من بيانات الامام عليه السلاااام
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}
صدق الله العظيم [الأعراف : 46]
كيف تكون ارض المحشر في يوم الحساب ومن هم أصحاب الأعراف؟
الجواب من الانسان الذي علمه الله البيان للقران المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
المصدر: [...]
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
\\يوم القيامة والحساب
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
قال الله تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}
صدق الله العظيم
فهذه الآية تتكلم عن يوم القيامة والحساب للذين سيدخلون الجنة من بعد الحساب فيرزقون فيها بغير حساب وأما في ساحة المحشر فيكونون جميعاً في أرض المحشر أهل النار وأهل الجنة ويتم إحضار النار والجنة في الساحة الكونية تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى (36)}
صدق الله العظيم
فيتم إحضار الجحيم إلى أرض المحشر والنار لها سبعة أبواب لكُل باب منهم جزء مقسوم وكذلك يتم إحضار الجنة إلى نفس أرض المحشر الكُبرى وهو الكون كُله يدكه دكاً بكافة كواكبه ونجومه ولم يخلقه الله لعباً ولا عبثاً فيجعله أرضا" واحدة مستوية لا ترى فيها عوجاً ولا إمتى ويتم إحضار النار والجنة إليها فتكون الجنة بموقع غير بعيد من النار وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)}
صدق الله العظيم
وتكون الجنة في أرض المحشر غير بعيدة من النار أي على مقربة منها تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)}
صدق الله العظيم
غير أن الجنة لا تكون خلف النار بل على مقربة من بعضهما البعض مُتقابلان ، فالنار تكون إلى جهة الشمال والجنة إلى جهة اليمين وجميع المًتقين والكافرين ينظرون إ لى الجنة وإلى النار وهم في أرض المحشر ومن بعد الحساب والفصل بالحق ومن ثم يأتي التفرق تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ }
صدق الله العظيم
والتفرق من بعد الحساب ، فيتم حشر أهل النار من أرض المحشر فيُساق أهل النار إلى صراط النار تصديقاً لقول الله تعالى:
{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}
صدق الله العظيم
ولكن يتم تقسيمهم إلى سبع زُمر بعدد أبواب جهنم السبعة تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)}
صدق الله العظيم
ولذلك يتم حشر أهل النار من أرض المحشر وتقسيمهم إلى سبع زُمر ثم يُساقون نحو أبواب جهنم السبعة لكُل باب منهم جزء مقسوم تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}
صدق الله العظيم
وأما أهل الجنة فمن بعد الحساب يتم تقسيمهم زُمراً بعدد أبواب الجنة والتزحزح هو الابتعاد عن النار من نفس منطقة المحشر فلا يُساقوا إلى صراط الجحيم بل إلى صراط جنات النعيم المُقيم تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}
صدق الله العظيم
ويحاول أهل النار الهرب منها صوب الجنة ويتوسلون بالمتقين من أهل الجنة أن ينظروا إليهم ويقتبسوا من نورهم ، ولكن الملائكة يرجعونهم بالقوة فيساقون قهراً إلى نار جهنم فيستغيثوا بالمُتقين ليقتبسوا من نورهم ذلك لأنهم لا يزالون مُشركين بربهم عباده المُقربين والنور من الله ومن لم يجعل الله له نور فماله من نور ولكن من كان في هذه الدنيا أعمى عن الحق فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً ولأنهم لا يعرفون الحق والحق هو ربهم ولذلك يتوسلون إلى عباد الله المُتقين ويقولون لهم
{انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَاب}
صدق الله العظيم
ثم يُضرب بينهم بسور فاصل بين الجنة والنار فباطنه إلى الجنة والنار من قبله لأن النار والجنة قد جعلهما الله يوم القيامة مُتقابلين ، النار شمال والجنة يمين وسور الأعراف بينهما ومن ثم تُساق طائفة أخرى من أرض المحشر لم يتم حسابهم ولم يسألهم الله عن أي شيء ولم يُحاسبهم الله عن أي شيء لأن لهم حُجة على ربهم فجعلهم الله فوق سور الأعراف يتفرجون على أهل النار وأهل الجنة ولكن من هم تلك الطائفة والجواب الحق هم القوم الذين ماتوا من أهل القرى من قبل مبعث رسل الله إليهم فأولئك لهم حُجة على ربهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
صدق الله العظيم
كأمثال عبد الله ابن عبد المُطلب والد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الذين ماتوا من القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم فأولئك لا يُعذبهم الله تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}
صدق الله العظيم
فأولئك هم أصحاب الأعراف فلم يجعلهم الله من أهل الجنة ولم يجعلهم الله من أهل النار وشهدوا كيف أن الله حاسب عباده وكيف فصل بينهم بالحق وبين أنبيائهم وسأل الله أنبياءهم: هل بلغتم ؟ فأجابوا : نعم .. وشهد على تبليغهم الذين صدّقوا بشأنهم .. فصار لديهم مفهوم قصة الرسل وأقوامهم والذين كذّبوا برسل ربهم والذين صدّقوا برسل ربهم فصار الأمر لديهم واضحا"و كاملا" من البداية إلى النهاية عن أقوامهم من بعدهم ، ومنهم من يعرف رجال من أهل النار كمثل أبو لهب والوليد ابن المغيرة فمثلا" والد النبي عبد الله ابن عبد المطلب يعرف أبو لهب ويعرف الوليد ابن المغيرة وغيرهم من قبل موته ، وكذلك جميع أهل الأعراف الذين ماتوا من قبيل مبعث الرسل يعرفون الناس الذين كانوا بجيلهم غير أنهم ماتوا من قبل بعث رسل الله إلى القرى فبعضهم قبل مبعث رسول ربه إلى قريته بشهر أو أكثر من ذلك بسنين أو أقل ولكنهم قد علموا أن هؤلاء المُترفين الذين كانوا يعرفونهم قد بعث الله إليهم رسلا" من بعدهم وكذبوا برسل الله الذي أرسلهم الله إليهم من بعد موتهم وبالذات الذين ماتوا من أهل القرى قُبيل بعث الرسول إليهم فهم حتماً يعرفون المُترفين في جيلهم و وجدوا خبرهم أن الله بعث إليهم رسول فكذبوا به وكانوا يعرفون أنهم أغنياء ولذلك قالوا لهم
{وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُم قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ}
صدق الله العظيم
ولذلك ينادونهم من فوق الأعراف لأنهم يعرفونهم بصورهم في الدُنيا .. وقبل التفصيل في شأن أهل الأعراف نعود إلى أصحاب الجنة والنار ، فبعد انتهاء الحساب وإقامة الحجة بالحق يدخل أهل النار النار ويدخل أهل الجنة الجنة فينادي أصحاب الجنة أصحاب النار وقال الله تعالى:
{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
فمن هو المؤذن بينهم ؟! إنه عبد الله ابن عبد المُطلب و من معه من أهل الأعراف ، ونعود الآن إلى رجال الأعراف وقال الله تعالى:
{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}
صدق الله العظيم
فهم يعرفون كُفارا" من أصحاب النار وكذلك يعرفون رجالا" من أهل الجنة فينظر أصحاب الأعراف إلى أصحاب الجنة فيقولون لأصحاب الجنة ((سلامُ عليكم )) ولكنهم ليسوا في الجنة بل ينظرون إليها وإلى من فيها من فوق سور الأعراف ويتمنون أن يدخلهم الله جنته برحمته وقال الله تعالى:
{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}
صدق الله العظيم
ومن ثم ينظرون إلى أصحاب النار فيخاطبوهم فيقولون لهم
{أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ}
صدق الله العظيم
ويقصدون بهؤلاء أي أهل الجنة فأشاروا إليهم وهم يخاطبون أصحاب النار وقالوا لهم يا أصحاب النار أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ برحمته ومن ثم يجيب الله دعوة أهل الأعراف حين ذكروا رحمته وأهل الأعراف قد دعوا الله من بعد حشرهم على سور الأعراف وقالوا
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
و قال الله تعالى:
{وَنَادَىَ أَصْحَابُ الأعْرَافِ رِجَالاٍ يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىَ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهَـَؤُلآءِ الّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم
فمن الذي قال لأهل الأعراف
{ادْخُلُواْ الْجَنّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم
إنه الله الذي دعوه من بعد حشرهم على الأعراف ونظروا إلى نار جهنم والكُفار يصطرخون فيها وقال الله تعالى:
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
فانظروا إلى جواب الله لدُعائهم حين ذكروا رحمته لأنهم يمقتون الكفار وقالوا لهم أهؤلاء ثم أشاروا إلى أهل الجنة الذين أقسمتم يا أهل النار أن لن ينالهم الله برحمته؟! ومن ثم يأتي إجابة الله لدعوة أهل الأعراف حين أقرّوا وأيقنوا برحمة الله وقالوا
{أَهَـَؤُلآءِ الّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ}
صدق الله العظيم
وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجاب دعوتهم بالحق وقال الله:
{ادْخُلُواْ الْجَنّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم
وذلك لأنهم يدعون ربهم فيسألوه برحمته حين ينظرون إلى أهل النار يصطرخون في نار جهنم وقال الله تعالى:
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
فانظروا لإجابة الله لدُعائهم وقال لهم:
{ادْخُلُواْ الْجَنّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم
ويا أمة الإسلام اتقوا الله واعلموا أن ليس لكم من دون الله ولياً ولا شفيعا" واسألوا الله برحمته ومن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى تلجؤون إليه من دون الله أفلا تتقون ، أفلا ترون أن الله أجاب دعوة أهل الأعراف ووعده الحق وهو أرحم الراحمين ويا من ينتظرون لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع لهم بين يدي الله ها هو أباه مع أهل الأعراف ولم يشفع له محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يأمل من ولده أن يشفع له بين يدي ربه بل دعا ربه مع أهل الأعراف وقالوا:
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
ثم أجاب الله دُعاء أهل الأعراف وقال لهم:
{ادْخُلُواْ الْجَنّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .. فأما الذين آمنوا منكم حين أذكرهم بآيات ربهم وأبينها لهم فتزيدهم إيمانا" فتلين جلودهم ومن ثم تخشع قلوبهم فتدمع أعينهم مما عرفوا من الحق وأما العُميان فوالله لو أنذرته بجميع آيات الكتاب وفصلتها تفصيلاً فإنه سوف ينبذها جميعاً وراء ظهره مهما كانت واضحة وبيّنة في البيان الحق وسبب فتنته أنهُ يعلم حديثا" أو رواية مُخالفة لهذه الآيات المُحكمات ويفضل أن يستمسك بذلك الحديث المُخالف ويقول إن القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح فهل أنت أعلم يا ناصر محمد اليماني أم هم؟ ومن ثم أرد عليه وأقول ولكني أحاجك بآيات مُحكمات بينات هُن أم الكتاب لا يزيغ عم جاء فيهن إلا من في قلبه زيغ عن الحق فيتبع الفتنة الموضوعة من أحاديث و روايات الفتنة التي تأتي مُخالفة لآيات الكتاب المُحكمات وحسبه جهنم ومن اتبعه وساءت مصيراً ولكني أقسم بالله لو أن الآية جاءت مُطابقة للحديث الذي هو مُستمسك به لأعجبته واستمسك بها وصرخ بها كبرهان على الحديث ولكن إذا جاءت مُخالفة للحديث الذي هو مُستمسك به فعند ذلك تسوءه ويقول لا يعلم تأويلها إلا الله برغم أنها مُحكمة من آيات الكتاب المُحكمات من أم الكتاب وليس من المُتشابهات تالله لا يطلع على بيان ناصر محمد اليماني عالم أو جاهل إلا تبين له الحق ولكن الكارثة أنه برغم انه تقبلها عقله إلا أن كثيرا" لا يوقن بآيات ربه برغم وضوحها الشديد ويا قوم يا أصحاب اللسان العربي المُبين إن القرآن عربي أرسله الله بلسان عربي مُبين ليُبين لكم ما تتقون وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}
صدق الله العظيم
وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تفهمون مُحكمه فهو ليس بأعجمي بل عربي مبين وقال الله تعالى:
{قَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}
صدق الله العظيم
ولكنكم جعلتموه أعجمياً فأعرضتم عنه وقلتم على الله زوراً وبهتاناً أنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله ولم يقل الله ذلك وافتريتم على الله الكذب وأنتم تعلمون أنه لم يقل ذلك بل قال لكم أن منه آيات مُحكمات واضحات بينات هم أم الكتاب يعلمهن ويفهمهن ويعقلهن العالم والجاهل كُل ذي لسان عربي مبين وتلك أكثر آيات الكتاب بنسبة تسعين في المائة وأخرى مُتشابهات وهن قليل ليست إلا تقريباً عشرة في المائة أو أقل من عشرة في المائة فتلك الآيات المُتشابهات لا يعلم بتأويلهن إلا الله وهن قليل ولكنكم جعلتم القرآن كُله لا يعلمُ تأويله إلا الله ولكن الإمام المهدي الحق من ربكم لم يحاجكم إلا بالآيات المُحكمات الواضحات البينات يعلمهن ويعقلهن كُل من تدبر ما جاء فيهن من ربه لا يزيغ عم جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغ عن الحق المُبين ويا معشر الأنصار كونوا من الموقنين ولا تكونوا من الذين هم بآيات ربهم لا يوقنون ثم لا يوقنون إلا بعد أن يقع القول عليهم وخروج الدابة وكذلك قال الله تعالى أنكم لم تكذبوا بالذي يحاجكم بآيات ربكم ولم تصدقوا والسبب عدم اليقين بآيات الله التي أحاجكم بها في الكتاب وقال الله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (81) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)}
صدق الله العظيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني
ـــــــــــــــــــــــــــ