الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 09 - 1434 هـ
11 - 07 - 2013 مـ
10:02 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
ردّ المهديّ المُنتظَر إلى فضيلة الشيخ أبي عمر بمزيدٍ من البيان الحقّ للذِّكر لمن شاء أن يتقدم فيلزم أو يتأخر عن اتّباع المهديّ المُنتظر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الإنس والجنّ من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله بالقرآن العظيم رسالة الله للإنس والجنّ، لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
ويا أبا عمر القرشي، فإن أقمنا عليك الحجّة بالحقّ فاهتديت فأنت لست عمر القرشي، وأن أقمنا عليك الحجّة بسلطان العلم الملجم من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فأخذتك العزّة بالإثم فأنت عمر القرشي ولم نظلمك شيئاً.
ويا أبا عمر، إنّك تحاور المهديّ المُنتظَر الذي آتاه الله عِلْماً مُحكماً؛ القرآنَ العظيم وتأويلَ آياتِ الكتاب المتشابهات، فإن كان ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المُنتظر فلن يستطيع أبو عمر أن يقيم عليه الحجّة من محكم الذِّكر ولا كافة علماء الأُمّة ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وإنا لصادقون.
ويا أبا عمر، إنّ المهديّ المُنتظر ليس مثلكم تأخذون من القرآن فقط ما وافق ظاهره هواكم ومن ثمّ تتركون اتّباع الآيات المحكمات البيّنات من آيات أُمّ الكتاب فتذرونها وراء ظهوركم فلا نجدكم تتّبعوها ومن ثمّ تتّبعون الآيات المتشابهات، وذلك برهانٌ مبينٌ بأنّ في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيِّن والبرهان كونكم لا تتّبعون آيات الكتاب المحكمات بل تتّبعون الآيات المتشابهات اللاتي لهنّ تأويل غير ظاهرهن، ولقد وُضِعَتْ أحاديث مفتراةٍ بمكرٍ من إبليس إلى أوليائِه فجعلها تتشابه مع ظاهر آيات الكتاب المتشابهات، فجعل تلك الأحاديث فتنةً لكم عن اتّباع آيات الكتاب المحكمات هنّ أُمّ الكتاب، ولكنَّ الله أفتانا في محكم كتابه إنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ سوف نجدهم يُعرِضون عن آيات الكتاب المحكمات من آيات أُمّ الكتاب ومن ثمّ يتّبعون آيات الكتاب المتشابهات التي يختلف ظاهرهنّ عن آيات الكتاب المحكمات ابتغاء إثبات أحاديث فتنة لكم من الشيطان وأوليائه وأنتم لا تعلمون، وكذلك تبتغون تأويل تلك الآية المتشابهة في ظاهرها مع حديث الفتنة الموضوع.
ويا أبا عمر، أحيطك علماً أنّ المهديّ المُنتظر يأخذ بكافة الأحاديث المتشابهة مع القرآن العظيم إلا حين أجد الحديث فقط يتشابه مع ظاهر آياتٍ ويختلف مع آياتٍ أُخَرٍ فمن ثمّ أقوم بفحص الآيات التي تُشابه الحديث مع ظاهرها هل هي محكمةٌ أم آيةٌ متشابهةٌ؟ حتى إذا تبيَّن لي إنَّ تلك الآية من الآيات المتشابهات، فمن ثمّ أعلمُ أنّ ذلك الحديث من أحاديث الفتنة الموضوعة بمكرٍ ودهاءٍ من إبليس الشيطان الرجيم، علّمها لأوليائه ليجادلوا بها قوماً مؤمنين لا يشركون بالله شيئاً، وتلك الأحاديث تدعو للشرك بالله، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121]. ولكن يا أبا عمر، أفلا تعلمون إنّ أحاديثَ الفتنة الموضوعة بينها وبين محكم كتاب الله وأحاديث السُّنة النبويّة الحقّ اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً؟
ويا أبا عمر، إنّ المهديّ المُنتظر والأنصار والباحثين عن الحقّ ؛ نراك جميعاً لم تَقْرُبْ آياتَ الكتاب المحكمات البيّنات في نفي اعتقاد شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود برغم أنهنّ من آيات أُمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأُمّة وعامة المسلمين، ولكنك نبذتهنّ وراء ظهرك وكأنك لا تعلمهنَّ في الكتاب واتّبعت الآيات المتشابهة ظاهرهن مع أحاديث الفتنة الموضوعة لكون في قلبك زيغٌ عن الحقّ، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
ويا أبا عمر، فلو ترجع إلى آيات الكتاب المحكمات البيّنات في فتوى الشّفاعة لوجدتهنّ آياتٍ بيّناتٍ من آيات أُمّ الكتاب البيّنات ظاهرهنّ كباطنهنّ يفقههنّ علماء الأُمّة وعامة المسلمين. مثال قول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثمّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَالَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].
