بسم الله الرحمن الرحيم، وجمعة مباركة عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار،
فإنّ هذا الرجل يريد أن يتحكّم حتى بقلوبكم ويريد أن يحكم بأنّ عليكم التراجع إذا لم يقتنع! فمن ثمّ نقول: فلَكَم تجهل يقين قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه! وأقسم بالله العظيم لو كلّمهم الله تكليماً من وراء حجابه وعرشه العظيم وسمع صوت الله كلُّ أهل الأرض وهو يقول:
[[ يا أتباع ناصر محمد اليماني يا عبيد رضوان ربّهم، إنّ ربّكم لن يرضى في نفسه أبداً بسبب ظلم عبادي لأنفسهم أفلا تعبدونني طمعاً في جنتي؟" إذاً لكانت حجّة لهم على ربّهم ولقالوا: "يا إله العالمين يا أرحم الراحمين، فهل خلقتنا من أجل نعيم الجنة؟". فمن ثم يردّ عليهم الله بقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} صدق الله العظيم [الذاريات].
فمن ثم يقول قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه: "يا إله العالمين ويا أرحم الراحمين، فهل نعيم جنتك هو أكبر من نعيم رضوان نفسك على عبادك؟". فمن ثم يردّ عليهم الله ربّ العالمين فيقول: سبقت الفتوى في محكم القرآن العظيم أنّ رضوان ربّكم الرحمن هو النعيم الأكبر من نعيم الجنان في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَناتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72]. ثم يقول قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه: ويا إله العالمين يا أرحم الراحمين، فهل الذين لم يرضوا بالنعيم الأصغر حتى تحقق لهم النعيم الأكبر فترضى؛ فهل يكونوا على باطلٍ؟". ]]
وهنا تكون لهم الحجّة على ربّهم لو حدث في الحياة الدنيا هذا الحوار الافتراضي بين الله وقوم يحبّهم الله ويحبّونه.
فَيا أبا هبة تعال لنزيدك علماً عن قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، فهل تعلم أنّهم وحتى ولو لم يتحقّق لهم رضوان نفس الرحمن ولم يذهب حزنه خالداً إلى ما لا نهاية فهل تظنّ قوماً يحبّهم الله ويحبّونه سوف يرجعون عن إصرارهم فيرضون بنعيم الجنة الأصغر وحتى ولو علموا علم اليقين أنّه لن يتحقق رضوان نفس الرحمن على عباده؟ فترى ماذا سوف يقولون؟ فأقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهم وربّ العرش العظيم أن لو يحدث ذلك لقالوا:
[[ "يا إله العالمين بعزّتك وجلالك لن نرضى حتى ترضى، فاجعلنا في صعيدٍ واحدٍ بين الجنة والنار نُكبْكِبُ أحزاننا ونتحسّر على عدم تحقيق نعيمنا الأعظم خالدين ما دمت متحسراً وحزيناً. فما الفائدة من الحور العين وجنات النعيم وأحبّ شيء إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ؟ فبعزّتك وجلالك إنّه ليأخذنا العجب من فرح الشهداء بجنّات النعيم حين وصفت لنا عظيم فرحهم بفضل الله جناتَ النعيم في قولك تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِوَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)} صدق الله العظيم [آل عمران]. وهنا نتعجّب عجباً شديداً إذ كيف يفرحون بنعيم الجنان وربّهم الرحمن لا يزال متحسراً وحزيناً على عباده المتحسرين النادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم! ولكنّ الشهداء باعوا لربِّهم أنفسهم وأموالهم مقابل تحقيق جنّات النعيم ولم يُخلفهم الله ما وعدهم فنحن أولى وأحقّ منهم أن تحقق لنا النعيم الأعظم من جنات النعيم فترضى يا أرحم الراحمين". ]] انتهى الحوار الافتراضي.
ويا أبا هبة، أقسم بالله العظيم أنّ كلَّ من كان من عبيد النعيم الأعظم ذكراً أو أنثى فإنّه يجد الردّ في الحوار الافتراضي حاضراً في قلبه وأنّه حقاً كان سيردّ بنفس ما ردّ به عبد النعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وبالضبط لا شك ولا ريب دونما اختلاف بين قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه؛ بل إحساسٌ واحدٌ ومنطقٌ واحدٌ وهو نفس ما في قلب إمامهم بالضبط، ونقول تشابهت قلوبهم بالحقّ يا أبا هبة.
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=168431