وأخذ معه في رحلته هو وجيشه الجرّار كُلّ شيء من أسباب السفر بحراً وبراً وكُلّ ما يحتاجونه في رحلتهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾}، فركبوا الفلك سبب الإبحار بالسفر بحراً مُبتدِئاً برحلته البحرية نحو القطب الشمالى معتمداً على النجم القطبي المسمار، وكانت رحلته بعد مرور كوكب النار بزمنٍ والذي تسبب في ذوبان البحر المُتجمد شمالاً حتى انتهى برحلته البحرية في أبعد نقطة للغروب الشمسي عن القطب الجنوبي، وذلك لأنّ الشمس حين تغرب عن القطب الجنوبي فإنها تغرب عنه في القطب الشمالي في العين الحمِئة عند البوابة الشمالية بالقطب الشمالي منتهى الغروب للشمس شمالاً بأطراف الأرض شمالاً، فوجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ في البوابة الشمالية ووجد عندها المُفسدين في الأرض وهم يأجوج ومأجوج، ولذلك قال الله تعالى عنهم: {وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} .. انتهى
إني لم افتِ قط أن الجليد هو الذي يمنع يأجوج ومأجوج للخروج لديكم؛ بل أفتيت أن البوابة الشمالية ليس عليها جليد؛ بل هي عند العين الحمئة، فكيف عينٌ حمئةٌ وجليدٌ! أفلا تتفكرون؟فأمّا الجليد فهو دونها على مقربةٍ منكم، ولم أقل أن البوابة الشمالية مُغطاة بجليد أخي الكريم وإنما أقصد بذوبان الأقطاب وهي الجبال الثلجية الفاصلة بينكم وبين البوابات شمالاً وجنوباً، ولن يعجزهم الجليد ما دون البوابات بينكم وبينهم عن السفر إليكم! كلا؛ بل الدجال ملك الأرض المفروشة الذي يُخطط ويمكر فلا يريد أن يخرجوا إليكم الآن؛ بل يخرجون إليكم لمراقبتكم صنف من الجنّ والإنس آخر غير يأجوج ومأجوج، ولديهم أسباب للسفر هي أسرع من أسبابكم، والفرق بين سرعتها وسُرعة أسبابكم المتطورة كالفرق بين الذي يذهب يُسافر على رُجليه وأسرع طائرات البشر الحربية، أفلا ترى أن الفرق لعظيم؟ ولولا تلك السُرعة العالية لما استطاعوا أن يصلوا إلى السماء الدُنيا فقُذفوا بشواظ ٍمن نارٍ ونحاسٍ فلم ينتصروا كما لن ينتصر البشر لو يصلوا إلى السماء الدُنيا، فكذلك يُقذفون بشواظٍ من نارٍ ونحاسٍ، ولكن البشر لم يتجاوزوا القمر والمريخ، فتدبر البيان جيداً أخي الكريم بارك الله فيك.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني