكوته أجمعين، ورداً على السائلين في العالمين..

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـان ]
    https://mahdialumma.net./showthread.php?p=158625

    الإمام ناصر محمد اليماني

    19 - ذو القعدة - 1435 هـ
    14 - 09 - 2014 مـ
    01:37 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ


    بيان الإمام المهديّ للموقع المطلق لذات الله سبحانه الأكبر من ملكوته أجمعين، ورداً على السائلين في العالمين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والإنس أجمعين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله بالقرآن العظيم رسالة الله الجامعة والشاملة إلى الثقلين وعلى من آمن منهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا أيّها السائل عن مكان الله ربّ العالمين، فإنه في سماء الملكوت الأعلى، ألا وإنّ سماء الملكوت الأعلى هي سماء ملكوت الجنّة التي عرضها السموات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ( 16 ) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ( 17 )} صدق الله العظيم [الملك].

    فنستنبط من ذلك مكان الله المطلق خارج الملكوت، ويحيط بالملكوت أكبرُ شيءٍ خلقه الله وهي سدرة المنتهى التي تحيط بالملكوت كله، فما دونها خلق الله ومن وراءها خالق الملكوت سبحانه الله ربّ العالمين.

    ألا وإنّ السدرة هي سقف ملكوت جنّات النّعيم، وهي نقطة انتهاء المعراج، وهي تحجب العبيد عن رؤية الربّ المعبود، وهي أكبر شيءٍ خلقه الله، وهي ذاتها عرش الربّ سبحانه، وهي أكبر من ملكوت الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض لكون الله جعل سدرة المنتهى علامةً لوجود الجنة عندها برغم أنّ الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض ولكن الجنة عند سدرة المنتهى لأنّ السدرة أكبر من الجنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (9) فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)} صدق الله العظيم [النجم].

    فأمّا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13)} فيقصد أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- شاهد جبريل عليه الصلاة والسلام نزلةً أخرى ولكن بصورته الملائكيّة كما خلقه الله وليس كما يراه من قبل بشراً سوياً.

    وأما قول الله تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} وذلك حين وصلا إلى منتهى المعراج سدرة المنتهى فاستوى جبريل عليه الصلاة والسلام عائداً إلى صورته الملائكيّة فخرَّ لربه ساجداً، وفي هذا المكان شاهد محمدٌ رسول الله أخاه جبريل يستوي إلى مَلَكٍ عظيمٍ ذي أجنحةٍ يخرُّ لربه ساجداً. فمعنى قوله {نَزْلَةً أُخْرَىٰ} أي بصورته الملائكية وليس بشراً سوياً كما يراه من قبل.

    وأما قول الله تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ} وتلك السدرة حجاب الربّ لكونها تحجب العبيد عن رؤية الربّ المعبود جهرةً.

    وأما وصف الله للسدرة بالمنتهى لكونها منتهى المعراج للعبيد وما وراءها الربّ المعبود
    .

    وأما وصف الله لها بقوله تعالى {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} وذلك لكي تعلموا عظيم حجمها وأنّها أكبر من ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ولذلك قال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} ، وذلك لأنّها أكبر من الجنّة ولذلك وصف الله موقع الجنة بالعلامة الأكبر من الجنة وهي السدرة فقال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} صدق الله العظيم. أي عند السدرة لكونها العلامة الأكبر، فهل يصحّ أن يقال الجبل الفلاني عند بيت فلان؟ بل الصحيح أن نقول بيت فلانٍ عند الجبل الفلاني لكون الجبل هو أكبر من البيت ولذلك الجبل حتماً يكون علامةً دالةً على موقع البيت، وكذلك سدرة المنتهى الشجرة الكبرى جعلها الله علامةً لموقع الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ورغم كبر حجم الجنة. قال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} صدق الله العظيم، لأن السدرة المباركة هي أكبر من الجنة.

    وأما قول الله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16)} أي ما يغشاها من نور ذات الله سبحانه نور السماوات والأرض.

    وأما قول الله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)} صدق الله العظيم. أي بصر محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما زاغ وما طغى بقول غير الحقّ الذي شاهد من آيات ربه الكبرى بالملكوت الأعلى، وأكبر ما شاهد بصرُه سدرةَ المنتهى من آيات ربه الكبرى، ألا وإنّ سدرة المنتهى حجاب الربّ أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حينٍ بإذن ربها، ألا وإنّها لا شرقية ولا غربية لكونها تحيط بمشرق الملكوت ومغربه، وكذلك ذات الله سبحانه لا شرقيٌّ ولا غربيٌّ لكونه يحيط بالملكوت كله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ألا وإنّ ذات الله المستوي على عرشه العظيم هو أكبر من عرشه العظيم وإنّما العرش هو ذاته حجاب الربّ، وبما أنّ الحجاب هو أكبر من الملكوت كله ولذلك يحجب ما في الملكوت عن رؤية ربّ الملكوت سبحانه وتعالى علواً كبيراً!

    ويا أيّها السائل، لا تسعى معاجزاً بالسؤال فلن تُعجِز الإمام المهديّ بإذن الله مهما سألتَ عن آيات الكتاب، ولكن لا تسعى معاجزاً بالأسئلة حتى لا تفتن نفسك وتفتن قوماً آخرين، لكون سبب ارتداد بعض أتباع الأنبياء إلى الكفر كثرة أسئلتهم لأنبياء الله فمن ثم يجيبون عليهم بالحقّ من عند الله فمن ثم يكفرون إلا من رحم ربي. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١﴾قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فكن من الشاكرين حبيبي في الله إذ قدّر الله وجودك في زمن بعث الإمام المهديّ صاحب علم الكتاب الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسره وتحقرون من شأنه، وما كان لكم أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ من دونه؛ بل الأمر لله يصطفي من يشاء ويختار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)} صدق الله العظيم [القصص].

