17 - 07 - 1433 هـ
06 - 06 - 2012 مـ
05:13 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشـاركة الأصليَّة للبيان ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=46255
ـــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة والسلام على صحابته الأنصار الأخيار من قبل الفتح ومن بعد الفتح وأصلي عليهم وأسلم تسليماً، والصلاة والسلام على أنصار المهدي المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..
ويا أحبتي الأنصار لا تقولوا عن أبي هريرة إلا خيراً وصلّوا عليه وسلّموا تسليماً، ولا تقولوا كان يستمع لكعب الأحبار، ولا تذكروا أيّاً من صحابة رسول الله وأنصاره إلا بخير وصلّوا عليهم وسلّموا تسليماً، فنحن لا نطعن في صدق أيّ من رواة الأحاديث فلعله أُفتري عليه كما افْتَرَوه على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسب فتوى الله: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء]، وكذلك المفترون على النبيّ بمقدورهم أن يفتروا على صحابته الأبرار، فإياكم أن تذكروا أحداً من صحابة رسول الله إلا بخيرٍ وصلّوا عليهم وسلّموا تسليماً.
واعلموا إن أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وإنما حفظ الله القرآن من التحريف والتزييف لكي يكون المرجع للأحاديث النبويّة فتعرضونها على محكم القرآن، وعلّمكم الله أن ما وجدتم من حديث جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أن ذلك الحديث جاءكم من عند غير الله؛ بل من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدّوا البشر عن اتّباع الذكر.
ولكن يا أولي الألباب اتقوا الله واتّبعوا الكتاب وسنّة البيان النبويّة الحق وطبّقوا القاعدة القرآنية لكشف الأحاديث المكذوبة في السُّنة النبويّة فيصبح الأمر عليكم يسيراً لكشف الأحاديث المكذوبة بغض النظر عن رواتها فلعلّهم براءٌ منها. ولا تقولوا إن فلاناً كان يستمع إلى فلان أو تطعنوا في صدق الراوي فربه أعلم بما في قلبه ولم يخوّلكم الله في الحكم عن ظهر الغيب بل نأمركم بما أمركم الله ورسوله أن تأخذوا الحديث ومن ثم تعرضوه على القرآن، أيْ على الآيات المحكمات البيّنات لعالِم الأمّة وعامتهم، فما وجدتم من الأحاديث جاء مخالفاً لمحكم آيات الكتاب البيّنات فهنا تعلمون علم اليقين لا شك ولا ريب أن ذلك الحديث النبويّ جاءكم من عند غير الله ولم ينطق به الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً، فالتزموا بتطبيق القاعدة القرآنية لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحابته الأبرار السابقين الأخيار، وقد جعل الله فتواه مُحكمة في محكم كتابه إنَّ السنة النبوية هي من عند الله كما القرآن من عنده تعالى. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
ومن ثم علّمكم الله إنه لم يعدكم بحفظ أحاديث البيان من التحريف والتزييف، ومن ثم علّمكم بالقاعدة القرآنية لكشف الأحاديث المكذوبة أن تعرضوها على محكم قرآنه فما وجدتم منها جاء مخالفاً لمحكم قرآنه فاعلموا علم اليقين أن ذلك الحديث مكذوب في السُّنة النبويّة الحق وأنه ليس من عند الله ما دام جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله فهو من عند الشيطان وليس من عند الرحمن. تصديقاَ لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فاتقوا الله يا معشر علماء الأمّة واتّبعوا الإمام المهدي المنتظَر الحق من ربكم الذي يؤمن بالكتاب والسُّنة، ولم يجعلني الله قرآنياً ولا سنياً ولم يجعلني الله من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. ولربما يود أن يقاطعني من الذين لا يعلمون فيقول: "ولكنك لا تأمرنا أن نتبع من السُّنة إلا ما تطابق مع القرآن". ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: لا تفتري علينا بما لم نقله فيسحتك الله بعذاب من عنده إن يشأ، وإنما يأمركم الإمام المهدي بالكفر بما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله مهما كانت ثقتكم في رواة ذلك الحديث. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ حَدِيثًا} صدق الله العظيم [النساء:87].
فإذا جاءكم الحديث النبويّ مخالفاً لحديث الله في محكم كتابه فذلك من أحاديث الشيطان وليس من حديث الله في محكم كتابه ولا في سُنة بيانه، وأما الأحاديث التي لا تأتي مطابقة لمحكم الكتاب ولا تأتي مخالفة فهنا تستطيعون أن تميزوها بالعقل والمنطق إن كنتم تعقلون. فلا تتبعوا ما ليس لكم به علم حتى تستخدموا عقولكم (هل يقبل ذلك العقل والمنطق؟) كون الله سوف يحاسبكم عن استخدام عقولكم إن لم تستخدموا نعمة الله على الإنسان (التفكّر والتدبّر)، فلا تتبعوا الداعي حتى تتفكروا وتدبروا في سلطان علمه؛ هل ينطق بالحق ويقبل سلطان علمه العقل والمنطق تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]؟ كون العقل والمنطق لا يختلفان في المنطق الحق، ولذلك تجدون ربكم يقيم الحجة عليكم فيحاجّكم بعقولكم، ويقول لكم في كثير من الآيات إن كنتم تعقلون؛ إنما يتذكر أولوا الألباب.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار نحن لا نحرّم عليكم تدّبر آيات الكتاب وإنما نحرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون أنه الحق من ربكم لا شك ولا ريب، فلا يجوز لكم أن تأخذوا آيةً في الكتاب بحاجة لتفسيرٍ ومن ثم تفسروها من عند أنفسكم حسب فهمكم فذلك محرم عليكم ما لم يؤيدكم الله بالبرهان لتفسيركم من محكم كتابه، وذلك حتى لا تُضلّوا أنفسكم وتُضلّوا أمّتكم، وهل سبب ضلال الأمم وتفرقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ من بعد ما جاءتهم البيّنات من ربهم وصدّقوا بها ومن ثم تفرّق الذين من بعدهم إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب قولهم بتفسير الآيات بالظن من عند أنفسهم؟ وقالوا على الله ما لا يعلمون أنه الحق من ربهم، كمثل الذين يقولون أن الله أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم وأن ذلك خيرا لهم عند بارئهم وجاء ذلك في تفسير ابن كثير نقتبس منه ما يلي كما يلي:
ألا والله لو جرّبتم منطق العقل في ذلك لوجدتم أن العقل يرفض ذلك جملةً وتفصيلاً ويقول: كيف يأمرهم الله بقتل أنفسهم وأنهم لو يفعلون ذلك لكان خيراً لهم وأشدّ تثبيتاً! فكيف يكون خيراً لهم لو أنهم قتلوا أنفسهم؟ وكيف يأمرهم الله بذلك وهو محرمٌ عليهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وهذا ما يقوله الكِتاب والعقل والمنطق مخالف لتفسير ابن كثير رحمه الله وغفر له قوله على الله بالظن. ولربما يود أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "وكيف ارتكب ابن كثير هذا الخطأ الفادح؟". ومن ثم نردّ عليه: لقد اتبع المتشابه والأحاديث المكذوبة التي تُشابه ظاهر آيةٍ متشابهةٍ، ولكن متشابه القرآن والأحاديث التي تشابه ظاهر المتشابه من القرآن سوف تجدونها تأتي مخالفةً لمحكم آيات القرآن البيّنات لعلماء الأمة وعامتهم، وإنما تلك أحاديث موضوعة بحكمة شيطانية فتنة للمؤمنين يلقيها إبليس إلى أوليائه لتكون أحاديث فتنة عن الحق المبين. ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فانظروا لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} صدق الله العظيم. ولربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما يقصد الله تعالى: {{ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}}؟"، ومن ثم يرد على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: أي ابتغاء إثبات حديثَ فتنةٍ موضوعٍ فيزعم أنه جاء تأويلاً لتلك الآية المتشابهة، ومن ثم يزعم أنه مُتبع لكتاب الله وسنة رسوله وهو ليس على كتاب الله وسُّنة رسوله وزاغ قلبه عن الحق المبين.
ولربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولكن يا ناصر محمد ما يقصد الله تعالى بقوله: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾} صدق الله العظيم [النساء]؟".
ومن ثم يرد الإمام المهدي ناصر محمد على السائلين وأقول: وتالله لو نلقي إلى كافة علماء الأمّة وعامتهم بسؤال وأقول: ما يقصد الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} صدق الله العظيم [الحجرات:11]؟ وموضع السؤال لكم في هذه الآية هو ما المقصود بقول الله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} صدق الله العظيم؟ لكان جواب كافة علماء المسلمين وعامتهم من أصحاب اللسان العربي المبين لقالوا: "يا ناصر محمد إنما يقصد الله تعالى بقوله: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} صدق الله العظيم؛ أي: لا يحتقر بعضكم بعضاً ولا يُلقّب بعضكم بعضاً بغير أسماءهم". ومن ثم يقول لهم الإمام المهدي ناصر محمد: إذاً يا قوم إن المقصود بقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾} صدق الله العظيم، أي: لو أن الله أمرهم بقتل بعضهم بعضاً فيقتل الصالحون المفسدين في الأرض ليأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر سواء دفاعاً عن أنفسهم في ديارهم من المفسدين المعتدين أو يخرجوا من ديارهم لجهادهم ومنعهم من الفساد في الأرض. أفلا تعقلون؟ فلا تتبعوا ظاهر المتشابه وإنما التشابه وقع في قوله: {أَنْفُسَكُمْ} فظننتم أنه يقصد ذات أنفسهم بل هو يقصد بعضهم بعضاً. فاتقوا الله يا أولي الألباب وذروا اتّباع ظاهر المتشابه في الكتاب واعتصموا بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلمائكم وعامة المسلمين لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلا من كان في قلبه زيغ عن اتّباع الحق من ربه فلا تكونوا من الفاسقين من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ألا وإن من الفاسقين قوماً لو تأتي له بمائة آية محكمة بيّنة من محكم آيات القرآن العظيم تنفي موضوعاً ما غير أنه يوجد حديث يُقِرُّ ذلك الموضوع لأعرض عن مائة برهان من محكم القرآن واتّبع الحديث المخالف لمائة آية من محكم القرآن! أولئك ضلّوا أنفسهم وأضلّوا. ومنهم حاقدون على الإمام المهدي ويتربصون به، وإني لأتحداهم بقدرة ربي ونصره وأقول لهم ما قاله أحد الأنبياء لقومه: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [هود].
ويا قوم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟ ويا قوم أتقتلون رجلاً يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويأمركم أن تتبعوا كتاب الله وسنة رسوله الحق ويفتيكم أن السُّنة النبويّة هي من عند الله كما القرآن من عنده تعالى ويحكم بمحكم كتاب الله وسُنة رسوله الحق من عند الله؟ ويا قوم ليس الإمام ناصر محمد اليماني مَن أمَركم بعرض الأحاديث النبويّة على القرآن فحسب بل أمركم الله ورسوله خاتم الأنبياء والمُرسَلين وقال عليه الصلاة والسلام: [إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [إني سألت قوماً من اليهود عن موسى فحدثوني حتى كذبوا عليه، وسألت قوماً من النصارى عن عيسى فحدثوني حتى كذبوا عليه، وإنه سيكثر على من بعدي، كما كثر على من قبلي من الأنبياء، فما حدثتم عني بحديث فاعتبروه بكتاب الله، فما وافق كتاب الله فهو من حديثي، وإنما هدى الله نبيه بكتابه، وما لم يوافق كتاب الله فليس من حديثي] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سئلت اليهود عن موسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا، وسئلت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا، وإنه سيفشو عني أحاديث، فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله واعتبروه، فما وافق كتاب الله فأنا قلته، وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [اعرضوا حديثي على الكتاب، فما وافقه فهو مني وأنا قلته] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [أيما حديث بلغكم عني تعرفونه بكتاب الله فما وافق فاقبلوه وأيما حديث بلغكم عني جاء مخالف لمحكم القرآن فلا تقبلوه] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم: [اعرضوا الحديث إذا سمعتموه على القرآن فما كان من القرآن فهو عني وأنا قلته، وما لم يكن على القرآن فليس عني ولم أقله، وأنا بريء منه].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: [إنَّه لا يأتي مني قول مخالف للكتاب، لأنَّه حجة لله على خلقه] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال عليه الصلاة والسلام: [إنّ على كلّ حقٍّ حقيقةً وعلى كلّ صوابٍ نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [أَيُّهَا النَّاسُ مَا جَاءَكُمْ عَنِّي يُوَافِقُ كِتَابَ اللَّهِ فَأَنَا قُلْتُهُ، وَمَا جَاءَكُمْ يُخَالِفُ كِتَابَ اللَّهِ فَلَمْ أَقُلْهُ] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [إِذَا جَاءَكُمْ مِنَّا حَدِيثٌ فَاعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَخُذُوهُ وَمَا خَالَفَهُ فَاطْرَحُوهُ] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه. وإن خالفه فهو حديث باطل لا أصل له] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا إنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ } من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم] انتهى.
ويا قوم إنما تلك الأحاديث الحق عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمركم بما أمركم الله به في محكم كتابه أن تعرضوا أحاديث النبي على القرآن وما كان منها من عند غير الله فسوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا معشر علماء المسلمين وعامتهم، هل لن تصدقوا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حتى يتّبع أحاديث الشيطان الرجيم التي تخالف محكم القرآن؟ ومن ثم أقول ألا سحقاً سحقاً للمعتصمين بحبل الطاغوت كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيوت العنكبوت، ولسوف تعلمون أيّنا على الصراط السوي وأيّنا غوى وهوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكان سحيق، ألا والله الذي لا إله غيره لن أتبع أهواءكم لنرضيكم أو لنأمن مكرمكم حتى لو لبثت فيكم ما لبثه نوح عليه الصلاة والسلام في دعوة قومه المعرضين ألف سنة إلا خمسين عاماً ما اتّبعت أهواءكم، فإن كذّبتم فالحكم لله وهو خير الفاصلين، فلا أنتم على كتاب الله ولا سُنة رسوله بل معتصمون بأحاديث الشيطان المخالفة لمحكم القرآن فكيف تحسبون أنكم مهتدون! أفلا تعقلون؟
ويا أيها الدكتور الجبرتي الذي قابل المهدي المنتظَر بقدر مقدور في الكتاب المسطور فتناولنا سوياً وجبة العشاء رضي الله عنك وأرضاك وكافة الأنصار السابقين الأخيار، فاصبروا وصابروا ورابطوا فقد بدأ الحق غريباً وعجيباً ولذلك قالوا: {وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤﴾ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾} [ص].
فقد بدأ الحق غريباً وها هو عاد غريباً فاثبتوا فإنكم في أمّة لم يبقَ فيها من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه برغم أنهم له حافظون عن ظهر قلب، ولكن مثلهم كمثل الحمار يحمل الأسفار في وعاء ولكنه لا يفهم ما يحمل على ظهره كمثل الذين قال الله عنهم: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} صدق الله العظيم [الجمعة:5].
وما أنزل الله القرآن العظيم لكي تحفظوا ما لا تفهموا بل أنزل الله الكتاب للتفكر والتدبر في آيات الكتاب ليذّكر أولو الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
ويا معشر الأنصار، ما خطب قوم منكم ما إن يتأخر الإمام المهدي ناصر محمد اليماني عن كتابة البيان الحق للقرآن إلا وظننتم الظنون؟ فمنكم من يوهن، ومنكم من يحزن ويخشى أن يكون أصاب الإمام ناصر محمد اليماني مكروهاً، ومنكم من ينقلب على وجهه، ومنكم من يزداد إيماناً وتثبيتاً وحتى ولو مات ناصر محمد اليماني أو قُتِل لَما انقلبوا على عاقبيهم كونهم لا يعبدون الإمام المهدي بل يعبدون الله وحده لا شريك له واتخذوا رضوان الله غايتهم ومنتهى مرادهم وما ينبغي لهم أن يعيدوا أنفسهم إلى ما كانوا عليه من الضلال المبين. وكأني أرى أعيناً تدمع خشية لو يصيب حبيبه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني مكروهاً فلن ينقلب على عاقبيه ولكنه في شوق للقاء الإمام المهدي كما يشتاق الحبيب للقاء حبيبه، ومن ثم أقول: يا أحباب قلبي وقرة أعين الأمام المهدي ذكركم والأنثى، لا تخشوا على إمامكم فإنه بأعين الله بإذنه حتى نلقاكم ورضي الله عنكم وأرضاكم، فنافسوا الإمام المهدي في حب الله وقربه إن كنتم إياه تعبدون، فلا تذروا التنافس في حب الله وقربه للإمام المهدي من دونكم ثم لا تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولا أغني عنكم من الله شيئاً فاعبدوا الله ربي وربكم، ولا يقول أحدكم: "يا إمامي ادعُ لي الله". فذلك شرك بالله أحبتي في الله، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال من دون الله. وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وإنما يدعو بعضكم لبعض عن ظهر الغيب تُجابُوا من غير أن يطلب منكم الدعاء، فادعوا لإخوانكم المسلمين أن يهدي قلوبهم ويغفر ذنوبهم ويشفي أمراضهم ويعافي مبتلاهم به ويؤتيهم من فضله ويثبتهم على ما يحبه الله لهم ويرضى، إن ربي سميع الدعاء.
وسلام على المُرسَلين والحمد لله رب العالمين ..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
_____________