باسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والرسل وعلى آلهم الأطهار وأصحابهم الأخيار، والصلاة والسلام على إمامنا وحبيبنا وقرة أعيننا المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم عمرو، قلت في ردك مآ يلي : [
واليك الأتى بيان الحق بأمر الله
لقد استشهدت بهذه الاية
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }
وحاشا ان يستجيب موسى رسول الله لطلبهم لأنه شرك عظيم
ورد عليهم انكم قوم تجهلون ]
أخي الكريم عمرو، لم يقل إمامنا المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني أنه إستجاب لقومه حين طلبوا منه أن يتخذ صنم كآلهة، بل أورد هذه الحادثة ليبين أن قومه هم قوم لا يعقلون، حيث قال في بيانه الحق : [ ومن ثم يردّ على عمروا المهديُّ المنتظر وأقول: يا عمروا، إنّ الذين يدعون مع الله موسى أن يدعو الله قومٌ لا يعقلون، ولسوف أُثبت لك أنّهم قوم لا يعقلون، فكيف إنّ الله فلق البحر نصفين ليجعل لهم وسط البحر طريقاً يبساً لينقذهم من فرعون وجنوده حتى إذا أنقذهم وخرجوا إلى بَرِّ الأمان وجدوا قوماً يعكفون على عبادة الأصنام، فقالوا لنبيهم موسى عليه الله الصلاة والسلام: اجعل لنا إلهاً كما لهم إلهٌ. فهل تراهم قوماً قدروا ربهم حق قدره؟ وقال الله تعالى:
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }
صدق الله العظيم [الأعراف:138]
وهم أنفسهم الذين قالوا:
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ }
صدق الله العظيم [البقرة:61]
فهل تراهم قوماً مهتدين يا عمروا؟ اتقِ الله وحده لا شريك له ...]
يا أخي كيف تحرف مقصد الإمام في إستدلاله، هو إستدل بهذه الآية قال الله تعالى:
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }
صدق الله العظيم [الأعراف:138]، لكي يبين أن القوم هو قوم لا يعقلون، ولم يستدل بها في مسألة طلب الدعاء للغير، وعلى كل حال ليس للمرة الأولى التي يحدث هذا الأمر، حدث لي ذلك شخصيا مرارا عندما أدعوا أحدا لقراءة بيانات الإمام، فإذا يأتوني يفهمون خلاف ما يقصده الإمام، وكان علي أن أبذل جهدا جبارا كيف أوصل لهم المقصد الحق الذي يقصده الإمام، ولا أعرف سبب عدم مقدرة الكثير لفهم بيانات الإمام التي يفصلها تفصيلا، وسهلة الفهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله لشيء مؤسف عليهم لعدم تمكنهم لإبصار النور الذي يصطع من بياناته.
وقولك أيضا : [ انت يا ناصر تحاج نفسك بنفسك ولكنك لا تبصر
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ
وقد تبين لك ان نبى الله موسى يرد على قومه فيما يجهلون ويعلمهم ان ذالك جهل
فلو كان طلبهم الدعاء من الله عن طريق لسان موسى شرك
لقال لهم انكم قوم تشركون كما قال فى الاية السابقة انكم قوم تجهلون أما تعلم ان موسى كليم الله لشديد الغضب حين يصدر من قوم ما لا يرضى الله فيرد عليهم بالحق
فأين تذهب يا ناصر اليمانى !!!!!!!!!!!!
ولقد استجاب لهم موسى فى دعائهم لأنه لا يشوبه شرك بالله
اذ لقال لهم انتم قوم تشركون ولكن قال لهم (إن لكم ما سألتم ) ]
أنظر جيدا أخي الكريم، قال الله تعالى : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ }
صدق الله العظيم [البقرة:61]
لا أعرف لما حذفت قول الله تعالى : {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ }، ألا ترى إستجابة الدعاء لهم هو ذلة ومسكنة وغضب من الله ؟؟
وإني أرى حجتك على الإمام المهدي المنتظر لا تتجاوز كِتابتها، ولم تترجمها على الواقع الحقيقي، والكل يستطيع أن يكتب أنه أقام الحجة على المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني، ولكن إذا تمعنت في ما يكتب تستنتج أنه كتب فقط لهو الحديث، والآيات التي يستدل بها ليست في محلها وتفسيرها هو تفسير ظن ولا يغني الظن من الحق شيئا.
ولا أعرف أي عقل تستعملونه، وأي منطق تحاجون به، سأحاول أن أدُلَّك على كيفية تدبر بيانات الإمام و إقتباس أنواره لعلَّهُ يحدث لك ذكرا ... قال الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني في بيانه : [ ومن ثم يردّ على عمروا صاحبُ علم الكتاب بالقول الصواب وأقول: يا عمروا إنهم لم يقولوا:
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) } [الأعراف:23].
بل قالوا:
{ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ( 107 ) } [المؤمنون]
فهم يريدون الرجوع إلى الدنيا ليعملوا صالحاً ويتبعوا الحق من ربهم، وقالوا: { فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }، فليس ذلك الدعاء بحقٍ يا عمروا، فهم يعتقدوا جازمين في أنفسهم لا شك ولا ريب أن لو يعيدهم الله إلى الدنيا فإنهم لن يعودوا إلى ما نهاهم الله عنه وأنهم سوف يتبعوا رضوانه، وكأن الهدى هداهم! فهم لا يعلمون بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه. ولذلك قال الله تعالى:
{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿27﴾بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿28﴾ }
صدق الله العظيم [الأنعام] ]
أنظر أخي الكريم كيف يفسر الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الآيات القرآنية ويزيدها توظيحا وتفصيلا بغير ظن، بل يفسر الأية بآية أخرى ،
هنا في قول الله تعالى: { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ( 107 ) } [المؤمنون] الإمام فسر أن عدم إستجابة الله عز وجل لدعاء الكافرين ليس لأنهم كافرين، بل لأن دعائهم ليس بحق، لأنهم يعتقدون أن الهدى هداهم، واستدل الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني بهذا التفسير بآية أخرى ليبين كيف أن دعاء الكافرين دعائهم ليس بحق في قول الله تعالى : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿27﴾بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿28﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]، هنا الله عز وجل سبق بعلمه أن هؤلاء الكافرين لو عادوا إلى الأرض ليفسدون من جديد ولن ينجحوا في الإمتحان الجديد، ولذلك قال الله تعالى : { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، وكان عليهم أن يستغفروا الله ويطلبون رحمته كأصحاب الأعراف.
أرجوا أن تفهم جيدا هذه النقطة أخي عمروا، كيف يتم البيان الحق للقرآن الكريم من غير ظن بل بالحق لا ريب فيه، ولكن للأسف الشديد إستنتجت من خلال تجربتي لدعوة الناس إلى إتباع الداعي إلا الله الذي كانوا ينتظرونه منذ زمان، ولكن بعد إذ جاءهم ما ينتظرون كفروا به بغير حق، وبدون تدبر، وإذا حاولوا التدبر فهموا شيء آخر غير مقصد الإمام المهدي ولم أفهم لماذا ؟؟،
قال الله تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } صدق الله العظيم [ الأنفال : 20 .. 25]
وفي الأخير أقول : الحمد لله الذي أسمعنا البيان الحق للقرآن الكريم وأخرجنا من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأسأل الله أن يثبتنا على الحق وأن يعجل نصرة حبيبنا الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني بغير كوكب العذاب.
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
اخوكم ابوعلام