الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 10 - 1432 هـ
20 - 09 - 2011 مـ
02:19 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=22493
ــــــــــــــــــــ
الله سبحانه وتعالى يُذكّرنا بنعمهِ حتى نكون من الشاكرين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمدٍ رسول الله والتابعين لهم بالحقّ إلى يوم الدين، لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
ويا حبيب قلبي أبو وهبي هناك فرقٌ بين أن تجدوا الله يخبركم بقصص الأنبياء وابتلائه لهم ونعمه عليهم والثناء عليهم حين البلاء بقول الله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم [ص:44].
وما نريد قوله أنه يوجد هناك فرقٌ بين أن تجدوا الله يخبركم بما أنعم به الله على أحدٍ من عباده فتجدونه يخبركم بما أنعم الله به عليه ليس إلا ليخبركم لتنهجوا نهجهم وحتى لا تحصروا نعمة الله عليهم، ولذلك يقول نهاية قصصهم: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [الصافات:80].
ولكن حين تجدون أنّ الله يخاطب الشخص الذي أنعم الله عليه فيذكِّره بما أنعم به الله عليه فهو حتماً يريده أن يكون من الشاكرين، ولذلك يذكِّره بما أنعم به الله عليه كمثال قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
وهذا خطاب للأنصار السابقين الأخيار من الأوس والخزرج وجميع المؤمنين فيعظهم أن يعتصموا بالقرآن العظيم ولا يتفرقوا فيتبع فريق منهم ما خالف لمحكم القرآن ويذكرهم بنعمة الله عليهم ببعث نبيه بهذا القرآن العظيم الذي هداهم به إلى الصراط المستقيم وألَّف بين قلوبهم بعد إذا كانوا أعداءً يقتتلون، ولذلك يذكِّرهم الله بنعمته عليهم ليكونوا من الشاكرين، فتجدون الخطاب موجَّه لمن يخاطبهم الله فيذكرهم بنعمه عليه ليكونوا من الشاكرين. ولذلك الله قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} صدق الله العظيم.
وكذلك الخطاب من الربّ الموجَّه للمسيح عيسى ابن مريم في علم الغيب في الكتاب يوم البعث الأول فيذَكّره بنعمه عليه ليكون من الشاكرين فيطيع أمر خليفة الله وعبده ولذلك يذكِّره بنعمه عليه ليكون من الشاكرين وأن لا يعصي الله ما أمره به، ولذلك يذكره بنعمه عليه وعلى أمّه ليكون من الشاكرين. ولذلك قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
فهل تبيّن لك الحقّ في محكم كتاب ربّي يا حبيب قلبي أبو وهبي؟ فقل ما أمرك الله وجميع المسلمين أن تقولوا: {آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:136].
وكونوا من الشاكرين لأعظم نعمة في الكتاب وفضلاً بعث الإمام المهديّ ليخرجكم الله به من الظلمات إلى النور فيهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، كما أنعم الله من قبل على الذين آمنوا ببعث الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة من ربهم والتسليم ونحن معهم وجميع المسلمين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