    فلا ينبغي لكم أن تصطفوا الأنبياء وأئمة الكتاب من دون الله؛ بل الله من يصطفيهم في أممهم بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فيزيد أئمة الكتاب عليكم بسطةً في العلم في حياتهم وبسطةً في الجسم من بعد موتهم فلا تكون أجسادهم من بعد موتهم جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً لتكون تلك آية أيضاً لكم من بعد موتهم حتى تتمسكوا بما تركوه لكم من العلم، أم تظنّ الإمام المهديّ يبعثه الله وقد تتلمذ على أيدي علمائكم؟ هيهات هيهات! إذاً فكيف يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لو كان كما تزعمون قد تتلمذ على أيدي علمائكم! أفلا تتفكرون؟ ومن ذا الذي يقول أنه تولّى تعليم الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد بعلوم الدين؟ وما عمري يوماً كنت طالب علمٍ عند أحد مشايخ المسلمين ولا رهبان النّصارى ولا أحبار اليهود؛ بل الله من اصطفاني وعلّمني البيان الحقّ للقرآن العظيم بوحي التفهيم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ؛ بل بالتفهيم من الربّ إلى القلب فيذكِّرني بسلطان العلم في محكم الكتاب القرآن العظيم، ولم يبعثني الله بوحيٍ جديدٍ؛ بل لنعلمكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد ونهدي الناس به إلى صراط العزيز الحميد.

    وها قد وصل عمر الدعوة المهديّة العالميّة إلى مشارف نهاية العام العاشر وعلماء المسلمين لم يجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم بحكم الله بالمنطق الحقّ، فأستنبط لهم من محكم كتاب الله القرآن العظيم حكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم وليس بقول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل نلجمكم بسلطان العلم إلجاماً إن كنتم مؤمنين بكتاب الله القرآن العظيم الذي اتخذتموه مهجوراً من التدبر في آياته، وما يذكر إلا أولو الألباب، فاتقوا الله وأجيبوا دعوة الاحتكام إلى الكتاب المحفوظ من التحريف رسالة الله الجامعة لكل الكتب فيه ذكركم وذكر من كان قبلكم وخبركم وخبر ما كان بعدكم رسالة الله إلى الثقلين إنسكم وجنِّكم، فاتّقوا الله وأطيعوني لعلكم ترحمون.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تهنوا ولا تستكينوا من الدعوة إلى الله ونصرة خليفته، وتذكّروا نعمة الله عليكم كيف ألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً وخصوصاً عبيد النعيم الأعظم منكم صفوة البشريّة وخير البريّة؛ قوم يحبهم الله ويحبونه. وكونوا من الشاكرين وتذكروا هدفكم الذي تسعون لتحقيقه نعيم رضوان الله على عباده النّعيم الأكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    واعلموا أنّ الله لا يرضى في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته فيرضى، ولن يرضى الله حتى يكون عباده شاكرين لكون الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر، فنحن نسعى لتحقيق رضوان الله على عباده لنجعل الناس أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ إلا من أبى رحمةَ الله من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحق؛ أولئك أشر الدواب في الكتاب حصب جهنم هم لها واردون.

    فما خطبكم يا معشر الأنصار ما إن انقضى رمضان إلا ووهنتم واستكنتم عن الدعوة إلى الله ونصرة خليفته إلا من رحم ربي من عبيد النعيم الأعظم؟ فهل تستعجلون العذاب للناس؟ إذاً فأين هدفكم، ألستم تريدون من الله أن يجعل الناس أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ليرضى؟ إذاً فلا تستعجلوا العذاب وتمنّوا من الله أن يعطيكم الفرصة لهداية أمّتكم. ألا ترون أنّهم كل يومٍ في تناقصٍ وأنصار الإمام المهديّ كلّ يومٍ في تزايدٍ؟ حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    جزاكم الله عنا كل خير هذا بالضبط ما كنت انتظره وقد وصلت والحمد لله تعالى على ان هداني الى الامام المهدي وانصاره الاخيار.

  6. افتراضي

    جزاكم الله عنا كل خير أخوتي الأنصار
    ولقد بايعت الامام عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من سنتين ونصف السنة أخوكم من سوريا

المواضيع المتشابهه
  1. الهدف الخبيث من وراء إبطال عقيدة نفي رؤية الله إنما هو ليفتنكم المسيح الكذاب الذي يُحَدَّثُكم جهرةً وأنتم ترونه ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-07-2019, 02:20 PM
  2. رحمة الله على أموات المسلمين، وكذلك نرجو من الله أن يرحم أموات الكافرين النادمين بعد أن ذاقوا العذاب الأليم..
    بواسطة بيان في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-06-2015, 04:55 PM
  3. نفي رؤية الله جهرة بالنفي المُطلق لا في الحُلم في المنام ولا في العلم في الدُنيا ولا في الآخرة
    بواسطة عبدالله سفينة النجاة في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-04-2014, 06:26 PM
  4. ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرة..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-08-2013, 11:46 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •