الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 01 - 1432 هـ
01 - 01 - 2011 مـ
05:27 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة ]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=10969
ـــــــــــــــــــــــ
مواصلة الحوار في الرابطة العلميّة العالميّة للأنساب الهاشميّة ..
بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار ما تعاقب الليل والنهار عداد ثواني الدهر والشهر إلى اليوم الآخر، أما بعد..
وهذا ردّ المهديّ المنتظَر بالقول المختصر إلى فضيلة الشيخ أبي فراس الزهراني وكنا نظنّه من خير الناس ولا يزال الظنّ به حسناً، وأقول أهلاً وسهلاً بشخصكم الكريم لحوار الإمام ناصر محمد اليماني في هذا الموقع المبارك والمحايد، وإن رحبت بكم في هذا الموقع وأنا مجرد ضيف فيه فذلك تطبيق للمثل اليماني لدينا يقولون (الضيف الأول يرحب بالأخير).
وما أريد قوله لأخي في الله أبي فراس الزهراني هو أنني أُبشرك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يحفظُ من الكتاب إلا قليلاً، ولكن اسمح لي حبيبي في الله أن أعلن لك نتيجة الحوار مسبقاً فإنّك وجميع علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم لن تستطيعوا أن تقيموا الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني من محكم كتاب الله لئن استجبتم لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم.
ويا قوم، إنّي أقسمُ بربّ العالمين أنْ ليس إعلاني بنتيجة النصر من قبل الحوار غروراً بذاتي وذكائي حاشا لله ربّ العالمين وإنما ثقةٌ بمعلمي سبحانه وتعالى علواً كبيراً كوني أعلمُ أني لم أفترِ على الله أنّه اختارني الإمام المهديّ المنتظَر، كلا وربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم فإني تلقيت الفتوى من ربي أنني الإمام المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب، إذاً يا قوم فإمّا أن أكون حقاً لمن الصادقين وإمّا أن أكون من الكاذبين، ولكن لكل دعوى برهان فلنحتكم إلى القرآن إلى آيات الكتاب البيّنات هنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ البين كمثل فتوى الله في العذاب الآخر غير عذاب يوم الحساب في قول الله تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ ۖ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿٦١﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالملأ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
وما نستنبطه من هذه الآيات أنّ النار بالفضاء الكوني من حول الأرض والكفار ينالهم نصيبهم من العذاب فيها من بعد موتهم مباشرةً قبل يوم الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿٣٧﴾ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ونستنبط أنّ الأمم الخالية هي التي أفناهم الله من قبلهم من الذين كذبوا رسل ربهم، وأمّا الأمّة التي أهلكهم الله من بعدهم فهي الأمّة التي تليهم، ونستنبط من ذلك أن العذاب البرزخيّ أنّه في النار لا شكّ ولا ريب وذلك نصيبهم من العذاب البرزخيّ ينالونه بإذن الله مباشرةً من بعد موتهم مباشرةً يتمّ إدخالهم في نار جهنم في ذات جهنم وليس في حُفرة السوءة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وكذلك نأتي لقول الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [النحل].
ونأتي لسؤال الكفار من بعد الموت مباشرةً يلقي إليهم بالسؤال الملك عتيد فيقول ماذا كنت تعمل في الحياة الدنيا فأنكر الكفار ما كتبه المَلًكْ عَتيد؛ ولكلٍّ مَلَكٌ اسمه عتيد. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل]، فهم أنكروا ما كتبه الملك عتيد أي أنكروا أعمال السوء ولذلك جاء الجواب من الملك عتيد: {بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم.
وقال الملك عتيد: "بلى كنت تعمل السوء، إنّ الله عليم بما كنتم تعلمون، سوف يحكمُ بيني وبينك يوم الحساب كوني لم أظلمك شيئاً ولم أكتب عليك ما لم تفعل"، ثمّ يتم ادخالهم من أبواب جهنم إلى النار ليقضوا نصيبهم من العذاب البرزخيّ من بعد موتهم وقبل بعثهم، ولذلك قال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل].
وكذلك نجد الفتوى في دخولهم النار فور موتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر]. فتلك آياتٌ مُحكماتٌ من آيات أمّ الكتاب البيّنات تفتي بأنّ العذاب البرزخيّ هو للكفار بشكلٍ جماعيٍّ في نار جهنم في ذات جهنم وليس أشتاتاً في قبورهم كما تعتقدون.
ولربّما يودّ فضيلة الشيخ الزهراني المحترم أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني فهل العذاب البرزخيّ هو على النفس في علم الله من دون الجسد؟". ثم يجيب عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، ومن خلال ذلك نستنبط أن العذاب هو على النفس من دون الجسد {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾} [الإسراء]، ولذلك قالت ملائكة الموت: {أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم.
ويا أحبتي في الله أتريدون أن تجعلوا للكافرين والملحدين عليكم سلطاناً مبيناً بسبب عقيدتكم بأنّ العذاب من بعد الموت على الجسد والروح معاً في القبر؟ فلم تبعثونه قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور؟ ألم يقُل الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون]؟
إنما ذلك من افتراء شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدّوا البشر عن اتباع الذكر كون الباحثون عن هذه العقيدة من كفار البشر في أنّ العذاب من بعد الموت مباشرةً على الروح والجسد معاً في حفرة السوءة لن يجدوا مما يعتقده المسلمون شيئاً ومن ثم يعيدهم الشيطان في الشكّ في دين الله ومعتقدات المسلمين أنّ ليس لها أي أساس من الحقّ على الواقع الحقيقي كون النار شيء يُرى للناظرين، ولكن الباحثين لن يجدوا مما يعتقده المسلمون شيئاً وذلك ما يرجوه شياطين البشر من هذا الافتراء، وما أكثر أحاديث القبر! وأما الكافرين فيظنون أنّ الذي أفتاكم عن عذاب القبر هو الله في القرآن، وما داموا لم يجدوا حقيقة هذا المُعتقد ثم يكفرون بهذا القرآن العظيم ويرتدون عن اتِّباعه وذلك ما يبغيه المُفترون من فرية عذاب القبر.
فاتقوا الله أحبتي في الله فإنّكم تعرضون عن اتباع ناصر محمد اليماني الذي يتبع ما تنزل على محمد صلى الله عليه وآله وجميع المسلمين ولم آتِكم بدينٍ جديدٍ بل للعودة إلى منهاج النبوّة الأولى على ما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً. واعلموا أنّ السُّنة النبويّة الحقّ من عند الله ومن كفر بحديثٍ حقٍّ فيها فليعلم أنّه حتماً لا شكّ ولا ريب كفر بإحدى آيات الكتاب القرآن العظيم. ألا والله لو لم تخالف عقيدتكم لمحكم كتاب الله القرآن العظيم لما كذبتُ بها يا قوم ولكن أعلمُ أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله في السُّنة النبويّة فإنّه حديث جاءكم من عند غير الله، أفلا تعلمون أنّ القرآن وسُنة البيان جميعهم من عند الله نورٌ على نورٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
فاتبعوا قرآنه وبيانه فإنهم نورٌ على نورٍ ولا تفرّقوا بين الله ورسوله فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ فيسحتكم الله بعذابٍ من عنده إني لكم ناصحٌ أمينٌ. فلم يجعلني الله من القرآنيين الذين يزعمون أنهم يتبعون قرآنه ويعرضون عن سُنة بيانه ومن ثمّ أضاعوا فرضين من الصلوات، ولم يجعلني الله من أهل السُّنة والجماعة من الذين يتّبعون سنة بيانه ويذرون قرآنه المحكم وراء ظهورهم وكأنهم لا يعلمون آيات الكتاب المحكمات كما أعرض أبو حمزة عن البرهان المبين الذي جادلنا به أبو حمزة ونفينا عذاب القبر في حفرة السوءة وأثبتناه من الكتاب جميعاً في نار جهنم كونهم يرون بعضهم بعضاً وليس أشتاتاً في القبور ولذلك قالوا: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالملأ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
ويا فضيلة الشيخ أبو فراس أرجو أن لا تفعل كما فعل أبو حمزة فتُعرض عمّا جئتكم به من البرهان المبين من محكم الكتاب للإثبات بالبرهان الحقّ أنّ العذاب من بعد الموت هو على النفس من دون الجسد في نار جهنم.
وأنت بالروح لا بالجسم إنساناً، أفلا تعلمون أنّ الحياة سرّها هو في الروح وإنما يموت الجسد لفراقها كون الروح هي الحياة؟ ولكن عقيدتكم أنّ الروح لا تحيا إلا بالجسد وإنهم لخاطئون، فكيف تحتاج قدرة الله للجسد؟ أفلا تعلمون أن الروح هي من أمر قدرته تعالى كن فيكون؟ فهي التي تجعل الجسد حياً وإذا فارقته فارق الحياة. إذاً سر الحياة والحواس الخمس هي في الروح وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.
ويا عباد الله اتّبعوني أهدِكم صراطاً سوياً، ويا فضيلة الشيخ أبا فراس المحترم فلنجعل الحوار الآن حصرياً في إثبات العذاب من بعد الموت وقبل يوم الحساب. فأمّا الإمام ناصر محمد اليماني فجاهدكم بالبرهان المبين أنّ العذاب من بعد الموت هو في النار على النفس من دون الجسد الذي في القبر كونكم بسبب تلك العقيدة الباطل التي ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن قد شكّكتم الناس في دين الإسلام الحقّ من ربّ العالمين فهم يظنون أنّ الله أفتاكم بعذاب القبر في محكم الذكر ولذلك كفروا به كونهم لم يجدوا مما تعتقدوه شيئاً ولكنكم تعلمون أنّ الله ما أنزل بعذاب القبر من سلطان وليس أنّ ناصر محمد اليماني يُنكر عذاب القبر بحجّة أنه لا يوجد له برهان في القرآن؛ بل أنا المهديّ المنتظَر أنكر عذاب القبر كونه مُخالف لفتوى الله في محكم الذكر أنّ العذاب من بعد الموت هو في النار في ذات النار فلنجعل في ذلك الحوار بيني وبين أبي فراس ونأمر كافة الأنصار في عصر الحوار من قبل الظهور بعدم التدخل بين أبي فراس والمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
وأشكر هذه الطاولة المباركة بقيادة فضيلة الشيخ الكريم سيادة رئيس الرابطة الشريف محمد بن علي الحسني حفظه الله ورعاه فهو ليس من أنصاري ولا من الذين يحاربون دعوتي كونه لا يريد أن يظلم نفسه فيحكم على الإمام ناصر محمد اليماني من قبل أن يستمع إلى قوله ويتدبّر في برهان علمه هل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ أم إن ناصر محمد اليماني من المهديين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيتّبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ فهذا شيء يدركه أولو الألباب الذين يتدبّرون في البيان الحقّ للكتاب فإذا هم يجدونه برهاناً من ربّ العالمين هم به مؤمنون من قبل أن يأتيهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فكيف يكذبون بالحقّ من ربّهم! وأولئك الذين هدى الله من كافة الأمم وهم الذين لا يحكمون على الداعية من قبل أن يسمعوا قوله ويتفكّرون في سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق أم إنه مجنون؟ وأولئك بشّرهم الله بالهدى إلى الحقّ. وقال الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وأما الذين يحكمون من قبل التدبّر والتفكّر في منطق وقول الداعية فأولئك قوم لا يتفكّرون ولم يهدِهم الله إلى الحقّ كونهم ليسوا من أولي الألباب المتفكّرين.
ويا فضيلة الشيخ أبو فراس، لا يزال المهديّ المنتظَر يكرر عليك في الحوار أن لا ننتقل إلى موضوعٍ آخر حتى نخرج بنتيجة في عذاب القبر هل في حفرة السوءة أم في نار جهنم في ذات جهنم، فلنجعل الحَكم بيننا هو ربّ العالمين ومن أحسن من الله حكماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
وإنما نستنبط لكم تفصيله من ذات تنزيله ولم آتيكم بشيء من عندي اجتهاداً من ذات نفسي بل بآياتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب من أعرض عنها فاتبع ما يخالفها فهو من الفاسقين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
حتى إذا انتهينا من الحوار في عذاب القبر ومن ثم ندخل في الحوار في نفي الرجم، ولربما توافق بعض أحكام الحقّ للإمام المهدي أحكام قومٍ آخرين فلا تظنّوا أنّ الإمام المهدي منهم بل حتماً ستجدونّني أخالفهم في أحكام أخرى في الدين فأصدّقُ طائفةً غيرهم ثم أخالفهم في حكمٍ آخر وأصدق فرقةً أخرى.
ويا قوم، إنما أنا الإمام المهدي جعلني الله حكماً بالحقّ بين المختلفين وأنا من عامة المسلمين ولم أكن يوماً ما من علمائهم من خطباء منابرهم وكفى بالله شهيداً، ولكنّ الله يصطفي من يشاء ويختار ما كان لكم الخيرة من الأمر سبحانه وتعالى عمّا يشركون. وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم؛ بل حَكَمٌ بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون. وأشهدُ الله أنّني المهديّ المنتظَر أعلن الكفر المطلق بالتعدديّة المذهبيّة في الدين فأدعوا المسلمين إلى جمع شملهم وتوحيد أمّتهم من بعد تفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون من العلم وهو باطل ما لديهم مفترى ما خالف منه لمحكم القرآن العظيم، وإنما ينكر المهديّ المنتظَر ما خالف لمحكم القرآن العظيم، وأمّا الذي لا يتناقض مع القرآن فأرجعه إلى العقل والمنطق وكما يقول المثل اليماني (إذا كان العالم بمجنون كان المُستعلم بعقله).
فاتقوا الله يا أولي الألباب فقد اقترب كوكب العذاب كوكب سقر وهو بما يسمونه الكوكب العاشر؛ ذلكم كوكب العذاب سبق وأن أثبتناه في محكم الكتاب، وعلى كلّ حالٍ فلا أزال أذكر فضيلة الشيخ أبو فراس أن لا ننتقل من الحكم في موضوع العذاب من بعد الموت إلى موضوعٍ آخر حتى نخرج بنتيجةٍ منه، وليس يعنى أنّ ناصر محمد اليماني إذا غلب من يحاوره في موضوع عذاب القبر أنه قد أصبح هو المهديّ المنتظَر فلا يكفي ذلك البرهان وحده بل لا بد أن يهيمن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على من يحاوره في كافة المسائل العقائديّة والفقهيّة في دين الله الإسلام، فلا تجدون عالماً يحاجّني من القرآن العظيم إلا هيمن عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بسلطان العلم المحكم من محكم كتاب الله وحتى ولو جادلوني بالمتشابه من القرآن فإني به عليم بإذن الله، فلسوف آتيهم بالتأويل الحقّ له من ذات الكتاب وإنا لصادقون. والمهم لدينا هو أنكم لا تستطيعون أن تهيمنوا على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إذا استجبتم دعوة الاحتكام إلى الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].
وما على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من محكم كتابه بآيات بيّنات لعالِمكم وجاهلكم فذلك بيني وبينكم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخو علماء الدين وأمّتهم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
_________________