اقتباس
فما هو التمني؟ والجواب هو تمني اتباع الحق الذي لا شك ولا ريب فيه، ومن ثم يبحث ويتفكر بالعقل والمنطق أين يجد الحق ليتبعه كونه لا يريد أن يتبع إلا الحق والحق أحق أن يتبع، وإذا علم الله أن هذا العبد يريد أن يتبع الحق كان حقا على الله أن يهديه إلى الحق إن وجده يكلف نفسه للبحث عن الحق لاتباعه ومن ثم يعثره الله الحق على الحق فيبصره به. تصديقا لقول الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]، كونه توفر لدى العبد شرط البحث عن الهدى والإنابة إلى الرب ليهدي القلب ثم يهدي الله قلبه. تصديقا لقول الله تعالى: {ويهدي إليه من ينيب} صدق الله العظيم [الشورى:13].
فما هو القلب المنيب؟ والجواب تجدوه في قلب رسول الله إبراهيم المنيب عليه الصلاة والسلام قال: {فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، كون نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان مجتهدا باحثا عن الحق الذي يقبله العقل والمنطق بعلم وسلطان مبين كونه استخدم عقله ولم يقتنع بعبادة الأصنام وكذلك لم يقتنع بعبادة الكواكب والشمس والقمر حتى ملأ قلبه الحزن فأناب إلى ربه، وقال: {فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين} صدق الله العظيم.