[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيــان ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=64970
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - ذو القعدة - 1433 هـ
11 - 10 - 2012 مـ
07:18 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ
الردّ الثاني من الإمام إلى أحمد عمرو ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
يا أحمد عمرو، إني أعدك وعداً غير مكذوب أنّي لن أنقذك في المباهلة لئن حدثت بيننا لأنك لست جزءاً من هدفي إن كنت من المغضوب عليهم، وإنما هدفي انقاذ الضالّين من عباد الله وهدي جميع المسلمين، أما المغضوب عليهم فلا بدّ لهم أن يذوقوا وبال أمرهم إلى حينٍ، وأعلمُ أنّك قد اطّلعت على كثيرٍ من بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولم تحدث لك ذكرا، لكونك لا تبحث عن الحقّ لتتّبعه بل تبحث عن ثغرةٍ بظنك أنّك سوف تجدها وتنكر ما تشاء من معتقدات الحقّ.
وقد دعوتك إلى المباهلة مباشرةً لأنّك تعلم أنّني لم أظلمك شيئاً، فأسلوبك أسلوب شيطاني وله نفس النمط الذي تتخذه الشياطين على مدار ثماني سنوات في عصر الحوار من قبل الظهور، وحتى ولو لم تكن منهم فقد ظلمت نفسك باتّباع أسلوبهم وما ظلمك الإمام المهديّ شيئاً، وأراك لم تجِبْ الدعوة للتباهل مباشرة بل لجأت للحوار فلن نحرمك هذه الفرصة حتى لا تكون لك حجّة في نظر الذين لا يعلمون، وعلى كل حالٍ لقد أجابك الأنصار السابقين الأخيار عمَّا سألت فلم تقتنع ولم تدرأ الحجّة بالحجّةِ، ولكن لا مشكلة فلسوف نتفرغ خصيصاً للردّ على أحمد عمرو ونقتبس من بيانه النقطة الأولى في إنكاره للبعث الأول لمن يشاء الله من الكافرين ويحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة بالتأويل الباطل من عند نفسه لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
إذا يقول أحمد عمرو أنّ بيان تلك الآية من عند نفسه ما يلي:
لكون أولئك المجرمون المنافقون سوف يعذبهم الله مرتين في الحياة الدنيا ثم يردّون إلى عذابٍ غليظٍ في الحياة الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
فأما المرّة الأولى فهي بعد الموتة الأولى في الحياة البرزخيّة، وأما المرّة الثانية فهي بعد الموتة الثانية كذلك في الحياة البرزخيّة، وأما المرّة الثالثة فهو عذاب الخلد في نار جهنّم بالروح والجسد خالدين فيها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)} صدق الله العظيم [التوبة].
ولذلك خاطبوا ربّهم من بعد العذاب مرتين عند مجيء عذابهم الثالث بالروح والجسد خالدين، فسألوا ربّهم هل من طريقةٍ لإنقاذهم من العذاب الخالد بالروح والجسد؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
وما السبب يا عمرو بأنّ الله قد عذبهم أكثر مما يعذب باقي الكافرين؟ وذلك لأنّهم دعاةٌ إلى الشرك بالله ووضّح الله السبب. وقال الله تعالى: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
كون من الكفار الضالّين مَنْ ليست لهم حياتين وموتتين كمثل هؤلاء الذين يدخلون النّار مرتين في الحياة الدنيا، وذلك بعد موتهم الأول وموتهم الثاني ثم يردّون إلى عذابٍ عظيمٍ يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.
ومن الكفار من لهم حياتان وهما الحياة الدنيا الأولى وحياة الرجعة، ولكنهم لن يعذبوا في نار جهنّم غير مرةٍ واحدةٍ وهو العذاب البرزخيّ من بعد موتتهم الأولى لكونهم لن يعودوا بإذن الله إلى ما نُهوا عنه كمثل أشرّ خلق الله من شياطين الخلق.
ويا أحمد عمرو، إنّ الفرق جداً عظيم بين الكافرين الضالّين والكافرين المغضوب عليهم لكون الكافرين الضالين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم مهتدون إلى ربّهم، وأما المغضوب عليهم فهم يكرهون الله ورضوانه ويسعون إلى إضلال عباد الله ليكونوا معهم سواءً في نار جهنّم فودوا لو يكفرون كما كفروا فيكونون معهم سواءً في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} صدق الله العظيم [النساء:89].
أي فتكونون سواءً في النّار لكون شياطين الجنّ والإنس وقائد حزبهم يدعون النّاس ليكونوا من أصحاب السعير. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} صدق الله العظيم [فاطر].
فالفرق عظيم بين الضالّين والمغضوب عليهم من العالمين، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون.
