[لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان]
https://mahdialumma.net./showthread.php?p=206867
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 01 - 1437 هـ
25 - 10 - 2015 مـ
03:29 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله الطيبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين أمّا بعد..
ويا أيها المحاور الذي يسمّي نفسه (المتابع)، إن كنت تريد الحقّ فحقيقٌ لا نقول على الله إلا الحقّ بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن، وسوف نجعل البيان مُرَكَّزاً على حقيقة سنّ الولدان المخلدين حسب طلبك ورجائك في أحد الردود بعدم التفصيل إلا في سنّ الولدان، ولسوف نفتيك بالحقّ.
حقيقٌ لا نقول على الله إلا الحقّ، فإنّهم الشباب الجُرد المُرد اللِّحى في بداية شبابهم فلا هُم صغارٌ ولا هم كبارٌ؛ بمعنى أنّهم يستطيعون أن ينجبوا ذرّيات لهم بمعاشرة أزواجهم برغم أنّهم لا يزالون جُرد اللّحى كونهم بالغون في بداية زهرة شبابهم. وسوف نُحقِّق لك طلبك ويتمّ التركيز على بيان حقيقة الولدان المخلدين وسنّهم.
ويا معشر السائلين عن الولدان المخلدين فسوف نبيّن طائفةً من الولدان المخلدين، فإنّهم من ذرّيات البشر في جنات النعيم آباؤهم من البشر الذكور وأمّهاتهم من الحور العين وذلكم في النشأة الأخرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ (58) أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62)} صدق الله العظيم [الواقعة].
ونستنبط من ذلك عن ذرّياتٍ للبشر في حرث حور عين زوجاتٍ لا تحيطون بهنّ علماً ومِمَّ خلقهنّ الله كونهنّ لسنَ من ذرّيات البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)} صدق الله العظيم. أي ويخلقكم في حرث أزواجٍ لا تحيطون بهنّ علماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} صدق الله العظيم [السجدة].
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ذكر الله إخفاءهنّ عن الآخرين من حولهم؟ والجواب كونهنّ مقصوراتٌ من الخروج في خيامهنّ ينتظرنَ عباد الله المقربين. تصديقاً لقول الله تعالى: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75)} صدق الله العظيم [الرحمن].
والسؤال الذي يطرح نفسه مرةً أخرى، لماذا تُسَمّى طائفةٌ من سكان الجنة بالولدان المخلدين؟ وذلك لكونهم شبابٌ مخلدون في شبابهم في سنّ الشباب الأول؛ مُرد اللّحى ما بين العشرين ودون الثلاثين، وكذلك سنّ كافة أصحاب جنات النعيم يبعثهم الله في سنّ الشباب الأول ما بين العشرين ودون الثلاثين. تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: [يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْداً مُرْداً مُكَحَّلِينَ] صدق عليه الصلاة والسلام. فهم كذلك في سنّ الولدان ما بين العشرين ودون الثلاثين، فلا يكبرون فيشيبون فيهرمون ولا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى في الحياة الدنيا.
وعلى كل حالٍ، بالنسبة للولدان المخلدين فتمّ إنجابهم في الجنة، ويتوقف سنّهم في سنّ الولدان وهو سنّ الشباب الأول، ويتخلد سنّهم على ذلك السن خالدين. ولقد جادَلَنا (المتابع) جدلاً كبيراً وأقام الدنيا وأقعدها على سنّ الولدان وقال إنّهم الصغار الذين لا يزالون في سنّ الطفولة. ولكنّ الإمام ناصر محمد اليماني يفتيكم بالحقّ:
إنّ الولدان هم طائفةٌ من الرجال في سنّ الشباب الأول مُرد اللّحى برغم بوارق لحاهم وشواربهم ولكن لا تزال جرداء لم يتخللهن المقصّ، ويسمّون بالشباب الجُرد المُرد.
وعلى كل حالٍ، حين تتدبّرون في الآيات التي ذكر الله فيهنّ الولدان في الحياة الدنيا لسوف تعلمون علم اليقين أنّهم لم يعودوا أطفالاً؛ بل شباباً مرد اللحى وقادرين على القتال. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:75].
فأمّا المقصود بالرجال هنا فيقصد أصحاب اللّحى ما بين كهلٍ وشيبةٍ، وأمّا الولدان فهم الشباب مُرد اللّحى في سنّ الشباب الأول. ولذلك قال الله تعالى: {وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} صدق الله العظيم، فهم ليسوا بأطفالٍ كما يزعم (المتابع). وكذلك تجدون نفس البيان لسنّهم في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧﴾ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فتدبّروا يا معشر الباحثين عن الحقّ في هذه الثلاثة الأصناف التي لم يُرفع عنها القلم من الهجرة في الأرض بالفرار بدينهم إلا أن يحبسهم عذرٌ شرعيٌّ وهو عدم القدرة على المهاجرة سواء يكونون من الرجال في سنّ الكهولة أو الشيبات أو الشباب الولدان، والمهم أننا نستنبط أنّ الولدان لم يُرفع عنهم قلم الهجرة إلا بعذرٍ شرعيٍّ وهي عدم القدرة على الهجرة فلا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧﴾ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وإذا تدبرتم الآية حقّ تدبرها تجدوا أنّ القلم ليس مرفوعاً عن الولدان كونهم الشباب والشابات في سنّ الشباب الأول وأصبحوا مكلّفين ومحاسبين إلا إذا لم يستطيعوا حيلةً ولا يهتدون سبيلاً بالفرار بدينهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم، فأمّا الرجال فهم أصحاب اللّحى وكبار السنّ وأمّا الولدان فهم الشباب مرد اللّحى.
ويا أيها المتابع، إنّما جئتنا للصدّ عن البيان الحقّ للكتاب، وتتمنى أن تدخل ولو من خرم إبرة لتقيم الحجّة على ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط، وهيهات هيهات وسوف يحكم الله بيني وبينك أيّنا يريد الحقّ ولا غير الحقّ وأيّنا يريد الباطل وتأخذه العزّة بالإثم، فبالله عليك هل تستطيع أن تفتي أنّه يقصد الأطفال في قول الله تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم؟
وغرّك ذكر الرجال أصحاب اللّحى ونفيت الولدان مُرد اللّحى، ونسيت أن تتدبّر أنّه لم يرفع عنهم قلم الهجرة إلا إذا لم يستطيعوا حيلةً ولا يهتدون سبيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [النساء]. فانظر لقول الله تعالى: {وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم. فهل تراه يخاطب أطفالاً يا رجل أم الشباب المرد اللّحى؟
وعلى كلٍّ أشكرك لأنّك أبَيْتَ تفصيل أزواج الولدان المخلدين في الجنة كون من النساء من تحبّ زوجها حبّاً شديداً فهي لا تريد سواه في الآخرة، وعلى كلّ حالٍ نحن لا نفتيها أنّ الله لن يزوجها بمن تشاء كون الله وعد الصالحين بتحقيق ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدّعون، ولكن النسوة في مصر قطعن أيديهنّ بسبب جمال يوسف فكيف إذاً لو شاهدنَ الولدان المخلدين كأمثال اللؤلؤ المكنون! وهل خلق الله جمالهم عبثاً؟ سبحانه! ونعلم من الله ما لا تعلمون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________