وقد أنذر كافة الأنبياء قومهم بعدم الاعتقاد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
وربّما يودّ أبو عمر أن يقاطع المهديّ المُنتظر فيقول: "إنّما تلك آياتٌ تنفي شفاعة أولياء الله للكافر؛ بل الشّفاعة من أولياء الله أن يشفعوا للمؤمنين فقط". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظَر من محكم الذّكر وأقول: سوف أترك الردّ على أبي عمر من الله الواحد القهّار مباشرةً في محكم الذِّكر. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].
وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شيئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:123].
وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].
وقال الله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} صدق الله العظيم [المدثر].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].
وقال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:43].
وربّما أبوعمر يودّ أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد إنّما تلك آيةٌ تنفي شفاعة الأصنام، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: يا أبا عمر، أفلا تعلم سرّ عبادة الأصنام؟ إنّما هي تماثيلٌ لقومٍ من أولياء الله المقرّبين من الأنبياء والأولياء المكرّمين، ولذلك قال الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82)} صدق الله العظيم [مريم].
وقال الله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (55)قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (57)وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58)} صدق الله العظيم [الإسراء].
وهل تدري يا أبا عمر لماذا يشمل عذاب الدّخان المبين قرى الكافرين والمسلمين؟ وذلك بسبب أنّ المهديّ المُنتظَر يدعوهم إلى نفيّ عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فأعرض عن اتّباع الحقّ الكافرون والمسلمون إلا قليلاً من المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
ومن أصحاب عقيدة شفاعة العبيد من يأتي إلى مقابر أنبياء وأئمّة الأولياء فيدعونهم أن يشفعوا لهم عند ربّهم يوم القيامة، ومن ثمّ ردّ الله عليهم بالحقّ، وقال الله تعالى: {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} صدق الله العظيم [فاطر].
ويا أبا عمر، إنّ الطّامة الكبرى أنّ أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود لا يزالون معتقدين بشفاعتهم لهم بين يدي ربّهم! وأراد الله أن يستيئِسوا من تلك العقيدة لعلّهم يعتقدون أنّ ليس لهم إلا رحمة الله وهو أرحم الراحمين، ولذلك جعل الله مقابلةً بين الطرفين المقربين والذين يعتقدون بشفاعتهم بين يديّ ربّهم ومن ثمّ أمر أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود أن يدعوا عبادَه المقربين لينظروا هل يستجيبون لهم، فقالوا لهم: "اشفعوا لنا بين يدي الله، أفلا ترون ما نحن فيه؟"، فلم يستجيبوا لهم وما ينبغي لهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} صدق الله العظيم [الكهف:52].
كون عباد الله المقرّبين من الأنبياء والأولياء كفروا بعقيدة شركهم في شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود كونهم من عباد الله المكرمين يكفرون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، ولذلك كفروا بتلك العقيدة في عبادة قومٍ مشركين بربّهم عبادَه المقربين. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثمّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30)} صدق الله العظيم [يونس].
فانظر يا أبا عمر قول الله تعالى: {وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30)} صدق الله العظيم، حتى إذا رجع إلى ربّهم الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون بسبب شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وعلموا أنّ ليس لهم إلا أن يرحمهم الله بعد أن تبرَّأ منهم الأنبياء والأولياء من كانوا يعتقدون بشفاعتهم لهم بين يديّ ربّهم وقالوا لربّهم: "لم نُفتِهم أننا شفعاؤهم يوم الدين". لكون الله ألقى بسؤالٍ إلى الأنبياء وأئمّة الكتاب فقال لهم: "فهل أنتم من أفتيتُم عبادي هؤلاء بشفاعتكم لهم بين يديَّ، أم هم ضلّوا السبيل بسبب المبالغة فيكم إلى ما لا يحقّ لكم؟". فانظروا للسؤال وردّ الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} صدق الله العظيم [الفرقان].
وقال الله تعالى: {وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30)} صدق الله العظيم [يونس].
ومن ثمّ يأتي دور قومٍ آخرين في تحقيق الشّفاعة في ذات الله سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشّفاعة جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44].
وتصديقاً لقول الله تعالى: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } صدق الله العظيم [البقرة:255].
أي من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه لتحقيق الشّفاعة في نفس الله فتشفع لهم رحمةُ الله من عذابِه لكونه هو أرحم الراحمين؟ ولكنّ الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون يدعون عبادَه من دونه أن يرحموهم فيشفعوا لهم عند ربّهم ولكنّ دعاءهم في ضلالٍ كونهم ليسوا بأرحم بهم من ربّهم الله أرحم الراحمين، ولذلك دعاؤهم لعبيده من دونه في ضلالٍ. وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ(49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ(50)} صدق الله العظيم [غافر].
فانظر لدعاء الكافرين اليائسين من رحمة ربّهم كيف أنّهم يلتمسون الرحمة من عبيد الله الملائكة، فقالوا لهم: {ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ}، فانظر إلى ردّ ملائكة الرحمن المقربين قالوا: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}، أي ألم تأتِكم رسلُ الله فينذرونكم بآيات الكتاب البيّنات أن لا شفاعة للعبيد من العبيد بين يدي الربّ المعبود، كما أنذرهم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بآية بيّنةٍ من ربّهم في قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
ومن ثمّ انظروا لاعترافهم واعتراف من كان على شاكلتهم من أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. قال الله تعالى: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} [غافر:50]؛ أي فادعوا الله هو أرحم بكم من عباده وما دعاؤكم لعباده من دونه أن يشفعوا لكم في يوم من العذاب إلا في ضلال.
ويا عباد الله المؤمنين، يا أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، اتّقوا الله فلا تعتقدوا بأنّه يوجد لكم بين يديّ الله نبيٌّ أو وليٌّ يشفع لكم بين يديّ الله، وإنّما ابتعث الله الرسل والمهديّ المُنتظر بنفس المهمة ليُخرِجوا العبيد من عبادة العبيد إلى عبادة الربّ المعبود، وأنّ ليس لهم بين يدي ربّهم من وليٍّ ولا نبيٍّ يشفع لهم من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثمّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَالَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].
وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شيئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:123].
فقد وجدتم أنَّ الله لا يقبل شفاعة نفسٍ لنفسٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شيئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} صدق الله العظيم، فلن تنفعكم أرحامكم يوم القيامة يفصل بينكم بسور الأعراف. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الممتحنة:3].
ومن ثمّ يأتي دور الوفد المكرمين في تحقيق الشّفاعة في نفس الله فيرضى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].
كون الذين أَذِنَ الله لهم لا ينبغي لهم أن يتقدّموا بطلب الشّفاعة لعباده كونهم ليسوا بأرحم من عباده منه سبحانه؛ وهو أرحم الراحمين، ولن يجيبهم الله إلا بالحقّ كونهم علموا أنّ ربّهم هو حقاً أرحم منهم بعباده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، أولئك قدَروا ربّهم حقّ قدره وعلموا بحال ربّهم في محكم كتابه بأنه متحسِّرٌ على قومٍ كافرين فما بالكم بالمؤمنين، فكيف تحسّره عليهم بسبب ظلمهم لأنفسهم بعد أن أصبحوا نادمين لِما فرطوا في جنب ربّهم! ومن ثمّ تأتي الحسرة في نفس الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
كون الله آسف حزين على القوم الكافرين لكونهم سيصبحون نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم من بعد الانتقام. وقال الله تعالى: {فَلَمّآ آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].
ولكن الحسرة في نفس الربّ تأتي من بعد أن تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
ويا عباد الله، هل تحبّون الله؟ فهبّوا مع الإمام المهديّ لتحقيق السعادة والفرح في نفس الله، وابتغوا رضوان الله غايةً وليست وسيلةً لتحقيق جنّات النّعيم، فماذا تبغون من نعيم جنّات النّعيم وقد أخبركم الخبير بالرحمن عن حال ربّكم أنّه متحسرٌ وحزينٌ على الذين أهلكهم الله فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟ فماذا تبغون من نعيم جنّات النّعيم وربّكم يقول في نفسه سراً: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
ويا معشر المسلمين، إنه ليوجد بينكم قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه ولا يعرفهم الإمام المهديّ إلا قليلٌ منهم، ولسوف أفتيكم في شأنهم بالحقّ وأقول:
أقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا يرضون بملكوت الجنّة التي عَرْضُها السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، فاسمعوا ما سوف أزيدكم عنهم بالحقّ وأقول:
أقسم بمن أنزل الكتاب وهزم الأحزاب لو أنّ الله يقول لأحدهم: يا عبدي فلان لقد فُزْتَ بالدرجة العاليّة الرفيعة في جنّات النّعيم وجعلك الله خليفةً على ملكوت جنّات النّعيم وجعلك الله أحبَّ عبدٍ والأقربَ من بين عباده المقربين، فهل رضيتَ؟ لقال ذلك العبد: هيهات هيهات فلن أرضى حتى ترضى.
وحتى ولو يقول الله له: إذا أصْرَرْتَ على تحقيق رضوان نفس ربّك على عباده الضالين فسوف أحقق لك ذلك مقابل أن أُرجعك إلى أسفل درجةٍ في أصحاب اليمين، لقال: رضيتُ ربّي وحتى ولو تنبذني في أرضٍ فلاةٍ من غير شربٍ ولا مطعم ولا حور عين مقابل تحقيق رضوان نفسك فلا أبالي.
وحتى ولو يردّ الله عليه فيقول: فما دمت مصرّاً على تحقيق رضوان نفس ربّك على عباده الضالّين فأَلقِ بنفسك في نار الجحيم إلى ما يشاء الله ومن ثمّ أخرجك منها ويتحقق رضوان نفس ربّك فيرضى.
وأعلم كثيراً من أنصاري من قوم يحبّهم الله ويحبّونه يودّ أن يقول:
"أنا يا إمامي أقسم بالله العظيم لا أرضى بملكوت جنّات النّعيم حتى يكون ربّي راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وحتى ولو لن يتحقق رضوان نفس ربّي حتى ألقي بنفسي في سواء الجحيم لما ذهبت إليها مشياً بل لانطلقت إليها مسرعاً مستعجلاً لتحقيق رضوان نفس ربّي وظنّي في ربّي فلن يترك نار جهنّم تحرقني بل سوف يقول لها كوني برداً وسلاماً على حبيب ربّه".
ويا معشر المسلمين، ليس ذلك الشعور والإحساس الصادق في نفس واحدٍ أو اثنين بل في نفس كثيرٍ من أنصار المهديّ المُنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكثيرٌ من أنصار المهديّ المُنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور لم ترتقِ عبادتهم إلى هذا المستوى في عبوديّة الربّ ولكنهم مؤمنون إنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المُنتظر ولكنّهم قد تُشَكِّكُهُم في شأن ناصر محمد اليماني أبسطُ مسألةٍ فيحزن ويشكّ أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المهديّ وينسى جميع موسوعة العلم التي علّمهم إيّاها الإمام ناصر محمد اليماني، فمثلاً فمن الأنصار من يشكّ في شأن ناصر محمد اليماني فيقول: "يا إمام ناصر محمد، لقد أفتَيْنا من حولنا أنّك أمرتنا بصيام الثلاثاء كونك تقول أنك تعلم إنّ أوّل صيام رمضان هو الثلاثاء، حتى إذا قلنا لك سمعنا وأطعنا وأخبرنا من حولنا أننا سنصوم الثلاثاء بناءً على أمر إمامنا أن نصوم الثلاثاء كونه يعلم إنّ يوم الثلاثاء هو غُرّة صيام رمضان لكون الشمس أدركت القمر عند بِدْءِ ميلاد هلال رمضان لهذا العام 1434، ومن ثمّ نتفاجأ منك يا إمامنا أنك غيّرت أمر الصيام إلى يوم الأربعاء بدل الثلاثاء فأُحْرِجْنا ممن حولنا ممن أخبرناهم من قبل أننا سوف نصوم الثلاثاء سواء أعلنوا رؤية الهلال أم لم يعلنوا رؤيته، ومن ثمّ أغضبنا تغيير أمرك في الصيام إلى الأربعاء وكدنا أن ننقلب على أعقابنا من اتّباعك". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: والله الذي لا إله غيره لو ارتقت عبادتكم إلى النّعيم الأعظم لما زلزلكم ذلك الابتلاء شيئاً، ولكنكم مؤمنون إنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المُنتظر، ولكنّ اليقين الكامل بأنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المُنتظر لا شك ولا ريب هو في قلوب عبيد النّعيم الأعظم، فمن علم بحقيقة اسم الله الأعظم فقد جعل الله ذلك آيةً في قلوبهم يجعلهم الله يوقنون إنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المُنتظر بسبب أنّهم وجدوا إنّ اسم الله الأعظم الذي أفتاهم به له حقيقة في أنفسهم فلن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، وعلى كل حال برغم أننا قد أمرناكم بصيام الثلاثاء، ولكن لو تراجعون في ذات بيان أمر الصيام الثلاثاء لوجدتم بالضبط هذه الفقرة من البيان كما يلي:
( ولكنّ الصيام بحسب رؤية الهلال حتى ولو أدركت الشمس القمر في غرّته الأولى، فلن نأمرَكم إلا بصيام رمضان بحسب رؤية الأهلّة )
ـــــــــــــــــــــــــ
انتهـــى..
