سلام الله على أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار إنّ القرآن هو كلام الله الحقّ الذي نجده حقيقة على الواقع و قد خاطب الله به ابتداء قوما ذو لسان عربيّ مبين و أقام عليهم الحجّة و على قوم يأتوا من بعدهم في شتّى مجالات العلوم و الحياة و قال لهم: فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ. و جاء التعريف الحقّ من الله سبحانه و تعالى عن الصابئين و جعل كلمته العليا و كلمة الذين كفروا هي السفلى و بعد استهزاء قريش بالمؤمنين الذين كانوا حول رسول الله صلى الله علي و سلّم و نعتهم بالصابئين ظنّا منهم بأنّها معرّة لهم جعلها الله تزكية في حقّهم و دليل إيمان و كفر بشرك قومهم و ردّة عن فساد عقيدتهم فقال جلّ في علاه:إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. فسبحان الله كيف يجعل الذين لا يعلمون المسلمين كالكافرين مالهم كيف يحكمون قال تعالى: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39).