ومن الكفار من ليس له غير حياة وموت وبعث لحياة الخلد، بمعنى أنّهم يموتون من بعد حياتهم الأولى في الحياة الدنيا ثم لا يبعثهم الله إلا يوم البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، وأولئك من الكفار من عبدة الأصنام الذين لهم حجّة على ربّهم. ولربّما يودّ أحمد عمرو أن يقول: "فكيف يكون للكفار عبدة الأصنام حجّة على ربّهم؟ يا ناصر محمد اتقِ الله". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا أحمد إنّني الإمام المهديّ لا أقول على الله إلا الحقّ، فأمّا الكفار الذين لهم حجّة على ربّهم وهم الذين ماتوا من قبل أن يبعث الله رسله إليهم ولذلك فلهم حجّة على ربّهم بسبب موتهم قبل بعث رسل ربّهم إلى قُراهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].
أولئك لن يعذبهم الله أبداً كمثل جدّي عبد الله بن عبد المطلب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15]. وبما أن جدّي عبد الله بن عبد المطلب من الكفّار الذي ماتوا قبل بعث محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذاً فهو ليس من المعذَبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رسولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)} صدق الله العظيم [القصص].
فسوف يقولون هذا ظلم يا إله العالمين أن تعذبنا ولم تبعث إلينا رسولاً، فيقولون: {فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(47)} صدق الله العظيم، وفعلا هذا ظلمٌ لو يعذّب الله الكافرين الذين لم يبعث إليهم رسولاً، ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15].
وبما أنّ جدّي عبد الله بن عبد المطلب من الذين لم يبعث الله إليهم رسولاً من قبل موته فلن يعذبه الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الحقّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس].
فهؤلاء الصنف من الكفار لهم حجّة على ربّهم فهم لم يُدعوا إلى عبادة الله وحده من قبل ولا يتذكروا حتى العهد الأزليّ في العالم المَنَويّ وإنّما يتذكره الذين أُقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل، وكما أسلفنا ذكره أنّ هؤلاء الصنف من الكفار لم تتمَّ دعوتهم إلى عبادة الله وحده لكونهم ماتوا قبل بعث رسل الله إليهم ولم يحيطوا بخبر البعث من بعد الحياة مطلقاً وكان وضعهم من بعد موتهم وكأنّهم نائمون لا يشعرون بشيءٍ فأخذتهم الدهشة يوم البعث الشامل من بعد موتهم: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} صدق الله العظيم [يس:52]؟ فردّ عليهم كفار آخرون من الضالّين من الذين يدخلون النّار بحسابٍ من الذين كذّبوا برسل ربّهم فقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52]، ولذلك تجدوننا نقول عن البعث الأول إنّه لمن يشاء الله من الكافرين، وربّي أعلم بعباده فهو أعلم أيّهم أولى بنار جهنّم صلياً، يعذب من يشاء ويرحم من يشاء لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون.
ونعود للبعث الأول ونقول: إن ميقاته يوم تَهَدُّمِ سدّ ذي القرنين يوم مرور جهنّم فيشاهدها كافة الكافرين الأحياء أجمعين لكونها سوف تمرّ أمام أعينهم بجانب أرضهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ونستنبط الميقات المعلوم لرجعة من يشاء الله من الكافرين بأنّه مقرونٌ بتَهَدُّمِ سدّ ذي القرنين، ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وكأننا نرى أنّ جهنّم سوف تُعْرَض على الكافرين من قبل أن يدخلوها". ومن ثم نقول: إنما جهنّم هي ذاتها كوكب العذاب الذي يحمل النّار الكبرى ذلكم كوكب سقر التي سوف تُعْرَضُ على الكافرين ليلة مرورها بجانب أرضهم، فيشاهدها الكفار أجمعون في العالمين ليلة مرورها من جانب أرض البشر، ويتهدم سدّ ذي القرنين بسبب مرورها الأقرب إلى أرض البشر. تصديقاً لقول الله تعالى:{قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ويا أحمد عمرو، إنّ مشكلتكم هي دمج الآيات مع بعضها فتجعلون لها بياناً واحداً وإنكم لخاطئون، وأضرب لك على ذلك مثلاً. قال الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} صدق الله العظيم [الصافات].
فلو نجعلها شاملةً إذاً لحكمنا على أنبياء الله وأوليائه المكرمين بحشرهم إلى نار جهنّم لكونهم يُعبَدون من دون الله وهم لا يعلمون لكون المبالغة فيهم حصلت من بعد موتهم فيدعونهم اتّباعهم من دون الله. وقال الله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً (56) أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)} صدق الله العظيم [الإسراء].