إذاً فلا حجّة لكم عليّ فتدبروا البيان حقَّ تدبُّره فتجدون تلك الفقرة، وعلى كل حالٍ فلم نكذب عليكم وتبيّن لكم إنّ غُرّة صيامِ رمضانَ لعامكم هذا هي حقاً الثلاثاء، وقد علمتم بإعلان شهادة رؤيته من قبل لجنة تحري الأهلّة في اليمن بالحديدة، ولكن للأسف فقد صار بعض صُنّاع القرار في اليمن يعبد رضوان المملكة العربيّة السعوديّة ولا يعبد الله الواحد القهّار، ولو علم الإمام ناصر محمد اليماني بثبوت رؤية الهلال باليمن لما غيّرت أمري إلى صيام الأربعاء ولكنّهم لم يعلنوا في اليمن أو السعوديّة عن رؤية هلال رمضان، ومن ثمّ أمرتُ أنصاري أن يصوموا الأربعاء بدل عن الثلاثاء كوني أفتيتُهم من قبل إنّما نأمرهم بصيام رمضان حسب رؤية الأهلّة كوني لو أُصرُّ على أمري بصيام رمضان ولم يتمّ إعلان رؤية الهلال وإنما لحسب علمي بوجود الهلال في الأفق لجعلتُ نفسي سببَ ضلالٍ يوماً ما، ومن ثمّ يقول النّاس فيما بعد الظهور بزمنٍ: "لقد صام المهديّ المُنتظر والأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور غُرّة شهر رمضان لعام 1434 الثلاثاء ولم تتم مشاهدة الهلال، وإنما حسب علم الإمام المهديّ إنّ هلال رمضان سوف يكون موجوداً في الأفق بعد غروب شمس الإثنين نهاية شعبان وبرغم أنّه غُمّ على النّاس رؤية هلال رمضان لعام 1434 ولكن المهديّ المُنتظر صام وأنصاره برغم أنّهم لم يشاهدوا هلال رمضان، إذاً فلنصُم بعدهم بحسب علمنا في الحساب إنّ الهلال بالأفق وليداً ولو لم تتسنى لنا رؤية الهلال كما فعل المهديّ المُنتظر وأنصاره المكرمين في عصر الحوار من قبل الظهور". انتهى قولهم لو أصرَرْتُ على أمري بصيام الثلاثاء ولذلك تراجعت حتى لا نكون سببَ ضلالٍ يوماً ما فيصوم المسلمون رمضان اعتماداً على رؤيتهم الحسابيّة وليست رؤيته بعين اليقين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولذلك نريد أن نثبِّت بذلك التراجع أمماً من بعدنا، فمن ثمّ لا يصومون إلا برؤية هلال رمضان أو يتمّون عدّة شعبان مهما بلغوا من العلم، ومن ثمّ يجعلني الله بقراري هذا سبباً لثباتهم على الحقّ.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، نصيحتي لكم مهما أمرتُكم ومهما رأيتُم من تصرفاتٍ لا تحيطون بالحكمة منها، فقولوا سمعنا وأطعنا، ولكنْ لكم الحقّ أن تسألوا إن خشِيتم الفتنة لقلوبكم: "لماذا فعلت ذلك يا إمامنا". فلا تكتموا ذلك في أنفسكم من بعد أن صار في أنفسكم شيءٌ؛ بل سلوا إمامكم حتى لا يكون ذلك سبباً في فتنتكم وزيغِ قلوبِكم، فقط إن شككتم في الأمر فسلوا وذلك حتى نبيّن لكم السبب وإذا عُرِف السبب بَطُل العجب.
وربّما يودّ أن يقول أبو عمر: "يا ناصر محمد اليماني، وما دخلي بما تقول لأنصارك في هذا الردّ علينا؟". ومن ثمّ نردّ عليه ونقول: يا أبا عمر، إنّ بيانات المهديّ المُنتظر موسوعةٌ لكثيرٍ من الفتاوى ومزيدٌ من العلم في كثيرٍ من أمور الدين، ولا تقل إنما ذلك تشتيت للفكر، فمن ثمّ نقول لك: بل زيادةٌ في العلم الملجم فخذ ما تشاء منها في أي نقطةٍ تراها باطلة ومن تجادلني فيها ومن ثمّ نزيدكم علماً فنعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون بإذن الله العليم الحكيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ
اقتباس المشاركة 107413 من موضوع أبو عمر القرشي
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..