بسم الله الرحمن الرحيم
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
"يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا من وراء الحجاب، يا ربّ ما يَدبّ أو يطير، يا ربّ الملكوت وكلّ ما في الملكوت لك عبد، فإياك نعبد ولك نسجد وأنت إلهنا وحدك لا شريك لك، فلن نرضى حتى ترضى؟ لا تبديل للهدف الذي خلقتنا من أجله، فقلوب قومٍ تُحبهم ويحبونك لا تريد أن تهتدي إلى غير النعيم الأعظم من جنات النعيم، ولا تريد أن تبُدّل تبديلاً، فكيف تُبدّل الحقّ بالضلال؟ هيهات هيهات لا تبديل لخلق الله، ولذلك خلقتهم"
اللهم وبحق لا إله الا انت وحدك لا شريك وبحق رحمتك التي كتبت على نفسك وبحق عظيم نعيم رضوانك في نفسك عجّل لخليفتك في الارض بالتمكين والفتح المُبين على العالمين واهدي إلى اتّباع الحقّ كلَّ من تعلم أنّ في قلبه مثقال ذرةٍ من الخير والرحمة بالعباد فإنك أرحم منه، اللهم فارحمه وبصّره بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، رحمةً بعبدك الذي عبد رضوان ربّه في نفسه واتخذه غايته وليس وسيلة لتحقيق الجنّة واجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم تصديقاً لوعدك الحقّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاس أمّةً واحدةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم
فإذا لم تحقّق لنا النّعيم الأعظم من جنات النّعيم فلماذا خلقتنا يا إله العالمين؟ فبعزتك وجلالك لو لم تحقق لنا النّعيم الأعظم من جنات النّعيم رضوان نفسك لأقمنا عليك الحجّة بالحقّ يا إله العالمين أنك ظلمتنا، وأنت قلت وقولك الحقّ:
{{{{ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }}}}
صدق الله العظيم
ولكن إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنات النّعيم فترضى، فليشهد الثقلان وكلّ ما يَدبُّ أو يطير وكفى بالله شهيداً أنّه لو لم يتحقق رضوان نفس الله أرحم الراحمين فإن قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في عصر الحوار من قبل الظهور قد ظُلموا ظُلماً عظيماً لا يساويه ظلمٌ في الوجود، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
"فما خلقتنا من أجل الحياة الدنيا وجنانها ونعيمها ولا من أجل الحياة الآخرة وجنانها ونعيمها؟ فلا حاجة لنا بهذه الحياة الدنيا إلا من أجل أن نتّخذ رضوان نفس الله هو هدف الحياة الدنيا والآخرة، فإذا لم يتحقّق فسُحقاً للحياة الدنيا وسحقاً للحياة الآخرة وسحقاً لجنات النّعيم وسحقاً للحور العين وسحقاً للولدان المخلدين وسحقاً لأنهار العسل المصفّى وسحقاً لأنهار من ماء غير آسن وسحقاً لكلّ شيءٍ في الوجود ما عدا ربّ الوجود الموجود من قبل الوجود، فإذا لم يتحقق رضوان نفسك ربنا ويذهب حزنك خالداً مخلداً فنقول إذاً فلماذا خلقتنا يا إله العالمين؟ فبعزتك وجلالك إنّك لن تُرضي عبيدك قوماً تحبّهم ويحبّونك بملكوتك أجمعين، فأفٍ له يا أرحم الراحمين إذا لم يتحقق رضوان نفسك، وهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات وربّ ما فات وما هو آتٍ لن نرضى بجنّات النّعيم مهما كانت ومهما تكون حتى يتحقق رضوان نفسك ربنا ويذهب حزنك وترضى نفسك، فإيّاك نعبد ولك نسجد ولن نبدّل تبديلاً فلن نرضى حتى ترضى.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
______________________________
تجميع من موسوعة بيانات الإمام ناصر محمد اليماني