ومن ثم نأتي لقول الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} صدق الله العظيم [الصافات]، فلو نطبق هذه الآية على المشركين بشكل عام وعلى ما كانوا يعبدون من دون الله فيساقون إلى نار جهنّم إذاً لحكمتم على أنبياء الله أيضاً أن يُلقي بهم الله في نار جهنّم وذلك لكونه يقصد المشركين من عباد الشياطين وأزواجهم من يأجوج ومأجوج. ولذلك قال الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} صدق الله العظيم، ولا يقصد المشركين الذين يعبدون أنبياء الله وأولياءَه برغم أنّ المشركين بالله أنبياءَه وأولياءَه من المعذَّبين، ولكنّ لا تخصّهم هذه الآية في قول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} صدق الله العظيم.
ولكن يا أحمد عمرو، إنّ المفسرين من الذين اصطفوا من أنفسهم أئمةً للنّاس قد عجنوا القرآن عجناً بتفسيراتهم الباطلة فيقولون على الله ما لا يعلمون، ودمجوا الآيات فأخرجوها عن مواضعها المقصودة، وابتعث الله لكم الإمام المهديّ ليفصّل لكم كتاب الله تفصيلاً؛ وأعظم فضل عليكم من ربّكم فكونوا من الشاكرين.
وحقيقة أعجبتني كلمة حقٍ منك يا أحمد عمرو وهو قولك ما يلي:
ويا رجل إن الإمام المهديّ رجلٌ واحدٌ والسائلين أمّة، وكلٌ يسأل وحده عن أسئلة أجبنا عليها مئات المرات، وعلى كل حالٍ فسوف نجيب على أسئلتك ولكن واحداً واحداً بادئين بسؤال البعث الأول لكونك تنكره ونحن نقرّه بإذن الله، وسوف يستمر الحوار فيه حتى ننتهي منه ومن ثم ننتقل إلى الإجابة على السؤال الثاني، وهكذا.. كوني أفصّل الإجابة تفصّيلاً وليس مجرد إجابةٍ عابرةٍ بل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون.. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
وأمّا المباهلة فسوف نجعلها بعد نهاية الحوار، ولن ندعو الله أن يمسخك إلى خنزيرٍ بل نتبع المباهلة كما هي في محكم الكتاب نبتهل إلى الله فنجعل لعنة الله على الكاذبين، ولسوف ننظر هل أنت من شياطين البشر أم من خيار البشر، وسوف نؤجل الحكم إلى الأخير من باب التحري، فإذا أقمتُ عليك الحجّة فأخذتك العزّة بالإثم بعدما تبيّن لك أنّه الحقّ فأنت منهم، وأتمنى من الله ألا تكون منهم يا رجل، ولكنك أغضبتني غضباً شديداً فكيف تقول: "إنّك تدعونا إلى كتاب الله وسنّة رسوله وأنت تصدّ عن الدعوة إلى اتّباع كتاب الله وسنّة رسوله"؟ ويا سبحان الله! وإلى ماذا ندعو طيلة ثماني سنوات من عمر الدعوة المهديّة؟! بل ندعو إلى اتّباع كتاب الله وسنّة رسوله والاحتكام إلى كتاب الله، فما وجدناه مخالفاً لمحكم الكتاب فهو قد جاءكم من عند غير الله سواءً يكون في التوراة أو الإنجيل أو السنّة النبويّة لكونهم جميعاً من عند الله، وما خالف فيهم لمحكم القرآن المحفوظ من التحريف فهو حديث مفترًى، فهل نتفق على ذلك؟
ويا رجل فلتُظِهر صورتك وتعرّفنا على اسمك الحقّ، فلا تخف في الله لومة لائم، وسوف نقيم لك وزناً إن شئت لكون الحوار مع شخصياتٍ معروفةٍ ومشهورةٍ خيرٌ للدعوة المهديّة من الحوار مع شخصياتٍ مجهولةٍ، فلكم حاورني كثيرٌ من علماء الأمّة ولكن للأسف بأسماءٍ مستعارةٍ وهذا لا يليق بهم، ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يحاورهم باسمه الحقّ وصورته الحقّ ولا أخاف في الله لومة لائم، فلماذا تخافون من تنزيل صوركم وذكر أسمائكم الحقيقية يا معشر علماء الأمّة؟
ويا أحمد إليك تذكرة بأننا سوف نردّ على كافة أسئلتك التي تلقيها إلينا بإذن الله، ولكن لن ننتقل من السؤال حتى ننتهي منه فأقيم الحجّة عليك فيه بسلطان العلم بالحقّ أو تقيمها علينا، ولسوف ننظر أيّنا يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، فتفضل للحوار مشكوراً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