الإمام ناصر محمد اليماني
18 - رجب - 1431 هـ
30 - 06 - 2010 مـ
01:42 صباحـاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــ
المُشكلة هي في قومِها الذين سوف يطعنون في عرضها وأهلِها فيؤذونهم ولن يصدقوهم ..
فاسمع يا ولد علي، إنك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من غير علمٍ من ربِّهم! فليست المُشكلة هي آل بيتها لأنّهم سوف يصدّقونها لأنّهم يعلمون أنها ليست حاملاً لو جاءت بولدٍ وقالت لهم أنّه ولدها وهم يعلمون أنّها بالأمس لم تكُن حاملاً؛ بل المُشكلة هي في قومها الذين سوف يطعنون في عرضها وأهلِها فيؤذونهم ولن يصدقوهم ويصدقوا مريم سواء حملت به في تسعة أشهر أو في يومٍ واحدٍ فلن يصدقها إلا أهلُها الذين يعلمون أنّها بالأمس لم تكُن حاملاً.
أم تظن أنّ مريم بنت عمران امرأةٌ متبرجةٌ أمام أعين قومها، ولذلك سوف يصدقوها لأنّهم يعلمون أنّهم يرون بطنها كل يوم وأنّها ليست حاملاً؟ فما خطبك يا رجل؟ ولذلك لم تأتِ مريم تحمل الطفل إلى أهلها لكي ينطق لهم بالحقّ لأنّ أهلها سوف يصدقونها ولو لم ينطق الطفل، نظراً لأنّهم يعلمون أنها ليست حاملاً، ولكن قومها لن يصدقوها لأنّهم لا يعلمون أهي كانت حاملاً قبل أن تضع الطفل أم لا، ولكنّهم لن يصدقوها ولن يصدقوا قسَم أهلها أنّها لم تكن حاملاً فيقولون إنّما تخشون الفضيحة ولذلك لم تأتِ به إلى أهلها؛ بل جاءت به إلى قومها تحمله لكي ينطق فيبرّأها وأهلها من الفضيحة، وقال الله تعالى:
{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30)} صدق الله العظيم [مريم].
ولكنّها لو حملت في تسعةِ أشهرٍ فقد يقتلها أهلُها من قبل أن تضع جنينها ولن يصدقوها أنّها حملت بكن فيكون ولن ينتظروا حتى تضع طفلها لكي يبرِّأَها، فإنّك لمن الجاهلين وقد كنا أقمنا لك وزناً من قبل ولم يعد لك لدينا وزنٌ.
وأبشِّرك يا ولد علي أنّ الله لن يهدي قلبك أبداً إلى الحقّ لأنّك من الذين جاءوا للتشكيك في الحقّ بحذرٍ شديدٍ، وبرغم أنّه تبيّن لنا أمرك ولكنّنا سوف نقوم برفع حظر الإدارة عنك لعلك تخشى ونقيم عليك الحُجّة أكثر.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________